الدكتور مناحي
19 / 11 / 2002, 51 : 02 AM
الأمراض العقلية ( Mental Illness ) : المرض العقلي هو كل اضطراب سلوكي ، وظيفي أو عضوي ، يكون من الخطورة بحيث يتطلب عون الطبيب ، وربما دخول المستشفى ، وقد ظل الأطباء إلى عهد قريب يصنفون الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية ( Psychiatric Disorders ) في زمرة واحدة ، ثم رأوا أن هذين النوعين من الأمراض يختلفان عن بعضهما البعض ، فالأمراض العقلية هي تلك التي تنشأ عن آفة في الدماغ ، وأما الأمراض النفسية فهي التي تنشأ عن أسباب غير دماغية ، مثل التعرض لتجارب اجتماعية قاسية ، أو ظروف تربوية منحرفة ، أو فقدان عزيز ، أو ما شابه ذلك من العوامل التي تؤدي إلى اضطرابات نفسية مختلفة .
والأمراض العقلية على درجات ، بعضها خفيف لا يؤثر كثيراً في المحاكمات العقلية للمريض ، وبعضها شديد يؤثر تاثيراً سيئاً في الملكات العقليـة ، مثل : التخلُّف العقليّ ( Retardation Mental ) ، والعَتَه ( Idiotism ) ، والبَلاهَة ( Amentia ) وقد يصل بعضها إلى درجة الجنون (Madness ) أي ذهاب العقل !
وأسباب الأمراض العقلية متباينة ، فقد تكون وراثيَّة كالشُّذوذ الخَلْقيِّ في الصِّبغيات ( متلازمة كلاينفلتر ومتلازمة داون أو المنغولية .. ) وقد تكون مُكْتَسَبة مثل ( الرضوض الدماغية ، ونقص الأكسجين الذي يحصل في بعض حالات تعسر الولادة ، والأمراض التنكسية المزمنة في المخ .. ) وبعض الأشخاص الذين يتقدَّم بهم العمرُ يصابون بما يسمى خَرَف الشَّيخوخة ( Dementia Senile ) ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحالة في قوله تعالى : (( واللهُ خلقَكم ثمَّ يتوفَّاكُم ، ومنكم مَنْ يُرَدُّ إلى أرذَلِ العُمُرِ لِكَيْ لا يعلمَ بعدَ علمٍ شيئاً ، إنَّ اللهَ عليمٌ قديرٌ )) النحل 70 ، ومن أعراض العته والتخلف العقلي والخرف : ضعف الذاكرة ، والإهمال ، وقلـة الفهم ، واختلاط الكلام ، وفساد التدبير ، والميل للهمود أكثر من المرح(45) ، ولهذا رُفع التكليف عن المتخلف عقلياً ، وبما أن درجات التخلف العقلي تتفاوت من حالة إلى أخرى ، وبما أنَّ المتخلِّفَ عقلياً يظلُّ في بعضها قادراً على التمييز ، فقد اعتبره بعض الفقهاء في تصرفاته كالصبي المميز العاقل ، أي يترتب على أفعاله ما يترتب على أفعال الصبي المميز من حيث الوجوب والأداء والضمان ونحوه .
وقد يكون الشخص سليماً تماماً من الناحية العقلية ، ولكنه غير راشد عقلياً ، أو لا يُحْسِنُ بعضَ التصرُّفاتِ ، وهو ما يسمى في الفقه باسم ( السَّفَه ) وهو درجاتٌ بعضها أشدُّ من بعض ولكنها لا تصل إلى درجة المرض العقلي ، وقد يستمر السفه بالإنسان بعد البلوغ فلا يَرْشُدُ ، وقد يحصل السفه فيما بعد كأن يصاب بالجنون ثم يشفى ويبقى فيه خفة في العقل ، أو يطرأ عليه السفه بعد الرشد لأسباب مرضية أو تربويَّة أو اجتماعية ، ولا يؤثر السفه في أهلية الشخص فيما يتعلق بحقوق الله عزَّ وجلَّ ، لأنَّ السَّفيهَ يعقل الخطابَ الإلهي ، فلا يُعْذَرُ في شيءٍ من العبادات ونحوها .
وأما تصرفات السفيه المتعلقة بحقوق العباد فقد اختلف الفقهاءُ فيها ، والراجح أن اختلافهم يرجع إلى تفاوت درجات السَّفَه التي واجهها كلٌّ منهم ، ولهذا ذهب بعضُهم إلى أنَّ السَّفيه كالصَّبي المميز في تصرفاته ، فلا اعتبار لبعض تصرفاته وبخاصة تصرفه بماله من بيع أو هِبَةٍ أو توكيل ، بل يُحْجَر عليه ، ولا يُرفع الحَجْرُ عنه إلا بعد إيناس رشده ، لقوله تعالى : (( ولا تُؤتوا السفهاءَ أموالكم التي جعل اللهُ لكم قياماً وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولاً معروفاً * وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النِّكاحَ فإنْ آنَستُمْ منهُم رُشْداً فادفَعوا إليهم أموالَهم )) .
ملاحظة : هذه مقدمة و للحديث بقية عن متلازمة داون ...
والأمراض العقلية على درجات ، بعضها خفيف لا يؤثر كثيراً في المحاكمات العقلية للمريض ، وبعضها شديد يؤثر تاثيراً سيئاً في الملكات العقليـة ، مثل : التخلُّف العقليّ ( Retardation Mental ) ، والعَتَه ( Idiotism ) ، والبَلاهَة ( Amentia ) وقد يصل بعضها إلى درجة الجنون (Madness ) أي ذهاب العقل !
وأسباب الأمراض العقلية متباينة ، فقد تكون وراثيَّة كالشُّذوذ الخَلْقيِّ في الصِّبغيات ( متلازمة كلاينفلتر ومتلازمة داون أو المنغولية .. ) وقد تكون مُكْتَسَبة مثل ( الرضوض الدماغية ، ونقص الأكسجين الذي يحصل في بعض حالات تعسر الولادة ، والأمراض التنكسية المزمنة في المخ .. ) وبعض الأشخاص الذين يتقدَّم بهم العمرُ يصابون بما يسمى خَرَف الشَّيخوخة ( Dementia Senile ) ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحالة في قوله تعالى : (( واللهُ خلقَكم ثمَّ يتوفَّاكُم ، ومنكم مَنْ يُرَدُّ إلى أرذَلِ العُمُرِ لِكَيْ لا يعلمَ بعدَ علمٍ شيئاً ، إنَّ اللهَ عليمٌ قديرٌ )) النحل 70 ، ومن أعراض العته والتخلف العقلي والخرف : ضعف الذاكرة ، والإهمال ، وقلـة الفهم ، واختلاط الكلام ، وفساد التدبير ، والميل للهمود أكثر من المرح(45) ، ولهذا رُفع التكليف عن المتخلف عقلياً ، وبما أن درجات التخلف العقلي تتفاوت من حالة إلى أخرى ، وبما أنَّ المتخلِّفَ عقلياً يظلُّ في بعضها قادراً على التمييز ، فقد اعتبره بعض الفقهاء في تصرفاته كالصبي المميز العاقل ، أي يترتب على أفعاله ما يترتب على أفعال الصبي المميز من حيث الوجوب والأداء والضمان ونحوه .
وقد يكون الشخص سليماً تماماً من الناحية العقلية ، ولكنه غير راشد عقلياً ، أو لا يُحْسِنُ بعضَ التصرُّفاتِ ، وهو ما يسمى في الفقه باسم ( السَّفَه ) وهو درجاتٌ بعضها أشدُّ من بعض ولكنها لا تصل إلى درجة المرض العقلي ، وقد يستمر السفه بالإنسان بعد البلوغ فلا يَرْشُدُ ، وقد يحصل السفه فيما بعد كأن يصاب بالجنون ثم يشفى ويبقى فيه خفة في العقل ، أو يطرأ عليه السفه بعد الرشد لأسباب مرضية أو تربويَّة أو اجتماعية ، ولا يؤثر السفه في أهلية الشخص فيما يتعلق بحقوق الله عزَّ وجلَّ ، لأنَّ السَّفيهَ يعقل الخطابَ الإلهي ، فلا يُعْذَرُ في شيءٍ من العبادات ونحوها .
وأما تصرفات السفيه المتعلقة بحقوق العباد فقد اختلف الفقهاءُ فيها ، والراجح أن اختلافهم يرجع إلى تفاوت درجات السَّفَه التي واجهها كلٌّ منهم ، ولهذا ذهب بعضُهم إلى أنَّ السَّفيه كالصَّبي المميز في تصرفاته ، فلا اعتبار لبعض تصرفاته وبخاصة تصرفه بماله من بيع أو هِبَةٍ أو توكيل ، بل يُحْجَر عليه ، ولا يُرفع الحَجْرُ عنه إلا بعد إيناس رشده ، لقوله تعالى : (( ولا تُؤتوا السفهاءَ أموالكم التي جعل اللهُ لكم قياماً وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولاً معروفاً * وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النِّكاحَ فإنْ آنَستُمْ منهُم رُشْداً فادفَعوا إليهم أموالَهم )) .
ملاحظة : هذه مقدمة و للحديث بقية عن متلازمة داون ...