الدكتور مناحي
15 / 04 / 2003, 44 : 04 PM
الأخوة الأعزاء في منتدى جاش
رحبوا معي بأحد كتاب جريدة الوطن السعودية ، وله مشاركات مميزة كان أخرها قد نشر في جريدة الوطن يوم السبت 10 صفر 1424 هـ الموافق 12ابريل 2003 م، بعنوان "سطور التاريخ باتت غير واضحة... حمامة سلام أم مروحية أبا تشي".
الموضوع :
الحرب التي أنهت كل الحروب.. كان عنواناً كتبه جمال خاشقجي لمقاله في صحيفة "الوطن"، يوم الخميس الموافق 10 أبريل 2003 م.
فبقدر تفاؤل خاشقجي بقدر قلقي، حيث إنني مازلت أشم رائحة الهيمنة الغربية تنتشر في المنطقة ولن تتوقف إلا عندما يستبدل العرب ثيابهم بربطة عنق. لقد قال التاريخ الغربي يوماً مثلاً صغيراً جداً "حرر واترك" والتحليل والقراءة الآن يقولان عكس ذلك، لذا لم يعد التاريخ واضح السطور فالقراءة وبالذات للتاريخ العربي تأتي دائماً متعثرة وبمفاجآت، والدليل هو الحدث الأخير، فعلى الرغم من أن نتيجة الحرب كانت متوقعة (تمكن التحالف الأنجلو أمريكي من النظام العراقي)، إلا أن الانسحاب العراقي السريع وعدم المقاومة لم يكونا متوقع إطلاقاً، أنا لا أشكك بشجاعة العراقيين العرب الأحرار لكنني مضطر لاسترجاع حكمة في الذاكرة تقول "في الاتحاد قوة" وبالتالي فإن في التفرقة ضعف.. ومن هذا المنطلق ومهما كان الاتحاد (غربي غربي، أم غربي عربي) فإن القوة تنتصر على الضعف.
لقد أصبح الغربيون يتحدون في تحالفات ضد العرب، كما أنهم يحتضنون المعارضة من أبناء الجلدة لإيجاد مبررات لقراراتهم بنشوب الحرب ضد أي نظام، ربما لم يكونوا بحاجة لهذه المبررات ولكنها احترام وحياء من وجه الديمقراطية في محاولة لعدم خدشها، لقد باتت الديمقراطية تصدر إلى دول العالم الثالث كالأدوية.. لا شيء يدعو إلى التفاؤل سوى ارتقاب نهضة يحدد سقفها لنا الغرب.
لقد خلفت هذه الحرب هستيريا في أوساط المثقفين والمحللين السياسيين، نتيجة تضارب ما ترصده عدسات الكاميرا وشاشات التلفزة العربية والعالمية من مقاومة شرسة للعراقيين ضد الاحتلال وغزو التحالف في بداية الحرب وانتهاءً بسقوط بغداد بسرعة لم تعهدها أي ثورة في التاريخ.. ألم أقل إن سطور التاريخ أصبحت باهتة وغامضة وبالتالي فالقراءة للأحداث أصبحت غير واضحة. لا شيء صادق في قراءة التاريخ سوى تكرار الخيانة منذ عام 48 ميلادية في فلسطين حتى سقوط بغداد الآن.
أتفق مع الكاتب بأن بعض الأمور بعد مخاض الحرب ستتجه نحو الأفضل إلى طريق التنمية وإعمار ما خلفته الحرب فالقنابل والصواريخ قد توقفت الآن، ولكن في المقابل لا بد أن نعترف بأن الخوف سيلامس العمق لدى بعض الأنظمة بعدما كان على السطح عند بعضها، ربما كانت سوريا قادرة على طرد هذا الخوف، أنا أتحدث هنا عن الخوف لا عن النتائج والعواقب المترتبة على طرد هذا الخوف.
إنها الحرب التي أنهت كل الحروب بقبول الاستسلام والانقياد المطلق وإلا فهي الحرب التي تشير إلى أولى الحروب.
رحم الله فلسطين، رحم الله البوسنة، رحم الله أفغانستان، رحم الله بغداد.. إنه زمن استبدلت فيه حمامة السلام بمروحية أباتشي واستبدل فيه غصن الزيتون بعربات مصفحة. ربما كانت مشكلتي بأن أنفي مازال يشم رائحة تقليب التربة وزراعة الأنظمة والألغام واقتلاع جذور الأمل والأحلام.
رحبوا معي بأحد كتاب جريدة الوطن السعودية ، وله مشاركات مميزة كان أخرها قد نشر في جريدة الوطن يوم السبت 10 صفر 1424 هـ الموافق 12ابريل 2003 م، بعنوان "سطور التاريخ باتت غير واضحة... حمامة سلام أم مروحية أبا تشي".
الموضوع :
الحرب التي أنهت كل الحروب.. كان عنواناً كتبه جمال خاشقجي لمقاله في صحيفة "الوطن"، يوم الخميس الموافق 10 أبريل 2003 م.
فبقدر تفاؤل خاشقجي بقدر قلقي، حيث إنني مازلت أشم رائحة الهيمنة الغربية تنتشر في المنطقة ولن تتوقف إلا عندما يستبدل العرب ثيابهم بربطة عنق. لقد قال التاريخ الغربي يوماً مثلاً صغيراً جداً "حرر واترك" والتحليل والقراءة الآن يقولان عكس ذلك، لذا لم يعد التاريخ واضح السطور فالقراءة وبالذات للتاريخ العربي تأتي دائماً متعثرة وبمفاجآت، والدليل هو الحدث الأخير، فعلى الرغم من أن نتيجة الحرب كانت متوقعة (تمكن التحالف الأنجلو أمريكي من النظام العراقي)، إلا أن الانسحاب العراقي السريع وعدم المقاومة لم يكونا متوقع إطلاقاً، أنا لا أشكك بشجاعة العراقيين العرب الأحرار لكنني مضطر لاسترجاع حكمة في الذاكرة تقول "في الاتحاد قوة" وبالتالي فإن في التفرقة ضعف.. ومن هذا المنطلق ومهما كان الاتحاد (غربي غربي، أم غربي عربي) فإن القوة تنتصر على الضعف.
لقد أصبح الغربيون يتحدون في تحالفات ضد العرب، كما أنهم يحتضنون المعارضة من أبناء الجلدة لإيجاد مبررات لقراراتهم بنشوب الحرب ضد أي نظام، ربما لم يكونوا بحاجة لهذه المبررات ولكنها احترام وحياء من وجه الديمقراطية في محاولة لعدم خدشها، لقد باتت الديمقراطية تصدر إلى دول العالم الثالث كالأدوية.. لا شيء يدعو إلى التفاؤل سوى ارتقاب نهضة يحدد سقفها لنا الغرب.
لقد خلفت هذه الحرب هستيريا في أوساط المثقفين والمحللين السياسيين، نتيجة تضارب ما ترصده عدسات الكاميرا وشاشات التلفزة العربية والعالمية من مقاومة شرسة للعراقيين ضد الاحتلال وغزو التحالف في بداية الحرب وانتهاءً بسقوط بغداد بسرعة لم تعهدها أي ثورة في التاريخ.. ألم أقل إن سطور التاريخ أصبحت باهتة وغامضة وبالتالي فالقراءة للأحداث أصبحت غير واضحة. لا شيء صادق في قراءة التاريخ سوى تكرار الخيانة منذ عام 48 ميلادية في فلسطين حتى سقوط بغداد الآن.
أتفق مع الكاتب بأن بعض الأمور بعد مخاض الحرب ستتجه نحو الأفضل إلى طريق التنمية وإعمار ما خلفته الحرب فالقنابل والصواريخ قد توقفت الآن، ولكن في المقابل لا بد أن نعترف بأن الخوف سيلامس العمق لدى بعض الأنظمة بعدما كان على السطح عند بعضها، ربما كانت سوريا قادرة على طرد هذا الخوف، أنا أتحدث هنا عن الخوف لا عن النتائج والعواقب المترتبة على طرد هذا الخوف.
إنها الحرب التي أنهت كل الحروب بقبول الاستسلام والانقياد المطلق وإلا فهي الحرب التي تشير إلى أولى الحروب.
رحم الله فلسطين، رحم الله البوسنة، رحم الله أفغانستان، رحم الله بغداد.. إنه زمن استبدلت فيه حمامة السلام بمروحية أباتشي واستبدل فيه غصن الزيتون بعربات مصفحة. ربما كانت مشكلتي بأن أنفي مازال يشم رائحة تقليب التربة وزراعة الأنظمة والألغام واقتلاع جذور الأمل والأحلام.