المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعم ...أنتهت المعركة !!!


المسردي
13 / 04 / 2003, 27 : 12 PM
منقووول

نعم .. انتهت المعركة !! سقطت أم قصر .. سقطت البصرة .. سقطت النجف .. سقطت كربلاء .. سقطت بغداد .. سقط شمال العراق وجنوبه وشرقه .. سقطت أفغانستان .. سقطت فلسطين .. سقطت الهند .. سقطت الأندلس .. سقطت بلجيكا وبلغاريا وجورجيا وأرمينيا .. بل سقطت جزيرة العرب !!
انتهت المعركة!!

لم نرفع السلاح في وجه العدو ولم نُطلق عليه طلقة واحدة ..

انتهت المعركة ..

انتهت المعركة ولن يأتي صلاح الدين !!

انتهت المعركة ولن يأتي نور الدين !!

انتهت المعركة ولن يُبعث عقبة أو المُهلّب أو خالد بن الوليد ..

انتهت المعركة ..

لا بد أن نعترف بأن المعركة قد انتهت .. لا بد أن نُدرك بأن المعركة كانت فاشلة بجميع المقاييس .. انتهت المعركة لأننا :

لم نُعدّ لـ : "وأعدوا" !!

ولم ننفر لـ : "انفروا" !!

ولم نقاتل لأجل : "وقاتلوا" !!

ولم نضرب عند : "واضربوا" !!

ولم نقتُل في : "اقتلوا" !!

وهُنّا في :"ولا تهنوا" !!

ولم نصبر عند : "اصبروا" !!

ولم نُصابر في : "وصابروا" !!

ولم نرابط في : "ورابطوا" !!

ولم نهاجر لـ : "هاجروا" !!

ولمن نَنصُر : "فعليكم النَّصر" !!

رضينا بالحياة الدنيا من الآخرة واثّاقلنا إلى الأرض ، فقولوا لي بالله عليكم : كيف ننتصر في المعركة !!

تحقق فينا قول الله سبحانه وتعالى " إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ...." (التوبة : 39) ، واي عذاب أشد من أن يتسلط علينا الكفار فيستولوا على بلادنا في أيام قليلة ليذلوا هذه الأمة ويدوسوا على كبريائها وكرامتها !!

لقد أصابنا الله بقارعة من قوارع الذل والهوان بتركنا الجهاد في سبيله " من لم يغز أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه اللَّه بقارعة قبل يوم القيامة " (رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح) ..

ابتلانا الله سبحانه وتعالى بالحرب فلم يرى منا إلا الذل والتخاذل "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ " (31: محمد) .. لم نجاهد ، ولم نصبر ، فبالله عليكم : من أين يأتي النصر !!

أحسبتم أن الإسلام صلاة وصيام وتكديس طعام على طعام !! " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ ..." (التوبة : 16) استيقظوا يا نيام ..

اكتبوا كتيبات !! انشروا مقالات !! افتوا بما شئتم من الفتاوى .. القنابل لا تعقل هذا الكلام !! إن الفتاوى التي يؤمن بها الناس لا تخرج إلا من فوهات المدافع ..

أترومون لقاء الكلاش بالقلَم !!

من رام بالكلام بناء الأمم ... فليرح نفسه وليرحنا ولْينَم

تخلّفوا !! اقعدوا !! تخاذلوا !! ثبطوا !! استأذنوا !! لا تَنفروا !! تباكوا !! ولْوِلوا !! اصرخوا !! ثم إذا انتهيتم من النحيب وشق الجيوب فعليكم بالدعاء .. هناك في البيوت ، هناك أمام موائد الطعام ، هناك على سفرة القهوة والشاي .. الدعاء يا معاشر المسلمين الدعاء .. عليكم بالدعاء !!

الدعاء في الحرب يا إخوان يكون في ساحة المعركة وليس في البيوت !! هناك ، في تلك الخيمة التي نُصبت للنبي صلى الله عليه وسلم على بئر بدر .. الدعاء يكون قبل وأثناء وبعد رص الصفوف للقتال ، وليس في مساجد مزخرفة ومنابر مزركشة تحت ثريّات وظلال !!

" ثنتان [اثنتان] لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء ، وعند البأس ، حين يلحم بعضهم بعضاً " (رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح) .. فمن أراد أن يدعو الله فليكن هناك : في الصف الأول !!

الآن قولوا :

الإسلام دين سلام وحمام ووئام !! نحن في العهد المكّي الذي انقضى قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام !! لا جهاد بدون إذن أولياء الأمور الذين باعوا بلاد ودماء وأعراض المسلمين تحت رايات السلام !! العراق تحرّرت من البعثية إلى الديمقراطية .. يا سلام !! الوقت وقت دعوة وجهاد نفس لا وقت قتال ، وإن جثى على بطون المسلمات الأنذال !! لم يحن وقت النزال !!

شرعُنا يقول بأن الجهاد فرض عين ، ولكننا أعلم من الشرع !! الجهاد فرض عين ولكن المصلحة لا تقتضي الجهاد !! الجهاد فرض عين بنص الكتاب والسنة والإجماع ولكن : العقل العقل ، فنحن في القرن الواحد والعشرين !! نحن في عصر الإنترنت والفضائيات !!

لا تستعجلوا أيها الشباب ، عليكم بالتريث والتثبت والتخطيط والتنظيم لسنوات وسنوات ، فعقولكم لم تنضج بعد ، وظهوركم لم تحدودب بعد ، وشعوركم لم تبيَض بعد !!

وماذا لو بدأ الإسلام في دار الأرقم وعمره سبعة عشر سنة !! وماذا لو قاد أسامة بن زيد جيوش الصحابة وعمره ثمانية عشر سنة !! وماذا لو أن قتلة فرعون الأمة (أبو جهل) لم يبلغوا الحلم بعد !! وماذا لو أن فاتح القسطنطينية عمره واحد وعشرون سنة !! وماذا لو كان فاتح الهند ابن تسعة عشر سنة !! وماذا لو كان خطّاباً يقود الجيوش ولم يبلغ العشرين سنة !!

أنتم يا معاشر الشباب لا زلتم صغاراً لم تُلهكم الدنيا ، ولم تنشغلوا بالأولاد والأهل والوظائف !! انتظروا ، لا تهاجروا من البلاد كلما سمعتم هيعة أو فزعة تبتغون الموت مظانه !! لم تبنوا البيوت بعد !! لم تمتلكوا السيارات الفارهة بعد !! لم تسافروا إلى بلاد الكفر .. لم تتمتعوا بالحياة بعد !! فلماذا تتمنون الموت والحياة أمامكم طويلة ، طويلة ، "إنها لحياة طويلة " !!

ليس أجمل من أن يموت الإنسان حتف أنفه في بيته وبين أبناءه وأحفاذه !!

هؤلاء المجانين الذين تركوا الأهل والديار وذهبوا إلى بلاد غريبة بعيدة يسكنون الكهوف ويأكلون من خشاش الأرض !! هؤلاء مغرّر بهم !! لم تنضج عقولهم !! لم يحفظوا زاد المستقْنع ولا ألفية مالك ولا نُخْبة الفِكَر !! انظروا إلى جهلهم : لا يحملون إلا مصحف وسلاح !!

يظنون أن الجنة تحت ظلال السيوف !!

هجروا النظافة والشياكة وتعفّروا بالغبار !!

يغدون ويروحون بين المعامع والأُتون !!

تركوا المسك والعود والعنبر ليُلطخوا ثيابهم بالدماء وبالشَّرر !!

تركوا السياحة والسفر من أجل الخنادق والحُفر !!

ابقَوا هنا .. لا تذهبوا عند هؤلاء المجانين ، فالبلاد بحاجة إليكم !!

من يُشجّع المنتخبات إذا ذهبتم للجهاد !!

من يحضر الحفلات إذا ذهبتم للجهاد !!

من يهتف "عاش الملك" إذا خلت الديار !!

من يحرث الأرض !!

من يسقي الزرع !!

من يحصد الثمار !!

من يسقي الأشجار !!

الحرب منطق الضعفاء !!

لا للحرب .. لا للحرب .. الحرب منطق الجبناء .. ولكم في "غاندي" أُسْوة يا عقلاء !!

لا تيأسوا إذا هدم الأعداء بيوتكم ، فالبيوت تُبنى من جديد !!

لا تيأسوا إذا حرق الأعداء أرضكم ، فالأرض تُستَصْلح من جديد !!

لا تيأسوا إذا سرق الأعداء أموالكم ، فالمال يُكتسَب من جديد !!

لا تيأسوا إذا حارب الأعداء دينكم ، فالدين يُحْيَى من جديد !!

لا تيأسوا إذا اعتدى الأعداء على عرضكم ، ..................... !!

نعم ، انتهت المعركة ..

ولكن !!

ولكن الحرب لم تنتهي بعد !!

أتظن أمريكا بأننا نُخدع بصور خمسين أو مائة من المأجورين المرتدين يهتفون للصليب !! أتظنون أن هؤلاء يغيرون رأينا في العراقيين !! أنتم تحلمون .. والله لو كانوا مائة ألف أو يزيدون ما تزعزعت ثقتنا بالمسلمين في العراق .. إن العراق لم تزل ، ولا يزال فيها الملايين من الذين قال الله فيه " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " (الأحزاب : 23) ..

دخلتم كابل فصوّرتم الرافضة والمرتدين وهم يحلقون لحاهم ، وأتيتم بمومسات الأفغان من أوروبا وأمريكا ليكشفن عن وجوههن في قندهار ، وقلتم : هؤلاء مسلمون ، ففضحكم الله ورد كيدكم في نحركم وأبقى لكم في أفغانستان ما يسوؤكم ..

دخلتم بغداد وصوّرتم اليهود والنصارى والمرتدين والروافظ وهم يسرقون وينهبون وقلتم : هؤلاء مسلمون !! هذه الترهات إنما تنطلي على شعوبكم الغبية ، أما المسلمون فلا تنطلي عليهم هذه المسرحيات الهزلية ..

هذه الأقلية اليهودية النصرانية الرافظية القومية الجاهلية لا تُمثل ورثة الخلافة العباسية ..

[ أغلب الصور المعروضة على شاشات التلفاز – إن لم تكن كلها – هي في حقيقتها صور بعض الجالية اليهودية الموجودة في العراق ، والجالية النصرانية ، وغوغاء الرافضة وبعض المنافقين ، ولا تُمثّل هذه الصور الشعب العراقي المسلم أبداً ، فلا ينبغي الإغترار بها أو تعميمها ، فإنها من الحرب الدعائية ]..

سبعة حملات صليبية على بلاد الإسلام تحرقون الأرض وتقتلون النسل وتسرقون الأموال ، وفي كل مرّة تمضي فيكم سنّة الله " إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " ..

اليهود عَلوا في الأرض أكثر من مرّة فسلّط الله عليهم عباد له أولي بأس شديد ليسوؤوا وجوههم ، ويمضي قول ربنا فيهم " وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا .." ، فها قد عادوا " وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ ..."

أيها المسلمون :

إن سنة الله ماضية في هذه الأمة :

"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (المائدة : 54)

ارتد البعثيون فأزالهم الله على يد الصليبيين الذين أتى الله بهم إلى هذه الأرض ليقضي أمراً من عنده .. تجمعت الأحزاب على العراق وظنوا بأنهم يخيفون المؤمنين بعددهم وعدّتهم " وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا " (الأحزاب : 22) ، فاستبشر المسلمون وتحققت أُمنيتهم التي طالما كانوا يحلمون بها : لقاء الأمريكان وجهاً لوجه .. تطاير عشّاق الجهاد إلى دار الخلافة للقاء الحور ..

لقد زال البعث عن العراق ليفسح الطريق لرايات الجهاد ، فمن تخلّف عن تلك الرايات فقد خسِر ، ولا يضر نفسه ، ولا يضر الله شيئاً .. ومن عرف الطريق ومشى فيه فـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " (محمد : 7)

العراق فيها أكثر من (23) مليون إنسان ، أكثرهم من أهل السنة ، ولن يعدم هؤلاء أن يخرج منهم (50) أو (100) ألف مجاهد يبيعون أنفسهم وأموالهم ابتغاء مرضاة الله ..

أيظن الأمريكان بأن أهل العراق مثل "الهنود الحمر" !! ألا يرون بأن أهل فلسطين لم يزالوا يقاتلون البريطانيين ثم يهود لأكثر من مائة سنة !! أيظن هؤلاء أن أهل العراق أقل بأساً من إخوانهم المسلمين في فلسطين أو في أفغانستان !! هيهات هيهات !! هؤلاء أبناء القادة الذين فتحوا الدنيا فدانت لهم البلاد والعباد .. أتظن أمريكا بأنها تأمن على نفسها - ولو للحظات - في العراق !!

أحمق هذا الذي يظن أنه يدخل عرين الأسود ويخرج منه سالماً !! سوف تدفع أمريكا لتر دم مقابل كل قطرة نفط تسرقها من آبار العراق ، ولن تُعيد من الإعمار والبناء إلا النُّعوش التي تقلّ جنودها على متن الطائرات ، وسوف يرى المسلمون من أهل العراق ما تقر به أعينهم قريباً بإذن الله .. " وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ " (ص : 88) ..

لقد بلغنا من شباب العراق ما يسر المؤمنين ويُغيظ الكفار والمنافقين .. فلا يقنطنّ مؤمن من رحمة الله .. أبشروا عباد الله : فالأمريكان على موعد مع أبناء المعتصم ، سترون رايات الجهاد عما قريب .. " وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ، بِنَصْرِ اللَّهِ ... " ..

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (آل عمران : 200)

والله أكبر .. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ..

كتبه

حسين بن محمود

10 صفر 1424 هـ
............................................