المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنرال رمل ... تعال ادخل و بتعرف


فارس الدوحة
19 / 03 / 2003, 10 : 08 PM
[align=center:2d9a5fa7a7]المصريون: "جنرال رمل" يهزم الأمريكيين!

القاهرة- محمد جمال عرفة- إسلام أون لاين.نت/ 19-3-2003


العواصف الرملية هبت فعلا على القوات الأمريكية بالكويت

لم أسأل أحدا من سكان مدينة القاهرة عن حاله في ظل العواصف الترابية التي اجتاحت المدينة منذ فجر الثلاثاء 18-3-2003 والمستمرة اليوم الأربعاء 19-3-2003 إلا وابتسم، وهو يقول: "ليت هذه العواصف الترابية كانت على حدود العراق والكويت حتى تمنع الحرب"!

فلم تعتد القاهرة على مثل هذه العواصف الترابية الخفيفة نسبيا مقارنة بمثيلتها في دول الخليج، ولكن سكان القاهرة يشكون من هذه العواصف عندما تأتي في فترات التحول بين الفصول المناخية؛ لأنها تحول ما يستنشقونه إلى "أكسجين ترابي" كما يسميه البعض، ويتسبب في حالات اختناق وضيق تنفس لمن يعانون من أمراض صدرية أو حساسية للأتربة.

وبعض المصريين أخذ يردد مقولة: "هذا غضب الله على أمريكا"، وهو وحده الذي سينتصر للعراقيين المدنيين الأبرياء، ويعمي الآلة العسكرية الأمريكية في صحراء الكويت ومنطقة الخليج".

كما يقولون أيضا: الرياح المحملة بالأتربة ليست سوى "جند الله" و"الجنرال رمل" لنصرة المستضعفين، طالما أن حكام العرب والمسلمين لزموا الصمت، وليس لهم حول ولا قوة في منع الحرب.

ولا فارق بين متدين وعلماني في تمني هبوب هذه العواصف الترابية على الخليج، حتى إن أساتذة في العلوم السياسية كانوا يشاركون في ندوة حول الأزمة العراقية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسة بجامعة القاهرة الثلاثاء 18-3-2003، تحولوا في مناقشاتهم العلمية حول مستقبل الأزمة وتداعياتها إلى مناقشة العاصفة الترابية التي غطت سماء القاهرة باللون الأصفر، وحجبت الرؤية على جانبي نهر النيل، وتحولت أماني البعض في أن تنتقل هذه العواصف إلى منطقة الخليج، وتؤثر في العمليات العسكرية.

"اللهم حوالينا لا علينا"

وكم كانت سعادة المصريين بالغة عندما علموا صباح الأربعاء، قبل ساعات من انتهاء إنذار بوش، أن العواصف الترابية أو ما يسميه الكويتيون "الطوز" نشطت في منطقة الحدود الكويتية العراقية، حتى إن البعض قال: "إن الله استجاب لدعاء المصريين وكل المسلمين على أمريكا وظلمها".

ومع أن بعض من تحدثت معهم من الكويت عبر الإنترنت في صباح هذا اليوم كانوا سعداء بهذا "الطوز" رغم أنه يقلب حالهم إلى عذاب، ويجعلهم لا يستطيعون التنفس إلا ترابا؛ فقد كانوا يدعون جميعا: "اللهم حوالينا لا علينا" في إشارة للحديث الشريف عند شدة نزول المطر، والدعوة أن تكون هذه الرياح الشديدة المحملة بالأتربة على القوات الأمريكية فقط لا على الكويتيين.

ورغم تقليل البعض من أهمية هذه العواصف الترابية على مسار الحرب، يشكو الخبراء العسكريون الأمريكان من أن الأمر بالغ الخطورة بالفعل، وأن هذه العواصف الترابية -"الطوز" أو "الجنرال رمل" كما يسمونه- التي هبت على القواعد الأمريكية في الكويت الأسبوع الماضي وعادت اليوم مرة أخرى تقلب حياة الجنود الأمريكيين هناك رأسا على عقب، وتؤكد على الدور المهم للأحوال الجوية خلال فترة شن الحرب، خصوصا البرية.

فقد هبت عواصف رملية تجاوزت سرعتها 50 عقدة الأسبوع الماضي على شمال الكويت حجبت الرؤية حتى 50 مترا، وكانت كافية لتحويل حياة القوات الأمريكية إلى جحيم، حتى إن كل شيء تحول إلى تراب، وأصبحوا يشربون المياه بالتراب، ويتناولون الطعام المحشو بذرات التراب الخفيفة. والأخطر أن هذه الأتربة عرقلت طلعات الطيران، وأصابت أجهزة الطائرات الحساسة بالعطب، وفرضت صيانتها كل أسبوع بعدما كانت الصيانة تتم كل ستة أشهر!

وربما كانت الحسنة الوحيدة لهذه العواصف الترابية بالنسبة للأمريكان أنها ستخفف حدة الإصابة إذا هاجمهم العراقيون بأسلحة كيماوية؛ حيث ستؤدي شدة الرياح لتناثر دخان وغبار هذه الأسلحة بعيدا، وتخفف أثر الإصابة بها.

لكن ما يخشاه الأمريكان أيضا أنه حتى لو هدأت هذه العواصف؛ فسوف يبدأ الصيف؛ حيث ترتفع درجة الحرارة في الصحراء هناك إلى ما بين 55-60 درجة مئوية؛ ما يحيل أجساد الأمريكان إلى اللون الأحمر، ويصيبهم بالظمأ الشديد، هذا إلى جانب خشيتهم من عقارب وحشرات الصحراء التي تنشط وتتكاثر في مثل هذا الوقت من السنة.

"هدية ماما بوش"

ولم تقتصر سخرية المصريين على دور الجنرال رمل في عرقلة قوات الغزو، ولكن البعض سخر من أنواع الأسلحة الجديدة التي تنوي أمريكا تجربتها في أجساد العراقيين مثل "أم القنابل" التي تُعد صورة مصغرة في قوتها التدميرية الهائلة من القنبلة النووية، والقنابل الكهرومغناطيسية.

وقال البعض ساخرا: إن "ماما بوش" سوف تهدي أمهات العراقيين بـ"أم القنابل" في عيد الأم الذي يواكب انتهاء إنذار الرئيس الأمريكي.

ومن المعروف أن هناك مسرحية مصرية ساخرة للفنان محمد صبحي كانت تُعرض حتى وقت قريب في مسارح القاهرة بعنوان "ماما أمريكا"، وفيها سخرية من الحرية الأمريكية. [/align:2d9a5fa7a7]