فارس الدوحة
03 / 03 / 2003, 20 : 01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا أقول ؟
و عن أي موضوع سأتحدث ؟
و إلى من أكتب ؟
مرت دقيقتين و أكثر ...
و لم أكتب سوى بسم الله الرحمن الرحيم ، و مقدمة ضمنتها حمد الله و الصلاة
و السلام على رسوله - صلى الله عليه و سلم - فقط ...
هل أكتب عن الحج في هذه السنة ...
و عن الفراغ من العبادة ...
و أن على الإنسان أن يكون أكثر حرصاً و اجتهاداً في العبادة بعد الحج ؟
أم أكتب عن مأساة فلسطين منذ أكثر من 50 سنة ...
و ما أهل فلسطين صائرون إليه الآن ؟
أم أكتب عن حال الأمة الإسلامية ...
و ما تمر به من مراحل صعبة ...
تتفاقم فيها المشكلات ...
و تتدلهم فيها الخطوب ...
اختلطت علي المواضيع ...
و تشابكت العبارات ...
سرحت بفكري في الموضوع الذي أريد أن أكتبه ...
تك .. تك .. تك .. تك .. تك ..
لفت سمعي صوت عقرب الساعة الحائطية في غرفتي ...
تك .. تك ..
كم هي سريعة دقاتها ...
مع كل دقة تمر ثانية من الزمان ..
يا ترى هل بإمكاني إعادتها ؟
هذه هي الحياة ما هي إلا دقائق و ثواني ..
تذكرت حينذاك ..
قول الشاعر :
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق و ثواني
صدق من قال ..
إن الوقت أنفاس لا تعود ...
و صدقت إحدى نساء السلف حين قالت لزوجها ..
إنما أنت أيام ..
فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ..
دار هذا الحديث المثير في نفسي ..
بعد أن سرحت بفكري عن الموضوع الذي أفكر في كتابته ..
عدت إلى مجرى تفكيري ..
كي أصب فيه ماء موضوعي ...
و لكن روح الاختيار لم تدب فيها حياة التأكيد ..
لكني قررت أن أكتب عن الوقت ...
نعم ..
الوقت ..
فهو موضوع مناسب ..
جردت قلمي من غمده ..
و بدأت أستنطق العبارات ..
و أحاول أن أخرج من قلبي و فكري ما يتناسب مع الموضوع ..
و لكني ترددت ..
لا أدري لماذا ترددت ؟
لعل الموضوع قد طرح كثيراً ؟
لعلنا أصبحنا بحاجة لأن نتكلم عن العمل الذي يمكن أن نقضي وقتنا به ..
نعم ..
هذا هو الصحيح في اعتقادي ..
و لكني لست أدري ..
هل الخلل في أنه ليس لدينا أعمال تشغل وقتنا ..
أم أننا نحن لم نعد نعمل ؟
مع أن الأعمال يسيرة ..
ذكر ..
قراءة قرآن ..
سماع شريط ..
قراءة كتاب ..
صلة رحم ..
دعاء ..
كم هي الأعمال كثيرة ..
لكننا نغفل عنها ..
بل ربما نتغافل ..
أجلت بصري في أنحاء غرفتي ..
لعل شيئاً يلفت نظري إلى موضوع آخر أكتب فيه ؟
سرير ..
طاولة ..
مكتبة ..
لا شيء لفت نظري غير ورقة صغيرة ملقاة في الأرض ..
انحنيت لألتقطها ..
و قد كتب على ظهرها بخط واضح ..
بيتي شعر مؤثِرَين جداً :
تمر كلمح العيون السنون
و توصد باب الأماني المنون
أأحيا و قلبي أسير الهوى
أخالط جهلاً سرى بالفنون
قلبتها ..
و إذا في صدر الورقة رقم كبير ..
26 ..
و قد كتب تحته بخط صغير ..
ذو الحجة ..
آآه كم هي الأيام تمر سريعة ..
كلمح البصر أو هو أقرب ..
ذهبت لأرى التقويم و أتأكد ..
فإذا به يخلو إلا من أربعة أوراق فقط ..
يا الله .. أربعة أوراق و تنتهي سنة كاملة ..
تأملت حالي في تلك الأيام ..
و كأن اليوم الأول في هذه السنة هو أمس ..
و ها هي السنة تلفظ أنفاسها الأخيرة ..
عجباً .. ما أشد تناسق موضوع الوقت مع نهاية السنة ..
فهل العام إلا أيام ؟
و هل الأيام إلا ثوانٍ و دقائق ؟
يا له من توافق عجيب ..
و ترابط عظيم ..
عزمت ..
و صممت ..
و تأكد في نفسي أن أكتب عن هذا الموضوع ..
نعم عن هذا الموضوع ..
سوف أكتبه ..
ثم أرسله إلى كل أخ مسلم ..
و إلى كل أخت مسلمة ..
على وجه الأرض ..
المقدمة جاهزة ..
و النفس متهيئة ..
و القلب هائج بالمشاعر تجاه هذا الموضوع ..
بعد ( أما بعد : ) ..
أخي ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
مضى عام كامل ..
فماذا عملت فيه ؟
و أقبل عام جديد ..
فما أنت عامل فيه ؟
الوقت يذهب بالأيام سريعاً ..
فهلا وقفت وقفة محاسبة مع نفسك ..
و تداركت نفسك بالتوبة ..
و وضعت لك خطط للاستفادة من وقتك في السنة القادمة ..
التي لا تفصلنا عنها سوى أربع ورقات ..
لا تفصلنا عنها سوى أربعة أيام ...
ختمت رسالتي ..
قصيرة كانت كلماتها ..
لكن محتوياتها عظيمة كل جملة لها معنى ...
طويت الرسالة ...
و ضعتها داخل الظرف ..
و أرسلتها إليه ..
سألت الله أن ينفعه بها ..
و أن ينفع كل من تقع هذه الرسالة تحت يده ...
أخوكم
فارس الدوحة ..
ماذا أقول ؟
و عن أي موضوع سأتحدث ؟
و إلى من أكتب ؟
مرت دقيقتين و أكثر ...
و لم أكتب سوى بسم الله الرحمن الرحيم ، و مقدمة ضمنتها حمد الله و الصلاة
و السلام على رسوله - صلى الله عليه و سلم - فقط ...
هل أكتب عن الحج في هذه السنة ...
و عن الفراغ من العبادة ...
و أن على الإنسان أن يكون أكثر حرصاً و اجتهاداً في العبادة بعد الحج ؟
أم أكتب عن مأساة فلسطين منذ أكثر من 50 سنة ...
و ما أهل فلسطين صائرون إليه الآن ؟
أم أكتب عن حال الأمة الإسلامية ...
و ما تمر به من مراحل صعبة ...
تتفاقم فيها المشكلات ...
و تتدلهم فيها الخطوب ...
اختلطت علي المواضيع ...
و تشابكت العبارات ...
سرحت بفكري في الموضوع الذي أريد أن أكتبه ...
تك .. تك .. تك .. تك .. تك ..
لفت سمعي صوت عقرب الساعة الحائطية في غرفتي ...
تك .. تك ..
كم هي سريعة دقاتها ...
مع كل دقة تمر ثانية من الزمان ..
يا ترى هل بإمكاني إعادتها ؟
هذه هي الحياة ما هي إلا دقائق و ثواني ..
تذكرت حينذاك ..
قول الشاعر :
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق و ثواني
صدق من قال ..
إن الوقت أنفاس لا تعود ...
و صدقت إحدى نساء السلف حين قالت لزوجها ..
إنما أنت أيام ..
فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ..
دار هذا الحديث المثير في نفسي ..
بعد أن سرحت بفكري عن الموضوع الذي أفكر في كتابته ..
عدت إلى مجرى تفكيري ..
كي أصب فيه ماء موضوعي ...
و لكن روح الاختيار لم تدب فيها حياة التأكيد ..
لكني قررت أن أكتب عن الوقت ...
نعم ..
الوقت ..
فهو موضوع مناسب ..
جردت قلمي من غمده ..
و بدأت أستنطق العبارات ..
و أحاول أن أخرج من قلبي و فكري ما يتناسب مع الموضوع ..
و لكني ترددت ..
لا أدري لماذا ترددت ؟
لعل الموضوع قد طرح كثيراً ؟
لعلنا أصبحنا بحاجة لأن نتكلم عن العمل الذي يمكن أن نقضي وقتنا به ..
نعم ..
هذا هو الصحيح في اعتقادي ..
و لكني لست أدري ..
هل الخلل في أنه ليس لدينا أعمال تشغل وقتنا ..
أم أننا نحن لم نعد نعمل ؟
مع أن الأعمال يسيرة ..
ذكر ..
قراءة قرآن ..
سماع شريط ..
قراءة كتاب ..
صلة رحم ..
دعاء ..
كم هي الأعمال كثيرة ..
لكننا نغفل عنها ..
بل ربما نتغافل ..
أجلت بصري في أنحاء غرفتي ..
لعل شيئاً يلفت نظري إلى موضوع آخر أكتب فيه ؟
سرير ..
طاولة ..
مكتبة ..
لا شيء لفت نظري غير ورقة صغيرة ملقاة في الأرض ..
انحنيت لألتقطها ..
و قد كتب على ظهرها بخط واضح ..
بيتي شعر مؤثِرَين جداً :
تمر كلمح العيون السنون
و توصد باب الأماني المنون
أأحيا و قلبي أسير الهوى
أخالط جهلاً سرى بالفنون
قلبتها ..
و إذا في صدر الورقة رقم كبير ..
26 ..
و قد كتب تحته بخط صغير ..
ذو الحجة ..
آآه كم هي الأيام تمر سريعة ..
كلمح البصر أو هو أقرب ..
ذهبت لأرى التقويم و أتأكد ..
فإذا به يخلو إلا من أربعة أوراق فقط ..
يا الله .. أربعة أوراق و تنتهي سنة كاملة ..
تأملت حالي في تلك الأيام ..
و كأن اليوم الأول في هذه السنة هو أمس ..
و ها هي السنة تلفظ أنفاسها الأخيرة ..
عجباً .. ما أشد تناسق موضوع الوقت مع نهاية السنة ..
فهل العام إلا أيام ؟
و هل الأيام إلا ثوانٍ و دقائق ؟
يا له من توافق عجيب ..
و ترابط عظيم ..
عزمت ..
و صممت ..
و تأكد في نفسي أن أكتب عن هذا الموضوع ..
نعم عن هذا الموضوع ..
سوف أكتبه ..
ثم أرسله إلى كل أخ مسلم ..
و إلى كل أخت مسلمة ..
على وجه الأرض ..
المقدمة جاهزة ..
و النفس متهيئة ..
و القلب هائج بالمشاعر تجاه هذا الموضوع ..
بعد ( أما بعد : ) ..
أخي ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
مضى عام كامل ..
فماذا عملت فيه ؟
و أقبل عام جديد ..
فما أنت عامل فيه ؟
الوقت يذهب بالأيام سريعاً ..
فهلا وقفت وقفة محاسبة مع نفسك ..
و تداركت نفسك بالتوبة ..
و وضعت لك خطط للاستفادة من وقتك في السنة القادمة ..
التي لا تفصلنا عنها سوى أربع ورقات ..
لا تفصلنا عنها سوى أربعة أيام ...
ختمت رسالتي ..
قصيرة كانت كلماتها ..
لكن محتوياتها عظيمة كل جملة لها معنى ...
طويت الرسالة ...
و ضعتها داخل الظرف ..
و أرسلتها إليه ..
سألت الله أن ينفعه بها ..
و أن ينفع كل من تقع هذه الرسالة تحت يده ...
أخوكم
فارس الدوحة ..