أبو فايز
17 / 10 / 2009, 32 : 06 PM
ضع يدك على مؤخرة رأسك ثم حركها ذات اليمين وذات الشمال ، فإن أحسست بنتوءات بارزة في زوايا جمجمتك المصفحة ، فتمالك أعصابك ، ثم حرك يدك نحو الأمام قليلا حتى تهوي بها من على منحدر جبينك لتلقيها على ضفاف عينيك اللامعتين ، ثم تحسسهما جيدا فإن شعرت بإتساع أحداقهما اتساعا مطردا وبشكل مخيف ، فأبلع العافية وتقدم عدة خطوات إلى الأمام ، ثم استدر إلى الخلف وألق نظرة متأنية على آثار قدميك ، فإن رأيتهما كآثار حيوان أليف فأزح العرق المتصبب عن جبينك برفق ، ثم أمعن النظر جيدا ، فإن رأيت بين آثار قدميك خطا متعرجا كطابور نمل مطرب ، فأعلم ياعزيزي أنك تأخذ ملامح حمار أنيق وظريف ، لا يقل وداعة عن تلك الحمير التي تطالعك في أغلب حكايات العم جحا ..
خذ نفسا عميقا حارا واسنشق هواء ملوثا ، ودع تلك التغيرات تكمل دورتها ، ثم سر في خطوات ثابتة مرة أخرى نحو الأمام ، ثم توقف واصرخ بأعلى صوتك ، فإن سمعت صوتا منكرا يشق عباب الفضاء الواسع بكل بشاعة ورعونة ، فأعلم جيدا أنك ستخرج قريبا إن شاء الله في فيلم جديد مع العم جحا ، وأنك ستنازعه البطولة بكل جدارة ..
هنا لملم جراحك واسحب ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
بعد أن تأخذ الشكل النهائي لرمز السخرية الأول عربيا ، فإياك أن تصاب بالإحباط أو تشعر بالنقيصة جراء حمرنتك الطارئة ، ثم إياك أن تشك في قدراتك العقلية ، أو أن يتسلل إليك هاجس ينفث في روعك أنك من الحمقى أو المتهورين .. !!
فما تلك الداهية الدهياء إلا داء رماك به مريض الجحشنة وانسل ، وماهي إلا ضريبة حتمية لدخولك في نقاش عقيم مع أرستقراطي فكري سخيف ..
يحاول البعض من الناس أن يحشر في أذهان الآخرين ، ويودع في نفوسهم أنه حامل لواء المعرفة ، وقامع حجج المخالفين ، وأكرم سادات المنصفين ، وأغنى أغنياء المعدمين ! .. دائما هو الذي يجد مربط الحمار في كل قضية ، ليضع الحلول المنطقية ، ويعلم الآخر مالم يعلم ، لأن الآخر وضع نفسه في قفص الإتهام ، ورضي أن يكون لقمة سائغة لذلك الآخر الأول ، الذي لا يفتؤ يصف الآخر الثاني بجحشنة الطباع والأفكار ..
كان منذ صغره يحتقر الكثير من الأشياء الجيدة ، حتى لو لم يعرفها ، وكان يضحك من بعض التصرفات الطبيعية حتى من والديه وإخوته !! .. كان مصابا بعقد نفسية عميقة لا تقل عن تلك العقد التي يزرعها باولو كويلو في رواياته !!
إنها أصبحت لوثة فكرية سرطانية ، تتوارى بين ممرات الأدمغة العفنة ، بعد ولادتها في رحم مهترئ من أمشاج العدائية والحسد والأنانية ، لتتدفق على صفحات الأوراق ، وعلى الذبذبات التي تحملها أمواج الحروف ، لتمرغ وجوه المخالفين في الطين اللازب !!
لا يعبأ بكل ماتقول له أو ما تحاول إقناعه به !
هو كالغول الهائج * الذي يختبئ على مقربة من أسلاك الحقول ، فما يلبث أن يرى كلمة شاردة من تلك الحقول حتى يطاردها بين تجاعيد الغابة المستلقية بجوار الحقول .. ومع ذلك فهو من الغباء بقدر يوقعه في شرك غائر ينصبه له صاحب الحقل حين يلجئه ذلك المعتوه إلى سلوك الطرق والوعرة والأساليب الملتوية ..
هذا النوع من البشر لا يعانون من القولبة الذهنية فحسب ، فأرباب القولبة الذهنية لا يعدمون شيئا من حسن التصرف وموضوعية الأحكام في بعض الأحيان ، بل هم بالإضافة إلى القولبة مصابون بنقص حاد في فيتامينات الأدب والإحترام ..
ومع ذلك فهم يجدون قبولا واسعا وتجد أطروحاتهم رواجا كبيرا بين بائعي الذائقة أو فئة العشرة بريال من الشرائح الورقية ، الذين يمثلون صدى الصوت أو ردة الفعل ..
أخيرا إحذروا هذه المنتجات ، فهي منتهية الصلاحية منذ زمن بعيد !
* الغول والعنقاء والخل الوفي
خذ نفسا عميقا حارا واسنشق هواء ملوثا ، ودع تلك التغيرات تكمل دورتها ، ثم سر في خطوات ثابتة مرة أخرى نحو الأمام ، ثم توقف واصرخ بأعلى صوتك ، فإن سمعت صوتا منكرا يشق عباب الفضاء الواسع بكل بشاعة ورعونة ، فأعلم جيدا أنك ستخرج قريبا إن شاء الله في فيلم جديد مع العم جحا ، وأنك ستنازعه البطولة بكل جدارة ..
هنا لملم جراحك واسحب ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
بعد أن تأخذ الشكل النهائي لرمز السخرية الأول عربيا ، فإياك أن تصاب بالإحباط أو تشعر بالنقيصة جراء حمرنتك الطارئة ، ثم إياك أن تشك في قدراتك العقلية ، أو أن يتسلل إليك هاجس ينفث في روعك أنك من الحمقى أو المتهورين .. !!
فما تلك الداهية الدهياء إلا داء رماك به مريض الجحشنة وانسل ، وماهي إلا ضريبة حتمية لدخولك في نقاش عقيم مع أرستقراطي فكري سخيف ..
يحاول البعض من الناس أن يحشر في أذهان الآخرين ، ويودع في نفوسهم أنه حامل لواء المعرفة ، وقامع حجج المخالفين ، وأكرم سادات المنصفين ، وأغنى أغنياء المعدمين ! .. دائما هو الذي يجد مربط الحمار في كل قضية ، ليضع الحلول المنطقية ، ويعلم الآخر مالم يعلم ، لأن الآخر وضع نفسه في قفص الإتهام ، ورضي أن يكون لقمة سائغة لذلك الآخر الأول ، الذي لا يفتؤ يصف الآخر الثاني بجحشنة الطباع والأفكار ..
كان منذ صغره يحتقر الكثير من الأشياء الجيدة ، حتى لو لم يعرفها ، وكان يضحك من بعض التصرفات الطبيعية حتى من والديه وإخوته !! .. كان مصابا بعقد نفسية عميقة لا تقل عن تلك العقد التي يزرعها باولو كويلو في رواياته !!
إنها أصبحت لوثة فكرية سرطانية ، تتوارى بين ممرات الأدمغة العفنة ، بعد ولادتها في رحم مهترئ من أمشاج العدائية والحسد والأنانية ، لتتدفق على صفحات الأوراق ، وعلى الذبذبات التي تحملها أمواج الحروف ، لتمرغ وجوه المخالفين في الطين اللازب !!
لا يعبأ بكل ماتقول له أو ما تحاول إقناعه به !
هو كالغول الهائج * الذي يختبئ على مقربة من أسلاك الحقول ، فما يلبث أن يرى كلمة شاردة من تلك الحقول حتى يطاردها بين تجاعيد الغابة المستلقية بجوار الحقول .. ومع ذلك فهو من الغباء بقدر يوقعه في شرك غائر ينصبه له صاحب الحقل حين يلجئه ذلك المعتوه إلى سلوك الطرق والوعرة والأساليب الملتوية ..
هذا النوع من البشر لا يعانون من القولبة الذهنية فحسب ، فأرباب القولبة الذهنية لا يعدمون شيئا من حسن التصرف وموضوعية الأحكام في بعض الأحيان ، بل هم بالإضافة إلى القولبة مصابون بنقص حاد في فيتامينات الأدب والإحترام ..
ومع ذلك فهم يجدون قبولا واسعا وتجد أطروحاتهم رواجا كبيرا بين بائعي الذائقة أو فئة العشرة بريال من الشرائح الورقية ، الذين يمثلون صدى الصوت أو ردة الفعل ..
أخيرا إحذروا هذه المنتجات ، فهي منتهية الصلاحية منذ زمن بعيد !
* الغول والعنقاء والخل الوفي