المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنسانية الضائعة!!


أبو ياسر
12 / 10 / 2009, 02 : 05 PM
خاطرة..
الحضارة و المدنية .. العلم و الكشوف .. التنظيم و التنسيق .. سيطرة الإنسان على الطبيعة.. الذرة و النووي .. لقد بلغ الإنسان اليوم – يا سادة - أوجاً من العظمة المادية التي لم يبلغها في تاريخه كله .. وبلغ من القوة و السيطرة و الجبروت مدى لم يحلم به سكان الكوكب الأرضي قبل عشرات السنين فقط.فضلاً عن عشرات القرون فارتقى الإنسان المادي مراقي الكمال و التمام .. و فجر بقوته - التي منحها إياه خالقه - الأرض و غزى بها الفضاء و غاص بها في أعماق البحار .. في حين أنه و في الزمن ذاته ينخرط في دركات التباب و الضياع الروحي .. فانحط انحطاطاً رهيباً لم يشهده التاريخ الإنساني أيضاً .. و ما ذاك إلا نتاج تعلقه بأهداب هذه الحضارة البراقة القفرة .. فتراه يعمل لها و يعيش في سبيل تحقيقها و يقضي نحبه في سبيل الذود عنها .. في غفلة مقيتة عن روحه التي بين جنبيه لتستحيل إلى روح جزعة مستوحشة مجدبة من كل حسن جميل حتى أصبح الإنسان .. وحشاً متمدناً فحسب!! ....الحب .. والرحمة .. التضحية .. والوفاء .. الكرم .. والشجاعة .. كل هذه المعان السامية بدأت تختفي من عالم الإنسان العصري فلم نعد نسمع بها إلا على مسارح التمثيل و في بطون الكتب ..
فصخب الحضارة أثر على النفس الإنسانية بلا ريب.. وأبعدها عن قراءة كتاب الكون البليغ .. فكم هي الآيات التي أقامها الله في هذا الكون بدأ بالسماء و ما تحوي من الكواكب و المجرات و انتهاء بباطن الأرض و ما تكتنز من المعادن والثروات و ما بينهما من مخلوقات في غاية الإبهار و الإعجاز وفي مقدمها الإنسان ( أفلا ينظر الإنسان مما خلق )!!
فكان حرياً بمن يهتم لأمر روحه ، أن ينصت لأنشودة الكون الشدية، و يعمل تأمله في آياته الغنية، و يحاول جهده أن يقتطع من وقته ساعات لتأمل ، فسيدرك بعدئذ أن هناك صلة وثيقة بين الإنسان و كونه ، فتأمل مثلاً الشمس عند الشروق والغروب فهي شبيهة بالإنسان و خلقه ، يبدأ صغيراً ضعيفاً كما شروق الشمس ثم يكون صبياً كما ضحاها ثم يشتد عوده كما الظهيرة ثم يدأ بإنحدار كما العشي ثم يضعف حتى يموت كما ساعات الغروب، و كم من إنسان فطن ألهمته شجره شامخة على منحدر جبلي و آخر ألهمته نملة متشبثه بصخرة صغيرة في عرض جبل .. فهذا الكون يعلمنا وما علينا إلا ان نفتح أعيننا جيداً و نصغي بقلوبنا لدروس الحياة حتى و إن كانت قاسية .. فالمعلومة التي تأتي بعد ألم لا تنس أبداً ...
لذا أدعوكم- يا سادة - جميعاً للهروب من الحياة الصناعية إلى الحياة الطبيعية و لو اتخذت من أيام أسبوعك يوماً واحداً تقف فيه على التلال و تشم فيه الأزهار و تلاعب فيه الماعز و تغرد فيه مع الأطيار عندها ستدرك أنك تعود إلى إنسانيتك الحقة..فإني عندما أنظر إلى (مملكة) الرياض أو (فيصليته) أعجب لكن لا أجد في نفسي حراكاً و إثارة كما لو رأيت وردة حمراء أو أرجوانية..
تفكر في نبات الأرض وانظر *** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات *** بأبصارها هي الذهب السبيك
على قصب الزبرجد شاهدات *** بأن الله ليس له مليك

kk
12 / 10 / 2009, 33 : 05 PM
تفكر في نبات الأرض وانظر *** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات *** بأبصارها هي الذهب السبيك
على قصب الزبرجد شاهدات *** بأن الله ليس له مليك

مجمع البحرين صدقت في كل كلمة قلتها لك مني كل الشكر

عطـــر جـــاش
12 / 10 / 2009, 16 : 08 PM
مجمع البحرين ,,,,

كلام في قمة في الروعة ,, وفعلا لنفس الانسان علية حق ويجب ان يرفه عن نفسه وان يتخلى الانسان

عن جميع تفاكيرة وهمومه واشغالة ,, وان يتوحد بنفسة وايضا بمن يحب ,,


اشكرك اخي مجمع البحرين على ذوووقك ....

الموسيقار
12 / 10 / 2009, 34 : 08 PM
فعلا الحياة العصرية اثرت فينا كثير حتى اصبح الواحد فينا اشبة مايكون بالرجل الالي

يكاد يخلو من المعاني السامية000

خاطرة في قمةالجمال اخوي مجمع البحرين واتمنا ان تتحفنا بجديدك وما تبخل علينا 0

تقبل مروري السريع

اخوك الموسيقار

برق الحيا
12 / 10 / 2009, 58 : 09 PM
قال الله تعالى { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق }
إن من إنشراح النفس ودواعي سرورها النظر إلى كل ماهو جميل والتأمل في عظيم خلق الله سبحانه وتعالى ..
جزيت خيراً أستاذنا الفاضل مجمع البحرين ..

الكاظم
12 / 10 / 2009, 37 : 11 PM
شكرا على هذه المقاله الرائعه فعلا الأنسانيه ضائعه مع هذا الصخب الحضاري ولكن من تفكر في خلق الله وتفكرا في سيرة النبي وعاش على تحسين انسانيته بالتمسك بالصفات الحميده ...
فهو فعلا الرابح من هذه الدنيا ,,

بعيدة نظر
16 / 10 / 2009, 12 : 05 PM
لذلك نشعر بقمة الراحه والاطمئنان عندما نذهب ونختلي في الصحراء ,,

مع انه هناك من لم يستغنوا عن الحضاره هناك فصبحت المنازل متحركه


و ما ذاك إلا نتاج تعلقه بأهداب هذه الحضارة البراقة القفرة ,,

صدقت ووفقت في الطرح

كلمات من ألماس فاخر


,,,

عزوووز
16 / 10 / 2009, 24 : 05 PM
كلام جميل ..
مجمع البحرين يعطيك العافية..

هــتــلــر
16 / 10 / 2009, 45 : 05 PM
كلام في قمة الروعة
دمت مبدع

ابوخالد
17 / 10 / 2009, 40 : 04 PM
خاطرة..
لذا أدعوكم- يا سادة - جميعاً للهروب من الحياة الصناعية إلى الحياة الطبيعية و لو اتخذت من أيام أسبوعك يوماً واحداً تقف فيه على التلال و تشم فيه الأزهار و تلاعب فيه الماعز و تغرد فيه مع الأطيار عندها ستدرك أنك تعود إلى إنسانيتك الحقة..فإني عندما أنظر إلى (مملكة) الرياض أو (فيصليته) أعجب لكن لا أجد في نفسي حراكاً و إثارة كما لو رأيت وردة حمراء أو أرجوانية..
تفكر في نبات الأرض وانظر *** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات *** بأبصارها هي الذهب السبيك
على قصب الزبرجد شاهدات *** بأن الله ليس له مليك


صدقت يا اخي الغالي مجمع البحرين..

هناك اثبات علمي لما تقول

يقول علماء الانسان..

الانسان ابن بيئته..

فتجد راعي الابل خشنا جلفا..

وصائد السمك والمزارع صبورا مثابرا الى النهايه..

وساكن الجبال ضيق النفس سريع الغضب..

وساكن السهول حليم بعيد الغضب..

انا لا اجزم بحتامية الفرضيه..

لذلك الانسان ابن الطبيعه فأن خرج منها او اعتزلها بما يسمى بالمدنيه او الحياه الصناعيه فبلا شك

سيفقد الكثير من انسانيته ويتحول الى آله مثلما حوله من آلات..

حتما يا ابا ياسر..

الخروج الى الطبيعه الام مطلب انساني لا يحتمل الجدل....فهي المعلم الأول..

أبو فايز
17 / 10 / 2009, 13 : 06 PM
يقول ابن خلدون ( الإنسان مدني بطبعه )

وإن كان في نسبة هذه المقولة لإبن خلدون نظر .. فقد جاءت كثيرا في كلام ابن القيم رحمه الله وفي مواضع من كلام شيخ الإسلام ، ووقفت على هذه العبارة في شرح الكرماني لصحيح البخاري عند شرح حديث أبي سعد الخدري قال صلى الله عليه وسلم (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ) ومن المعلوم أن كل هؤلاء متقدمون على ابن خلدون رحمهم الله الجميع ..

ومن أجمل الكتب في حكم الخلطة والعزلة كتاب الإمام الخطابي المعرف بـكتاب ( العزلة ) ..

على أن التخفف من أعباء الحياة المدنية ، والترويح عن النفس بالابتعاد عن صخبها فيه استجمام للروح والعقل والذهن .. وفي الحياة القروية الريفية جمع رائع بين المطلبين .. فتحصل به الخطلة والجماعة .. وتحصل به العزلة النسبية .. وشكرا أخي مجمع البحرين على هذه الإطلالة الرائعة .

أبو ياسر
20 / 10 / 2009, 16 : 05 PM
الصديق الغالي/kk
العفو و مرحباً ألفً بك ، و ممتن لتعليقك
____
الصديق الغالي/ عطر جاش
الشكر لك - يا صديقي - على تعليقك و كلامك الجميل .. بوركت
___
الصديق الغالي/ الموسيقار
استمتعت بعزفك في هذا الموضوع .. و أتمنى أن تشرفني دائماً بردودك
___
الصديق الغالي/ برق الحيا
دعني أولاً أرحب بك ، فمرحباً ألف بك ..
برق الحيا لقد فرحت كثيراً لما رأيتك في الحفل و عرفتك .. و أتمنى أن تتحفنا بردودك و مواضيعك الرائعة كما انت تماماً .. لا عدمتك
__
الصديق الغالي/ الكاظم
شرفت بتعليقك .. فشكراً جزيلاً لك
__
الأخت الغالية/ شيخة الغلا
مرحباً بك يا أخيه ، و شاكر لك هذا التعليق ، وأحسنت الرد ، عندنا في السعودية قد لا نجد الغابات و الأنهار كما في الدول الأخرى ، ولكن عندنا الصحراء و الجبال و المؤدى واحد ، وهو الخلوة بالنفس ، أما عن أولئك الذين لا يسطعون الاستغناء عن الحضارة حتى وهم في قلب الصحراء، فبحق هم محرومون غاية الحرمان ، ما أجمل أن تنام في خيمة و لأعمدتها أزيز من الرياح ، ولكن الناس فيما يحبون مذاهب ..
___
الصديق الغالي/ عزوووز
مرحباً بك .. وأشكرك على تعليقك .
__
الصديق الغالي/ هتلر
لهي إشادة عظيمة ظفر بها هذا الموضوع .. هتلر تحية لك و ليتك تراني وأنا أمد يدي إلى السماء كما تحايا الجنود الألمان لزعيمهم ( هتلر ) ... لاعدمتك
__
الصديق والأستاذ الغالي/ أبوخالد
تحية طيبة لك .. وبعد فقد أضفت إضافة رائعة ، مفادها أن الطبيعة تؤثر في أخلاق الناس ،و هذا الحديث قرره غير واحد ، و ذكر لي أحد الأخوة ان ابن القيم عقد لهذا الحديث فصلاً في كتابه الطب النبوي ، و كيف أن الأطعمة أيضاً التي تصلح لمجتمع لا تصلح لمجتمع آخر .. أبوخالد تحية طيبة ولا عدمتك
__
الصديق و الأستاذ الغالي/ أبوفايز
أود أن ألفت عنايتك أن أصل هذه الخاطرة كان رداً على موضوع لك بعنوان ( كتاب الكون) أو قريب من هذا العنوان ، فالفضل بعد الله يعود لك ، اما عن إضافتك فبحق استفدت منها فشكراً جزيلاً لك ، ولا عدمتك