المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث .. وراء الخط الأحمر


أبو فايز
03 / 10 / 2009, 06 : 12 AM
جلس إلى صاحبه الذي كان يتسمر أمام شاشة التلفاز الفضية
ويشاهد على شاشته بث إحدى القنوات الإخبارية التي تراقب
بعين الجاسوس اليقظ كل تحركات الأحجار على رقعة الشطرنج السياسية ..
بعد أن جلس مد يده إلى طاولة أمامه وأخذ جهاز الريموت كنترول ، ثم أوقع ثقل إصبعه السبابة
على السهم الأيسر من أسهم الإتجاهات الأصلية في قلب الجهاز ، ليرسم خطا
مستطيلا أفقيا على الشاشة ، فيه خطوط متوازية قصيرة أخذت بالإختفاء واحدة تلو الأخرى ..
- إلتفت إليه صاحبه وقال له ماذا تفعل ؟ لماذا تخفظ صوت الجهاز ؟
- أريد أن أتحدث إليك قليلا في أمر هام ..
- خيرا إن شاء الله ما هو الأمر ؟
- فقط أريد أن أسألك لماذا أنت مهتم بالسياسة إلى هذا الحد ؟
أنت تعلم أن السياسة شأن قادة الدول وصناع القرار من العاملين في الحقل السياسي ..
- عفوا من أين جئت بهذا الإستنتاج الغريب ؟
- لا تتفلسف علي أنت تعرف ماذا أعني ؟!
- أنت تعرف ماذا أعني !!
عن أي شئ تتحدث وأي أمر تعني ؟ .. أهاه
الآن فهمت .. أنت تردد كلمات الإمعات والجبناء الذين يقولون أن الجدران لها آذان ! والأسقف لها أنوف ! وأن المخابرات يمكنها أن تسمع كلامك بكل سهولة ، ويمكنهم أن يراقبوا تحركاتك عن طريق الأقمار الصناعية ! بل يمكنهم أن يعرفوا رقم فنيلتك ومقاسها أيضا !
- هل تسخر مني ؟!
حسنا هذا جزاء الناصح الأمين ! لكن ..
- لكن اللوم كل اللوم علي أنا ، لأنني أحاول أن أحذرك من هذا الطريق الذي سيودي بك إلى الهاوية !
لقد سئمت ياصديقي من هذه الأسطوانة المملة ..
يا أخي دعني أحدثك حديثا جريئا ..
نحن شعوب لا تعرف من واقعها ولا من مستقبلها شئ !
نحن حمقى وساذجون ولا نستحق العيش !
نعم لا نستحق العيش ..
نحن نقحم في الحروب دون إرادتنا ! ويموت منا الآلاف إن لم يكن الملايين دون إرادتنا أيضا !
نحن أعواد من الحطب تسجر بها مدافئ القادة والزعماء !
نحن نموت ليبقوا على قيد الحياة ونشقى كي ينعموا !
ونحن في السلم يا صاحبي أسوأ حالا من الحرب .. فتلك الآلاف التي تموت جماعات في الحروب هي كالتي تموت أفرادا من الجوع والمرض والتشرد !
ألست تبحث عن وظيفة منذ سنوات وتحمل شهادة ومؤهلا علميا جيدا ولم تعثر حتى الآن على وظيفة تستر حالك وتحمل قدمك التي كلت من المسير !
ألست أنا الذي أعمل في وظيفة متواضعة أرزح تحت وطأة الدين والعسر ، ولا يكاد يتبقى من المرتب الزهيد الذي تتقاسمه الوحوش المستعرة طمعا من أصحاب البنوك والشركات على هيئة أقساط وفواتير إلا نزرا يسيرا لا يقيم الأود ولا يسد الفاقة ، بل يلجؤني إلى الدين مرات ومرات !
دعك من هذا كله ..
لماذا أشعر بالغربة في وطني الذي ولدت وتررعت فيه ؟!
لماذا أصبح الوطن لئيما وناكرا للجميل ؟!
أنا وأنت نجود بدمائنا وطاقاتنا لنحميه وننهظ به إلى العلياء .. وهو يهدينا الصفعة تلو الأخرى ويضع إصبعه الحادة في أعيننا .. !
أتراه يفعل ذالك أم يفعل به ذلك !
ياصاحبي سآكل التراب وأشرب من البحر !
لكن أريد أن أقول ما أريد وقت ما أريد وكيف ما أريد ! أيمكنني ذلك ؟!
عشت فقيرا من المال وأظن أني سأموت فقيرا ولا يضيرني ذلك .. لكن لا أرلايد أن أموت ذليلا ومستعبدا !
- قاطعه قائلا .. مهلا مهلا ياصاحبي ، ماهذا الكلام الخطير وأي فكر هذا الذي تعتنق ؟
أرجوا أن لا يسمع هذا الكلام أحد غيري ..
ثم يا صاحبي أنا لست مسؤولا عن أحد ولا شأن لي بأحد ، ولا أريد أن أتورط في أمر لا طاقة لي به .. "يا عمي خلينا ناكل عيش الله يرحم والديك "
- حسنا حسنا دعني أحدثك حديثا هادئا لا علاقة له بالسياسة ولا بالظلم ولا توتر فيه ولا احتقان ..
في وطني كل البراكين خامدة .. ولا يكاد يثور بركان حتى تتطاير حممه وتقع على متن الأرض المقفرة فيمنحها الخصب ، ليهطل المطر من جديد فتهتز الأرض وتربوا وتنبت من كل زوج بهيج .. والبركان الصغير لا يغالب بأس المطر الشديد ..
فيخمد من جديد !
في وطني تعيش ملايين الطيور التي يأكل بعضها بعضا ..
منها المهاجر ، ومنها المقيم الذي لا يحفل بالهجرة ، ومنها المقيم المهاجر قسرا !
- إنا لله وإنا إليه راجعون ، يا أخي ألن تريحنا من هذه الجمل المخيفة ؟
- حسنا حسنا هذه المرة سأقول لك شعرا ..
وطني ..
ياوطني .
صوتك يبعث شجني
وطني .. هل لي عندك بيت ؟
مالك لا تنطق ياوطني ؟!
أحي ياوطني أم ميت ؟
إني أخشى أن أتكلم !
إني أخشى أن أتألم !
فأباع بثمن بخس ..
في وسط مزاد علني !

بعيدة نظر
03 / 10 / 2009, 34 : 09 AM
ياصاحبي سآكل التراب وأشرب من البحر !
لكن أريد أن أقول ما أريد وقت ما أريد وكيف ما أريد ! أيمكنني ذلك ؟!
عشت فقيرا من المال وأظن أني سأموت فقيرا ولا يضيرني ذلك .. لكن لا أرلايد أن أموت ذليلا ومستعبدا !



هكذا الثقه والا فلااااااااا,,




ولكن الخاتمه رائعه وطني ياوطني ههههههههه


,,,



شكراا أبو فايز من لأعماق

عطـــر جـــاش
04 / 10 / 2009, 29 : 01 AM
"يا عمي خلينا ناكل عيش الله يرحم والديك "

يازين الرياضة والبرامج الحلوة وبلا سياسه وهم ووجع راس,,,,,,,,

تقبل مرووووووري ,,,,

أبو فـلاح
05 / 10 / 2009, 35 : 01 AM
نعم يا أبا فايز كل هذا وراء الخط الأحمر ..
للوطن حق علينا كما أن علينا حقوق له ....
نعيش مرحلة راقية في التعبير عن الرأي بطريقة حضارية .....

طرح راقي أخي الغالي فلا تحرمنا منه ...

محمد بن عايض المسردي
05 / 10 / 2009, 32 : 03 PM
مشكــور أبو فايــــز..
موضوع جميل..وطرح ولا أروووع لاعدمنـــاك يالغلاء..
أجمل التحيــــااااتـ..

أبو فايز
05 / 10 / 2009, 21 : 06 PM
الأخت شيخة شكرا على المرور والمشاركة .

أبو فايز
05 / 10 / 2009, 23 : 06 PM
الأخ عطر جاش

كبّر الوسادة وأنا أخوك !

شكرا لمرورك .

أبو فايز
05 / 10 / 2009, 32 : 06 PM
.
للوطن حق علينا كما أن علينا حقوق له ....
i]

[i].

أخي الغالي / أبو فلاح

لا أرى فرقا بين ما قبل كما وما بعدها .. لكن ربما أردت بعدها أن تقول أن لنا حقوقا عليه !

وألا أنا غلطان !

على العموم يا عزيزي هذا المقال هو بذرة قصة كتبت بعض أجزائها ثم توقفت .. وهي تحكي خطورة تضخم القناعات والذي هو الطريق الموصل إلى التطرف !!

وإلا أنا لست فقيرا .. بل بأتم نعمة ولله الحمد والمنة .

وقد احتجت فيها إلى شيء من الوضوح والمباشرة .. على أن التورية أحب إلي من التقررية المباشرة في كتابة بعض المواضيع .

وشكرا لمرورك يا غالي .

أبو فايز
05 / 10 / 2009, 38 : 06 PM
مشكــور أبو فايــــز..
موضوع جميل..وطرح ولا أروووع لاعدمنـــاك يالغلاء..
أجمل التحيــــااااتـ..


شكرا لمرورك العاطر أيها الرجل الكريم .


ودمت بأحسن حال .

أبوعبدالله
08 / 10 / 2009, 28 : 09 PM
ابو فايز صاحب القلم المميز
لربما هي قناعات وأفكار مستحوذه على اصحابها ومن الصعب تغييرها فعندما تحل قناعة الشخص فإنه يتمسك بها بعيدا عن أي متغيرات ولعل مقالك هذا قد خاطب كلا الشخصين الاعتبارية في نظرك وقد انتهى الجدل حول تمسك كلا منهما بقناعته
فعلا لقد وصلنا الى مرحله تضخم القناعات وقد يغلب على هذه القناعات الجانب المجتمعي المتخوف بعيدا عن التطرق الى النوايا فنجد بأن البعض يروي للناس عكس مايراه وما هو مقتنع به متأثرا بعامل الخوف والتجرد من الثقافه الحوارية التي ربما قد تصيبه بالخجل .
تحياتي لك .

أبو ياسر
12 / 10 / 2009, 19 : 12 PM
كثيرة هي الموضوعات التي تخالج أرواحنا و تتحور لتكون قناعات يصعب هزها ، ولكن مع ذلك لا نسطع البوح بها، فنحن في مجتمعات أدمنت الكذب، الكل يكذب يا سيدي الوالد يكذب الطفل يكذب المرأة تكذب ، حتى إن الكذب تنال عليه اليوم الجوائز السخية، فتلك الممثلة على المسرح ترتمي في أحضان الممثل لتكذب علينا وتوهمنا بأنها زوجته، المشاعر اليوم في أغلبها كذب ، هل سمعت يوماً بحب صادق!
الكذب اليوم قسيم النباهة و الذكاء ، ترى الرجل يدخل إلى دائرة حكومية ، ويخرج منتصراً لأنه كذب على الموظف فعجل له معاملته !
إذا أردنا أن نكون أمة يشار إليها بالكمال، فلابد أن نتعلم الصدق، و نقول الصدق، ونقبل الصدق !!
هذه الجزئية التي ودتت المشاركة فيها ، أما عن الوطن ، فأنا أفرق بين الوطن الذي هو الأرض، و الوطن الذي هو الحاكم ،أما الأرض فسنظل نحبها ما بقيت فينا ذرة روح تتردد ، و الأخيرة سأجاوزها بسلام..