أبو فايز
23 / 09 / 2009, 02 : 01 PM
الضب أصدق إخلاصا من القطط ** في صمته الحد بين الصح والغلط
في عالم حيواني مضطرب وملئ بالمتغيرات ، تتسنم القطط أعلى المناصب
الإدارية ،وتتمتع بأفضل الإمتيازات التي يوفرها النظام الإجتماعي الهرمي
في بقعة جغرافية سحيقة بين المدينة والصحراء ..
فأنسداحها المستمر أمام بوابات الوزارات والمؤسسات الحكومية ، وترددها
المستمر على الحاويات المجاورة لتلك المؤسسات منحها فرصا ثمينة لترتقي
في سلم الثراء ، وتسعى لتحسين مستواها المعيشي إلى الأفضل ..
بينما وفي الجهة المقابلة تعيش أعداد هائلة من الضبان في تلك البقعة حالة
متدنية بل متدهورة من المستوى المعيشي ، وترزح تحت وطأت الفقر
والمرض والبطالة ، وتعاني أكثر الأسر الضبية من التشرد والأمراض
والخوف وتفشي المخدرات وانتشار الجريمة ..
ومن المفارقات العجيبة أن كل هذا يحدث لهذه الشريحة الحيوانية
في بلد تعودت ميزانياته على القفز دائما وعلى تحقيق
أرقام قياسية بل خرافية ، علاوة على قلة عدد السكان وارتفاع عدد الفرص
الوظيفية ، وتمتع الدولة بثروات وموارد طبيعية هائلة ..
على أن الضب حيوان شهم وكريم ولا يحمل الحقد ولايضمر العداء لأحد
ولا سبيل إلى قلبه للنفاق والكذب .. إضافة إلى أنه أكثر الكائنات الحية صوما عن الأكل
والشرب والكلام أيضا !! فهل سمع أحدكم صوت الضب يوما ؟! إلا
إذا لم يكن دون الحلق إلا اليدين فإنه يضطر إلى التعبير عن الرفض !
ولتقشفه وزهده وبعده عن المدينة وضجيجها وأقذارها ، كان
من أقل الحيوانات تعرضا للدهس والنهايات الدموية المؤلمة التي يتعرض
لها بعض المواطنين من الطبقة البرجوازية ! .. إلا أنه وفي هذا الموسم
من العام بالتحديد قد يتعرض لأشكال من القتل والإختطاف
والتنكيل ، وخاصة تلك التي تخرج من مساكنها لترى أو تسمع
شيئا في الخارج ، فكلاب الصيد وهي معنا على الخط لا تسمح عادة
بالتجوال وقد فرض النظام حظر التجول في أوقات أعلن عنها سلفا ..!
وكما لا يخفى أن الكلب أشد الحيونات وفاء لصاحبه ، فهو يطبق
النظام بكل جدية وصرامة ، ولا يسمح لهذا الضب الذي يحاول
الخروج عن سيادة القانون بإرتكاب أي حماقة حتى ولو كانت
تناول بعض ليترات من الهواء الملوث ، ليزج به في نهاية المطاف
في أحد أحواض "الهايلوكسات" المصفحة ، ويذهب به إلى بلاد ما وراء
الشمس ، وقد يلقى الضب حتفه على متن "الهايلوكس" والعبرة بالخواتيم ، وقد صدق من قال في المثل ( ضب في الحوض
ولا عشرة تحت الكفرة!! ) ..
عودا على بدء فإن العلاقة بين القطط والضبان لا تتسم بالتوافق والصفاء والتآلف
، بل ملؤها التوتر والإحتقان ، فكثيرا ما كان القط يضيع الفرص على الضب
لعيش حياة كريمة ومستورة ، بل كان القط يستأثر بكل شئ ، حتى الشجيرات
الصغيرة والعشب اليابس ، كان القط يغالب القدر والتكوين الخلقي فينقلب من آكل
للحوم إلى آكل لكل شئ ..!! كما كان يبتزه ويراوده عن ماله ومسكنه ، ويجد في
التوسع العمراني للمدينة فرصة لإجلاء الكثير من الضبان من مساكنهم
واحتلال أراضيهم عنوة وتحت ذريعة عدم امتلاك صكوك تثبت ملكية الأرض
وبمباركة من القانون العام وفي ظل صمت من هيئات وجمعيات حقوق الحيوان !!
ومع كل تلك المآسي التي يعاني منها الضب ، فإنه لا يجد بدا من أن يضيف
إلى قائمة مآسيه تلك ، التخوين والإتهام بالعمالة وإثارة الفتن والقلاقل ، ومحاولات
زعزعة الأمن وإشاعة الفوضى ، والإنخراط في الخلايا الإرهابية
وتنفيذ بعض العمليات التي تهدد الأمن القومي للبلاد !!
ولعل مما ساعد على تعزيز تلك النظرة تجاه الضب ، هو أن بعض الضبان
قد يؤوي في مسكنه بعض المطلوبين أمنيا من الجماعات الثعبانية وخاصة أن
المتهم الأول في اللائحة وهو السيد صل الأسود قد وجد في إحدى الجحور الضبية
في إحدى المداهمات الأمنية وقد لاذ بالفرار وأصيب عدد من الضبان في العملية !!
كذلك قيام بعض الضبان بمحاولة الخروج في مسيرات تضاهرية إحتجاجا
على الوضع المعيشي السئ وغلاء الأسعار الذي مارسه بعض تجار القطط السمان !
وعندما كتب أحد المعنيين بحقوق الحيوان أن الضب مواطن من الدرجة الثانية تم
نفي هذا الكاتب إلى بلاد ما وراء العسكر في إجراء إحترازي حتمي !
يجدر بالذكر أن بعض القادة العسكريين القدامى وبعض المثقفين من الوسط الضبي قد
قاموا بتشكيل أحزاب مناوئة للحكومة الحالية ، كحزب العدالة والمساواة ، والحزب الإشتراكي
بل إن بعض الحركات الإنفصالية كحركة تحرير الضبان قد قامت وبتنسيق مع بعض
رؤساء الجهات الحكومية في البلاد بمحاولة انقلاب كان نهايتها فشلا ذريعا وتم إعدام
قادة الإنقلاب في الحال !
أخير إن الضبان في العالم تحلم بالعيش في وطن مستقر ، يحيون فيه بسلام ، وينعمون
فيه بالحرية والإستقرار وحياة كريمة أسوة بغيرهم من المواطنين !!
في عالم حيواني مضطرب وملئ بالمتغيرات ، تتسنم القطط أعلى المناصب
الإدارية ،وتتمتع بأفضل الإمتيازات التي يوفرها النظام الإجتماعي الهرمي
في بقعة جغرافية سحيقة بين المدينة والصحراء ..
فأنسداحها المستمر أمام بوابات الوزارات والمؤسسات الحكومية ، وترددها
المستمر على الحاويات المجاورة لتلك المؤسسات منحها فرصا ثمينة لترتقي
في سلم الثراء ، وتسعى لتحسين مستواها المعيشي إلى الأفضل ..
بينما وفي الجهة المقابلة تعيش أعداد هائلة من الضبان في تلك البقعة حالة
متدنية بل متدهورة من المستوى المعيشي ، وترزح تحت وطأت الفقر
والمرض والبطالة ، وتعاني أكثر الأسر الضبية من التشرد والأمراض
والخوف وتفشي المخدرات وانتشار الجريمة ..
ومن المفارقات العجيبة أن كل هذا يحدث لهذه الشريحة الحيوانية
في بلد تعودت ميزانياته على القفز دائما وعلى تحقيق
أرقام قياسية بل خرافية ، علاوة على قلة عدد السكان وارتفاع عدد الفرص
الوظيفية ، وتمتع الدولة بثروات وموارد طبيعية هائلة ..
على أن الضب حيوان شهم وكريم ولا يحمل الحقد ولايضمر العداء لأحد
ولا سبيل إلى قلبه للنفاق والكذب .. إضافة إلى أنه أكثر الكائنات الحية صوما عن الأكل
والشرب والكلام أيضا !! فهل سمع أحدكم صوت الضب يوما ؟! إلا
إذا لم يكن دون الحلق إلا اليدين فإنه يضطر إلى التعبير عن الرفض !
ولتقشفه وزهده وبعده عن المدينة وضجيجها وأقذارها ، كان
من أقل الحيوانات تعرضا للدهس والنهايات الدموية المؤلمة التي يتعرض
لها بعض المواطنين من الطبقة البرجوازية ! .. إلا أنه وفي هذا الموسم
من العام بالتحديد قد يتعرض لأشكال من القتل والإختطاف
والتنكيل ، وخاصة تلك التي تخرج من مساكنها لترى أو تسمع
شيئا في الخارج ، فكلاب الصيد وهي معنا على الخط لا تسمح عادة
بالتجوال وقد فرض النظام حظر التجول في أوقات أعلن عنها سلفا ..!
وكما لا يخفى أن الكلب أشد الحيونات وفاء لصاحبه ، فهو يطبق
النظام بكل جدية وصرامة ، ولا يسمح لهذا الضب الذي يحاول
الخروج عن سيادة القانون بإرتكاب أي حماقة حتى ولو كانت
تناول بعض ليترات من الهواء الملوث ، ليزج به في نهاية المطاف
في أحد أحواض "الهايلوكسات" المصفحة ، ويذهب به إلى بلاد ما وراء
الشمس ، وقد يلقى الضب حتفه على متن "الهايلوكس" والعبرة بالخواتيم ، وقد صدق من قال في المثل ( ضب في الحوض
ولا عشرة تحت الكفرة!! ) ..
عودا على بدء فإن العلاقة بين القطط والضبان لا تتسم بالتوافق والصفاء والتآلف
، بل ملؤها التوتر والإحتقان ، فكثيرا ما كان القط يضيع الفرص على الضب
لعيش حياة كريمة ومستورة ، بل كان القط يستأثر بكل شئ ، حتى الشجيرات
الصغيرة والعشب اليابس ، كان القط يغالب القدر والتكوين الخلقي فينقلب من آكل
للحوم إلى آكل لكل شئ ..!! كما كان يبتزه ويراوده عن ماله ومسكنه ، ويجد في
التوسع العمراني للمدينة فرصة لإجلاء الكثير من الضبان من مساكنهم
واحتلال أراضيهم عنوة وتحت ذريعة عدم امتلاك صكوك تثبت ملكية الأرض
وبمباركة من القانون العام وفي ظل صمت من هيئات وجمعيات حقوق الحيوان !!
ومع كل تلك المآسي التي يعاني منها الضب ، فإنه لا يجد بدا من أن يضيف
إلى قائمة مآسيه تلك ، التخوين والإتهام بالعمالة وإثارة الفتن والقلاقل ، ومحاولات
زعزعة الأمن وإشاعة الفوضى ، والإنخراط في الخلايا الإرهابية
وتنفيذ بعض العمليات التي تهدد الأمن القومي للبلاد !!
ولعل مما ساعد على تعزيز تلك النظرة تجاه الضب ، هو أن بعض الضبان
قد يؤوي في مسكنه بعض المطلوبين أمنيا من الجماعات الثعبانية وخاصة أن
المتهم الأول في اللائحة وهو السيد صل الأسود قد وجد في إحدى الجحور الضبية
في إحدى المداهمات الأمنية وقد لاذ بالفرار وأصيب عدد من الضبان في العملية !!
كذلك قيام بعض الضبان بمحاولة الخروج في مسيرات تضاهرية إحتجاجا
على الوضع المعيشي السئ وغلاء الأسعار الذي مارسه بعض تجار القطط السمان !
وعندما كتب أحد المعنيين بحقوق الحيوان أن الضب مواطن من الدرجة الثانية تم
نفي هذا الكاتب إلى بلاد ما وراء العسكر في إجراء إحترازي حتمي !
يجدر بالذكر أن بعض القادة العسكريين القدامى وبعض المثقفين من الوسط الضبي قد
قاموا بتشكيل أحزاب مناوئة للحكومة الحالية ، كحزب العدالة والمساواة ، والحزب الإشتراكي
بل إن بعض الحركات الإنفصالية كحركة تحرير الضبان قد قامت وبتنسيق مع بعض
رؤساء الجهات الحكومية في البلاد بمحاولة انقلاب كان نهايتها فشلا ذريعا وتم إعدام
قادة الإنقلاب في الحال !
أخير إن الضبان في العالم تحلم بالعيش في وطن مستقر ، يحيون فيه بسلام ، وينعمون
فيه بالحرية والإستقرار وحياة كريمة أسوة بغيرهم من المواطنين !!