زمان يافن
23 / 08 / 2009, 48 : 08 AM
عنوان المقال (( ليلة الشاي.. بالمخدر ))
بقلم: م/عبد الله بن علي الهزاني
bnyhazzan@hotmail.com
تحدث لنا رجل فاضل في خلقه و سمته و لفظه، عن قصة أخ له ُدعي ذات ليلة إلى وليمة غير رسمية، من قِبل بعض زملاء عمله، أقيمت في أحدى الاستراحات أي أنها جلسة شبابية مع زملاء العمل، و حضر الأخ المقصود في حديثنا، إلى ما دعي إليه، رغبة منه في التواصل مع زملائه، و يقول الرجل عن أخيه أنه لم يمضي على تسلمه الوظيفة إلا بضعة أشهر، وهو ليس بالمتدين القوي جداً لكنه يحافظ على صلاته، لا يشرب الدخان و ليس له سلوك منحرف، بل عادي و لكنه على قدر من الحياء، و لا يحب السهر، و فجأة و في تلك الليلة التي دعي فيها أخي تأخر عن الحضور في موعده المعتاد، فاتصلت الوالدة به فإذا به لا يرد، قلقنا عليه كثيراً و بينما نحن نحاول مرة بعد أخرى بالاتصال عليه و في ساعة متأخرة جداً من الليل، إذا به يدخل علينا و حاله ليست بالحال التي نعرفه بها، يظهر لنا من حاله و تصرفاته كأنه شرب شيئاً أو أكل شيئاً غيّر طباعة و عقله، فأخذنا نسأله و نتحاور معه لعلنا ندرك ما به، إلا أنه لا يعطينا جواباً نعتمد عليه، فأخذناه إلى أقرب مركز طبي و بعد تحليل سريع لدمه وجدوا بأنه شرب كمية كبيرة من المخدر يا للهول، مخدر و كمية كبيرة إنها صاعقة وقعة علينا، مباشرة أخذناه إلى مستشفى الأمل حتى نتدارك الوضع من أوله، و الحق أنهم في ذلك المستشفى يبذلون جهوداً مشكورة لمساعدة من ابتلي بشيء من هذه القاذورات، فأعملوا جهدهم و بذلوا وسعهم في تخليص أخي مما وقع فيه، و نحن نفصح لهم أننا لا ندري عن وضعه بالضبط، حتى أننا أخبرنا المسئول الأمني هناك بالقصة، و بعد فترة من الزمن بدأت بوادر العافية على أخي و أخذ يسترد وعيه، عندها أخذ يسرد علينا قصته، و أنه في تلك الليلة قدم له زملائه شاياً ( شاهي ) فيه مخدر، كما قدموا له عصيراً فيه مخدر أيضاً، و لجهله بهذه الأمور و عدم معرفته المسبقة بهذه الطرق الدنيئة، وقع فيما وقع فيه، من دون أن يشعر بشيء في لحظتها.
أوردت هذه القصة و التي ربما تكون متكررة في كثير من المجتمعات، و تقع على الكثير و الكثير ممن سقط في براثن هذه القاذورات في الداخل و الخارج. لأجل أهداف عده، أهمها أن يتفضل القارئ الكريم بمناقشة القضية معي و مع نفسه و مع مجتمعه، و بجدية حتى ندرك مدى خطورة هذه الآفة المدمرة، وهو موضوع ليس بجديد، و لكن لا بد لنا أن نعيد فيه و نعيد، و سبب الإعادة هنا، ما صرح به المتحدث الأمني بوزارة الداخلية حول الجهود المستمرة لرجال الأمن في مكافحة تهريب وترويج وتعاطي المخدرات و التي أسفرت بتوفيق الله عن رصد وإحباط عدد من محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة وترويجها حيث نتج عن ذلك ضبط ( 926 ر 044 ر 3 ) ثلاثة ملايين وأربعة وأربعين ألف وتسعمائة وستة وعشرين قرص كبتاجون، و ( 748 ر 055 ر 3 ) ثلاثة أطنان وخمسة وخمسين كيلو جرام وسبعمائة وثمانية وأربعين جراماً من الحشيش المخدر ، بالإضافة إلى ( 626 ر 10 ) عشرة كيلو جرامات وستمائة وستة وعشرين جراماً من الهيروين النقي . و ما جرى قبلها بأسابيع من تصريح مماثل حول القبض على مجموعة من المفسدين في الأرض بهذه المخدرات من تهريب و تعاطي و ترويج.
هذه القضية تحتاج منا جميعاً حكومة و شعباً، موقفاً حازماً و جاداً، الموقف الحكومي يتمثل في عدة جهات و ليس جهة واحدة، فعلى سبيل المثال الإدارة العامة للمخدرات، إدارة المجاهدين، الشرطة، هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، إمارات المناطق، الجمارك، سلاح الحدود، وزارة الشئون الإسلامية، وزارة الثقافة و الإعلام، وزارة التربية و التعليم، القضاء و ما أدركما القضاء، ( في أحكامه التي يجب أن تكون رادعة و بقوة في وجه أمثال هؤلاء المفسدين و غيرهم )، و طبعاً أهم من هذا التنفيذ،، ( و التفاحة الفاسدة إذا لم ترمى تفسد الصندوق )، كل تلك الجهات يجب أن تمارس واجبها الرسمي القائم على التعاون و التنسيق فيما بينها، لأجل قطع دابر هذه السموم، أو على الأقل التقليل ولو بنسبة كبيرة من خطورتها و انتشارها، أما على المستوى الشعبي فلابد لوزارة الشئون الاجتماعية من تفعيل مراكز و مجالس الأحياء بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في توعية و تهيئة مجتمعات الأحياء حول آفة المخدرات، كذلك دوريات الجيران في الأحياء لابد من الاستفادة منها في تنمية الوعي حول خطورة هذه القضية على مجتمعنا، حتى نجعل المواطن و الدولة في خندق واحد ضد كل ما هو مفسد و فاسد و خبيث على أخلاقنا و أموالنا و أعراضنا و أجسادنا، الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني و وزير الداخلية حفظه الله، صرح في أكثر من محفل بخطورة هذا الأمر و أن بلادنا مستهدفة من كل ناحية، سياسياً و أمنياً و أخلاقياً، و حتى عسكرياً.
نحن مدعوون جميعاً أن نعيد النظر في أنظمتنا و طريقة تعايشنا و نعيد التفكير في سلبيتنا تلك السلبية التي قتلت روح الهمة العالية لدينا كمجتمع نرى من خلله الخلل الواضح في كثير من مظاهر حياتنا، فهل نفعل و نتفاعل و نفعّل طاقاتنا و جهودنا لنري الله من أنفسنا خيراً، و نري العالم أجمع أننا قادرون على أن نبني مجتمعاً ليس ككل المجتمعات في ما يحبه الله و يراضه.
أظن أننا قادرون بإذن الله تعالى إذا صلحت النوايا و صلح الولاة و من تحت الولاة و الرعية و حملنا في صدورنا قلوباً مخلصة و في رؤوسنا عقولاً مدركة و في أرواحنا نفوساً زكية، طبعاً لن نكون مجتمعاً ملائكياً، و لكن مجتمعاً مسلماً متعاوناً متحاباً متجاوباً.
و لنا بإذن الله لقاء. حفظني الله و إياك أيها القارئ العزيز و المتصفح لهذا الموقع الكريم.
بقلم: م/عبد الله بن علي الهزاني
bnyhazzan@hotmail.com
تحدث لنا رجل فاضل في خلقه و سمته و لفظه، عن قصة أخ له ُدعي ذات ليلة إلى وليمة غير رسمية، من قِبل بعض زملاء عمله، أقيمت في أحدى الاستراحات أي أنها جلسة شبابية مع زملاء العمل، و حضر الأخ المقصود في حديثنا، إلى ما دعي إليه، رغبة منه في التواصل مع زملائه، و يقول الرجل عن أخيه أنه لم يمضي على تسلمه الوظيفة إلا بضعة أشهر، وهو ليس بالمتدين القوي جداً لكنه يحافظ على صلاته، لا يشرب الدخان و ليس له سلوك منحرف، بل عادي و لكنه على قدر من الحياء، و لا يحب السهر، و فجأة و في تلك الليلة التي دعي فيها أخي تأخر عن الحضور في موعده المعتاد، فاتصلت الوالدة به فإذا به لا يرد، قلقنا عليه كثيراً و بينما نحن نحاول مرة بعد أخرى بالاتصال عليه و في ساعة متأخرة جداً من الليل، إذا به يدخل علينا و حاله ليست بالحال التي نعرفه بها، يظهر لنا من حاله و تصرفاته كأنه شرب شيئاً أو أكل شيئاً غيّر طباعة و عقله، فأخذنا نسأله و نتحاور معه لعلنا ندرك ما به، إلا أنه لا يعطينا جواباً نعتمد عليه، فأخذناه إلى أقرب مركز طبي و بعد تحليل سريع لدمه وجدوا بأنه شرب كمية كبيرة من المخدر يا للهول، مخدر و كمية كبيرة إنها صاعقة وقعة علينا، مباشرة أخذناه إلى مستشفى الأمل حتى نتدارك الوضع من أوله، و الحق أنهم في ذلك المستشفى يبذلون جهوداً مشكورة لمساعدة من ابتلي بشيء من هذه القاذورات، فأعملوا جهدهم و بذلوا وسعهم في تخليص أخي مما وقع فيه، و نحن نفصح لهم أننا لا ندري عن وضعه بالضبط، حتى أننا أخبرنا المسئول الأمني هناك بالقصة، و بعد فترة من الزمن بدأت بوادر العافية على أخي و أخذ يسترد وعيه، عندها أخذ يسرد علينا قصته، و أنه في تلك الليلة قدم له زملائه شاياً ( شاهي ) فيه مخدر، كما قدموا له عصيراً فيه مخدر أيضاً، و لجهله بهذه الأمور و عدم معرفته المسبقة بهذه الطرق الدنيئة، وقع فيما وقع فيه، من دون أن يشعر بشيء في لحظتها.
أوردت هذه القصة و التي ربما تكون متكررة في كثير من المجتمعات، و تقع على الكثير و الكثير ممن سقط في براثن هذه القاذورات في الداخل و الخارج. لأجل أهداف عده، أهمها أن يتفضل القارئ الكريم بمناقشة القضية معي و مع نفسه و مع مجتمعه، و بجدية حتى ندرك مدى خطورة هذه الآفة المدمرة، وهو موضوع ليس بجديد، و لكن لا بد لنا أن نعيد فيه و نعيد، و سبب الإعادة هنا، ما صرح به المتحدث الأمني بوزارة الداخلية حول الجهود المستمرة لرجال الأمن في مكافحة تهريب وترويج وتعاطي المخدرات و التي أسفرت بتوفيق الله عن رصد وإحباط عدد من محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة وترويجها حيث نتج عن ذلك ضبط ( 926 ر 044 ر 3 ) ثلاثة ملايين وأربعة وأربعين ألف وتسعمائة وستة وعشرين قرص كبتاجون، و ( 748 ر 055 ر 3 ) ثلاثة أطنان وخمسة وخمسين كيلو جرام وسبعمائة وثمانية وأربعين جراماً من الحشيش المخدر ، بالإضافة إلى ( 626 ر 10 ) عشرة كيلو جرامات وستمائة وستة وعشرين جراماً من الهيروين النقي . و ما جرى قبلها بأسابيع من تصريح مماثل حول القبض على مجموعة من المفسدين في الأرض بهذه المخدرات من تهريب و تعاطي و ترويج.
هذه القضية تحتاج منا جميعاً حكومة و شعباً، موقفاً حازماً و جاداً، الموقف الحكومي يتمثل في عدة جهات و ليس جهة واحدة، فعلى سبيل المثال الإدارة العامة للمخدرات، إدارة المجاهدين، الشرطة، هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، إمارات المناطق، الجمارك، سلاح الحدود، وزارة الشئون الإسلامية، وزارة الثقافة و الإعلام، وزارة التربية و التعليم، القضاء و ما أدركما القضاء، ( في أحكامه التي يجب أن تكون رادعة و بقوة في وجه أمثال هؤلاء المفسدين و غيرهم )، و طبعاً أهم من هذا التنفيذ،، ( و التفاحة الفاسدة إذا لم ترمى تفسد الصندوق )، كل تلك الجهات يجب أن تمارس واجبها الرسمي القائم على التعاون و التنسيق فيما بينها، لأجل قطع دابر هذه السموم، أو على الأقل التقليل ولو بنسبة كبيرة من خطورتها و انتشارها، أما على المستوى الشعبي فلابد لوزارة الشئون الاجتماعية من تفعيل مراكز و مجالس الأحياء بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في توعية و تهيئة مجتمعات الأحياء حول آفة المخدرات، كذلك دوريات الجيران في الأحياء لابد من الاستفادة منها في تنمية الوعي حول خطورة هذه القضية على مجتمعنا، حتى نجعل المواطن و الدولة في خندق واحد ضد كل ما هو مفسد و فاسد و خبيث على أخلاقنا و أموالنا و أعراضنا و أجسادنا، الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني و وزير الداخلية حفظه الله، صرح في أكثر من محفل بخطورة هذا الأمر و أن بلادنا مستهدفة من كل ناحية، سياسياً و أمنياً و أخلاقياً، و حتى عسكرياً.
نحن مدعوون جميعاً أن نعيد النظر في أنظمتنا و طريقة تعايشنا و نعيد التفكير في سلبيتنا تلك السلبية التي قتلت روح الهمة العالية لدينا كمجتمع نرى من خلله الخلل الواضح في كثير من مظاهر حياتنا، فهل نفعل و نتفاعل و نفعّل طاقاتنا و جهودنا لنري الله من أنفسنا خيراً، و نري العالم أجمع أننا قادرون على أن نبني مجتمعاً ليس ككل المجتمعات في ما يحبه الله و يراضه.
أظن أننا قادرون بإذن الله تعالى إذا صلحت النوايا و صلح الولاة و من تحت الولاة و الرعية و حملنا في صدورنا قلوباً مخلصة و في رؤوسنا عقولاً مدركة و في أرواحنا نفوساً زكية، طبعاً لن نكون مجتمعاً ملائكياً، و لكن مجتمعاً مسلماً متعاوناً متحاباً متجاوباً.
و لنا بإذن الله لقاء. حفظني الله و إياك أيها القارئ العزيز و المتصفح لهذا الموقع الكريم.