أبو ياسر
11 / 07 / 2009, 58 : 03 PM
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 . jpg
(1)
إني لا أدري – يا سادة – لما أحب أن أبث شكوى فؤادي عبر مقالاتي ،أصدقكم أني – و إن كان الحديث عن النفس من أبغض الأحاديث لدى عاقلة البشر – لما أكتب لكم معاناة وأبدأ تذكرها أتوقف كثيراً ولربما بكيت كثيراً أيضا..
لا ! لا أريدكم أن تتألموا ما ذنبكم ، فعندكم من الآلام و الأحزان ما يكفيكم ، و لكني أريد فقط أن أتحدث ، فالمصدور لا يشعر بالارتياح إلا لما يبث شكواه و لا يهم من يسمعها!
شاهدت التلفاز ليلة أمس ورأيت تقريراً يحكي جرائم الجنود الأمريكيين في العراق ، رأيت من بين الصور جنوداً يقتحمون منزلاً عراقي في هجعة الليل، صرخ الجنود وراحوا يأمرون الأسرة أن تجلس في باحة منزلهم المتهالك ، وأمروا بوضع أيديهم فوق رؤوسهم و من بين الأسرة طفلة مرعوبة تنهمر الدموع على وجنتيها!
يخفق قلبها الصغير من الألم و هي ترى والدها يقاد بين الجنود ، تبكي و والدتها تجاوبها البكاء وهي تشير بيدها أن اجلسي يا بنيتي على الأرض لكي لا تصابي بمكروه !!
هذه المشاهد تستعر في قلوبنا لما نرى الجنود الأمريكيين يصفق لهم وهم يغادرون المدن العراقية كالفاتحين !!
تباً لأمريكا !! و تباً للعرب !!
لم يعد في الحياة شيء يستحق الحياة ....
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
(2)
قبل شروق يوم من أيام رمضان الفائت ، كنت على موعد مع حادثة من أفجع الحوادث، ذلك النوع من الحوادث الذي يبقى عالقاً في الذاكرة إلى الأبد،تتظاهر بأنك نسيته فلا يلبث أن يبعث من مرقده معكر عليك صفوك يومك و لا تملك له رد..
كنت عائد من المسجد و في الطريق المؤدي إلى منزلي رأيت حادثاً مروعاً لسيارة من نوع ( في إكس آر ) و على جانبيه أجساد مضرجة بالدماء و هناك في محلة قصيا جسد امرأة لم تزل في ربيع العمر ، شقراء الشعر بيضاء الجسد و الدم الأحمر يغطي جسدها ، تسابق الأخيار لتغطيتها عن أطفالها الذين نجو من الحادث ، فرأيت طفلاً صغير يمشي ناحية أمه بخطى متعثرة ، وقف على رأسها و بدأ ينحني بألم ، حتى جثى على ركبتيه عند رأس أمه ، ثم رمى بجسده الصغير على صدر أمه و بدأ ينهج ببكاء رقيق !
لا يا بني – أرجوك – لا تقسو على أمك دعها تغادر عالمنا بسلام ، يا بني إن ما بها من ألم يكفيها!!
بدأ جسد الأم يضطرب فتسابق الناس لطفل -الذي غفلوا عنه لنجدة ما بقي من أسرته - حملوه وهو يرفس بقدميه و يصرخ!!
وارحمتاه لذلك القلب !!
بني يا صغيري ابك كثيراً فأمك ماتت !!
نعم ابك ولا تتوقف عن البكاء لأن عالمك الحاني قد ذهب ولا رجعة ، لا تستمع لكلمات العزاء و لا تسلو بأعطيات المعزيين فكل هؤلاء يكذبون عليك ، بذاهب أيام العزاء لن تراهم مجدداً و لن يقفوا بجانبك لمغالبة عواصف الدنيا و أهوالها!!
بني .. أتعلم مالذي فقدته لتو ، إنه عالمك الدافئ الوديع ، فقدت قلب أمك و أقسم لك أن ما من قلب سيحبك كحبه ، بني إني أشعر بك ولكني كاذب! كهذا العالم الذي من حولي سأنساك أنا أيضاً ، و ليكن الله في عونك !!
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
وداعاً يا أخوة
(1)
إني لا أدري – يا سادة – لما أحب أن أبث شكوى فؤادي عبر مقالاتي ،أصدقكم أني – و إن كان الحديث عن النفس من أبغض الأحاديث لدى عاقلة البشر – لما أكتب لكم معاناة وأبدأ تذكرها أتوقف كثيراً ولربما بكيت كثيراً أيضا..
لا ! لا أريدكم أن تتألموا ما ذنبكم ، فعندكم من الآلام و الأحزان ما يكفيكم ، و لكني أريد فقط أن أتحدث ، فالمصدور لا يشعر بالارتياح إلا لما يبث شكواه و لا يهم من يسمعها!
شاهدت التلفاز ليلة أمس ورأيت تقريراً يحكي جرائم الجنود الأمريكيين في العراق ، رأيت من بين الصور جنوداً يقتحمون منزلاً عراقي في هجعة الليل، صرخ الجنود وراحوا يأمرون الأسرة أن تجلس في باحة منزلهم المتهالك ، وأمروا بوضع أيديهم فوق رؤوسهم و من بين الأسرة طفلة مرعوبة تنهمر الدموع على وجنتيها!
يخفق قلبها الصغير من الألم و هي ترى والدها يقاد بين الجنود ، تبكي و والدتها تجاوبها البكاء وهي تشير بيدها أن اجلسي يا بنيتي على الأرض لكي لا تصابي بمكروه !!
هذه المشاهد تستعر في قلوبنا لما نرى الجنود الأمريكيين يصفق لهم وهم يغادرون المدن العراقية كالفاتحين !!
تباً لأمريكا !! و تباً للعرب !!
لم يعد في الحياة شيء يستحق الحياة ....
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
(2)
قبل شروق يوم من أيام رمضان الفائت ، كنت على موعد مع حادثة من أفجع الحوادث، ذلك النوع من الحوادث الذي يبقى عالقاً في الذاكرة إلى الأبد،تتظاهر بأنك نسيته فلا يلبث أن يبعث من مرقده معكر عليك صفوك يومك و لا تملك له رد..
كنت عائد من المسجد و في الطريق المؤدي إلى منزلي رأيت حادثاً مروعاً لسيارة من نوع ( في إكس آر ) و على جانبيه أجساد مضرجة بالدماء و هناك في محلة قصيا جسد امرأة لم تزل في ربيع العمر ، شقراء الشعر بيضاء الجسد و الدم الأحمر يغطي جسدها ، تسابق الأخيار لتغطيتها عن أطفالها الذين نجو من الحادث ، فرأيت طفلاً صغير يمشي ناحية أمه بخطى متعثرة ، وقف على رأسها و بدأ ينحني بألم ، حتى جثى على ركبتيه عند رأس أمه ، ثم رمى بجسده الصغير على صدر أمه و بدأ ينهج ببكاء رقيق !
لا يا بني – أرجوك – لا تقسو على أمك دعها تغادر عالمنا بسلام ، يا بني إن ما بها من ألم يكفيها!!
بدأ جسد الأم يضطرب فتسابق الناس لطفل -الذي غفلوا عنه لنجدة ما بقي من أسرته - حملوه وهو يرفس بقدميه و يصرخ!!
وارحمتاه لذلك القلب !!
بني يا صغيري ابك كثيراً فأمك ماتت !!
نعم ابك ولا تتوقف عن البكاء لأن عالمك الحاني قد ذهب ولا رجعة ، لا تستمع لكلمات العزاء و لا تسلو بأعطيات المعزيين فكل هؤلاء يكذبون عليك ، بذاهب أيام العزاء لن تراهم مجدداً و لن يقفوا بجانبك لمغالبة عواصف الدنيا و أهوالها!!
بني .. أتعلم مالذي فقدته لتو ، إنه عالمك الدافئ الوديع ، فقدت قلب أمك و أقسم لك أن ما من قلب سيحبك كحبه ، بني إني أشعر بك ولكني كاذب! كهذا العالم الذي من حولي سأنساك أنا أيضاً ، و ليكن الله في عونك !!
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
وداعاً يا أخوة