أبو ياسر
03 / 07 / 2009, 00 : 07 PM
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
في يوم حار مغبر ، من أيام الرياض العاصفة ، جلست قبالة جهازي الحاسوب ،عازماً على كتابة مقالة و لو ( بالعافية) لا أعني الزيت بالتأكيد!!
ولأني أريد أن أطيل السالفة سأخبركم بنوع جهازي الحاسوب ، و كنت سأقول محمول من شركة توشيبا ولكن الأمر مكشوف فإداري المنتدى يمكنهم الاطلاع على أنواع أجهزتنا بل و من أي مدينة نكتب ، تباً لتقنية !!
نوع جهازي يا سادة أقسم أني لا أعرفه فالصورة التي عليه صورة لبرتقالة ، حصلت عليه هدية أيضاً ، وهو جهاز مكتبي به شاشة بعد أن أجلس عليها ساعة أقوم محمر العينين ، سرعته في النت بطيئة جداً فمقاطع اليوتيوب التي يضعها بعض الأخوة افتحها في صفحة لوحدها و بعد نصف ساعة أعود و قد اكتملت هذا إذا كان وقت المقطع عشر دقائق ، أما نصف ساعة و ما فوقها فلست أفتحها أبداً إذ قد ينطفئ الجهاز ، هل أبدوا أمامكم مثيراً لشفقة إذاً لن أكمل حتى لا أكون مستحقا لزكاة ..
يا أخوتي ..تمر بنا أوقات كثر لا تقاس بزمن، نعم يمكنك أن تقول دقيقة أو ساعة أو ثانية حتى ، ولكن لها قيمة معنوية تفوق كل تقدير، ما رأيكم فيمن يعتقد أن جزء من الثانية هي سبب سعادته ، أولئك هم ممارسي الألعاب الأولمبية فترون أن فلان حقق الرقم العالمي بفارق جزء ثانية عن الرقم المسجل، فهذا الجزء من الثانية أدخله عالم الشهرة و المال، وذات الوقت أقصى صاحب الرقم الأول ليكون خلف جدار العزلة و الأسمال، و إن كان الزمن هنالك يهتم له و يقدر ، إلا أننا في حياتنا اليومية نستطيع أن نضرب الكثير الكثير من الأمثلة الدالة على أن أجزاء من الثانية تفصلنا عن الموت أو الكفر ، فرجل مثلاً في رحلة قنص انحنى قدراً، وفي الوقت ذاته مست رصاصة طائشة شعرات رأسه ، لتجده فزعاً مخوفاً يقول لو لم تدركني رحمة الله لكنت الآن على خشبات نقل الموتى ، بالتأكيد أن هذا الأمر جرى في جزء من الثانية ، و كذلك الرجل الذي يؤخر الصلاة دون عذر حتى تدركه الصلاة الأخرى يكون في رأي كثير من جماهير الفقهاء كافراً ، أليس تفريطه في الوقت هو من أدى به إلى هذا الكفر .
أرأيتم يا أخوة كم هو الزمن غال جداً ، و لكي أفصل القول في هذا الموضوع سأورد قوله تعالى : ( والعصر ..) ، فالله هنا أقسم بالعصر الذي هو جزء من الزمن ، و لك أن تدرك أن ثنائك على الجزء دون الأصل يفهم منه عظمة الأصل و جلاله ، فأوقات اليوم أقسم بها الله تعالى كلها فقال سبحانه: ( و الفجر ) ( و العصر ) ( و الضحى ) ( والليل ) ( والصبح ) فالله – جل وعلا – لم يقل ( والزمن ) بل سار على أوقات اليوم و أقسم بكل وقت على حده ، دلالة بينة على عظيم قدره ..
نعود لعنوان الموضوع !!
كنت قبل ثلاثة أشهر تقريباً ، أسير بمركبتي على طريق الدائري الشمالي ، و بالتحديد عند تقاطعه مع الدائري الغربي المتجه إلى الدرعية و طريق الحجاز ، يظهر أنكم تهتم ، لا يهم !!
قابلتني قوافل من السيارات المتكدسة التي يختنق بها الطريق السريع بعرضه و طوله ، و الزحام أمر معتاد في الرياض و لكن ما يميز هذا الزحام أن السيارات فيه لا تتحرك قيد أنمله ، و بما أني عائد من الجامعة و مخنوق من خطب الأساتذة فلم يعد عقلي يقوى على التفكير و التدبر إذ استنفد كامل قواه ، لمحت ذات اليمين بعض من السيارات تحاول أن تقفز الرصيف ، فسرت سيرتهم و قفزت معهم الرصيف و كان سهلاً حتى يمكن لمركبتي من نوع ( كامري ) أن تقفزه ، استقامت سيارتي على طريق ترابي ، وعبره جاوزنا الزحام لندخل الحي الذي يقبع فيه مستشفى الأمل ،أملاً أن أجد مخرجاً من هذا الزحام ، و نسيت أن أخبركم بوقتنا فهو في صدر الظهيرة و لم يكن الجو حاراً كهذه الأيام و لكنه بأي حال وقت تأمل فيه بغداء لذيذ و فراش وفير ، المهم – يا أخوة و يا أخوات – أني صرت أتبع هذه السيارات و لا أفارقها حتى لعظيم إخلاصي ( آكل المطبات معهم بالكوم ) ،قضياً زمناً ونحن من شارع إلى آخر حتى عدنا إلى الطريق الرئيس، فلم نرع:eek: إلا بجنود الأمن الخاص بكامل عدهم و عتادهم قد أقفلوا الطريق ، و الطائرة المروحية تحلق في الجو و قد تدلى منها جندي بسلاحه ، أمرنا بالتوقف بحذر ، ونظرت إذ بجنود الأمن الخاص متأهبين خلف أبواب سياراتهم المشرعة ، و رأيتهم يصوبون أسلحتهم ناحية ثلاث من السيارات المضللة و ثلاثة من الشبان واقعين على الأرض و أيديهم أمامهم أمارة الاستسلام و آخر أشقر اللون جالس بين مساري الشارع و بجانبه حقيبة سوداء اللون و هو في حال يرثى لها ، حتى الآن لم تبدأ الإثارة و التي من أجلها رقمت هذه المقالة ..
صاح أحد العساكر في مكبر الصوت داعياً أحد الشباب الضال للاستسلام، و أصدقكم أن هذا العسكري لا يحسن أبجديات مفاوضة المجرمين ، فهو يهدده إن لم يخرج أن سيغرق سيارته بالرصاص و أن المكان مطوق لا يمكنه الهرب فلا طريق له إلا الاستسلام ، بعد وقت طويل – بالنسبة إلي – خرج هذا الشاب بلباس مدني و كان أبيض البشرة ، وقف قليلاً خلف السيارة ، ثم بسرعة البرق اتجه ناحية الجنود وبدأ يطلق رصاصات من مسدسه الصغير ، وفي لمح البصر سمعت مليون و تسع مائة ألف طلقة رشاش ، لم أقوى إلا أن أضع رأسي على مقود السيارة ولأذني صفير لعظمه أظن أن من حولي يسمعه!!:27: ، و بعد أن توقفوا رفعت رأسي فرأيت الشاب على الأرض ولا نقطة دم واحدة تلطخ ملابسه لست أدري أين ذهب كل هذا الرصاص، وعند السؤال قال أحد الأخوان أن الدم في مثل هذه الحالات لا يخرج إلا بعد دقائق من الإصابة ..
– يا أخوة – لقد خفت كثيراً ، ولا أعتقد أن أحداً سيقوى أن يرى مثل هذه المناظر الغير معتاده ولا يخاف! ما خلا عناتر - جمع عنتر- المنتدى !!
شعرت ساعتها بنعمة الأمن، وما كاد قلبي أن يهدأ حتى سمعت هذا العسكري يصرخ بمكبره تارة أخرى! أتعلمون بدأت أكرهه و لو استقدمت من أمري ما استأخرت لاقتحمت مركبته التي يختبئ فيها و لكمته على أنفه!
صرخ هذا البغيض بقوله : أن احترسوا فقد يكون على خصره حزام ناسف، و عندها أمرنا الجندي أن نطأطئ رؤوسنا تارة أخرى ( يا نهار مش معدي ) ! ، ولكن المثير أن ما يفصلني عنه إلا عدة أمتار ما إن ينطلق هذا الحزام – لا سمح الله - حتى أكون أنا و الكامري في مستشفى الأمل ، بأي حال كانت دقائق عصيبة حتى أمرنا الجندي أن نمر بسلام ، و أحمد الله على كل حال ..
في الختام أنصح الجميع أن يبقو في الزحام و لا يجاوزه ! فلا يدرون أي شيء ينتظرهم!
والثانية أن نحمد الله صباحاً و مساءاً على نعمة الأمن!
والثالة أن ندعو لجنود الأمن بالحفظ و القوة فهم درعنا الواقي بعد الله من هذه الفتن !
والرابعة أن نقدر لزمن قدره و أن لا نفرط فيه !
والخامسة سلامتكم:idea: ..
في يوم حار مغبر ، من أيام الرياض العاصفة ، جلست قبالة جهازي الحاسوب ،عازماً على كتابة مقالة و لو ( بالعافية) لا أعني الزيت بالتأكيد!!
ولأني أريد أن أطيل السالفة سأخبركم بنوع جهازي الحاسوب ، و كنت سأقول محمول من شركة توشيبا ولكن الأمر مكشوف فإداري المنتدى يمكنهم الاطلاع على أنواع أجهزتنا بل و من أي مدينة نكتب ، تباً لتقنية !!
نوع جهازي يا سادة أقسم أني لا أعرفه فالصورة التي عليه صورة لبرتقالة ، حصلت عليه هدية أيضاً ، وهو جهاز مكتبي به شاشة بعد أن أجلس عليها ساعة أقوم محمر العينين ، سرعته في النت بطيئة جداً فمقاطع اليوتيوب التي يضعها بعض الأخوة افتحها في صفحة لوحدها و بعد نصف ساعة أعود و قد اكتملت هذا إذا كان وقت المقطع عشر دقائق ، أما نصف ساعة و ما فوقها فلست أفتحها أبداً إذ قد ينطفئ الجهاز ، هل أبدوا أمامكم مثيراً لشفقة إذاً لن أكمل حتى لا أكون مستحقا لزكاة ..
يا أخوتي ..تمر بنا أوقات كثر لا تقاس بزمن، نعم يمكنك أن تقول دقيقة أو ساعة أو ثانية حتى ، ولكن لها قيمة معنوية تفوق كل تقدير، ما رأيكم فيمن يعتقد أن جزء من الثانية هي سبب سعادته ، أولئك هم ممارسي الألعاب الأولمبية فترون أن فلان حقق الرقم العالمي بفارق جزء ثانية عن الرقم المسجل، فهذا الجزء من الثانية أدخله عالم الشهرة و المال، وذات الوقت أقصى صاحب الرقم الأول ليكون خلف جدار العزلة و الأسمال، و إن كان الزمن هنالك يهتم له و يقدر ، إلا أننا في حياتنا اليومية نستطيع أن نضرب الكثير الكثير من الأمثلة الدالة على أن أجزاء من الثانية تفصلنا عن الموت أو الكفر ، فرجل مثلاً في رحلة قنص انحنى قدراً، وفي الوقت ذاته مست رصاصة طائشة شعرات رأسه ، لتجده فزعاً مخوفاً يقول لو لم تدركني رحمة الله لكنت الآن على خشبات نقل الموتى ، بالتأكيد أن هذا الأمر جرى في جزء من الثانية ، و كذلك الرجل الذي يؤخر الصلاة دون عذر حتى تدركه الصلاة الأخرى يكون في رأي كثير من جماهير الفقهاء كافراً ، أليس تفريطه في الوقت هو من أدى به إلى هذا الكفر .
أرأيتم يا أخوة كم هو الزمن غال جداً ، و لكي أفصل القول في هذا الموضوع سأورد قوله تعالى : ( والعصر ..) ، فالله هنا أقسم بالعصر الذي هو جزء من الزمن ، و لك أن تدرك أن ثنائك على الجزء دون الأصل يفهم منه عظمة الأصل و جلاله ، فأوقات اليوم أقسم بها الله تعالى كلها فقال سبحانه: ( و الفجر ) ( و العصر ) ( و الضحى ) ( والليل ) ( والصبح ) فالله – جل وعلا – لم يقل ( والزمن ) بل سار على أوقات اليوم و أقسم بكل وقت على حده ، دلالة بينة على عظيم قدره ..
نعود لعنوان الموضوع !!
كنت قبل ثلاثة أشهر تقريباً ، أسير بمركبتي على طريق الدائري الشمالي ، و بالتحديد عند تقاطعه مع الدائري الغربي المتجه إلى الدرعية و طريق الحجاز ، يظهر أنكم تهتم ، لا يهم !!
قابلتني قوافل من السيارات المتكدسة التي يختنق بها الطريق السريع بعرضه و طوله ، و الزحام أمر معتاد في الرياض و لكن ما يميز هذا الزحام أن السيارات فيه لا تتحرك قيد أنمله ، و بما أني عائد من الجامعة و مخنوق من خطب الأساتذة فلم يعد عقلي يقوى على التفكير و التدبر إذ استنفد كامل قواه ، لمحت ذات اليمين بعض من السيارات تحاول أن تقفز الرصيف ، فسرت سيرتهم و قفزت معهم الرصيف و كان سهلاً حتى يمكن لمركبتي من نوع ( كامري ) أن تقفزه ، استقامت سيارتي على طريق ترابي ، وعبره جاوزنا الزحام لندخل الحي الذي يقبع فيه مستشفى الأمل ،أملاً أن أجد مخرجاً من هذا الزحام ، و نسيت أن أخبركم بوقتنا فهو في صدر الظهيرة و لم يكن الجو حاراً كهذه الأيام و لكنه بأي حال وقت تأمل فيه بغداء لذيذ و فراش وفير ، المهم – يا أخوة و يا أخوات – أني صرت أتبع هذه السيارات و لا أفارقها حتى لعظيم إخلاصي ( آكل المطبات معهم بالكوم ) ،قضياً زمناً ونحن من شارع إلى آخر حتى عدنا إلى الطريق الرئيس، فلم نرع:eek: إلا بجنود الأمن الخاص بكامل عدهم و عتادهم قد أقفلوا الطريق ، و الطائرة المروحية تحلق في الجو و قد تدلى منها جندي بسلاحه ، أمرنا بالتوقف بحذر ، ونظرت إذ بجنود الأمن الخاص متأهبين خلف أبواب سياراتهم المشرعة ، و رأيتهم يصوبون أسلحتهم ناحية ثلاث من السيارات المضللة و ثلاثة من الشبان واقعين على الأرض و أيديهم أمامهم أمارة الاستسلام و آخر أشقر اللون جالس بين مساري الشارع و بجانبه حقيبة سوداء اللون و هو في حال يرثى لها ، حتى الآن لم تبدأ الإثارة و التي من أجلها رقمت هذه المقالة ..
صاح أحد العساكر في مكبر الصوت داعياً أحد الشباب الضال للاستسلام، و أصدقكم أن هذا العسكري لا يحسن أبجديات مفاوضة المجرمين ، فهو يهدده إن لم يخرج أن سيغرق سيارته بالرصاص و أن المكان مطوق لا يمكنه الهرب فلا طريق له إلا الاستسلام ، بعد وقت طويل – بالنسبة إلي – خرج هذا الشاب بلباس مدني و كان أبيض البشرة ، وقف قليلاً خلف السيارة ، ثم بسرعة البرق اتجه ناحية الجنود وبدأ يطلق رصاصات من مسدسه الصغير ، وفي لمح البصر سمعت مليون و تسع مائة ألف طلقة رشاش ، لم أقوى إلا أن أضع رأسي على مقود السيارة ولأذني صفير لعظمه أظن أن من حولي يسمعه!!:27: ، و بعد أن توقفوا رفعت رأسي فرأيت الشاب على الأرض ولا نقطة دم واحدة تلطخ ملابسه لست أدري أين ذهب كل هذا الرصاص، وعند السؤال قال أحد الأخوان أن الدم في مثل هذه الحالات لا يخرج إلا بعد دقائق من الإصابة ..
– يا أخوة – لقد خفت كثيراً ، ولا أعتقد أن أحداً سيقوى أن يرى مثل هذه المناظر الغير معتاده ولا يخاف! ما خلا عناتر - جمع عنتر- المنتدى !!
شعرت ساعتها بنعمة الأمن، وما كاد قلبي أن يهدأ حتى سمعت هذا العسكري يصرخ بمكبره تارة أخرى! أتعلمون بدأت أكرهه و لو استقدمت من أمري ما استأخرت لاقتحمت مركبته التي يختبئ فيها و لكمته على أنفه!
صرخ هذا البغيض بقوله : أن احترسوا فقد يكون على خصره حزام ناسف، و عندها أمرنا الجندي أن نطأطئ رؤوسنا تارة أخرى ( يا نهار مش معدي ) ! ، ولكن المثير أن ما يفصلني عنه إلا عدة أمتار ما إن ينطلق هذا الحزام – لا سمح الله - حتى أكون أنا و الكامري في مستشفى الأمل ، بأي حال كانت دقائق عصيبة حتى أمرنا الجندي أن نمر بسلام ، و أحمد الله على كل حال ..
في الختام أنصح الجميع أن يبقو في الزحام و لا يجاوزه ! فلا يدرون أي شيء ينتظرهم!
والثانية أن نحمد الله صباحاً و مساءاً على نعمة الأمن!
والثالة أن ندعو لجنود الأمن بالحفظ و القوة فهم درعنا الواقي بعد الله من هذه الفتن !
والرابعة أن نقدر لزمن قدره و أن لا نفرط فيه !
والخامسة سلامتكم:idea: ..