المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسنة فكرية ، يا محسنين!


الأســـتاذ
03 / 07 / 2009, 02 : 01 AM
تحية طيبة أبعثها لكم من جبال السروات الباردة ، ذات الجو العليل ، و الظل الظليل،و بعيداً عن ضوضاء الرياض ، و غبارها المتراكم ، و ترابها و عجها و سمومها و أهلها و من بها وما فيها!
وحفظ الله لكم رؤوسكم و أشفاركم و أطراف أطرافكم من كل سوء و مكروه!
و لأني عازم الليلة على كتابة هذه الأحرف من على أريكتي و أمام شاشة محمولي الذي بقي علي من أقساطه القليل !
فثمت موضوع لازال يهجم على جمجمتي بين الفينة و الأخرى ، و يزعجني غاية الإزعاج ، و لأني أكره وبشدة أن تكون الأمور سائبة هكذا لا لجام لها و لا زمام ، و لشغفي المبالغ فيه بالوضوح و البيان في كل ما استعمله و أتعاطاه ، فاسمحوا لي في هذا الوقت المتأخر من الليل أن أنثره أمامكم و الله المعين!
هو : الفكر !
تلك الكلمة التي بدأت تبرز هذه الأيام و قبل هذه الأيام في مثاني كتابات كثير من حملة الأقلام أيا كانت هذه الأقلام ،فتراها تقحم اقحاما في غالب المواضيع ، و بين السطور و فوق الرؤوس وعلى الألسنة و عند البدء و قبل الختام و في كل مكان ، تراها حديث الخطيب و السفير و المدرس و المهندس و الدارس و الفاشل !
و لأن الجميع قد رضوا بخفاء المدلول لهذه الكلمة ، وفضل أن يفصل لها معنى من عنده يناسب مقامه و ميوله يقنعه أنى شاء ، مع اتفاق الجميع على سمو معناها دون حتى محاولة التحقق منه ، و الغوص في جزئياته ، للخلوص و لو بإشارة خاطفة تضع لهذه الكلمة إطارا واضحا متسقاً مع مدلوله اللغوي أو الاصطلاحي إن وجد !
ومع كل هذا فدلالة الكلمة لأول وهلة للمتأمل وكما أفهمها أنا لا تعدو أن تكون عملاً طبعياً و وظيفة جسدية يقوم به كل إنسان عادي بل حتى البهائم والعجماوات يمكنها أن تقوم به على قدر يتوافق مع قدراتها التي حباها الله كما حبى الإنسان منها أعلاها و أعظمها!
فالفكر في النهاية خصلة مفطورة ومغروزة في نفس كل كائن حي ، لازمة من لوازم حياته ، حالها كحال الحركة ، و الكِبَر ، و الجوع ، و الشبع ، و غيرها ، فأي ميزة فيها إذن ، و أي داع بعد هذ يدعو الناس للتشدق بها ؟!
إذن لم يبق إلا أن تكون ذات معنى إضافي على المتكلم ايضاحه و بيانه ، و إلا كان حاله و سياقات كلامه دليلا على هذا المعنى .
ثم الفكر نفسه ، اذا ما اعتبرناه عملية عقلية تستطيع بلوغ غاياتها بقدر ما يمتلك الإنسان من مقوماتها ، و تهيئه لتحصيلها ، سيكون أيضا في النهاية ذا نتائج موحدة ، من حيث الأصول و إن تباينت معه بعض الفروع الجزئية ، المندرجة تحت هذه الأصول و التي تتبارى في تمحيصها العقول المتفقة -جدلاً!- في الركائز و الأسس التي تفكر بها و التي تنسجم هي الأخرى مع مسلمات و بدهيات العقول!
فلن يتفاضل الناس فيه إذا ما سلمنا أن الفضيلة هي التي تكسب الأشياء جلالة القدر و تبيح لمدعيها نشر الفخر .
كأني بعد هذا أتلمس بأطراف الكلام الكثير الذي نجده ، الذي طوع قائله هذا اللفظ و خنقه و صهره بكل وحشية ليزج به بين سطور كلامه بكل تكلف و صلف ، لينفخ بهذا في كلامه ، و لأننا وبطبيعة حواسنا التي تظل معطلة لسنوات ، فسيمر هذا الكلام الضامر في الحقيقة =منفوخاً و فخماً عبر تجاويف عقولنا كما أراد كاتبه !
و لأني من البشر المعلوفة علمياً ، لم أزكو بعد و (لا يركن علي) في البحث و التنقيب في أغوار المصطلحات و الألفاظ الوافدة على ثقافتنا ، فسأظل قانعا بهذا الفتات المعرفي، و أنا بانتظاركم فالصورة لم تكتمل بعد!

خط القدر
03 / 07 / 2009, 49 : 04 PM
اخووووووووي الاستاذ نشكركـ على قلمك الرائع
صراحه لم اجد اي معنى لهذا الكلمه لان لها
اكثر من معنى في نظري انا فكلي امل بأخواني
الاعضاء ان يفيدوني ويفيدونكـ انت ايضا
واخرا وليس اخيرا ارجو منك يا اخي الاكبر
ان تتقبل مروووووووووووووووووووووووري

زائر الليل
05 / 07 / 2009, 18 : 03 PM
لي عودة بإذن الله للمداخلة في هذا الموضوع الهام .....

أبو ياسر
15 / 07 / 2009, 04 : 07 PM
مرحباً بأخي / الأستاذ ...

من هنا من قلب الفرن المسمى ( الرياض) أبعث لك تحية بعبق الحنيذ!!

إطلالة::
آلت الفكر هي العقل ، و العقل عندما يكون مفكراً - أياً كان هذا الفكر! - فهو إذاً يسمو بصاحبه عن ضحضاح الحيوانية إلى سماء الإنسانية ، هذا من حيث النوع أي أن نوع الفكر الإنساني أنه مبدع يختلف تماماً عن الفكر الحيواني الغريزي، من هنا يتضح لنا الفرق بين العقل المفكر و العقل المفطور .

صدر:

ما هو الفكر المحمود ، ولعلك سيدي أردته من البدء، في اعتقادي أن الفكر يختلف من مجتمع إلى مجتمع ، ومن ثقافة إلى أخرى، ونتيجة لهذا الاختلاف يختلف الحكم عليه ، و لكن من المهم أن نقول أن الفكر في النهاية ينهل في تصوري من ثلاث موارد هي من عملت على رسم حدوده و أبعاده ، المورد الأول: الأديان السماوية ، المورد الثاني: الأعراف المجتمعية، المورد الثالث: التجارب الشخصية، فهذه الموارد الثلاثة هي من تكون الفكر و يصدر عنها المفكرين ، و لا يخفاك ان الفكر يمكننا أن نصبه في قوالب عدة و تجد في النهاية أن هذه الموارد أو العوامل هي المؤثرة فيه ، فهناك الفكر الإقتصادي و يبرز لنا في العالم امثال له كالاقتصاد الإسلامية و الرأسمالي و الاشتراكي كأهم الإقتصادات في العالم ، كذلك الفكر الإجتماعي يبرز لنا عدة مفكرين أنتجوا مدارس عليها العمل و حولها تدق طبول المعرفة كفكر كارلس ماركس و ابن خلدون و غيره من المبرزين في هذا الجانب، عندنا أيضاً الفكر الفلسفي و يبرز لنا سقراط و أفلاطون و أرسطا و طلابهم في المشرق و المغرب ، و المحصلة ان هولاء المفكرين لا يخرجون عن الموارد الثلاث التي أوردتها أو بعضها، فاللادينيين قد لا يعترفون بالدين ولا يعدونه منهلاً و إن كنت اعتقد انهم تأثروا به فإن لم يكن مباشرة فمن خلال تأثيره في الفكر الإنساني بعامة ..

عجز :

عندنا في الإسلام ، الله تعالى وصف الكفار بالبهائم ، مع أنهم يفكرون و يبدعون في كل مناحي الحياة ، ولكن هذا الفكر في مقياس الإسلام ليس بشيء لأنه لم يكن سبباً في نجاتهم من غضب الله و سخطه، فقال الله تعالى في حقهم : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا [الأعراف:179] لماذا لا يسمعون؟ هل لأنهم ليست لديهم آذان؟ كلا، بل لديهم آذان، ولكن لا يسمعون بها الحق، و لماذا لا يبصرون؟ هل لأنهم لا يملكون اعيناً؟ كلا ولكنها لم تهدهم للحق - سبحانه و تعالى - ، فشبههم الله تعالى بالحيوان و بأحطه قدراً و هي الأنعام فقال:( أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) [الأعراف:179]، بل في الآية أنهم أضل من الأنعام ، فهنا يتضح لنا أن عقل الكافر و إن كان مفكراً ولكنه في سجل الإسلام كالبهيمة العجماء بل أضل، إذ المقياس الديني هو الفكر الذي يصرف في آيات الله الكونية و السمعية لتتجلى لها الحقيقة الكبرى وهي عبادة الله كما يستحق و يتضح له السر العظيم من الخلق ( وما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون )، فمن نهل من الإسلام و من سائر علوم الإنسان فهو في عليين الإنسانية ومن أحجم عن تعاليم الإسلام جملة أو فرادى فهو في دركات جحيم الحيوانية ، وعلا هذا فقس ..

الأستـاذ ..أرجوا أن اكون قد أضفت للموضوع و في انتظار مشاركة زائر الليل و بقية الأخوة لتتضح معالم هذا الموضوع جيداً، أشكرك على هذا الموضوع القيم ، و تقبل مني أزكى التحية!!

زمان يافن
16 / 07 / 2009, 08 : 01 AM
شكرا اخوي الاستاذ على الموضوع الرااااائع
وتقبلواا تحياتي اخوك بووووووووووووويل