المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الماء ..... و الضفدع ...... و الماء الساخن!!!!!!!!!!!


فارس الدوحة
19 / 02 / 2003, 06 : 12 AM
..

في دفاتر الحكايا القديمة نقرأ أن شيخاُ بعث إليه بعض السلاطين بأبنائهم ليعدهم لخلافتهم في السيطرة على رقاب العباد والتحكم بمصائرهم . فجمعهم هذا الشيخ وذهب بهم إلى الغابة ، وهناك وبعد أن خُـيّـل إليهم أنه سوف يتحدث عن تاريخ الشعوب وعن المعارك الفاصلة في عمر الأرض , وجدوه وقد وضع كتبه جانباً ثم قال : اليوم سوف أعلمكم كيف تطبخون الضفدع حياً . نظر الأمراء إلى بعضهم ليتأكدوا من أنهم سمعوا الهذيان نفسه .. وعندما عادوا إليه بابصارهم التي بدأت تشكك في العمر الإفتراضي لعقل هذا المتأرجح بين الموت والموت .. كان يتابع كلامه وكأن شيئاً لم يكن : لنرَ من منكم لديه بعض الحلول ؟ .. ترددت الكلمة بين جدران أدمغتهم استغراباً .. قليلاً أذهلتهم غرابة السؤال .. لكن أحدهم رد بعفوية قائلاً : نطبخه في إناء فيه ماء يغلي!!بكل هذه البساطة !!! ردد الشيخ في تهكم ..وما الذي سوف يغريه بالبقاء في إناء لا يوجد به إلا ماء .. ويغلي أيضاً .. ترى لوكنت مكانه هل كنت ترغب في البقاء؟؟!! سكن الجمع الأميري .. وأحس الجميع بسحابة من الغباء تظللهم ..أما العجوز .. وبعد أن حطم أسوار المقام السلطاني في نفوس صغار التيجان ، وبعد أن زرع في قرارة ذاتهم أنهم بحضرة من هو أعلم منهم بكثير ،هنا قال ..لا.. بل نقش قاعدته الخبيثة في قلوبهم : لو وضعنا الضفدع في الماء الساخن لقفز منه فوراً .. مهما كانت المغريات.. هو حب البقاء ، ولو وضعناه في ماء دافئ لبقي قليلاً ثم قفز خارجاً .. طلباً للغذاء ، لكن لو وضعناه في الماء الدافئ فوق النار الهادئة ووضعنا في الماء بعض الطعام بطريقة تجعل الحصول عليه صعباً ولكن ليس مستحيلاً فإن الضفدع سيبقى في الإناء حتى يموت مغلياً!!!. لماذا لا يقفز والماء يغلي ؟؟! قال الشيخ سائلاً نفسه .. لأن ردة فعله التي كان يتميز بها قد تم ترويضها بالماء الدافئ الذي زادت سخونته تدريجياً ، حتى أصبحت ردة الفعل تلك خيطاً من دخان لا يعلم أحد أين ذهب.



ثم أكمل الشيخ رافعاً صوته : هكذا أيتها العقول الفارغة تحكم الأمم .. هكذا توضع الأغلال في أعناق الشعوب .. تلك التي لا طاقة لكم بمواجهتها .. ولا قدرة لكم على تحمل غضبتها .. أشغلوها بالبحث عن طعامها بيدٍ .. وباليد الأخرى حافظوا على استمرار اتقاد النار الهادئة تحتها في إزدياد محسوب .. إحذروا من أن تزيدوا حدة النار فجأة ..إلا بعد أن تروا أطرافها قد تمددت وأصبحت غير قادرة على اتخاذ قرار قفزتها .. ولا يغيبن عن بالكم استمرار وجود الطعام ولكن بالقدر الضروري.. فقط لإشغالها عن التفكير في ما تحت الإناء.

ثم أخذ الشيخ في التحرك أمامهم واضعاً يديه خلف ظهره وهو يقول : هناك عقولٌ لاتستطيع التفكير في أكثر من أمر واحدٍ في ذات الآن .. أشغلوها بأمرها ذاك . وهناك عقولٌ حُبست في محيط جسدها ..لا تفكر إلا في إشباع رغباته .. إجعلوا تلك الرغبات أفقاً لا نهاية له .. ثم توقف الشيخ ووجه نظراته إليهم .. حادة .. قوية ..نفذت إلى أعماقهم مثل الخوف ..وقال : ولكن الخطر ورعب الخطر .. في عقولٍ تتعب في مرادها التواريخ .. عقولٌ ترى من خلال الأعمال مستقبل النوايا .. وتقرأ الخطى جيداَ فتعرف المصير ..عقولٌ ترفض مبدأ الإناء من أساسه .. وتعرف كل الحيل .. عقولٌ تأبى أن تعيش في غير الرؤوس .. همومها أكبر من أن تحملها أمه .. وطموحاتها أعلى منزلةً من نجمه .. وعزائمها لا يفنيها حتى الموت إذ هي تنزرع في كل من عرفهم وآمن بما آمنوا به

تغرب لا مستعظماً غير نفسه **** ولا قابلاً إلا لخالقه حكما

إن واجهتكم مثل هذه العقول .. فقد استعصت على من كانوا قبلكم .. نصيحتى إليكم .. أعطوهم ما يطلبوكم .. ولن يطلبوا غير حقهم .. فإن لم تفعلوا فسوف يعلون ثم لا يعطونكم ما تطلبون

قلم / عبدالله الشهراني

abunaif
19 / 02 / 2003, 27 : 06 PM
العقل حكمة







وما نيل المطالب بالتمني

Shabeeb
20 / 02 / 2003, 29 : 12 AM
مشكور اخويفارس الدوحة,
وكما كل الاخ ابو نايف العقل حكمه
تقبل تحياتي

محسن المسردي
20 / 02 / 2003, 57 : 12 AM
الله يخارجنا


















من الماء الدافيء

















والنار الهادئه

شكراً لك فارس الدوحة

تحياتي،،،
.
.

فارس الدوحة
20 / 02 / 2003, 58 : 02 AM
شكرا أخي العزيز بو نايف على الرد .. و فعلا صحيح


شبيب .. أشكرك على التفاعل مع الموضوع .. :مبسوط:



أخي محسن ... هههههههههههههههههههههههههههههههه :lol: ... و شكرا على الرد



يعطيكم العافية شباب

جريح الذكرى
20 / 02 / 2003, 00 : 04 AM
الشيخ هذا أختار اسلوب رائع في ترويض عقول ربما قد أعماها الترف




وكلامه كله حكمه


وتشكر يا فارس الدوحه

قـــلب اللـــيل
20 / 02 / 2003, 03 : 07 AM
[align=center:2b37a3bdc4]
عزيزي فارس الدوحة

قصة رائعة وسّرد جذاب وهدف بعيد

ثم أكمل الشيخ رافعاً صوته : هكذا أيتها العقول الفارغة تحكم الأمم .. هكذا توضع الأغلال في أعناق الشعوب .. تلك التي لا طاقة لكم بمواجهتها .. ولا قدرة لكم على تحمل غضبتها .. أشغلوها بالبحث عن طعامها بيدٍ .. وباليد الأخرى حافظوا على استمرار اتقاد النار الهادئة تحتها في إزدياد محسوب .. إحذروا من أن تزيدوا حدة النار فجأة ..إلا بعد أن تروا أطرافها قد تمددت وأصبحت غير قادرة على اتخاذ قرار قفزتها .. ولا يغيبن عن بالكم استمرار وجود الطعام ولكن بالقدر الضروري.. فقط لإشغالها عن التفكير في ما تحت الإناء.


أظن كاتب هذه القصة لم يكن في الزمن الغابر ربما ليس ببعيد ....أقول ربما.....!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وأظنه أستطاع تجاوز الخطوط الحمراء دون أن تصيبه حدة النار

أوووووووو .....أنا آسف نسيت أنه عبدالله الشهراني ::::::

وقال : ولكن الخطر ورعب الخطر .. في عقولٍ تتعب في مرادها التواريخ .. عقولٌ ترى من خلال الأعمال مستقبل النوايا .. وتقرأ الخطى جيداَ فتعرف المصير ..عقولٌ ترفض مبدأ الإناء من أساسه .. وتعرف كل الحيل .. عقولٌ تأبى أن تعيش في غير الرؤوس .. همومها أكبر من أن تحملها أمه .. وطموحاتها أعلى منزلةً من نجمه .. وعزائمها لا يفنيها حتى الموت إذ هي تنزرع في كل من عرفهم وآمن بما آمنوا به

أذن أين العقول التي ترفض مبدأ الأناء ؟؟؟؟؟

الأجابه بقلم الكاتب ...أتمنى أن يكون أحدنا أحدهم ..!!!!!!

أونكون كلنا أحدهم أو جميعنا كلهم .....!!!!!!!!

..لاأدري ....؟؟؟؟ ربما خانني التعبير...

ولكن مالم أنساه أن أشكر فارس الدوحة على الأختيار

شكرا فارس

وشكر مع أحتراماتي للكاتب[/align:2b37a3bdc4]

أبوماجد
20 / 02 / 2003, 41 : 01 PM
نعم 000 نعم 0000 صحيح بعد قرائتي لهذا الموضوع 000 عرفت مايريده فارس مع انني قد قرائته عدة مرات0

فارس هل ما سأذهب اليه هو الصحيح ؟

انا اكتشفت مايلي0
-بلاد الرافدين ليس لديها ماتخشى منه امريكا وبريطانبا 000هل هذا صحيح ام لا؟
- والقضيه التي كانت تشغل المسلمين والعرب هي ارض مسرى النبي 00 قل صحيح يافارس0
-كلما ازدادت حدّة التوترات في هذه البقعه 00 القوا الينا عصى موسى فتلقف مانرمي من مواقف ضد اسرائيل وامريكا0 0 وافقني على ذلك0
وبما اننا امه لانستطيع التفكير في موضوع واحد وهناك مايشغلنا عنه 000 اشغلونا بحرب لم يكن عدونا والمعتدي علينا طرف فيها0 قل نعم يابوماجد0
-والان قالوا اشغلوا هؤلاء المترفين ببترولهم وحددودهم السياسه والهبوا المنطقه واصنعوا بها احداث واختلقوا بها مشاكل واتركوهم يفكرون في مستقبل هذه المنطقه 000 وسوف يكفون عن التفكير في القضية الام0 00 وبما اننا امة السابق لدينا افضل من اللاحق فمن سيولد بعدنا سيولد ميتاً
هل هذه الفكره التي يريد العجوز توصيلها لهم يافارس0

فارس الدوحة
21 / 02 / 2003, 38 : 01 AM
أخي العزيز جريح الذكرى .. أشكرك جزيل الشكر على التفاعل مع الموضوع .. و نعم فهو أستاذ بارع في وصف حالنا .. :مبسوط:


أخي العزيز .. قلب الليل .. أشكرك أيضا على تصفح الموضوع و قراءته .. وهذا من ذوقك يا ذوق .. :مبسوط:


أخي العزيز بو ماجد .. يعلم الله أنني وضعت الموضوع مع تأكدي بأن كل من في المنتدى لن يفقهوا للغرض من القصة اللي ذكرها الكاتب .. و كدت في نفسي بأن أجزم بأن أحدا لن يفقه لها .. أنا ما أقول أن الموضوع مب مفهوم .. بلا مفهوم .. و لكن المعنى الخفي و الذي ذكرته بعظمة لسانك ...

أخي العزيز و الغالي بوماجد ... نعم أصبت في كل ما قلت فهذا هو قصد الكاتب مما كتب .. و أقولها صراحة هنيئا لنا بوجودك بين أظهرنا .. فأنت نجمة من نجوم هذا المنتدى الذي يضيء به ... و تحياتي لك .. فقد أبهرني ما توصلت اليه و ما استنتجته من الموضوع ...

أخيرا أشكر كل من شارك في هذا الموضوع .. و تحياتي لكم .. :مبسوط:

المحب الغاضب
22 / 02 / 2003, 02 : 02 AM
شكرا اخي فارس على هذا الموضوع


واسمحلي اخي ابو ماجد

بان اتهمك بانك مجنون بجنون العقل




اخوكم


المحب الغاضب

فارس الدوحة
22 / 02 / 2003, 47 : 04 AM
هذه تهمة نوعها جديد و غريب :shock: .. يا المحب الغاضب .. :wink: :lol:


وشكرا على الرد .. :مبسوط:

قـــلب اللـــيل
22 / 02 / 2003, 47 : 11 AM
[align=center:00b0bf7c11]
أبوماجد ...فارس الدوحة

أعجبتني قراءة أبوماجد ونظرت للقصة من زاوية أخرى

وأظن فارس الدوحة قد أستعجل في حكمه على القراءة

بأنها عين الحقيقة لمايقصد الكاتب..

وأظن الكاتب لوأراد لنا الحكم القاطع على مغزى قصته

لحاول تذليل ذلك لنا بالتقريب نوعا ما من الهدف ...وهذا

مالم يتضح في سرده لتلك المقطوعة الفنية

أخواني هل يحتاج الكاتب االى أنتهاج هذا الأسلوب

خاصة في ظل الوضع الراهن لقراءة الأحداث وفي

ظل تجلي الحقيقة حتى لمن لايفقه في السياسة شيئا؟؟

أخواني الأعزاء أظن والله أعلم أن الكاتب أراد المرور

من مقص الرقيب وكان هذا هو النهج الوحيد للخلاص...

أخوتي هل نحن في حاجة من ستين عاما لمايشغلنا عن

القضية الأم ؟؟؟ ومن له المصلحة الكبرى في سعينا وراء

لقمة العيش ؟؟؟؟ ولماذا أختار الكاتب الشخصية القيادية

في قصته لتكون جزءا منا ولم يحاول الأبتعاد خارج الحدود؟؟؟

أشياء كثيرة وتساؤلات أظن أنه بطرحها لن يغلق الباب بتاتا

لذا فأنا أحترم وجهة نظركم وأحتفظ بتحليل آخر لقصتنا

وأشكر الكاتب على منحنا هذه المساحة من التفكير

وأظن من الخطأ الجزم بأننا قد تسللنا الى معطيات الكاتب..


أشكرك يافارس الدوحة وأشكر أبوماجد وكل من أدلى برأيه

وأعذروني أن كان رأيي قد لا ينال أستحسان البعض

تحياتي لكم بدون أسثناء[/align:00b0bf7c11]