المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أين ياقدمي ؟


أبو فايز
12 / 03 / 2009, 24 : 10 PM
أقف الآن بعد طول الرحيل , لألتقط أنفاسي وأدير النظر حولي لأرى معالم الطريق جيداً كي أواصل المسير وأكمل رحلتي التي تبدأ مع كل خطوة ولا تنتهي بعد كل خطوة ..


لم تعد قدمي تسألني عن طول الطريق وأعباء المسير ، ولم تعد تلح علي بالوقوف والعودة .. بل أخذت حركتها تنسج أكفان الصمت فوق حروف الحيرة الثائرة . وتثير النقع وتمضي واجمةً قانعةً أو مقنَعةً بقدرها ومصيرها ..


أدركَتْ بتعبها شياً لم أدركه ولم يخطر ببالي أو يدر بخلدي , وعرفت منذ الخطوات ألأولى أنها تطأ على جبين اللحظات الهانئة ,وتنفخ روح التمرد والإستقلالية في جسد متعب ، بشيء من التغافل عن الواقع وحقائق الأشياء ، ومع ذلك تأبى إلا أن تقوم بدورها وتطلق آخر رصاصة في وجه رغبتها في الأنثناء ولي أعناق الخطى الشاردة إمعاناً في ردة الفعل الحانقة ..



وها أنا الآن أكمل المسير , وأشعر بالحنين التائة المنطلق بشغف يسلب من النفس التؤدة والأناة , و يدفعها كالوقود الذي يدفع الآلة عندما يحترق في ثنائية الفناء والبقاء ..


كلما سمع القلب صوته المبحوح الحزين يتسلل إلى مسمعه تسلل الرياح التي تحمل اللقاح بين أعواد القمح المضطربة , هب في ذعر ووجل ينشد أفياء الدعة والسكون خلف عيون الطرقات وقناديل الشرفات الغائرة على مرمى البصر في ناصية مدائن الشوق البعيدة ..


كم أشعر بالرغبة في الوصول .. وكم أفقد الأمل في الوصول .. وكم أستعذب الحرقة وأشعر بلذة الألم ونشوة الإجهاد والفتور ..



متى سأصل ؟


وهل سأقف على قارعة الطريق فوق التلال المطلة على تلك المدينة الوادعة لأقرأ رسائل الإغتراب في صندوق الرسائل بجوار الطريق على مشارف المدينة الصغيرة ؟


وحتى يسلمني الطريق إلى غايتي , ويودعني بين مآقي اللهفة الجارفة , أنا أمضي لا أحمل شيئاً ولا أحفل بشئ ولا أختطف الملامح الباسمة على جانبي الطريق .. ولم تختطفني هي أيضاً , إلا مرةً حين رأيت أسرابا من الطيور البريئة من تهم الشعراء ، تصادم العواصف الرملية الغاضبة لتمزق الرياح وحدتها وتشوه تآلف أنساقها البديعة .. كان مشهداً يترجم لغة الطير وهي تحكي سخافة أنها تمثل الرومانسية الدافئة والانسجام الرقيق ..



مشيت ثم مشيت ثم مشيت ... وكلما اقترب الهدف ابتعد , وكلما صدقت عيني كذبت , وكلما راود الجد نفسي لعبت , وكلما راودني الطريق ومناني لعنته وعبست في وجهه المتقلب ..


وبعد طول حيرة قالت لي نفسي سائلة ..


أتظن يا هذا أنك ستصل ؟


أم تظن أن الرحلة قاربت على الإنتهاء ؟


وهل أنت متأكد من أن الطريق الذي تسلكه هو طريق غايتك المنشودة ؟


وحتى لو لقيت غايتك .. هل ستقر عينك ويهدأ بالك وتسكن ثورتك ؟


وهل يعبأ بك أحد ؟.. أو يشعر بك أحد ؟ .. أو يسمع بكاءك أحد ؟


قاطعتها قائلا ..


مهلا مهلا يا نفسي .. فقد آن لي أن أسأل ..


إلى أين ياقدمي ؟

عبدالعزيز الوهابي
13 / 03 / 2009, 48 : 01 AM
لغة التيه و الضياع كم أبغضها كثيراً
ابو فايز أنت تحمل قلما مبدعا و راقيا لو ابتعدت عن هذه الأساليب
تحياتي

أبو فايز
13 / 03 / 2009, 46 : 06 PM
لغة التيه و الضياع كم أبغضها كثيراً
ابو فايز أنت تحمل قلما مبدعا و راقيا لو ابتعدت عن هذه الأساليب
تحياتي

أحترم رأيك يا أخ عبدالعزيز ، مع إيماني التام أن قراءة النص الأدبي بمجرد العقل هو خطأ فادح
وإلا فما معنى تذوق الأدب .. العقل لا يملك هذه الحاسة .

أسعدني مرورك وتحياتي لك .

برق الحيا
13 / 03 / 2009, 52 : 06 PM
كفاك الله شر ماتسير له قدماك .. وأبلغك الله مرادك الذي تتمناه ..


ابوفايز .. كتبت ماصورت لك أحاسيسك فأجدت


تحياتي .

حكاية إحساس
14 / 03 / 2009, 39 : 02 AM
قد نسير لانعلم مانهاية الطريق
ونجهل الغد
نخافه تاره ويخافنا تاره

وتمضي خطانا تشق لنا متبوء في عالم نجهل هويته

مازلنا نسير وننثر احرف على قارعة الطريق ترسم مأساة ومغامره وتارة تشكل لنا اهازيج يغني بها الغير
تمر بنا للحظات نقف لننظر الى الخلف ربما نحن بحاجة لاسترجاع شي من الماضي

او قد نطيل النظر ونحاول تمييز نهاية هذا الطريق ولكن يحجب الغمام عنا الرأيا

مازلنا نسير
ولكن الى اين ياقدمي ؟؟؟

ابو فايز ابدعت بيما كتبت
لوحة ادبيه بديعة لونتها باجود الاساليب لاهنت
فماكتبت
استثار مكنون قلمي اسمح لي على الاطاله
وننتظر جديدك

أبو فـلاح
14 / 03 / 2009, 17 : 12 PM
أتعجب أن تتوه أقدامي أمثالك يا ابا فايز ..
تداخلات عجيبة في مقطوعة الأدبية وكأنك تقف بين طريقين سريعين أحدهما الماضي وتراكماته والآخر المستقبل بمفاجآته ...
عندما تصنع الأهداف بواقعية ومنطقية ستجد أن قدمك سوف تجبر على السير نحو الهدف وفق وقت محدد وقياس واضح .....
وعندما نسير بلا هدف تتوه أقدامنا وتسيرنا كيفما شاءت ...

قلمك سنظل نحتفي به طويلا يا ابا فايز ...

عبدالعزيز الوهابي
14 / 03 / 2009, 55 : 02 PM
أحترم رأيك يا أخ عبدالعزيز ، مع إيماني التام أن قراءة النص الأدبي بمجرد العقل هو خطأ فادح
وإلا فما معنى تذوق الأدب .. العقل لا يملك هذه الحاسة .
أسعدني مرورك وتحياتي لك .


احترم ايمانياتك واسمح لي أن أقول لك أن الموهبة الأدبية عندما تنتج ما يصادم العقل لا أظنها ستفلح يوما في أنتاج أدب راق و محبب للنفوس ...
فبدون الموائمة بين العقل و الذائقة عند كتابة النص الأدبي لن يكون هناك أدب بقدر ما سيكون هناك رزمة ألفاظ ... مجموع كلمات ... بقايا حروف تائهة لا أقل !
تحياتي...

أبو فايز
14 / 03 / 2009, 23 : 03 PM
كفاك الله شر ماتسير له قدماك .. وأبلغك الله مرادك الذي تتمناه ..


ابوفايز .. كتبت ماصورت لك أحاسيسك فأجدت


تحياتي .


آمين .. وحياك الله أخي الكاسر في هذا المتصفح

أبو فايز
14 / 03 / 2009, 26 : 03 PM
قد نسير لانعلم مانهاية الطريق
ونجهل الغد
نخافه تاره ويخافنا تاره

وتمضي خطانا تشق لنا متبوء في عالم نجهل هويته

مازلنا نسير وننثر احرف على قارعة الطريق ترسم مأساة ومغامره وتارة تشكل لنا اهازيج يغني بها الغير
تمر بنا للحظات نقف لننظر الى الخلف ربما نحن بحاجة لاسترجاع شي من الماضي

او قد نطيل النظر ونحاول تمييز نهاية هذا الطريق ولكن يحجب الغمام عنا الرأيا

مازلنا نسير
ولكن الى اين ياقدمي ؟؟؟

ابو فايز ابدعت بيما كتبت
لوحة ادبيه بديعة لونتها باجود الاساليب لاهنت
فماكتبت
استثار مكنون قلمي اسمح لي على الاطاله
وننتظر جديدك


شكرا أخت حكاية إحساس على هذه السطور الجميلة والمشاركة القيمة

أبو فايز
14 / 03 / 2009, 30 : 03 PM
أتعجب أن تتوه أقدامي أمثالك يا ابا فايز ..
تداخلات عجيبة في مقطوعة الأدبية وكأنك تقف بين طريقين سريعين أحدهما الماضي وتراكماته والآخر المستقبل بمفاجآته ...
عندما تصنع الأهداف بواقعية ومنطقية ستجد أن قدمك سوف تجبر على السير نحو الهدف وفق وقت محدد وقياس واضح .....
وعندما نسير بلا هدف تتوه أقدامنا وتسيرنا كيفما شاءت ...

قلمك سنظل نحتفي به طويلا يا ابا فايز ...

الواقعية والمنطقية يتضاءل حضورها عند البوح الذاتي الذي يحكي مكنونات النفس ..

تشرفت بمرورك يا أبافلاح .

الكاظم
14 / 03 / 2009, 35 : 03 PM
يعطيك العافيه على هذه المحاكاه وكفاك شر الدنيا وبلغك الله مرادك يأبو فايز أنت أحد الكتاب المميزين الذي أتمتع في قرأة مايكتبون ....

إلى الأمام أبو فايز ولا تقاطعنا دمت بصحه وعافيه ...

أبو فايز
14 / 03 / 2009, 46 : 03 PM
احترم ايمانياتك واسمح لي أن أقول لك أن الموهبة الأدبية عندما تنتج ما يصادم العقل لا أظنها ستفلح يوما في أنتاج أدب راق و محبب للنفوس ...
فبدون الموائمة بين العقل و الذائقة عند كتابة النص الأدبي لن يكون هناك أدب بقدر ما سيكون هناك رزمة ألفاظ ... مجموع كلمات ... بقايا حروف تائهة لا أقل !
تحياتي...


حياك الله مرة أخرى أخي الكريم ..

أنت في تعليقك تجنح للتفسير السطحي ، الذي لا وجود له في واقع الكتابة الأدبية التي تعنى بترجمة الإنفعالات النفسية والواقع الذي يعيشه الكاتب في شخوص عمله الأدبي ورموزه .. والترجمة هنا تعتمد على الخيال بالدرجة الأولى .

ثم هل قرأت الأسئلة الأخيرة بتمعن حتى تدرك أن صوت المنطق كان عاليا فيها والذي أفرز السؤال الأخير الذي يجسد العقلانية .

عفوا .. أنا لا أريد أن أقتل روح النص بالشرح الجاف ..

الواقعية لا تحفل بها الأعمال الأدبية كثيرا بدءا بالشعر وانتهاءا بالنثر حتى عند العلماء والفلاسفة والمناطقة ، ولك أن تقرأ طوق الحمامة كمثال أو رياض المحبين لعالمين جليلين ، وغيرهما الكثير من الأعمال الأدبية لأصحاب الفكر والرأي ..

أبو ياسر
16 / 03 / 2009, 13 : 01 PM
يقرر أساتذة النقد أن الباعث على الكتابة يأتي على أنساق ثلاث:
النسق الأول: الكتابة الإخبارية
النسق الثاني: الكتابة النفعية
النسق الثالث: الكتابة الانفعالية
فكثير من الكتابات تراوح بين هذه الأنساق الثلاثة، و قيامها النقدي هو المُرسِل و المُرسَل إليه ، فتنبش أداة النقد غالباً فيهما ولا تتعداهما إلى غيرهما ، كالقيمة البيانة في نص الرسالة مثلاً، أو ما تحويه من صور و معان خلابة طوراً، لا وإنما النظر يكون خالص لتينك الركيزتين..
ويأتي نسق آخر أفردته و إن كان ضمه أسلم عند الفهم، و ما فعلت ذلك من تلقاء نفسي ، فعند التأمل المغرق لا يمكنك إلا أن تفرده وذاك لمفارقته البينة لما عليه الأنساق الثلاثة السالفة ، فهو في تصوري قيمة فنية بذاته دون النظر في ذينك الركنين الآنفين - المُرسِل و المُرسَل إليه - ألا وهو النص الأدبي و إن شئت قل النسق الأدبي ، فالغاية في هذا النسق قائمة في فحواه و ما يحمله من جماليات فنية و مزايا أسلوبية ، تشغل عناية أمراء البيان الكنس، و نقادة النصوص الخلص، ليعملوا على بعثها من مرقدها و كشف مكامن الحسن في جسدها لترقص بعدئذ رقصة الدلال على مسارح الجمال ..
فالنص الأدبي قائم بذاته ، أو قل فاتن بذاته، حتى وإن خلي من الفكر و المنطق ساحه، فترى كاتباً فذاً يكتب بطلاقة و رصانة عن شجرة ضخمة تطل من مرتفع علي ، فيغدق على تلك الشجرة الأوصاف و يعلق على أغصانها تعاويذ البيان ، لتفوق كلماته الألف، فتقع هذه المقالة بين يدي عالم منطقي تهمه دائماً الغاية دون الوسيلة و الهدف دون مقدماته من حراك و مجازفة، فتغيظه حتى يغلي منه الدماغ، ولا يسعه إن رفق في الوصف إلا أن يقول هذر لا يغني عن البيان شيء، و آخرون معنون بالأدب و البيان يقرؤونه و الأنس يخالج أرواحهم ، فيشعرون أثناء لحظهم لعبارات الكاتب الأصيلة و تواصيفه الجليلة و استعاراته السديدة بأنهم يتفيئون ظلال تلك الشجرة و يطربون حد الرقص لهذا الوصف، فهم بهذا الاحتفال كمن يدرج بقدميه لأول مرة على قمم جبال الألب فينظر جداوله الخلابة و طيوره السارحة ، ويشعر بأشعة الشمس الدافئة و هي تحس منه رأسه و تقبل وجنتيه، و النسيم العليل الذي ينساب بين الأغصان الندية فيعبث بلحيته و يداعب أرنبة أنفه، أي شعور هذا الشعور الجميل وهل يسطع وصفه !!
وما ينبغي أن أختم به لتمام الإفادة و استباق للإجابة عن تساؤل قد يطرأ على ذهن القارئ، أن هذه الأنساق لا يعني نظمها في عقد تنافرها و عدم التقائها، فقد تتقاطع أحياناً لتشكل مزيجاً رائعاً وهذا التقاطع أنادي به في الحقيقة و أتمناه على كتابنا، فقد يكتب الكاتب كتابة يراد بها الإخبار و لكن بأسلوب أدبي ، أو يكتب يبغي النفع و أيضاً بأسلوب أدبي ، و كذلك يجنح الكاتب للكتابة الانفعالية و الأسلوب الأدبي هو القائم الطام ، و أجل مثال على ذلك هذه المقالة التي كتبت بيراع الكاتب المهذب أبوفايز ، فهو كتب في حين انفعاله و في لحظة جلوسه مع نفسه فظهرت لنا هذه الكتابة انفعالية أدبية يستمتع بها كل من ملك ذائقة رفيعة .. فشكر الله لك هذه المقالة
أما عن جوابها فلا أملك إلا أن أقول : ما دمنا نحلم فنحن في أمان مع أنفسنا، ومتى توقفنا عن الأحلام و الأماني فبالتأكيد سنكون بؤساء ، ودعك من القول: الأماني تجارة المفاليس!!

أبو فايز
16 / 03 / 2009, 51 : 03 PM
أخي الغالي الكاظم أشكرك من كل قلبي على هذا المرور الجميل وتقبل تحياتي

أبو فايز
16 / 03 / 2009, 09 : 04 PM
أهلا وسهلا بأخي الغالي أبا ياسر ..

مما قرأت في النقد وأعجبت به هو منهج التأثر الذاتي الذي زرع بذوره صاحب الغربال ميخائيل نعيمة ، مع بعض التحفظ على ما ورد في غرباله ... كان هذا المنهج يعتمد على مدى تأثر الناقد بالنص الأدبي سواء كان نثرا أو شعرا ، ويؤكد على أنه ليس هناك محددات عامة يجب أن يجمع عليها كل النقاد ، فكل ناقد له محددات خاصة به ترجع إلى مدى تذوقه للنص ومدى إكتمال الجماليات التي تتلائم مع ذائقته هو دون غيره ، مع تأكيده على أن الناقد لابد أن يتمتع بصفات تؤهله لأن يكون ناقدا ، كالذائقة الجيدة ومعرفة جماليات النص وإمكانية التعبير عنها إلى غير ذلك من الأمور التي يجب توفرها فيه كناقد ، ثم بعد ذلك يمكنه أن يضع لنفسه منهجا نقديا خاصا به يتفقد مع ذائقته حتى ولو خالف فيه جمعا من النقاد ، أي أن التأثر الذاتي هو الذي يحدد جمال النص .. فكلما كان تأثرك بالنص أكبر كان النص أجمل والعكس كذلك ، فليس موضوعه أو صريقة عرضه هي فقط ما يحدد جماله ، بل هناك عوامل أخرى ترجع إلى ذائقة الناقد نفسه ، وطريقة تعاطيه مع النص ..

ما أضفته يا أبا ياسر كان في غاية الدقة والجمال أيضا ، وكم تستهويني هذه المشاركات القيمة التي تثري المواضيع بغض النظر عن الإتفاق أو الإختلاف .. أشكرك من الأعماق يا أبا ياسر .

عبدالعزيز الوهابي
16 / 03 / 2009, 20 : 06 PM
لم أرد أن أرجع إلى موضوعك عزيزي أبو فايز مرة أخرى ، لكن وصفك لما كتبت بالتفسير السطحي ... وحصرك للكتابة الأدبية فقط في ترجمة الانفعالات النفسية ، هو ما جعلني أرجع ، و ما أردت إلا النصيحة لك و لغيرك لا غير ، فأنت تملك ملكة بلاغية جيدة ، تستطيع بها السير بالكلمة لبر الأمان و الخلوص بنص مقبول و راق ، ليس بشرط أن يروق لي ما تكتب ، بقدر ما يروق لي ما يكتبه غيرك هنا و في غير هذا المنتدى ، لكن هذا لن يمنعني من الإقرار بعلو كعبك في ميدان المقالة الأدبية ، وفقك الله ، كل ما أريد بيانه أن الأدب بعمومه إن لم يحمل هدفاً سامياً و مقصداَ نبيلا و إلا كان هو و الهذر سواء في ميزان الحق جل و علا ، لا تقل لي بأن ايصال الألفاظ و القوالب الأدبية قد يكون مقصدا نبيلا ، فأقول ليس هذا بعصر هذا النوع من الكتابة ، فشأونا أقل من هذه المرتبة بكثير ، و تحصيل هذا قد يكون بغير هذا التعبير الانفعالي المشتت ، فليس له جادة محددة يستقيم عليها ، إن تأثر كثير من أدبائنا بهذا الأدب العصري المتمثل في الشعر العمودي السامج ، و الروايات و المقامات و النوادر الساقطة أفرز لنا ما ترى من السخف و تجاوز حدود الشرع بحجة أن الأدب قد وسعه أن يخرج عن الشريعة ، و إن كانت تلك الأحاديث في العصور المتقدمة تمتلك لغة أجمل وسبكا آخاذ أعلى مما ظهر في الصر الحديث ، فعندما تقرأ قصيدة عمودية وقد قرأت منها الكثير للأسف يصف فيها الشاعر خلجات قلبه و انفعالات نفسه فتجده يخرج من البيت فما يلبث حتى تجده يخبرك أنه قد عانق السحاب حتى كادت الشمس أن تصلى دماغه ، ثم يهوي على وجه في مهاد أحد الأدوية يقطف الأزهار ويلحس الأحجار ، و يلعب بفقاعة الصابون ، و يمتطي صهوة جواد ذهبي و بجانبه حبيبته يمد يده لثديها ليفعل به ما يريد، لينتقل بك في برهة لقبور القرية ، و أنهار أوربا و كيف كاد أن يمزقه تمساح أعور عصب رأسه بخرقة حمراء ...الخ هذه الترهات ، أو نثرا مهزوزا مفكك الأوصال ، متفرق الأجزاء ، كل سطر منه يلعن ما بعده كما يلعنه ما قبله ، كل هذا و غيره هو يسيء للأدب بقدر ما يضيف إليه ، فإن إنضاف إليه النيل من الباري عز وجل و رسله و كتبه كانت الطامة و البعض يقول إن الأدب بمعزل عن الشريعة فللعالم الكبير القاضي ... صاحب تاريخ ... ( ولاأظنه يخفاك ) أن يتغزل بالمردان ، و يطرب للقييان ، وهو معذور في هذا لأنه يتكلم بلغة الأديب ، و الله قد نظر للأدباء جميعا فغفر لهم ما تقدم و ما تأخر من ذنوبهم!!! ، و حينما يترذل ابن الوردي في الوصف فيقول في لاميته الفائقة : واله عن آلة لهو اطربت / و عن الأمرد مرتج الكفل **إن تبدى تنكسف شمس الضحى/ و إذا ما ماس يزري بالأسل!!!***زاد إن قسناه بالبدر سناً/أو عدلناه بغصن فاعتدل!!
فهو معذور مبرور ما يصنع و يقول ، و ما مصيبتنا إلا عندما نصاب بهذا الفصام الرهيب بين ديننا و ما نكتبه و ما نتكلم به فالشرع حاكم على الكون بأسره حتى على الأنفاس التي تتنفسها ، قد أكون استطردت قليلا و بيت القصيد من هذا أن يكون لنا أهداف من كتاباتنا فالله حين رزق الإنسان الملكة الكتابية ثم صيرها طوع انفعالاته النفسية واضطراباته الوقتية ، و ترك تقديم ما ينفع الأمة هو في الحقيقة قد أخل بشكر هذه النعمة ، و تنكر لله فضله ، فلم هو الذي أدى أمانة القلم و لا هو الذي أراح العالمين من تؤهاته و غثائه ، قد يكون من خير القدوات في هذا المجال ما تحفل به مكتبتنا الأدبية بأمثال أعمال الأدباء الناصحين أمثال سيد قطب ، وشيخ العربية أبي فهر محمود شاكر ، وعلي الطنطاوي ،و محمد محمد حسين ، والطاهر بن عاشور،و محمود الخطيب ،و بكر أبوزيد وغيرهم كثر ممن خدم دينه و أمته ، و لن يتجرأ أحد للتقليل مما رقموا بحجة أن الانفعالات النفسية قد غابت عن كتاباتهم ، أو بحجة أن أدبياتهم مقفرة من الخيال الواسع ، و الغوص في أعماق الإنسان ...الخ ! ، أرجو أن نربأ بأنفسنا من أن نقبر أنفسنا عند الكلمة الناصعة الخلابة ، و الجملة المشعة الساحرة ، دون أن نلتفت إلى رصف مجموع الكلام من بدايته لانتهائه وما يحويه من ركاكة و تنافر،السبك و المعنى هما الكفيلان بتتويج الكلام أثمن تيجان السحر البياني و إلا ما الذي جعل القرآن الكريم يعجز أساطين البلاغة من قريش إلا قوة سبكه ، مع عذوبة ألفاظه ، بل أن جل ألفاظ القرآن لا يخفى معناها على أي منا و مع هذا فلن يقدر أحد مهما أوتي من البلاغة أن يأت بآية على مثاله أو قريبا منه ، هذا ما أردت ايصاله لك و لغيرك فمجمع البحرين مر هنا و لعله عرض بتعليقي و ما فيه فكانت هذه الرسالةراجيا ان يعيها قلبك و قلبه ، نفع الله بكما و بما تكتبان و بكل ما يسطر هنا في هذا المنتدى والله من وراء القصـد...

ابوخالد
17 / 03 / 2009, 02 : 02 AM
ليس لي الا ان افسح الطريق ..
ابو فايز..مجمع البحرين..عبدالعزيز الوهابي..
بحق نقاش مثري ومفيد..لم اجد لهذا الحوار شبيها هنا من قبل..
متابع..

نجد
17 / 03 / 2009, 03 : 08 AM
دائما مميزا ابو فايز تقبل مروري

بدر .15.
17 / 03 / 2009, 26 : 08 AM
الله يثبت قدمك وأقدمنا يوم الثبات قلو امين

الناااايفه
17 / 03 / 2009, 41 : 09 AM
شكراا 00 (أبو فايز )

لقد استمتعت كثيراا بكتاباتك 00 وأسلوبك في الالقاء

أبو فايز
17 / 03 / 2009, 55 : 03 PM
الأخ العزيز عبدالعزيز الوهابي ..

أنت قلت في مشاركتك الأولى (( أنا أكره لغة الضياع والتيه ، .. وقلت لو ابتعدت عن هذه الأساليب )) والذي فهمته أنك تريد أن أكتب ما يتفق مع ذائقتك ، وهذا نوع من الوصاية لا أحب أن يعاملني به أحد ، ثم أنا أسأل سؤالا مهما .. هل الأدب شئ والعقل شئ آخر ؟؟ حتى نقول أن المزج بينهما هو ثنائية لا يمكن تصورها ؟؟ ومن هو الذي يملك هذا الحق في إصدار هذه الأحكام ؟؟
وهل الأدب جريمة يعاقب عليها القانون ، ولهذا سوف يصدر بحقي مذكرة اعتقال ؟!!
أيضا هنا أمر آخر هل في ما كتبت يا أخ عبدالعزيز ما يخالف نصوص الشريعة ؟؟
لو أجبت على هذا السؤال قبل كتابة مشاركتك لربما إكتفيت بالسطور الأولى منه ..
وهل كل ما أكتب من مقالات هو من هذا النوع أو على هذا النمط ، ولا يوجد ما يمثل الدفاع عن الدين والقيم والمبادئ فيما أكتب ؟؟
وهل يجب أن أخوض في المسائل الشرعية المتينة حتى أكون مدافعا عن الدين حتى ولو قلت على الله ما لا أعلم ؟؟
وهل يجب أن يكون كل الكتاب من هذا النوع ؟؟
وحينما تستشهد بالطنطاوي ، هل قرأت بعض ما كتب ، كالذكريات أو مع الناس ، حتى تأخذ تصورا كاملا عن علاقة الأدب بالشرع ، كونك تثق به أكثر من غيره ؟؟ هل قرأت روضة المحبين لإبن القيم ؟؟
وهل نغلق باب الأدب وجزئياته كالشعر العمودي الذي لا يعجبك أيضا ، كونه لا يعجبك ؟؟ وهل التخلي عن الوزن والقافية أو اعتماد التفعيلة ، مخالف للشرع ؟؟ !!
حينما أقول أن الكتابة الأدبية تعنى بتصوير الإنفعالات النفسية .. فهل هو حصر لها في هذا الجانب ؟؟!!
وهل ممارسات بعض الأدباء دليل على أن الأدب دائما يقف في الجهة المقابلة للدين ؟؟
ومن قال إن الأدب كله بجميله وقبيحه وغثه وسمينه يعدل آية واحدة من آيات الله جل وعلا ؟؟ ومن يجرؤ على ذلك ؟!!

أرجوا أن لا تحملني ما يكتب غيري يا أخ عبدالعزيز فالله تعالى يقول (( ولا تزر وازرة وزر أخرى ))

سلطان بن ذيب
17 / 03 / 2009, 02 : 08 PM
كعادتك في أطروحاتك ومواضيعك الممــيزه ياأبوفايــز تمعنت هذا النص جيدآ نص رائع بحق وأن سمحت لي الفرصه عدت لئناقشكم موضوعكم الرائع

محمد بن عايض المسردي
18 / 03 / 2009, 30 : 01 AM
لاهنت يابوفايــــــــــــز
دمت مبدع

le prince
18 / 03 / 2009, 16 : 02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو فايز أنت مبدع ..
وأقدامك التي تاهت كان عندها عزيمة لتقطع كل هذا الطريق ثم أستدركت نفسك قبل ان تتوه في عالم تجهله لتسألها الى أين يا أقدامي وبعد سؤالك لها ستعرف ما تريد الوصول إليه ثم تسترجع عزيمتك لتعدل أقدامك عن ما كنت ستبلغه من الضياع وتحرفها الى طريق تعلم مسيرته وتشعر بها وتعلم ان هذا الطريق الذي ستتحول أقدامك للسير فيه بانه الطريق الصحيح .
.. خاطره خياليه ممتعه ..
بوركت ..

أبو فايز
20 / 03 / 2009, 53 : 11 AM
الأدب هو نافذة الفكر الى القلب والعقل ، وهو بطاقة العبور إلتي تحمل الجمال إلى النفوس المتعطشة لمعانقته ، فهو إذا مطلب ملح لإيصال صوت العقول والأرواح ، فالكل يحاول إيصال كلمته أو يحاول التعبير عن مكنوناته بطريقته الخاصة ، والأدب يهئ بجماله عالما مختلفا تسمع فيه نداء الأرض وبكاء السحاب ، وترى فيه ابتسامة الشجر وتعانق الأغصان وتراقص الطير ، فتستنشق الأفكار فيه هواء نقيا وترتدي حللا لامعة وثيابا ناعمة وتعلوها نضرة تسلب الألباب والعقول ..

ولهذا كان من الضروري أن يحمل الأدب رسالة القيم والمبادئ ، وأن يصان عن الإبتذال والإنحطاط ، أو أن يكون عباءة تدس تحتها خناجر الخونة وأعداء الدين والمبادئ والأخلاق ، والذين جاؤا على حين غرة من سادات الأدب الحقيقين الذين هم أولى به ، والذين عاشوا مع الأدب أجمل أيامه وأروع فصوله ، ليدعي أولئك الدخلاء أنهم أهل الأدب ورموز مملكته ونبلاء إقطاعيته ، وما علم أولئك أنهم قد شوهوه بقدر ما حاولوا تلميعه وتزيينه ، وأساؤوا إليه من حيث حاولوا الإحسان إليه ، فمن داع إلى الفجور والخنا ، ومن داع إلى التحرر من الدين والأخلاق ومن مشكك في العقائد والمسلمات ومن ناعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ..

وقد نجحوا للأسف في ذلك ووصلوا إلى غايتهم ، وأصبح الأدب عند كثير من الناس لا يعني إلا صوتا نشازا من تلك الحناجر القذرة ، وأصبح ترفا لا ينشده إلا أصحاب المجون والعربدة ، وهذا والله مؤسف ومحزن جدا ، أن يترك ذلك العزيز ليذل على أيدي المرتزقة الرعاع ، ويترك ذلك الكنز الثمين لسراق الحياة والجمال والأخلاق ..

نحن نرتكب خيانة بشعة عندما نسمح لهم بهذه السرقات المعلنة ، ونرضى أن نكون أغرابا في وطننا الذي يحبنا ونحبه ، وعابروا سبيل في أرضنا التي تنتحب تحت أقدام عبيد الشهوات ... ليت شعري هل سنعود لنحرره من قيود العابثين ، أم سنظل نلعن من سار خطوة واحدة نحوه ، أو حاول أن يجيب نداء استغاثته الخافت من إعمال خناجرهم في حنجرته .. لست أدري .

ابو مي
20 / 03 / 2009, 53 : 09 PM
لا ريب أن هذا المقال مقطوعه أدبيه جميلة جداً


إلا أني أعتدت أن ابسط الأمور الأفهمها وأبسط ما أقول ليفهمه من أحدثه

ولن ازلف عليك إذا قلت أني وأن كنت أتذوق مثل هذه الكتابات وأستعذبها

إلا أني لا ؤجيدها


وعلى هذا فسيكون ردي على هذه السطور ... بقلم جاف من العبارات الأدبيه

او شبه جاف ... وأشارك بما أرا أني فهمت منه وعلى ذالك ردي


-------------------------

إذا خطت أقدامك للوهلة الأولى في طريق ... فلا تسأل أقدامك إلى أين المسير !

لأنك أنت من يحرك القدم ... ويوجهها ..... بل أسأل وسأل السلامة من الذي يسيرك وقد خيرك .. أنهُ الله

المضي قضى ومضى فلا تفكر فيه ...

والمستقبل ... سبق وأن خط في الوح ... فلا تشغل بالك به ... قال تعالى ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (javascript:ShowAyah('arb','65','3')))


أخي ابو فايز ... موضوع أحببت أن أشارك فيه وإذا شطحت بالموضوع فسمحلي

ولكني أغتنمت فرصة وأعتذر منك


شكراً

أبو فايز
24 / 03 / 2009, 44 : 07 AM
الإخوان الأكارم نجد وبدر15 والنايفة والحر النادر ومحمد بن عايض والبرنس أشكركم من الأعماق على هذه المشاركات القيمة وعلى هذه المداخلات الأخوية المعبرة .. فشكرا لكم ومعذرة على التأخر في الرد ..

أبو فايز
24 / 03 / 2009, 56 : 07 AM
أخي الغالي أبا مي أهلا ومرحبا بك هنا ..

إذا خطت أقدامك للوهلة الأولى في الطريق .. فلا تسأل أقدامك إلى أين المسير !

أتدري يا أبا مي أنه لم يخطر ببالي عندما قرأت هذه الكلمات إلا كلمة رئيس الوزراء البريطاني أيام الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل عندما قال .. حتى ولو كنت تسير في جحيم .. استمر .. ولا تتوقف !

ولكن عندما أكملت القراءة حمدت الله وقلت لقد أسأت الظن في أبي مي ..

صدق رب العزة جل وعلا وبارك الله فيك يا أبا مي ، وأنا ممنون لك بهذه السطور الجميلة وتحياتي لك .