المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تربية إمرأه


حكاية إحساس
01 / 03 / 2009, 23 : 04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كلمة تناقلها الكثير ,
وترددت عبر مسامعنا كثيرا سواء بحدوث موقف أمامك أو حكايا منقولة إليك

المراد بها في الغالب إعابة الشخص وانتقاصه وتقليل قيمته حيث يقال : (( ماعليك منه تربية حرمة )) أو (( ولد العجوز )) أو (( ولد فلانة )) ,,
مما تدل على عقل ناقص وهمة وتربية ضعيفة الأساس ,,

والأدهى والأمر في بعض المجتمعات ولا أقول القبلية ولكنها اصبحت متداولة عند الكثير حينما تذكر المرأة يلفظ قبلها كلمة (( الله يكرمك فلانة ))
للأسف مازالت هذه النظرة الدونية للمرأة وهضم حقها وتحجيم وإضعاف دورها في كثير من الأمور موجودا في زماننا هذا ,,
بخلاف ما أسسنا عليه الدين الإسلامي من مكانتها وحفظ لحقوقها

فلنعد إلى الوراء قليلا ,, ولنتسائل أين هم من الخنساء وأسماء بنت أبي بكر الصديق في تربيتهم لأبنائهم ؟؟
وأين هم من الإمام أحمد بن حنبل حيث كان أساس تربيته والدته ؟؟

في الوقت الحالي ولنكن واقعيين في هذه النقطة ,
التربية تعتمد اعتمادا كليا على الأم ,, سواء بوجود الأب أو عدم وجوده ,,
فبعض الآباء يظن ان دوره تربويا يقتصر في مراحل معينة ,,
والبعض لا علاقة له بالأمر بتاتا لانشغاله وابتعاده تماما في ظل زحمة العمل وتوفير مستلزمات الحياة التي في رأيه من أولوياته الأولى ولا منازع لها
والبعض قد يبتعد للبحث عن حياة خاصة

وحتى أكون منصفة تختلف أيضا عقلية المرأة في دورها في التربية
فهناك المرأة العاقلة الحازمة المدركة المبصرة لحقيقة الحياة وحقيقة التربية الصحيحة فإنها تؤسس أبناءها على غرس جذور القيم والفضائل والسلوكيات والأخلاقيات ذات المحور الديني ودعم الوازع الديني لديهم والسعي له بأقصى مجهود في شتى المجالات حتى يستطيع الأبناء الخوض في معترك الحياة ولو كانت في تأسيسها شديدة
فإن الشدة هي التي تخرج الرجال والنساء العاقلات

ومنهن من تؤسس أبنائها على الأمور السطحية أو المظاهر العامة أو تغلب على تربيتها العاطفة والرحمة وتضعها نصب عينها قبل الشدة ,, فإنها ستخسرهم في مجالات الحياة العلمية والعملية
فلن يجد أبنائها صعوبة في التعامل مع الآخرين إلا بعد التصادم في الأفكار والحوارات والتجارب الحياتية بشتى مجالاتها والحكمة في التصرف في المواقف الصعبة و.. و.. و.. إلخ

فلذلك يجب ان تكون المرأة أكثر وعيا وادراكا وثقافة لأنها تضع الركيزة واللبنات الاولى في التأسيس إلى مراحل متقدمة ويجب تدخل الاب فيها لأنها أصبحت أكثر تعقيدا في ظل التطورات الحديثة ,,
لأن تربية الأم لوحدها فإنها تحتاج إلى جهد مضاعف ويعتبر ضغط على طبيعتها ,, ومهما كانت نوعية الضغوط فالأم اقوى على التحمل في سبيل الحفاظ على ابناءها والحرص على مصالحهم
وليس عيبا أن يتربى رجل على يد امرأة فالمرأة هي التي أنجبت الرجال
فلا عجب أن ترى الكثير من العظماء ذوي المناصب العلمية أو الدينية المرموقة وكانت لهم بصمات في أزمنتهم وهم من تربية امرأة
ولربما كانت تربية المرأة هي التي جعلت أبناءها يشعرون بالمسؤولية أو حملوها مبكرا فجعلتهم يفهمون الحياة ومفاتيحها

بكلماتي السابقة ,, انا لا أظلم الجميع ولكن تظل هذه الكلمة من الموروثات التي سمعناها من آبائنا وأجدادنا وقد يكون قائلها يظن أن النساء عامة كلهم سواسية بالتفكير ولا يمكن للمرأة التفوق في أي مجال وبالذات التربوي إما لعقدة نقص لديه أو لأنه لم يعاشر نساء ذات وعي وثقافة وعقل راجح

فكم رأينا نساء قمن بتربية أبناءهن تربية أخير وأفضل من تربية بعض الرجال في زمننا هذا ووقتها قد تكون كلمة (( تربية امرأة )) أقرب إلى المدح من الذم




أشكركم على قراءتكم لما جاد به قلمي
أختكم المحبة : حكاية احساس