المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رثاء صاحب!!


أبو ياسر
28 / 02 / 2009, 37 : 01 AM
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
بسم الله الرحمن الرحيم
ها أنا أقف تارة أخرى أمام شاش الحاسوب محتاراً كيف أبداً ، أتعلمون لما توقفت هذه المرة لأن هذا الموضوع يتردد في ذهني منذ خمس سنوات ، فكلما كتبت فيه مقال و انتهيت إلى خاتمته مسحته و أطفأت الجهاز، عذري ياسادة أني مكلوم فهل رأيتم مكلوماً يحسن الحديث عن مصابه!! و إني والله لا أدري الآن و أنا أنقر على لوح الأحرف هل سأمضي فيه إلى نهايته أم سأتوقف كعادتي و أسلمه إلى سلة المحذوفات / أتعلمون – يا سادة - ما أجمل سلة المحذوفات هذه! و أتمنى لو كان في حياتنا سلة للمحذوفات أجزم أننا سنرمي بجزء كبير من حياتنا في تلك السلة! فيما البعض لو اختار لرمى بحياته كلها.. و لكن للأسف لا سلة محذوفات في حياتنا!
فكلما أشرعنا سفينة العزم، و رفعنا مرساة الندم، أثارة أمواج الذكرى الألم، فحينها نصيح إنا لمغرقون و لا جبل يعصمنا من الماء!!
و أدركت جازماً أن من يرى بأن اشتقاق كلمة إنسان من النسيان مخطأ !
هذا ما اعتقده بأي حال ، فنحن لا ننس الأحداث التي مرت بنا ، فإن نسينا شخوص الحكاية و مكان حدوثها ، فلا يمكن بحال أن نمحي الأثر الذي تركه ذاك الحدث في أنفسنا ، اسألوا شاباً خجولاً لما أنت خجل ، سيهز كتفيه و يقول لا أدري ، فكن على يقين أنه يوماً تعرض لموقف أورثه تلك الصفة ، اسألوا رجلاً يخاف من ظله ، لم تخف !، قد لا يجيبكم ، فتأكدوا أنه تعرض في صغره لحادثة أورثته هذه الصفة ، وكذا سائر الأحداث التي تمر بنا من هذا القبيل ، فلا تقولوا بعد إننا ننسى !! بل أليس من الجنون أن نتذكر الأشياء و لكن لا نهتدي لكنهها و محلتها و كيف أثرت فينا !!
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
أردت أن اخرج من مكنون صدري بضع من الآهات التي تمضه!! لأنحتها في صورة أحرف نيرات ، ومن ثم أضعها في صندوق و ادفنها هناك بعيداً حيث اللاوعي!
و كم تمنيت لو كنت شاعراً !!
نعم تمنيت لو كنت شاعرا ولوً للحظة!! ومن بعدها أعود لأغفو بجوار شبح الحصر المهيب، أريد أن أنظم في رثاء صاحبي أربع أبيات أرددها في هجعة الكون و عند غرق الشمس في بحر الليل البهيم !! أترون هذه الأنشودة العذبة التي سأنشدها تخفف عني ما أجد!! -أيها الشعراء من يعتقد ذلك منكم فليساعدني !!-
يا سادة أريد أن أرثي صاحبي لا لكم و إنما لنفسي !! ولكنه في النهاية حديثاً لا يعنيكم فأكثركم لا يعرفني و لا يعرف صاحبي ، وبعضكم إنما قرأ لكي يستمتع ، فهذه ألفاظ أرسمها على هذه الشاشة أنال ألمها و أنتم تأنسون بقراءتها ، ما خلا هذا الذي بينكم و يشعر بما أشعر ، فقد تذكره هذه المقالة بصاحب له أو قريب لفته الأرض في أحشائها ، و ترك على ظهرها من يتمنى لو كان بجانبه في قبره لما لم يقوى تصبره على صبره..
حسب الخليلين نأي الأرض بينهما ... هذا عليها وهذا تحتها بالي
ياسادة /
مات صاحبي ..
ولكن ليس بأرضنا بل هناك في أرض العراق هناك سال دم الكرامة بحذاء أنهر الأصالة دجلة و الفرات ، على ضفاف هذه الأنهر فارق صديقي حياتنا ، فيا نهر الفرات أجبني إن كنت تسمع! كيف رأيت صاحبي و ما كانت كلماته الأخيرة ، يا نهر دجلة هل أحسست بحفيد الأبطال و هو يجندل على ساحلك!!
- يا سادة – لا تسألوا لما؟! و كيف؟! إن صاحبي كان يتألم لما يجري لإخوانه كما نحن جميعاً و لكن صاحبي لا يعرف الدعاوي و الأقاويل ، أراد أن يحفظ القران فلم يقل سأفعل ذلك بل حفظه ، أراد أن يكون طالب علم فلم يقل أريد ذلك بل صار طالب علم ، و أراد الجهاد و حدث به نفسه كثيراً فكان مجاهداً و قضى نحبه و هو يحتضن البندقية و يعملها في أعداء الله! فبلغه الله درجة الشهداء!!
إن هذا الشاب كان له الفضل بعد الله علي ، فبجانبه كنت أحفظ القران و بجانبه كنت أجلس في حلق العلم ، كان لي ناصحاً مشفقاً ، تعلقت به مذ رأيته ، أتريدون أن أصفه لكم لكي تتخيلوه ، فهو ليس بالطويل و لا القصير، بشرته بيضاء تتخللها حمرة ، أما عن هندامه فأبيض ناصع ينساب على جسده حتى وسط ساقيه، و على محياه الأصبح ترتسم شعرات سوداء متفرقة ، فغدا كالقمر يلفه جلباب الليل البهيم، كل ما أذكر أني ما لقيته إلا طلق المحيى ذا نكته حاضرة و مرح ، و إذا ما أرخى الليل سدوله كان ذا دمعة و بكاء ،و إذا ما قام قائم الظهيرة لم تجده غالباً إلا صائماً قارئ للقران، كان حريصاً على نصح الناس و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، يعرف ذلك منه كل من لقيه ..
صاحبي..
سلام عليك يوم ولدت و يوم تموت و يوم تبعث حياً ،
أردت أن أحدث خيالك – يا صاحبي - لأنفس عن خاطري شيء مما أضماه ،فلم أجد من أتحدث إليه بعد رحيلك غيرك، فمذ رحلت يا صاحبي لم تصفو لي صحبة أبداً ، و لم أجد رأساً أسند إليه رأسي و أبث له حزني، لقد أصبحت وحيداً بعدك فكيف لي أن أجد صاحباً و قد عرفتك!! فياليت أني ما عرفتك يا صاحبي !!
نعم ليتني لم أعرفك فمذ عرفتك و أنا أتألم ، فأحببتك حد الهيام ، و بكيت لفراقك حد الجنون ، فأي شيء جنيته من صحبتك غير الألم، بيد أن عزائي تلك الخلوات و الساعات التي قضيناها سوياً..
صاحبي ..
.. ألم يكن من واجب الصحبة عليك أن ترأف بحالي وأنت به عارف، و تأخذني معك و لو قصراً! لأنال شيء من الرصاصات التي تلقيتها و أقضي عمري بجانبك!!
صاحبي ..
إن عز اللقاء في الدنيا ففي .. (ظلل العرش) نلقاكم و يكفينا
هذا ما أسلي القلب به مذ رحيلك ، فإني أعلم كما أنت أن هذه الدنيا حلم لابد و أن نستيقظ منه قريباً ،فقد أيقظك ملك الموت قبلي و ها أنا أنتظر ، سائلاً – المولى جل وعلا – أن تكون إفاقتنا في جنات النعيم ..
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
يا سادة كل ما أريده أن تقولوا معي:
رحم الله إبراهيم وبلغة منازل الشهداء ، اللهم يارب جازه بالحسنات إحساناً ، و بالسيئات عفواً و غفرانا ، اللهم اجبر قلب والديه و عوضهما عنه بمثله، و شفعه يا إلهي في والديه و إخوانه واجمعه بهم وكاتب هذه الأحرف و قارئها في جنات النعيم...
هذا الدعاء هو والله خير من ألف بيت و منظومة ، و أرجوا أن أكون بهذه المقالة قد أديت بعضاً من حق صاحبي علي ..
اللهم اغفر لكل من أمن على الدعاء ..

أبو فـلاح
28 / 02 / 2009, 34 : 02 AM
رحم الله صديقك يامجمع البحرين ..
لاتحتاج لأن تكون شاعرا فهذه المقطوعة الأدبية أبلغ من أي قصيدة رثاء ...
هذه الصداقة وإلا فلا .....صداقة على الحق والهداية وحب في الله لاينقطع أثره حتى بعد الممات ..
أحسن الله عزائك في صديقك الشهيد وأنزله الله منزلة الشهداء ...طوبى لهم ..

الكاظم
28 / 02 / 2009, 12 : 09 AM
رحم الله صاحبك إبراهيم ونسأل الله أن يبلغه جنات النعيم وأنت يأباياسر أبدعت في رثاء صاحبك ونسأل الله أن يجمعنا في جنات النعيم ..

طالب الجنان
28 / 02 / 2009, 20 : 08 PM
أبداع أخي الفاضل / أبا ياسر وقلم مميز دائماً ، رحم الله صاحبك وأسكنه الله في الفردوس الأعلى ...
( إن عز اللقاء في الدنيا ففي .. (ظلل العرش) نلقاكم و يكفينا )
تقبل مروري وتحياتي .

أبو ياسر
01 / 03 / 2009, 56 : 12 AM
الأخ الكريم/ أبوفلاح
تقبل الله دعوتك ، و أشكرك على جميل قولك فشكراً جزيلاً لك
______
الأخ الكريم/ الكاظم
تقبل الله دعوتك، و الشكر لك على التعليق ..
_____
الأخ الكريم/ طالب الجنان
شرفت بحضورك و تعليقك فشكراً جزيلاً لك .. ولا حرمت أجر الدعاء

شبيه الريح
01 / 03 / 2009, 24 : 02 AM
لله درك من كاتب ألمعي مبدع ....
أجدت رثاء صاحبك ولم تترك شيئا تندم عليه ....
رحم الله صاحبك

سلطان بن ذيب
01 / 03 / 2009, 58 : 02 AM
أبا ياسر كتبت فتئلقت ناشدت فكملت جرحت فتئلمت

رثاء في صاحب يستحقه وكلمات حزينه ومعبره نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجمعنا وأياه في جنات النعيم نزلا

أبو ياسر
01 / 03 / 2009, 29 : 04 PM
الأخ الكريم/ شبيه الريح
اشتقنا لمشاركاتك كثيراً فمرحباً ألف بك .. و تقبل الله دعودتك .
____________
الأخ الكريم/ الحر النادر
ممتن كثيراً لهذا التعليق و لا حرمت اجر الدعاء

برق الحيا
01 / 03 / 2009, 50 : 06 PM
رحم الله إبراهيم وبلغة منازل الشهداء ، اللهم يارب جازه بالحسنات إحساناً ، و بالسيئات عفواً و غفرانا ، اللهم اجبر قلب والديه و عوضهما عنه بمثله، و شفعه يا إلهي في والديه و إخوانه واجمعه بهم وكاتب هذه الأحرف و قارئها في جنات النعيم...

أمين .. أمين ..

مبدع دائما يامجمع البحرين ..

تحياتي ..

حــظ عــيني
02 / 03 / 2009, 44 : 05 AM
أخــي مجمــع البحرين



أسال الله العلي المتعال ..أن يرحم صاحبك ويسكنه فسيح الجنان ويلهم أهله الصبر والسلوان

وأن يجمعك وإياه في دار القرار .. جنة الأبرار والأطهار..

إنك عندما تذكر أخا لك بخير..فأنما واجهت منه معروفا أولقيت خيرا بصحبته

وكلامك يغني عن كثير من أبيات القصيد أو جمل نثرية فهو أبلغ بنظري

فأنت رثيته دعاء ودمعا وذكرا طيبا

فادع له كلما ذكرته أو أنشر له علماً كان يعلمك إياه أوتصدق واحتسب له الأجر فذلك أبرٌ

وتذكر ما جاء في الحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال:{إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جاريةأو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}

أبو ياسر
03 / 03 / 2009, 27 : 01 AM
أخي الكريم/ الكاسر 20
أشكر لك مشاركتك و دعائك .. فشكراً جزيلاً لك
_________________
أخي الكريم/حظ عيني
ماقلته عين الصواب، فشكراً جزيلاً لك، و لا حرمت أجر الدعاء.

الناااايفه
03 / 03 / 2009, 14 : 08 PM
وانا اقرا خنقتني العبره عن هذي الكلمات ::::::::



نعم ليتني لم أعرفك فمذ عرفتك و أنا أتألم ، فأحببتك حد الهيام ، و بكيت لفراقك حد الجنون ، فأي شيء جنيته من صحبتك غير الألم، بيد أن عزائي تلك الخلوات و الساعات التي قضيناها سوياً..



الصدفه شاءت ان يحصل لي هذا الموقف في هذه الاثناء ... عمي دخل الغرفه وحصل شهادة العائله حقت الوالد الله يرحمه وعمي رجال كبير بالسن وقده يضيع بس متعلم ويعرف يقرا وياخذ البطاقه ويقراء اسم ابوي بصوت عالي شوي انا سمعته بكيت وبنت عمي تبي تضيع الموضوع تسولف وانا عيت دموعي توقف سبحان الله قدر الله وماشاء فعل

لحظه اكمل 0000



اميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــن


رحم الله متوفاك وعظم الله اجرك واجر والديه

اخي مجمع البحرين كلامك كتبته يعادل معلقه من الشعر

لااااااااااتحرمنا مما يجود به قلمك فكلامك يتغلغل الى الفؤاد ويحرك مابداخلنا من مشاعر

لك كل الود والحترام والعرفان يعجز بها لساني وقلمي

ابوخالد
03 / 03 / 2009, 30 : 08 PM
ابا ياسر...
انا مثلك ..لي قريب قضى نحبه هكذا ..وما زلت احتفظ بسطوري في البريد الالكتروني..
لأن مثل هذه الامور كنزع سكين مغروس في احشائي ..فأتريث احيانا عن نزعها..
اسأل الله ان ىتكونا من السبعة اللذين يظلهم الله يوم لا ظل الا ظله

أبو ياسر
04 / 03 / 2009, 26 : 05 PM
الأخت الكريمة/ النااايفة
أسأل الله أن يتغمد والدك برحمتعه و يعلي في الجنة نزلنا و نزله، و يجمعنا به و جميع المسلمين في جنات النعيم..
شاكر و مقدر لك هذه المشاركة .. فشكراص جزيلاً لك
_______________
الأخ الكريم/ أبوخالد
الله أسأل أن يجيب دعائك، ويغفر لميتك إنه جواد كريم و بالإجابة جدير ..

زائر الليل
08 / 03 / 2009, 41 : 04 PM
أخي مجمع البحرين ..................
على الأقل جاء الوقت الذي استطعت فيه أن ترثي صاحبك بهذا المقال الأدبي الرائع ................. غيرك غلبه الحزن ولم يقوى على كتابه سطرين من الرثاء ولا زالت محاولاته جارية !!
كل الشكر

أبو ياسر
09 / 03 / 2009, 19 : 03 PM
أخي مجمع البحرين ..................
على الأقل جاء الوقت الذي استطعت فيه أن ترثي صاحبك بهذا المقال الأدبي الرائع ................. غيرك غلبه الحزن ولم يقوى على كتابه سطرين من الرثاء ولا زالت محاولاته جارية !!
كل الشكر
العفو أخي الكريم/ زائر الليل ..
وانا ممتن كثيراً لمرورك و تعليقك .. فشكراً جزيلاً لك