قـــلب اللـــيل
13 / 02 / 2003, 35 : 04 AM
[align=justify:b974bff862]
لأنه مـؤثر وبحجـم النزف الذي في قلوبنا على أنفسنا ولأننا أصبحنا نجيد العويل والشّجب فقط وبصفتناالشرعيـة أبنـاء لـمن وضعوا حقـوق الأنسـان على قائمة أولوياتهم وأن كانت المسافة الزمنية بينناشاسعة أحتجنا الى درس تلقنه لنا رزان ويستحق منكم ألقاء نظرة... ففكرة... وربما كانت موصولة بعّبرة نحتفظ بها لثواني لنعود الى السؤال من جديد هل حان وقت تناول الكبسّة ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!![/align:b974bff862]
[align=center:b974bff862]لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .[/align:b974bff862]
[align=justify:b974bff862]كنت كعادتي قبل أن أنام أتصفح بعض مواقع (الإنترنت)وأفرغ مافي صدري من شحنات عبر بعض المنتديات.... كانت أختي الصغيرة (رازان) بجواري تقلب صفحات الجريدة التي لا تفهم منها إلا لغة الصور !! كانت الصفحة الرئيسية هذه المرة مليئة بصور بعض الأطفال المضرجين بالدماء على أرض الإسراء ، كان الصمت سيد المكان ..وفجأة وبدون تكلف من رزان(ياه ...ياحرام عليهم !!) طبيعيا توقعت أنها رأت الطفلة التي تحتضنها أمها وقدخرقت صدرها ثلاث رصاصات .. (سلطان ..شوف هذي البنت مسكينة ما رحموها!!) مدت إلي بالجريدة... ثمنت لها هذا الشعور فلم أشأ أن أتابع ماقد بدأت به دون أن أتفاعل معها .. وشرعت أقرأ أحد العناوين الرئيسية كما لو كنت أقرأه لأول مرة !! وبصوت شبه خافت وهي تسمع ( أمريكا تتابع بإهتمام آخر تطورات السلام في الشرق الأوسط) .. عادإلى ذهني مرة أخرى مخزون ثقيل من الشتائم !!! وهاج في فمي (بصاق محترق)!! شيء وحيد لم يكن حاضرا لدي وأنا أرى مثل هذه العناوين ..جزمتي القديمة !!
أخذت الجريدة ..وأنصرفت إلى شاشة الجهاز ..ولم يمض وقت يسير ..حتى قلبت جميع صفحات الجريدة ثم قالت : (سلطان ..مافيه أحد قوي يهزم ذولا الكافرين (تقصد إسرائيل)!!) .. كانت تتسائل وهي تواري دمعات حارة تتهادى في محاجرها...وبدأت تتثاقل على لسانها الكلمات.. إغتبطت كثيرا لهذه العاطفة الطفولية الحانية في الوقت الذي تصلبت عند بعض الكبار الذين يعقلون أضعاف ماتعقله من معاني الأخوة الإيمانية !! ..القوي الله يارزان !!
(طيب... دايم أسمع في الأخبار يقولون ..حقوق الإنسان..ماشفنا شيء!!!) ...صرخة ضخمة كتمتها في داخلي !!...وبإجابة ساخرة ممزوجة بالأسى (طارت بها (الراقصة)!!) حدقت في وهي واجمة لا تتحرك .. وصدقت أن هناك شيء اسمه حقوق الإنسان وأن هناك راقصة طارت به حقيقة !!
(مين هذي الراقصة الملعونة!!؟؟) ببرود ساخر يستثير دموعها...(ماتعرفينها ..(لودميلافلاسوفا) راقصة مشهورة في فرقة البولشي الروسية!!) كنت أجيبها وأنا لا أنظر إليها ...هبت واقفة أمامي (سلطان الله يخليك ..طالع في وقل لي مين هذي الراقصة الي تقول!!)..أحسست ساعتها أني أمام سيل من العاطفة المتدفقة ...وحرقة لم أعدها من قبل..!! واستحالت تلك العينين الناعستين إلى عينين صارمتين !! إلا أن براءة الأطفال وبكائهم لم يفارق شفتيها المقوسة!! كانت طلباتها هذا اليوم تختلف عن طلباتها الروتينية كل يوم (لاتنس تجيب لي آيس كريم)..أنها اليوم تطلب مني أن أحدثها عن إجابات كبيرة فوق مستواها ..أنها تطلب مني اليوم بصورة أو بأخرى أن أحدثها عن ماتنصه المادة الثالثة في لائحة (حقوق الإنسان) التي طرحتها هيئة الأمم ونوقشت في (ليك سكس) وجنيف وأقرتها جمعية الكونتسيون الوطنية عام 1948بباريس !!
أكبرت لها تلك الأسئلة إلا أنه ليس هناك مفر من الإجابة عليها بصدق...في زمن غيبت فيه الحقائق !!مرة أخرى ( ...مين هذي الراقصة الي تقول!!) هذه الراقصة يارازان ..هي مثال صارخ لمفهوم حقوق الإنسان .. راقصة البالية (لودميلافلاسوفا) كان لها زوج راقص أيضا في نفس فرقة (البولشوى) الروسية يدعى (جودونوف) طلب حق اللجوء السياسي في أمريكا ..وأصرت واشنطن على منع إقلاع الطائرة الروسية من مطار كندي بنيويورك إلا بعد أستجواب الراقصة على إنفراد والتأكد من أنها ستسافر إلى بلدها بمحض إختيارها ..وعدم رغبتها في طلب حق اللجوء الساسي للبقاء مع زوجها في أمريكا .. أعلم أنها لم تعي تماما ما أقول ..إلا أنه وافق شعوري بحاجة إلى تفريغ ما في صدرى من أسى وغيظ!!
ياصغيرتي ..حقوق الإنسان ليست للذين يجبرون على هجر منازلهم في الضفة الغربيةبقوة السلاح !! وليست لمئات القتلى في القدس!! ولاللمشردين واللاجئين في جنين !! ليس للمسلمين منظمة ترعى حقوقهم .... بإختصار :
قتل أمرئ في غابة ....جريمة لا تغتفر !!
وقتل شعب آمن .....مسألة فيها نظر !!
تعالي يارزان .. أنظري ..ماذا ترين !!
ابتسمت مستغربة وهي تنظر إلى شاشة الكمبيوتر(ويش ذا !! حمار!!)..( مين إلي مشخبط عليه!!) كانت تنظر إلى صورة نشرتها بعض المواقع الإخبارية على الإنترنت ..حفظتها على الجهاز .. هذا يارزان حمار أطلقه الفلسطنيون على الجنود الأسرائليين بعدما رسموا عليه العلم الإسرائلي..!! (طيب ...شوف....شوف الحمار بجنب العسكر...ياه أغبياء.. ليش ماقتلوه !!) . . هذا السؤال ..ياصغيرتي ..وجهه أحد الصحفيين إلى أحد الجنود فقال (إنهم هموا بذلك ولكنهم خافوا من محاكمتهم لدى المنظمة العالمية لحقوق الحيوان !!!!)
يعني أيش!! مافهمتك!!
أقصد فيه (ناس) تحاكمهم ..إذا أعتدوا عليه !! أو مسوه بسوء!!
صرخت في وجهي ..وكأنني مسؤول المنظمة ...وفي يدها الجريدة ..طيب وين حقوق هذا (النونو) وأمها !!
قلت لها مبتسما ( أنا مالي دخل !!؟) شعرت بأنها خرجت عن طورها !! ..فانطلقت أول دمعاتها علانية أمامي ..ثم خرجت من عندي كيانا ممتلاءا حزن وشفقة!!ممزوج بتناقض يعصف بأفكارها !! تشعر أنني لم أفهم ماذا تعني !! وأنها لا تجيد التعبير عما تكنه في صدرها!!
بعدي يومين ..سمعتها تقول لأبي وقد أحضر لها آيس كريمها المفضل(باسكن روبنز)... ( أبله فاطمه تقول أن هذا حق أمريكا وأنا ما راح آكل شيء تجيبه أمريكا!!) ..ثم شعرت بأنه جاء دورها ..وقالت : ((أنتبه يا بوي ترى أمريكا هي إلي تساعد ذولا الملاعين !! أبله فاطمه تقول : إذا حنا مسلمين صدق لازم مانشتري أي شيء أمريكي !!...
كان درسا كبيرا القته رزان في ذهن العائلة ..أسمه التعبئة الشعوريةأو ( المقاطعة) !! أو التضامن النفسي !! واستطاعت أن تنتصر هذه الصغيرة أمام (أغلى هدية تقدم لها) !! وأنهزم بعض الكبار أما علبة الكولا!! تحية لك من الأعماق أبله فاطمه ... شكرا لك رزان ..
حسرة على المنهزمين!!
الإنهزام قبيح!! ....أكره الإنهزام !!
قلم / سلطان الجميري
من منتدى الساخر [/align:b974bff862]
لأنه مـؤثر وبحجـم النزف الذي في قلوبنا على أنفسنا ولأننا أصبحنا نجيد العويل والشّجب فقط وبصفتناالشرعيـة أبنـاء لـمن وضعوا حقـوق الأنسـان على قائمة أولوياتهم وأن كانت المسافة الزمنية بينناشاسعة أحتجنا الى درس تلقنه لنا رزان ويستحق منكم ألقاء نظرة... ففكرة... وربما كانت موصولة بعّبرة نحتفظ بها لثواني لنعود الى السؤال من جديد هل حان وقت تناول الكبسّة ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!![/align:b974bff862]
[align=center:b974bff862]لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .[/align:b974bff862]
[align=justify:b974bff862]كنت كعادتي قبل أن أنام أتصفح بعض مواقع (الإنترنت)وأفرغ مافي صدري من شحنات عبر بعض المنتديات.... كانت أختي الصغيرة (رازان) بجواري تقلب صفحات الجريدة التي لا تفهم منها إلا لغة الصور !! كانت الصفحة الرئيسية هذه المرة مليئة بصور بعض الأطفال المضرجين بالدماء على أرض الإسراء ، كان الصمت سيد المكان ..وفجأة وبدون تكلف من رزان(ياه ...ياحرام عليهم !!) طبيعيا توقعت أنها رأت الطفلة التي تحتضنها أمها وقدخرقت صدرها ثلاث رصاصات .. (سلطان ..شوف هذي البنت مسكينة ما رحموها!!) مدت إلي بالجريدة... ثمنت لها هذا الشعور فلم أشأ أن أتابع ماقد بدأت به دون أن أتفاعل معها .. وشرعت أقرأ أحد العناوين الرئيسية كما لو كنت أقرأه لأول مرة !! وبصوت شبه خافت وهي تسمع ( أمريكا تتابع بإهتمام آخر تطورات السلام في الشرق الأوسط) .. عادإلى ذهني مرة أخرى مخزون ثقيل من الشتائم !!! وهاج في فمي (بصاق محترق)!! شيء وحيد لم يكن حاضرا لدي وأنا أرى مثل هذه العناوين ..جزمتي القديمة !!
أخذت الجريدة ..وأنصرفت إلى شاشة الجهاز ..ولم يمض وقت يسير ..حتى قلبت جميع صفحات الجريدة ثم قالت : (سلطان ..مافيه أحد قوي يهزم ذولا الكافرين (تقصد إسرائيل)!!) .. كانت تتسائل وهي تواري دمعات حارة تتهادى في محاجرها...وبدأت تتثاقل على لسانها الكلمات.. إغتبطت كثيرا لهذه العاطفة الطفولية الحانية في الوقت الذي تصلبت عند بعض الكبار الذين يعقلون أضعاف ماتعقله من معاني الأخوة الإيمانية !! ..القوي الله يارزان !!
(طيب... دايم أسمع في الأخبار يقولون ..حقوق الإنسان..ماشفنا شيء!!!) ...صرخة ضخمة كتمتها في داخلي !!...وبإجابة ساخرة ممزوجة بالأسى (طارت بها (الراقصة)!!) حدقت في وهي واجمة لا تتحرك .. وصدقت أن هناك شيء اسمه حقوق الإنسان وأن هناك راقصة طارت به حقيقة !!
(مين هذي الراقصة الملعونة!!؟؟) ببرود ساخر يستثير دموعها...(ماتعرفينها ..(لودميلافلاسوفا) راقصة مشهورة في فرقة البولشي الروسية!!) كنت أجيبها وأنا لا أنظر إليها ...هبت واقفة أمامي (سلطان الله يخليك ..طالع في وقل لي مين هذي الراقصة الي تقول!!)..أحسست ساعتها أني أمام سيل من العاطفة المتدفقة ...وحرقة لم أعدها من قبل..!! واستحالت تلك العينين الناعستين إلى عينين صارمتين !! إلا أن براءة الأطفال وبكائهم لم يفارق شفتيها المقوسة!! كانت طلباتها هذا اليوم تختلف عن طلباتها الروتينية كل يوم (لاتنس تجيب لي آيس كريم)..أنها اليوم تطلب مني أن أحدثها عن إجابات كبيرة فوق مستواها ..أنها تطلب مني اليوم بصورة أو بأخرى أن أحدثها عن ماتنصه المادة الثالثة في لائحة (حقوق الإنسان) التي طرحتها هيئة الأمم ونوقشت في (ليك سكس) وجنيف وأقرتها جمعية الكونتسيون الوطنية عام 1948بباريس !!
أكبرت لها تلك الأسئلة إلا أنه ليس هناك مفر من الإجابة عليها بصدق...في زمن غيبت فيه الحقائق !!مرة أخرى ( ...مين هذي الراقصة الي تقول!!) هذه الراقصة يارازان ..هي مثال صارخ لمفهوم حقوق الإنسان .. راقصة البالية (لودميلافلاسوفا) كان لها زوج راقص أيضا في نفس فرقة (البولشوى) الروسية يدعى (جودونوف) طلب حق اللجوء السياسي في أمريكا ..وأصرت واشنطن على منع إقلاع الطائرة الروسية من مطار كندي بنيويورك إلا بعد أستجواب الراقصة على إنفراد والتأكد من أنها ستسافر إلى بلدها بمحض إختيارها ..وعدم رغبتها في طلب حق اللجوء الساسي للبقاء مع زوجها في أمريكا .. أعلم أنها لم تعي تماما ما أقول ..إلا أنه وافق شعوري بحاجة إلى تفريغ ما في صدرى من أسى وغيظ!!
ياصغيرتي ..حقوق الإنسان ليست للذين يجبرون على هجر منازلهم في الضفة الغربيةبقوة السلاح !! وليست لمئات القتلى في القدس!! ولاللمشردين واللاجئين في جنين !! ليس للمسلمين منظمة ترعى حقوقهم .... بإختصار :
قتل أمرئ في غابة ....جريمة لا تغتفر !!
وقتل شعب آمن .....مسألة فيها نظر !!
تعالي يارزان .. أنظري ..ماذا ترين !!
ابتسمت مستغربة وهي تنظر إلى شاشة الكمبيوتر(ويش ذا !! حمار!!)..( مين إلي مشخبط عليه!!) كانت تنظر إلى صورة نشرتها بعض المواقع الإخبارية على الإنترنت ..حفظتها على الجهاز .. هذا يارزان حمار أطلقه الفلسطنيون على الجنود الأسرائليين بعدما رسموا عليه العلم الإسرائلي..!! (طيب ...شوف....شوف الحمار بجنب العسكر...ياه أغبياء.. ليش ماقتلوه !!) . . هذا السؤال ..ياصغيرتي ..وجهه أحد الصحفيين إلى أحد الجنود فقال (إنهم هموا بذلك ولكنهم خافوا من محاكمتهم لدى المنظمة العالمية لحقوق الحيوان !!!!)
يعني أيش!! مافهمتك!!
أقصد فيه (ناس) تحاكمهم ..إذا أعتدوا عليه !! أو مسوه بسوء!!
صرخت في وجهي ..وكأنني مسؤول المنظمة ...وفي يدها الجريدة ..طيب وين حقوق هذا (النونو) وأمها !!
قلت لها مبتسما ( أنا مالي دخل !!؟) شعرت بأنها خرجت عن طورها !! ..فانطلقت أول دمعاتها علانية أمامي ..ثم خرجت من عندي كيانا ممتلاءا حزن وشفقة!!ممزوج بتناقض يعصف بأفكارها !! تشعر أنني لم أفهم ماذا تعني !! وأنها لا تجيد التعبير عما تكنه في صدرها!!
بعدي يومين ..سمعتها تقول لأبي وقد أحضر لها آيس كريمها المفضل(باسكن روبنز)... ( أبله فاطمه تقول أن هذا حق أمريكا وأنا ما راح آكل شيء تجيبه أمريكا!!) ..ثم شعرت بأنه جاء دورها ..وقالت : ((أنتبه يا بوي ترى أمريكا هي إلي تساعد ذولا الملاعين !! أبله فاطمه تقول : إذا حنا مسلمين صدق لازم مانشتري أي شيء أمريكي !!...
كان درسا كبيرا القته رزان في ذهن العائلة ..أسمه التعبئة الشعوريةأو ( المقاطعة) !! أو التضامن النفسي !! واستطاعت أن تنتصر هذه الصغيرة أمام (أغلى هدية تقدم لها) !! وأنهزم بعض الكبار أما علبة الكولا!! تحية لك من الأعماق أبله فاطمه ... شكرا لك رزان ..
حسرة على المنهزمين!!
الإنهزام قبيح!! ....أكره الإنهزام !!
قلم / سلطان الجميري
من منتدى الساخر [/align:b974bff862]