أبو ياسر
11 / 11 / 2008, 04 : 06 PM
من مذكرات مجمع البحرين ( الطفل)
ذات صباح من أيام الإجازة المدرسية ، قررت أن أصنع ( منطاباً) و في لغة ( نبيلة ) بتشديد الياء ..
أما من دعاني لهذا الشقاء فطفل تشربه (الهياط ) فما طفق يحدثني عن صيده كل نهار، ففي غداة صاد حمامة ، وفي ضحى صاد عصفوراً، و في القيلولة صاد صقراً!!!!
بالطبع هذه الأخيرة حرصت على تفنيدها و سوق البراهين و الحجج على ذلك حتى عاد معي مكرهاً ..
في الحقيقة أثار هذا الطفل ( المهايطي ) الغيرة في نفسي ، وقررت عندئذ أن أواجه مخاوفي وأذهب في رحلة صيد و ليكن بعدئذ ما يكن ..
أخذت وصفة صنع ( المنطاب ) من صاحبي ( المهايطي ) .. و بدأت في تجميع أدوات حياكة ( المنطابة) ..
ذهبت إلى بقالة ( الروضة الخضراء) لصاحبها المكرم/ ضاري بن هادي .. و اشتريت شريطاً ( شطرطون)لاصقاً أسود اللون .. و علبة من سيور المطاط الصغيرة .. وعدت مهرولاً إلى المنزل الذي في العالية ..
واحترت من أين أأتي بقطعة ( شلفة ) الجلد .. إذ شدد صاحبي ( المهايطي ) على أن تكون من الجلد الطبعي .. فهو أدعى لإصابة الهدف و استقرار ( الصخرة ) في مقتله ..
حسناً .. مالحل يا جماعة .. حقاً طرأت علي فكرة شيطانية .. فهاهو معطف والدي الجلدي بين عيني !!
بدأت أديره يمنة و يسرة أبحث عن قطعة منزوية .. حتى إذا ما قطعت منها قطعة لن يتنبه الوالد لها ..
بالفعل وجدتها .. وها أنا أحظر المقص من درج والدتي .. و بدأت أقص هذه القطعة .. و من جميل حظي أن
أخي الصغير يراقبني و هو صامت !!!
بعد أن انتهيت من القطع .. صرخ أخي الصغير بأقصى قوة ( يمممممممه ) !!!!!!!!
قفزت ناحيته و ضممته إلى صدري و بدأت أتلو عليه محاظر الموت و الهلاك إن هو أخبر .. و لكن لا فائدة فما زال يصرخ ..
أجابة والدتي الصراخ .. و ها أنا أسمع حسيس نعليها و هي متجهة إلينا .. فقلت له بصوت رخيم تتجاذبه العبرة .. أن أخي لا تأخذ بقلبي و جسدي .. فأنا بصدد رحلة قد لا تتكر في حياتي .. فقال: نعم .. إذا أردت أن لا أخبر والدتنا فدعني أصحبك في هذه الرحلة .. فأجبته من فوري أن نعم .. و استقرت عندها النفس .. ولما لم يستطع أخي الصغير تبرير صراخه الذي ردده جبل ( الجثجاث) مني بصفعة مدوية .. احتملها من أجل أن يشاركني هذه الرحلة .. أريتم كيف هي الأخوة في الصغر !!!!!!
ماذا بقي ..
أها!! بقيت قطعة الحديد .. وهنا لازلت أتذكر صاحبي ( المهايطي ) و هو يقول .. أن يا بندر احرص على أن
تكون الحديدة سميكة و قوية .. فإن أنت لم تفعل فلن يكون لك منطاباً .. وعن تصميمه قال: أرأيت جيل ( لحيى جمل ) قلت : نعم .. قال: إذاً اصنعه مثله .. فقلت : بنفس الحجم!!! .. فكظم غيضه و قال: لا .. مثله و لكن أصغر ..( لا أحد يشره علي تراني طفل ) !!!!
وفي هذا الجبل المنيف يقول الشاعر محبوب بن سمران :
بديت في مرقب غربيه الحيد ** وشرقيه الشيخ من ضاع اقتدا به
أخذت أسمك علاق للملابس من درج والدتي .. وبدأت رحلة العذاب في قصه و تشذيبه و قد قرضت يدي غير مرة .. و لكني استفدت من أخي الصغير إذ أحظر لي مفتاح العلب الذي في المطبخ .. وعن طريقه قطعت
ما تصلح أن تكون منطاباً .. وهنا رفسته الوالدة رفسة على بطنه كونه رمى مفتاح العلب في التراب .. حقاً مازال أخي يضحي من أجل هذه الرحلة !!!
صنعت المنطاب ياسادة وها أنا الآن أقلبه بين ناظري و كأنه رشاش ( كلاشنكوف) .. و لا أسطع أن أصف لكم فرحتي ..
*****************************************
بعد أن استوت الشمس في كبد السماء .. وقالة الكائنات تحت ضلال المنازل و الأشجار - عفواً أقصد العضاة-
نهبت نفسي و تسللت من المنزل .. و لم أخبر أحداً برحلتي .. حتى أخي الصغير ..
وعند الباب وافني هذا الشقي ( المهايطي ) .. و بدأنا بالركض جهة ( جبل القضي ) ..
لم نصل إليه بالتأكيد فهو بعيد جداً .. و لكن دونه شعب صغير .. تكثر فيه الحمام و العصافير .. بدأنا أول طلائع الهجوم .. وكانت تصوبيات كاسدة أجهدتنا كثيراً في قليل فائدة ..
عندها صرخ صاحبي ( المهايطي ) صرخة مدوية .. وقال الآن بدأ الجد .. فلا يمكن أن نعود إلى أهلنا صفر اليدين .. فهززت رأسي أن نعم .. و بدأت عدوى الهياط تنتقل إلي فقلت : إما أن نصيد أو لا نعود إلى أهالينا أبداً !!!!!
أعجبته كثيراً هذه العبارة .. و قال نعم دونك الآن هذه الحمامة ..
فقلت: أين هي .. والذي نفسي بيده لأضرب بمنطابي ضرباً يشهد به هذا الشعب .. فإما أنا أو هي!!!!
فقال: هذه هي ألا تنظر ...
فقلت: نعم .. نعم .. تنح عني قليلاً و تعلم !!!!
جلست القرفصاء .. وبدأت بتصويب المنطاب فوضعت الطائر بين ( لحيي الجمل) و رحت أسحب سيور المطاط إلى الوراء حتى خشيت أن أقطعها !!!!!!
ولكن ياللهول ياسادة .. لو تعلمون ما يجري و أنا أصوب المنطاب ناحية هذا الطائر !!
لقد نسيت إبهامي المسكينة بين لحيي الجمل .. و يالها من مصيبة إن أنا لم أتنبه!!
تباً.. لم أزل أشد سيور المطاط بأقصى قوتي .. أفلت قطعت ( الجلد) وهي محملة بحصاة تنؤ بحملها العصبة من المناطيب .. وكان أن إردت الحصاة في إبهامي .. فأطارت منها الظفر و اللحم .. و صارت إبهامي ( ندمة)
النهاية
قبل أن أختم لقد ( فل أخي السبحة ) .. ولست أدري بعد عودتي إلى المنزل( مني في إيده ) ..
ذات صباح من أيام الإجازة المدرسية ، قررت أن أصنع ( منطاباً) و في لغة ( نبيلة ) بتشديد الياء ..
أما من دعاني لهذا الشقاء فطفل تشربه (الهياط ) فما طفق يحدثني عن صيده كل نهار، ففي غداة صاد حمامة ، وفي ضحى صاد عصفوراً، و في القيلولة صاد صقراً!!!!
بالطبع هذه الأخيرة حرصت على تفنيدها و سوق البراهين و الحجج على ذلك حتى عاد معي مكرهاً ..
في الحقيقة أثار هذا الطفل ( المهايطي ) الغيرة في نفسي ، وقررت عندئذ أن أواجه مخاوفي وأذهب في رحلة صيد و ليكن بعدئذ ما يكن ..
أخذت وصفة صنع ( المنطاب ) من صاحبي ( المهايطي ) .. و بدأت في تجميع أدوات حياكة ( المنطابة) ..
ذهبت إلى بقالة ( الروضة الخضراء) لصاحبها المكرم/ ضاري بن هادي .. و اشتريت شريطاً ( شطرطون)لاصقاً أسود اللون .. و علبة من سيور المطاط الصغيرة .. وعدت مهرولاً إلى المنزل الذي في العالية ..
واحترت من أين أأتي بقطعة ( شلفة ) الجلد .. إذ شدد صاحبي ( المهايطي ) على أن تكون من الجلد الطبعي .. فهو أدعى لإصابة الهدف و استقرار ( الصخرة ) في مقتله ..
حسناً .. مالحل يا جماعة .. حقاً طرأت علي فكرة شيطانية .. فهاهو معطف والدي الجلدي بين عيني !!
بدأت أديره يمنة و يسرة أبحث عن قطعة منزوية .. حتى إذا ما قطعت منها قطعة لن يتنبه الوالد لها ..
بالفعل وجدتها .. وها أنا أحظر المقص من درج والدتي .. و بدأت أقص هذه القطعة .. و من جميل حظي أن
أخي الصغير يراقبني و هو صامت !!!
بعد أن انتهيت من القطع .. صرخ أخي الصغير بأقصى قوة ( يمممممممه ) !!!!!!!!
قفزت ناحيته و ضممته إلى صدري و بدأت أتلو عليه محاظر الموت و الهلاك إن هو أخبر .. و لكن لا فائدة فما زال يصرخ ..
أجابة والدتي الصراخ .. و ها أنا أسمع حسيس نعليها و هي متجهة إلينا .. فقلت له بصوت رخيم تتجاذبه العبرة .. أن أخي لا تأخذ بقلبي و جسدي .. فأنا بصدد رحلة قد لا تتكر في حياتي .. فقال: نعم .. إذا أردت أن لا أخبر والدتنا فدعني أصحبك في هذه الرحلة .. فأجبته من فوري أن نعم .. و استقرت عندها النفس .. ولما لم يستطع أخي الصغير تبرير صراخه الذي ردده جبل ( الجثجاث) مني بصفعة مدوية .. احتملها من أجل أن يشاركني هذه الرحلة .. أريتم كيف هي الأخوة في الصغر !!!!!!
ماذا بقي ..
أها!! بقيت قطعة الحديد .. وهنا لازلت أتذكر صاحبي ( المهايطي ) و هو يقول .. أن يا بندر احرص على أن
تكون الحديدة سميكة و قوية .. فإن أنت لم تفعل فلن يكون لك منطاباً .. وعن تصميمه قال: أرأيت جيل ( لحيى جمل ) قلت : نعم .. قال: إذاً اصنعه مثله .. فقلت : بنفس الحجم!!! .. فكظم غيضه و قال: لا .. مثله و لكن أصغر ..( لا أحد يشره علي تراني طفل ) !!!!
وفي هذا الجبل المنيف يقول الشاعر محبوب بن سمران :
بديت في مرقب غربيه الحيد ** وشرقيه الشيخ من ضاع اقتدا به
أخذت أسمك علاق للملابس من درج والدتي .. وبدأت رحلة العذاب في قصه و تشذيبه و قد قرضت يدي غير مرة .. و لكني استفدت من أخي الصغير إذ أحظر لي مفتاح العلب الذي في المطبخ .. وعن طريقه قطعت
ما تصلح أن تكون منطاباً .. وهنا رفسته الوالدة رفسة على بطنه كونه رمى مفتاح العلب في التراب .. حقاً مازال أخي يضحي من أجل هذه الرحلة !!!
صنعت المنطاب ياسادة وها أنا الآن أقلبه بين ناظري و كأنه رشاش ( كلاشنكوف) .. و لا أسطع أن أصف لكم فرحتي ..
*****************************************
بعد أن استوت الشمس في كبد السماء .. وقالة الكائنات تحت ضلال المنازل و الأشجار - عفواً أقصد العضاة-
نهبت نفسي و تسللت من المنزل .. و لم أخبر أحداً برحلتي .. حتى أخي الصغير ..
وعند الباب وافني هذا الشقي ( المهايطي ) .. و بدأنا بالركض جهة ( جبل القضي ) ..
لم نصل إليه بالتأكيد فهو بعيد جداً .. و لكن دونه شعب صغير .. تكثر فيه الحمام و العصافير .. بدأنا أول طلائع الهجوم .. وكانت تصوبيات كاسدة أجهدتنا كثيراً في قليل فائدة ..
عندها صرخ صاحبي ( المهايطي ) صرخة مدوية .. وقال الآن بدأ الجد .. فلا يمكن أن نعود إلى أهلنا صفر اليدين .. فهززت رأسي أن نعم .. و بدأت عدوى الهياط تنتقل إلي فقلت : إما أن نصيد أو لا نعود إلى أهالينا أبداً !!!!!
أعجبته كثيراً هذه العبارة .. و قال نعم دونك الآن هذه الحمامة ..
فقلت: أين هي .. والذي نفسي بيده لأضرب بمنطابي ضرباً يشهد به هذا الشعب .. فإما أنا أو هي!!!!
فقال: هذه هي ألا تنظر ...
فقلت: نعم .. نعم .. تنح عني قليلاً و تعلم !!!!
جلست القرفصاء .. وبدأت بتصويب المنطاب فوضعت الطائر بين ( لحيي الجمل) و رحت أسحب سيور المطاط إلى الوراء حتى خشيت أن أقطعها !!!!!!
ولكن ياللهول ياسادة .. لو تعلمون ما يجري و أنا أصوب المنطاب ناحية هذا الطائر !!
لقد نسيت إبهامي المسكينة بين لحيي الجمل .. و يالها من مصيبة إن أنا لم أتنبه!!
تباً.. لم أزل أشد سيور المطاط بأقصى قوتي .. أفلت قطعت ( الجلد) وهي محملة بحصاة تنؤ بحملها العصبة من المناطيب .. وكان أن إردت الحصاة في إبهامي .. فأطارت منها الظفر و اللحم .. و صارت إبهامي ( ندمة)
النهاية
قبل أن أختم لقد ( فل أخي السبحة ) .. ولست أدري بعد عودتي إلى المنزل( مني في إيده ) ..