المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة الرابعة ...


ورد الجوري
24 / 10 / 2008, 51 : 07 PM
مســــــــــاء الخـــير

الكثير منا حين يلجأون لشخص ما لمساعدتهم في أية معضلة تواجههم سواءً أكانت إجتماعية أو مادية أو شخصية ولم يجد ما يتمناه فإنه وبلا تردد يتخذ التالي :

ــ مسح رقم الهاتف
ــ الخصام مدى الدهر
ــ قطع العلاقة بكل أشكالها
ــ ... الخ

هذا الأمر يثير علامات إستغراب فلمـــاذا لا يتم من قبلنا الآتي :

ــ التفكر بأن تفكيرنا لم يكن دقيقاً من حيث إختيار من تعشمنا خيراً منه
ــ التفكر بأن لكل إنسان قدرة وليس من بشر يمتلك المعجزات والقدرات الخارقة
ــ التفكر بأن لكل إنسان مهما علا قدره تتحكمه إعتبارات ربما ليس بإستطاعته تخطيها
ــ التفكر بأن الله لا يكلف النفس إلا وسعها وأن الإنسان مهما بدر منه من تفاعل ورغبة أكيدة في المساعدة إلا أن التوفيق من الله وليس الحظ يحالف كل البشر في كل ما يتمنوه

أخي / أختي .. كيف هو التصرف من قبلكم في حال لجأتكم أو طلبتم مساعدة من شخص ولم تتلقوا إستجابة تتمنوها .. أي لم يتم تلبية مطلبكم

علماً بأن طرحنا لا يشمل الشخص الذي أساساً لا ترتجى منه مساعدة ومعروف عنه ذلك ..

دمتم بود

أبو فايز
24 / 10 / 2008, 23 : 08 PM
فعلا الخطوات التي أشترتي إليها للتعامل مع مثل هذه المواقف هي خطوات منطقية وعقلانية ..
وإن كنا ننساق في أحيان كثيرة وراء العاطفة وحب الذات وهذا هو مكمن الخطأ ، فلو أننا إلتمسنا العذر
لهذا الأخ أو هذه الأخت لكان أولى من الإنسياق وراء الظنون ، وتحميل الناس فوق ما يطيقون ..

أما ماذا لو أن الموقف جرى لي أنا ، فالله وحده يعلم ماذا أنا فاعل فالتكهن هنا قد لا يمكن ضبطه ..

أشكرك أيتها الأخت على هذا الموضوع القيم .

أبو ياسر
25 / 10 / 2008, 48 : 08 AM
أرحب أشد الترحيب بالموضوع و كاتبته ..
قبل الحديث عن الواجب فعله بعد أن نفجأ برد باهت، و عدم التفاعل الواجب مع مشاكلنا ، ينبغي أن نلمح إلماحة عاجلة لأهمية مساعدة الآخرين و عظيم أجرها ..
يروى أن رجلأ غنياً كان دائم الحزن والإكتئاب فملّ حياته وقرر الإنتحار ...
وبدا له قبل أن ينتحر أن يوزع ثروته على الفقراء و المعدمين ..
وبالفعل أخذ جميع أمواله و بدأ يدور على بيوت الفقراء و أكواخهم و يوزع عليهم هذا المال..
فكان و هو يوزع الاموال يرى السعادة على وجوه الفقراء وأطفالهم.. ولحظهم وهم يتنادون من كل مكان فيدعوا الجار جاره الفقير و يبدأون في قسمة هذه الأموال بينهم .. ولم يزل هذا لرجل الغني يراقبهم و أحس بالسعادة تغمر قلبه فعلم بعدها ان السعادة هي ان تسعدالآخرين وعدل عن قرار الإنتحار ..
نعم إن في إسعاد الآخرين وقضاء حاجاتهم سعادة قلبية لا تعدلها أي سعادة ، و إذا ما قرناها بالسعادة الأخروية و الأجر المترتب على معونة الآخرين يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم :(أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ،تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا أَوْ تَقْضِيَ عَنْهُ دَيْنًا أَوْ تَطْرُدَ عَنْهُ جُوعًا ولِأن أَمْشِي مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ ِفي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِليّ مِنُ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ فِي قلبه رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا لَهُ ثَبَّتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزَلُ الْأَقْدَامُ)
فلله هذا الفضل ما أعظمه و أجله و ما أغفلنا عنه ، بل كان هذا السرور و النفع للآخرين ليس حكراً على المال و المساعدة الحسية بل تعداه لتستغرق المساعدة المعنوية فقد قال من لا ينطق عن الهوى :[ لَاتَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ]
و أختم هذه الجزئية بحديث جليل لسيد قطب متحدثاً عن تجربته في العطاء :



" يصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء



لأنهما يعطيان مدلولاً واحداً في عالم الروح



فكل مرة أعطيت لقد أخذت ، لست أعني أن أحداً قد أعطى لي شيئاً ،



إنما أعني أنني أخذت نفس الذي أعطيت لأن فرحتي بما أعطيت



لم تكن أقل من فرحة الذين أخذوا "
.............
اما عن هذه الحلقة البديعة .. فبالتأكيد ان تحميل الناس ما لا يطيقون منهج غير سوي و لا يستند إلى عقل و لا نقل ، فإذا كانت الشريعة الإسلامية كلفت النفس ما تطيقه فحسب فكيف بنا نحن الناس فيما بيننا يقول تعالى ( ولا تكلف نفس إلا وسعها ) ...
فينبغي أن نضع منا هذا الأمر على بال ..
اما من كان يقدر المساعدة و بخل بها ، فلا شك أنه أخطأ في حق أخوته ، و كان من الواجب أن يمد يد المساعدة و يتقرر هذا الواجب فيما إذا كان طالب المساعدة من أولي الأرحام ، و مع ذلك أجيبك كما أجاب أخي القدير أبوفايز فالتكهن بالإجابة صعب ، ولكن المأمول أن أجد له عذر و أن تكون علاقتي معه بالإحسان إذ العلاقات بين الناس تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأولى : الظلم .. وهي أن تسيء لمن يحسن إليك ..
الثانية: العدل.. و هي أن تسيء لمن يسيء إليك ..
الثالثة: الإحسان.. وهي أن تحسن لمن يسيء إليك ..
﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل مَن إذا قطعت رحمه وصلها))
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسييؤن إليّ وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لئن كان كما تقول فكأنما تسفهم المل - أي كأنما تطعمهم الرماد الحار- ولا يزال معك من الله ظهير عليهم - أي معين لك عليهم - ما دمت على ذلك))
ففي هذه الأحاديث بيان درجة الإحسان وفقنا الله و إياكم لبلوغها ...
وما أجمل ما فعل الشاعر لما هجره أقاربه وأساؤوا إليه:

رأيت انثلاماً بيننا فرقعته # برفقي وإحيائي وقد يرقع الثلم

فـداويته حتى ارفأنَّ نفارُه # فعدنا كأنا لم يكن بيننا جرم

وأطفأ نار الحرب بيني وبينه # فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم

موتي ولا تنزل دمعة أبوي .. لا حرمت أجر هذا الموضوع ..

الكاظم
25 / 10 / 2008, 55 : 01 PM
شكرا على الموضوع القيم ...

ورد الجوري
05 / 11 / 2008, 56 : 04 PM
فعلا الخطوات التي أشترتي إليها للتعامل مع مثل هذه المواقف هي خطوات منطقية وعقلانية ..
وإن كنا ننساق في أحيان كثيرة وراء العاطفة وحب الذات وهذا هو مكمن الخطأ ، فلو أننا إلتمسنا العذر
لهذا الأخ أو هذه الأخت لكان أولى من الإنسياق وراء الظنون ، وتحميل الناس فوق ما يطيقون ..
أما ماذا لو أن الموقف جرى لي أنا ، فالله وحده يعلم ماذا أنا فاعل فالتكهن هنا قد لا يمكن ضبطه ..
أشكرك أيتها الأخت على هذا الموضوع القيم .


لك جـــزيل الشكر عالإضافة

ورد الجوري
05 / 11 / 2008, 59 : 04 PM
أرحب أشد الترحيب بالموضوع و كاتبته ..
قبل الحديث عن الواجب فعله بعد أن نفجأ برد باهت، و عدم التفاعل الواجب مع مشاكلنا ، ينبغي أن نلمح إلماحة عاجلة لأهمية مساعدة الآخرين و عظيم أجرها ..
يروى أن رجلأ غنياً كان دائم الحزن والإكتئاب فملّ حياته وقرر الإنتحار ...
وبدا له قبل أن ينتحر أن يوزع ثروته على الفقراء و المعدمين ..
وبالفعل أخذ جميع أمواله و بدأ يدور على بيوت الفقراء و أكواخهم و يوزع عليهم هذا المال..
فكان و هو يوزع الاموال يرى السعادة على وجوه الفقراء وأطفالهم.. ولحظهم وهم يتنادون من كل مكان فيدعوا الجار جاره الفقير و يبدأون في قسمة هذه الأموال بينهم .. ولم يزل هذا لرجل الغني يراقبهم و أحس بالسعادة تغمر قلبه فعلم بعدها ان السعادة هي ان تسعدالآخرين وعدل عن قرار الإنتحار ..
نعم إن في إسعاد الآخرين وقضاء حاجاتهم سعادة قلبية لا تعدلها أي سعادة ، و إذا ما قرناها بالسعادة الأخروية و الأجر المترتب على معونة الآخرين يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم :(أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ،تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا أَوْ تَقْضِيَ عَنْهُ دَيْنًا أَوْ تَطْرُدَ عَنْهُ جُوعًا ولِأن أَمْشِي مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ ِفي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِليّ مِنُ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ فِي قلبه رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا لَهُ ثَبَّتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزَلُ الْأَقْدَامُ)
فلله هذا الفضل ما أعظمه و أجله و ما أغفلنا عنه ، بل كان هذا السرور و النفع للآخرين ليس حكراً على المال و المساعدة الحسية بل تعداه لتستغرق المساعدة المعنوية فقد قال من لا ينطق عن الهوى :[ لَاتَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ]
و أختم هذه الجزئية بحديث جليل لسيد قطب متحدثاً عن تجربته في العطاء :
" يصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء
لأنهما يعطيان مدلولاً واحداً في عالم الروح
فكل مرة أعطيت لقد أخذت ، لست أعني أن أحداً قد أعطى لي شيئاً ،
إنما أعني أنني أخذت نفس الذي أعطيت لأن فرحتي بما أعطيت
لم تكن أقل من فرحة الذين أخذوا "
.............
اما عن هذه الحلقة البديعة .. فبالتأكيد ان تحميل الناس ما لا يطيقون منهج غير سوي و لا يستند إلى عقل و لا نقل ، فإذا كانت الشريعة الإسلامية كلفت النفس ما تطيقه فحسب فكيف بنا نحن الناس فيما بيننا يقول تعالى ( ولا تكلف نفس إلا وسعها ) ...
فينبغي أن نضع منا هذا الأمر على بال ..
اما من كان يقدر المساعدة و بخل بها ، فلا شك أنه أخطأ في حق أخوته ، و كان من الواجب أن يمد يد المساعدة و يتقرر هذا الواجب فيما إذا كان طالب المساعدة من أولي الأرحام ، و مع ذلك أجيبك كما أجاب أخي القدير أبوفايز فالتكهن بالإجابة صعب ، ولكن المأمول أن أجد له عذر و أن تكون علاقتي معه بالإحسان إذ العلاقات بين الناس تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأولى : الظلم .. وهي أن تسيء لمن يحسن إليك ..
الثانية: العدل.. و هي أن تسيء لمن يسيء إليك ..
الثالثة: الإحسان.. وهي أن تحسن لمن يسيء إليك ..
﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل مَن إذا قطعت رحمه وصلها))
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسييؤن إليّ وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لئن كان كما تقول فكأنما تسفهم المل - أي كأنما تطعمهم الرماد الحار- ولا يزال معك من الله ظهير عليهم - أي معين لك عليهم - ما دمت على ذلك))
ففي هذه الأحاديث بيان درجة الإحسان وفقنا الله و إياكم لبلوغها ...
وما أجمل ما فعل الشاعر لما هجره أقاربه وأساؤوا إليه:
رأيت انثلاماً بيننا فرقعته # برفقي وإحيائي وقد يرقع الثلم
فـداويته حتى ارفأنَّ نفارُه # فعدنا كأنا لم يكن بيننا جرم
وأطفأ نار الحرب بيني وبينه # فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم
موتي ولا تنزل دمعة أبوي .. لا حرمت أجر هذا الموضوع ..


شرفت بتعليقك وإضافتك أخـــي \ مجمع البحرين ولك منــي جزيل الشكر

ورد الجوري
05 / 11 / 2008, 00 : 05 PM
شكرا على الموضوع القيم ...


عفـــوا ....
مشكور ع المرور

الحياه كلمه
10 / 11 / 2008, 13 : 12 AM
شكرا على الموضوع الجميل
لكن المشكله اذا كان الشخص نفسه يعتقد انه على صح وهو المخطي او الغلطان
وهناك شي هو الذي سبب التفرقه وهو العامل الكبير او المؤثر وهي الكبرياء
فانا اقول لايوجد هناك كبرياء بين الاصدقاء او الاحبه فوالله ان حصل بك مكروه
لاسمح الله في هذه الدنيا لن تجد امامك ولايقف بجانبك الا هم وليت اقصد بكل
الاصدقاء والاحبه ولكن الصادق منهم في صداقته وحبه هو الذي تجده بجانبك00
ولكن يوجد هنالك اشياء تخرج عن نطاق الحدود وهي الجرح بكلمه قويه
او عمل شئ لاتتوقعه منه وخاصة اذا تكررت هذه الاشياء ..
(فالبنسبة لي لايوجد الا ان اقول له وداعا)
طبعا هذا رائيي انا شخصيا ولكل شخص نضرته في هذه الحياه
تحياتي لكي اختي العزيزه على هذا الموضوع الجميل والمهم جدا
ودمتي بود..

ورد الجوري
25 / 12 / 2008, 40 : 02 PM
سعود آل دليم

يعطيك العافية ع الإضافة ولا عدمناك