المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحجة أقوى من الملاكمة


مـحـايـد
23 / 10 / 2008, 03 : 08 AM
الحجة أقوى من الملاكمة

د. عائض القرني

تابعت برنامج إضاءات (لقناة العربية) مع الأستاذ تركي الدخيل وضيفه الكاتب والمفكر الإسلامي حمد الماجد، وبين قوة المحاور المناور وإشراق وإبداع الضيف الماجد صاحب السجل المشرف في العمل الإسلامي النبيل الوسطي المعتدل وصلا إلى قصة الصلاة على الشاعر نزار قباني في المركز الإسلامي بلندن واختلاف المصلين في الصلاة عليه بسبب مخالفاته الشرعية التي لا تبرك عليها الجمال مع إبداعه الشاعري ونبوغه الأدبي، وقفز إلى ذهني موقف مرَّ بي شبيه بهذا الموقف قبل سنوات بولاية أكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر الشباب العربي المسلم الذي حضره أكثر من ستة آلاف، وقمت بإلقاء كلمة بعد صلاة المغرب على عادة الضيوف، وفي الحضور الشيخ عبد الله عزّام والشيخ أحمد القطان والدكتور طارق السويدان والدكتور عصام البشير ونبَّهتُ في كلمتي على أن المعصوم عندنا هو رسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وحده أما غيره فيؤخذ من كلامه ويُرد، وأن علينا أن لا نغلو في تقديس الرموز كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والغلو»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله»، فقاطعني أخٌ من العراق وردَّ كلامي، فقام الشيخ أحمد القطان ودافع عني، فقام أخٌ من اليمن فردّ علي وعلى القطان، فقام أخٌ سعودي وردّ على اليمني ثم قام آخر وردّ على السعودي، ثم قام الأخير فردّ على الذي ردّ على الأول، وتحوّل المسجد إلى فوضى وجلبة وخفنا على أنفسنا، فزحفتُ أنا والشيخ أحمد القطان إلى الباب الأمامي من الصالة الكبرى ودخلنا (اللفت) أي: (الأسنسير) أي: (المصعد) فلما دخلنا ضحكنا من حالنا وقرأ الشيخ أحمد القطان: فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا، انظر إلى حالنا في مؤتمراتنا حتى في الخارج لا نكاد نسلم من الخلاف والشقاق الذي حملناه معنا من بلاد العرب وذهبنا ننشر غسيلنا على الناس، وليتنا إذ اختلفنا تحاورنا بهدوء، وتكلمنا بعقل، وتجادلنا بالحسنى، لكن بعضنا يفضل الملاكمة والمصارعة والمطارحة والمنازلة والضرب والعض والرفس والدهس والنهش، حتى إنني رأيت مجلس نواب (برلمان) في دولة عربية اختلف أعضاؤه ثم صاحوا، ثم ضجوا، ثم قاموا، ثم تماسكوا، ثم تضاربوا، ثم تدافعوا، ثم تراموا بالكراسي، وهذا عيب يا ناس، وخطأ كبير يا بشر، وغلط فاحش يا بني آدم، إن حجة الأحمق في يده، وبرهان العاقل في ضميره، ويعجبني جداً موقف نُقل على الهواء مباشرة من مجلس الأمن قبل احتلال العراق بأيام وإسقاط نظام صدام حسين إذ تحدّث وزير خارجية (أمريكا) آنذاك (كولن باول) وذكر أن أمريكا لا بد من أن تفرض بقوتها العدالة في العالم وكانت فرنسا معارضة لهذا التوجه، فردّ عليه وزير خارجية فرنسا وقتها الشاعر المثقف (دومينيك دوفيلبان) وقال له: إن كنتم عضلات العالم فنحن ضمير العالم. إن المسألة يا سادة يا كرام مسألة حجة ودليل، قال تعالى: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ وقال تعالى: قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا، ويقول البوصيري:
* والدَّعاوَى ما لم يُقيموا عليها - بَيِّنَاتٍ أصحابُها أَدْعِياءُ

* لكن من يُفهم العمي البكم الصم الذين يلغون المنطق، ويرفضون البرهان ويضيقون بالخلاف، قال آية الله أبو الطيب المتنبي:

* وكيف يَصِحُّ في الأَذهان شَيءٌ - إِذا احتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ


نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط

أبو فـلاح
23 / 10 / 2008, 32 : 02 PM
فعلا
إن حجة الأحمق في يده، وبرهان العاقل في ضميره،

أخي محايد هذا حالنا غوغائيين حتى في النقاشات العادية فما بالك بالنقاشات المفصلية التي تحتاج إلى مقارعة الحجة بالحجة والفكر بالفكر ...

لاجدال أننا لانزال نستحضر القبلية والقومية العربية وصهيل خيولنا وصليل سيوفنا كلما حانت الفرصة واحسسنا بضعف موقفنا ...

اللهم أصلح قلوبنا وضمائرنا ...

مقال رائع ونقل مميز

ابوخالد
24 / 10 / 2008, 27 : 10 PM
نقل موفق اخي محايد..
وهذا يسمى في علم النفس بالنمطيه..
واصحاب الفكر النمطي دائما لا يقبلون الحوار ولا النقاش ..
ويرون انهم على الصواب وغيرهم على الخطأ..
ومن عيوب هذه الشخصيه هي عدم تقبل كل ماهو جديد على أفكرها..وكيل التهم للمحاور دائما..
فما بالك بأمه اغلب شخوصهم على هذا النمط..

شكرا لك..

أبو ياسر
25 / 10 / 2008, 56 : 08 AM
نقل موفق ..
ولا تعليق على ما تقدم إلا بالمباركة و التأييد ..
محايد .. شكراً جزيلاً لك

الكاظم
25 / 10 / 2008, 59 : 08 AM
نقل موفق أخوي الغالي ..