المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جوع وأحاديث


أبو فايز
26 / 09 / 2008, 28 : 01 AM
هذا مقال شبيه بالقصة للكاتب والأديب المصري طه حسين ، كتب عام 1947 من مجموعتة التي سماها ( بين بين )
أرجوا من أخي مجمع البحرين أن لا ينحر هذا الموضوع فهو ليس كبشا
بل هو حمل وديع ..

يقول طه حسين ..
لا يغضب المواطنون الأعزاء أن نشق عليهم في القول ونعنف بهم في الحديث . فقد يجب أن يقال الحق وإن لم يبلغ من نفوسهم موضع الرضا . وقد يجب أن يقال الحق وإن بلغ من نفوسهم موضع الغضب وأثار في قلوبهم موجدة وغيظا . والمواطنون الأعزاء قد تعودوا أن يكال لهم المديح كيلا ، ويهال عليهم المديح هيلا ، حتى رضوا عن أنفسهم أعظم الرضا ، وسخطوا على غيرهم أشد السخط ، وناموا ملء جفونهم والأحداث لا تنام ، وعاشوا ساهين لاهين تتخطفهم النوائب وتعبث بهم الخطوب ، فلا يغير ذلك في رأيهم في أنفسهم وحياتهم شيئا ، لأنهم قد ألفوا الرضا عن أنفسهم ، والإطمئنان الى حياتهم ، فأصبح من أعسر العسر أن نخرجهم من هذا الرضا أو نزعجهم عن هذا الإطمئنان .. ولابد مع ذلك من أن يبصروا بحقائق الأمر ، ومن أن يخرجوا من رضاهم ويزعجوا عن اطمئنانهم ، ويعلموا أنهم يعيشون أبغض العيش ويحيون أبشع حياة ، وأن هذا المثل العربي القديم الذي اتخذته عنوانا لهذا الحديث لم يوضع إلا لهم ، ولم يضرب إلا فيهم ، ولم يصور إلا ما دأبوا عليه وتورطوا فيه ، من كلام كثير لا يغني ، وعمل قليل لا يفيد !
ولعل المواطنين الأعزاء قد فطنوا ليومين من أيام الأسبوع الماضي كان أحدهما عيد الجهاد والآخر عيد الهجرة . وكان من قبلهما يوم له في حياتهم خطره الخطير وشأنه العظيم ، وهو يوم افتتاح البرلمان !
ولعل المواطنين الأعزاء قد لاحظوا أن هذه الأيام الثلاثة قد انقضت كما تنقضي غيرها من أيامهم المتصلة التي يتبع بعضها بعضا ، ويشبه بعضها بعضا كما تشبه قطرة الماء ، حتى كأن أيامهم على اختلافها وتعاقبها يوم واحد .
ومضت هذه الايام الثلاثة كما تمضي غيرها من أيامهم : كلام كثير ، وعمل قليل ، واضطراب في غير حركة ، ونشاط في غير إنتاج ، وجعجعة في غير طحن ، ورضا بعد ذلك عن النفس ، واطمئنان بعد ذلك الى هذه الحياة المطردة المملة ، التي لا تنفع الناس ولا تنفع أصحابها ، والتي لا تغني عن الناس ولا عن أصحابها شيئا !

كانت رائعة بارعة خطبة العرش التي ألقاها رئيس الوزراء في البرلمان ، صورت لنا الحياة المصرية كأحسن ما تكون حياة الأمم : حكومة جادة لا تنام ولا تنيم ، وشعب عامل لا يريح ولا يستريح ! وقد رضيت الحكومة عن نفسها ورضي البرلمان عن الحكومة فصفق للحكومة ، وسمع الشعب للحكومة تقول والبرلمان يصفق ، فرفع الأكتاف وهز الرؤوس ، وترك الخلق للخالق ، وأقبل المترفون على ترفهم ينعمون بغير حساب ، وتذبذب بين أولئك وهؤلاء فريق من أوساط الناس يأكلون في غير شبع ويشربون في غير ري ، وكلهم راض بما كان ، مطمئن لما هو كائن ، مستعد لما سيكون ، واثق بأن مصر هي كنانة الله في أرضه ، وهي جنة الدنيا ، وزينة العالم ، وقائدة الشعوب العربية الى المجد المؤثل الذي لا يشبهه مجد ، والفخار الذي لا يدانيه فخار !
وفي أثناء هذا كله ، كان المواطنون يموتون مئات ، ويمرضون مئات ، يتخطفهم هذا الموت الطارئ ، ويصرعهم هذا الموت الطارئ ، ومن حولهم ألوف وألوف يتخطفهم الموت العادي الذي لا يحمله الوباء ، ويصرعهم المرض العادي الذي لا يحمله الوباء أيضا . وفي أثناء هذا كذلك كانت ملايين من المواطنين تنعم بالجهل الذي يحجب عنها حقائق الحياة ، فلا ترى ماهي فيه ، ولاتوازن بين حياتها وحياة غيرها من أبناء الأوطان الأخرى ...
وكانت هذه الملايين في أثناء ذلك أيضا تنعم بفقرها الذي يشغله بالتماس القوت وإطعام العيال وكسوتهم ، دون أن تجد ما تسعى إليه ، ولكنه يشغلها على كل حال بذلك عن التفكير في حياتها والموازنة بينها وبين حياة غيرها من أبناء الأوطان الأخرى !
كان هذا يحدث في الصحف من يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر نوفمبر بينما كان رئيس الوزراء ينبئ البرلمان بما فعلت الحكومة وبما ستفعل ، موفقة في الماضي والمستقبل ، لإنقاذ الشعب من الموت والمرض ، ومن الفقر والجهل ، ولتمكين مصر الخالدة المجيدة ، من أن ترفع رأسها العظيم الكريم بين الأمم الراقية ، التي لم تبلغ ولن تبلغ ما بلغت مصر من المجد والفخار !

(( جوع وأحاديث )) كما يقول المثل العربي القديم في يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر نوفمبر ! و ( جوع وأحاديث ) في يوم الخميس الثالث عشر من نوفمبر ، حين استراح الموظفون من العمل احتفالا بعيد الجهاد الوطني !
وأي احتفال بالجهاد يعدل الراحة لا من الجهاد ، فقد انقضت أيام الجهاد ، ولكن من العمل اليومي اليسير الذي يتيح لهم أجورهم آخر الشهر ؟! وأي احتفال بالجهاد يشبه الحصول على الأجر من غير عمل : وإن كان هناك قوم آخرون تفرض عليهم الراحة احتفالا بالجهاد ، ثم يحرمون أجورهم في ذلك اليوم لأنهم أكرهوا على الراحة احتفالا بالجهاد !
في ذلك اليوم خطب الخطباء ، وتكلم الزعماء ، وذكرت الثورة ، وأثني على الشهداء ! وفي أثناء هذا كله كان الجيش البريطاني في أماكنه المقسومة له ، لا يحتفل بعيد الجهاد ، لأن الجهاد لم يرزأه فتيلا !

و( جوع وأحاديث ) يوم الجمعة الأول من شهر المحرم سنة سبع وستين وثلاثمائة والف للهجرة .. في ذلك اليوم كتبت المقالات المدبجة ، والفصول المنمقة ، وأقيمت الحفلات الرائعة ، وذكر المسلمون هذا الحدث الإنساني الخطير الذي تغير له التاريخ وهو الهجرة ، وذكروا ما في الهجرة من موعظة وعبرة ، بكى بعضهم وتباكى بعضهم الآخر ، واصطنع سائرهم الوقار فلم يتكلفوا تباكيا ولا بكاء ! ثم لم ينقض يوم الجمعة الا كما تعودت الأيام أن تنقضي : خمود وجمود ، وكسل وركود ، ونوم عميق ، وإمعان فيما تعود الناس أن يمعنوا فيه من هذه الحياة الفارغة التي لا تغني عن الناس ولا عن أصحابها شيئا !

( جوع وأحاديث ) في هذه الأيام الثلاثة ، وجوع وأحاديث فيما سبقها وفيما سيتلوها من أيام !
صحف لا تحصى ولا يحصى ما فيها من كلام ، تصابح الناس وتماسيهم ، وثرثرة لاتحصى في الراديو تصابح الناس وتماسيهم ، وهراء كثير لا يحصى يشغل الناس عن أنفسهم وعن حياتهم ، وعن آمالهم ، لا يصرفهم عن النوم ، بل هم إذا ناموا وألمت بهم الأحلام ، لم يخرجوا من هذا الهراء !

جوع .. وأحاديث ! فنحن أفصح الناس كلاما ، وأرفع الناس صوتا ، وأبرع الناس في الحركات والتمثيل .. ونحن مع ذلك مضرب المثل في البؤس ، والجهل ، والتهافت في الموت ، كما تتهافت الفراش في النار ؟

والله يعزي الناس في آلامهم ، ويسليهم عن مصاعبهم بالعمل الذي يزيل الآلام ، ويزيل ضرا ، ولا يكشف خطبا ، وانما يجعل أصحابه ضحكة الضاحكين ، وهزء الهازئين !!

فلنبتهل إلى الله في أن يبرئنا من علة الكلام الكثير ، فلعلنا إن برئنا من هذه العلة أن نجد العزاء عن آلامنا وكوارثنا ، في العمل الذي يزيل الآلام ، ويمحو الكوارث ، ويجلي الغمرات !

أبو فايز
26 / 09 / 2008, 54 : 01 AM
أنا أرى أن ما كتبه الكاتب يصور إلى حد كبير واقع الحياة في كثير من المجتمعات والدول العربية وليس في بلدة فقط ، و إن خلت بعض المجتمعات من بعض المظاهر المذكورة من الأعياد ونحوها غير أنها تقاسمه تلك الأزمات النفسية والمعيشية ، وكذلك المشاكل التي تتمثل في الركود والجمود وغياب الهمة والطموح والأهداف التي تحقق النجاح والتقدم .. ولو لاحظتم أيضا أن المقال فيه شبه تصوير لحال الحركة الثقافية الراكد في بعض الأوساط الثقافية المعاصرة ..

ودعونا نقول أن كثيرا مما قال ينطبق على واقعنا في هذا المنتدى وخاصة ما لونته باللون الأحمر ! .. إن لم تتحققوا من هذا في النظرة الأولى فأعيدوا قراءته مرة أخرى ، فقد قرأت المقال عدة مرات ومن عدة زوايا فوجدته يصلح لتشخيص الكثير من الظواهر في الحياة اليومية ، وفي نطاقات عدة .. ولهذا نقلته لكم ..

كذلك أضيف إلى ما ذكر الكاتب من ثرثرة الراديو والصحف ، ثرثرة أشد وأنكى مما نراه ونسمعه عبر البث الفضائي الهزيل في بعض القنوات ..

أخيرا ألا ترون أن هناك فرقا كبيرا وبونا شاسعا بين ما خطه الكتاب والأدباء قديما ، وما يكتب في الصحف والأعمال الأدبية اليوم .. ألم تروا تلك المحاولات الهزيله من كتاب الأعمدة اليومية في الصحف لإقحام اللهجة العامية في المقالات ، وربما رفع أحدهم بذلك رأسه ورأى أنه قد فاق أقرانه بذلك ..
أقرأوا ما كتبة الأوائل وسترون الفرق .. وشكرا .

أمين القلم
26 / 09 / 2008, 57 : 01 AM
ما دمت ألقيت بهذا المقال للهالك طه حسين فلابد أن يكون هناك ثمت قضية أثارها الكاتب تشد الانتباه و تدعو للنقاش و المداولة، فما الذي تريد ايصاله عبر هذه السطور قبل أن تأتي عليها سيف الجلاد (مشرف الحوار) ؟

ناصر بن هذال
26 / 09 / 2008, 17 : 02 AM
جميل أن يتزامن مقالك مع يومنا الوطني.
شكرا لك .

أبو فايز
26 / 09 / 2008, 18 : 02 AM
أنت يا أمين القلم تقول الهالك وأنا أقول الهالك بدون تردد لكنك لم تأت بجديد ..

أما ما أردت أن أوصله فلا أظن أنه يخفى على مثلك ما أردت ، حتى لو كان المقال أشد غموضا من هذا ، فضلا عن أن المقال ليس فيه أي غموض يذكر
إلا لمن يقرأ بغير عقله ..

أرى أنك تحب أن تحكم على المقاصد والنوايا ، وهذا لا يثري النقاش أبدا .

شكرا يأمين القلم على هذه المداخلة .

أبو فايز
26 / 09 / 2008, 28 : 02 AM
حياك الله أخي أبا يزيد ، وأشكرك على هذه المداخلة ياعزيزي .

أمين القلم
26 / 09 / 2008, 36 : 02 AM
ألا ترى أن الفارق الوقتي بين مداخلتيك و مداخلتي ضئيل جدا !! ، لم أتمكن معه من قراءة تعليقك على ما نقلته إلا بعد ردي بثوان معدودة ، فلا تعجل علي مهاجمتي ! وتروَ!

ومع هذا فلا أرى ثم قضية تستحق النقاش فالمقال كما أرى تصوير ساخر لما يحيط بالكاتب من غياب الجدية و كثرة الكلام ، و الذي له فيه القدح المعلى فكلامه في هدم الهوية الاسلامية و النيل من ثوابت الدين ليس ثرثرة فارغة فحسب بل تنكر لمجتمعه و تجسيد للخطط الغربية المسلطة عليه!
فأين القضية الكبرى التي حواها المقال والتي بسببها أوردته في هذا المنتدى و الذي أحسبه جعل للنقاش و الحوار ، لا للتحسر على واقعنا و عبر أبواق الخونة !!

أبو فايز
26 / 09 / 2008, 55 : 02 AM
أنا لا أدري لماذا نحب أن نتكلم عن القضايا بصفة شخصية ، وندع الكلام والنقاش في المواضيع المطروحه ، للكلام عن توجهات الكاتب ومنهجه الفكري .. حتى لو كان ما نقل لا يمت إلى توجه الكاتب بصله ، ثم تصبح القضية أنك أيها الناقل لم تنقل الموضوع لا لذات الموضوع بل لأجل تمرير أفكار الكاتب وعبر أبواقة !!
إن كان لدى أحد أي مشكلة مع كاتب النص فهذا ليس له دخل بالموضوع الذي نقلته ..
وإذا كان المحاور يحيل النقاش في أي قضية إلى أمور أخرى لا علاقة لها بالموضوع نفسه فليدع المجال لغيره ممن يناقشون في صلب الموضوع .

أمين القلم
26 / 09 / 2008, 13 : 04 AM
و ما صلب الموضوع ؟
___________________
بعد أن تجيب على هذا السؤال دعني أقول لنفسي دون تدخل من أحد :لله در ذلك الدماغ الذي تسور على ما في نيتي و استخرج ما فيها، و لم يكتف بهذا بل جعله هو الواقع الذي لا محيد عنه ، أنا يا نفس سألت قائلا ما القضية التي حواها المقال و التي تستحق النقاش ؟ فإذا بالناقل الكريم يصوب حروفه نحو مقصدي من السؤال و سيرتي في اتهام السرائر و النيات مع الكتبة هكذا جزافا ، و يعرض جانبا عن سؤالي البرئ ؟؟
___________________________________________

أبو ياسر
26 / 09 / 2008, 34 : 06 PM
نعم ما نقلت ، و لا أخفيك أني امتشقت سيفي من غمده لأرديه قتيلاً، فلما رأيت تعليقك الذي يعانق مكتوب حسين و يضاهي جماله، استعذت من الشيطان و تنفست نفساً طويلاً أذهب عني ما أرى ..
بحق نقل موفق و تعليق مسدد و توقيت ملهم ، أنت تريد في هذه المقالة أن تبين لنا كم زماننا كثير المقال قليل الفعال ، و سحبت هذا المعنى على كل شيء بدأ بالحكومات و انتهاء بالمنتديات و الديوانيات ..
أوافقك يا أخي الكريم القول .. و أقول أن في الزمن السالف يكفي أن يقف الواعظ على منبره و يقول : يا أيها الناس اتقوا الله !
فتذرف من أثر هذه الكلمة الدموع و تخفق لها القلوب و تتبدل الأحوال ..
أما في زماننا فيقف الواعظ في شؤون الحياة أو الأخرة ، و يتحدث ساعة ونيف و لم يتحرك لخطبته عزيمة و لم تتشعل له همة ، و السبب عوده على صدق القائل و علمه و فهم المستمع و إقباله ..
إني يا أبا فايز الكريم .. لا أريد بما تقدم أن نفقد إيماننا بأهمية الكلمة .. فلا يخفاك عزيزي كم للكلمة من أثر في النفوس قد يصل إلى حد الافتتان بل إلى السحر و الهيام و هذا الحديث يصدقه ما أثر عن النبي صلى الله عليه و سلم ( إن من البيان لسحرا)، و إذا ما قلبنا صفحات التاريخ على عجل و مررنا بكرم بالأيام التي هزت العالم و الثورات التي سطرها لنا المؤرخون نجد أن مبعثها كلمات و خطب استحالت إلى عقائد و مبادئ كان الإنسان يذهب في سبيلها نفسه و يريق دمه وهو قرير العين هادئ الجنان..
فالكلمة لن تأتي أكلها إلا إذا صدقها الفعل ..
ثم هنا لمحة لتو خطرت على ذهني و هي بان الكملة أو الكلام .. قد تكون حيناً مثل المنظر الحسن ، فما يعجبك فيه هو حسن تركيبه و صنعته، فقد تقف على مقال لكاتب من الكتبة ، فتأنس لقرائته و تسعد، وما صنع منك شيء إلا أنه بعث في روحك جمالاً و حسناً أنت له سعيد و لا تدري لماذا، دعني أيضاً أزيد في الشرح و أقول ، بأن الأدب و البيان فن من الفنون الجميلة ، لو لم تخرج من قرائتها بفائدة إلا بأن تنكشفت لك مفاتنها و مكامن الحسن في جسدها لكفاك ..
اما زماننا فنعم ليس في صحفنا أمثال طه من حيث صنعته الأدبيه و حسن سوقه للكلم، ولكني لم أزل متفائلاً و هناك شباب سيكون له شأن في مستقبل الأيام متى ثبتوا و غذوا أدبهم بعلم الشريعة و لعل منهم أبو فايز فبعتقادي أن مستقبل حافل ينتظره مع الكلمة فالله أسأل أن يصرف قلمك وأقلامنا و عقلك و عقولنا فيما يرضيه عنا ..
فلم تزل الأمة العربية - يا سيدي - ولادة بأمثال هؤلاء المبدعين كطه حسين و غيره من أساطير البيان ، وحتى لا يساء الفهم و يذهب في قولي مذاهب غشم، أقول أنا ما أريده من طه حسين - وكذلك أخي أبوفايز - هو اسلوبه في سوق الكلام ، و طريقته في معالجة المشكلات، دون فكره و نحلته .. فخذوا جمال التصوير منه و من غيره ياشبابنا .. وليكن شعارنا جميعاً( الحق ضالة المؤمن متى وجده فهو احق به) ، شريطة أن يكون القارئ لهؤلاء بالدين عارف كي لا يفتن فيقع على أم رأسه ..
أبوفايز .. شكراً جزيلاً لك على هذه المقالة و على هذا التعليق..

أبو فايز
26 / 09 / 2008, 28 : 10 PM
أخي الغالي أمين القلم بداية ومن مبدأ الأخوة في الله دعني أعتذر إليك
من الأسلوب الحاد في النقاش بالأمس ، لكن مالذي جاء بأبواق الخونه !!

أما صلب الموضوع فقد تكلمت عنه في تعليقي على المقال ، ثم جاء في مشاركة أخي مجمع البحرين ..

وشكرا يا أمين القلم مرة أخرى وحياك الله .

أبو فايز
26 / 09 / 2008, 54 : 10 PM
حياك الله أيها المشرف العزيز مجمع البحرين ، وتعليقك على المقال في غاية الجمال ، وتعاطيك مع المقال في غاية الموضوعية ، وما ذكرته من الأثر البالغ للكلمة هو أمر لا يختلف عليه اثنين متى ما صاحبه مشاريع عملية ولو في نطاق محدود ..

وأما ما يتعلق بطه حسين فأنا لا أمجده ولا أجعله قدوة كما يظن البعض ، بل أنا أعلم أنه أبرز دعاة التغريب في تلك الآونه ، وأنه حاول أن ينقل للمجتمعات العربية كل تفاصيل الثقافة الغربية وبالأخص حاول نقل النموذج الفرنسي ، وأنه قد شكك في بعض الثوابت الدينية المقطوع بصحتها .

وأنا حينما أحاول أن أعمل مقارنة بين من يكتبون قديما وحديثا لا أقصد بالقدماء طه حسين وحده بل أقصد الكثير الكثير من الكتاب الذين هم أبرع منه .. والذي يعد هو من جملتهم ، إنما الذي لا نستطيع أن ننكره أن له أسلوب أدبي في الكتابة خاص به لا يجيده غيره ..

ولنكن أكثر إنصافا - فقد جاء في الحديث الصحيح عند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما استأمن أبا هريرة على صدقة الفطر حصل له حوار مع الشيطان في تلك الأيام الثلاثة إنتهت بأن أخبر الشيطان أبا هريرة بآية الكرسي وفضلها ، فلما عرض أبو هريرة ذلك الأمر على النبي قال صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة (( صدقك وهو كذوب )) ثم قال ((أتدري من تخاطب منذ ثلاث ليال إنه شيطان ))

إذن دعونا نجعل طه حسين وغيره ممن يخالفنا في التوجه والفكر على أسوأ الأحوال مثل الشيطان ، ولنقل فيما صدق فيه صدق وهو كذوب .


أشكرك جزيل الشكر أيها الحبيب مجمع البحرين على هذه المشاركة القيمة .

أمين القلم
27 / 09 / 2008, 42 : 02 AM
لي وقفة على ما تقدم قبل ختم النقاش و هي أن سياسة منتدى قضية و حوار تمنع النقل و تخطي هذا الخط الأحمر لا يكون إلا لموضوع خطير يستحق الاهتمام و ما طرحته يا أبا فايزلا يرقى لهذا فغايته ما هنالك ذم الثرثرة التي ابتلي بها العرب من حولنا و نحن عالجنا هذه القضية بالمزيد من الثرثرة التي حذر منها الكاتب بل تنامى الكلام إلى النيل من الآخرين و التشكيك في نواياهم مع وضوح العبارة و ظهور المقصد و مجمع البحرين كان حريا به أن يتعامل مع المقال وفق المتبع مع هذه النقولات فكم من النقول التي تفوق ما نقله أبو فايز في الطرح و الجدية و مع هذا تم حذفها و إزاحتها عن هذا المنتدى و لكنها المحسوبية التي تقف أمام التعامل بالعدل بين جميع أعضاء المنتدى ختاما أستودعكم الله فقد يكون هذا آخر ما سأخطه في هذا المنتدى إلى أجل غير مسمى ...

أبو فايز
27 / 09 / 2008, 01 : 04 AM
حياك الله يا أمين القلم .. لكن هناك قضية مهمه وهي أن المقال لم أرد إبتداءا
أن يكون موضوعه عن الثرثره ففي ثنايا المقال قضية أكبر لم يعد الوقت مناسبا
لتجليتها وقد فاتت الكثير وفي توقيت المقال علاقة بها .. وشكرا .

أبو ياسر
27 / 09 / 2008, 27 : 06 AM
لي وقفة على ما تقدم قبل ختم النقاش و هي أن سياسة منتدى قضية و حوار تمنع النقل و تخطي هذا الخط الأحمر لا يكون إلا لموضوع خطير يستحق الاهتمام و ما طرحته يا أبا فايزلا يرقى لهذا فغايته ما هنالك ذم الثرثرة التي ابتلي بها العرب من حولنا و نحن عالجنا هذه القضية بالمزيد من الثرثرة التي حذر منها الكاتب بل تنامى الكلام إلى النيل من الآخرين و التشكيك في نواياهم مع وضوح العبارة و ظهور المقصد و مجمع البحرين كان حريا به أن يتعامل مع المقال وفق المتبع مع هذه النقولات فكم من النقول التي تفوق ما نقله أبو فايز في الطرح و الجدية و مع هذا تم حذفها و إزاحتها عن هذا المنتدى و لكنها المحسوبية التي تقف أمام التعامل بالعدل بين جميع أعضاء المنتدى ختاما أستودعكم الله فقد يكون هذا آخر ما سأخطه في هذا المنتدى إلى أجل غير مسمى ...
بالتأكيد يؤسفنا ردت الفعل هذه التي لا مبرر لها - في تصوري - أبداً !!!
فأبوفايز اعتذر لك عن حدته،فقابل العذر بالقبول و ابق بيننا ..

أما فيما يخصني فقلتَ ما نصه :

فكم من النقول التي تفوق ما نقله أبو فايز في الطرح و الجدية و مع هذا تم حذفها و إزاحتها عن هذا المنتدى و لكنها المحسوبية التي تقف أمام التعامل بالعدل بين جميع أعضاء المنتدى
عزيزي أمين القلم .. سياسة النقل واضحة جداً ، و هناك موضوع مثبت لست في حاجة لإعادته هنا فيمكنك و جميع الأعضاء زيارته، و هذا الموضوع لم يخالف تلك السياسة أبداً و دعك من حكمي أنا و ليكن الحكم للجميع فمن يرى من الأعضاء أن هذا الموضوع مخالف فاليصوت مع أمين القلم و صوتك لوحدك بعشره إذاً نريد أحد عشر صوتاً - شريطة أن تبينوا مكمن المخالفة -، أما عن قولك بأننا خالفنا سياسة النقل مع أحد من الأعضاء و رددت هذا السبب للمحسوبية و المحابة فهذا باطل لا برهان عليه - وهذه هي إساءة الظن بعينها - ، فأنا أطالبك - يا أمين القلم - أمام الجميع أن تأتي بعنوان موضوع واحد حذفته أو نقلته و هو لا يستحق ذلك، بالتأكيد إذا كنت تعي ما تقول ستحضر وترد !!
أمين القلم .. أرجوا أن تراجع نفسك و أرجوا أن يكون لرحيلك مسمى، الكثيرون يتوقون لذلك فلا تخذلهم وفي مقدمهم - مجمع البحرين - ..

ناصر بن هذال
27 / 09 / 2008, 59 : 08 AM
أرى مثل هذا المقال بادرة طيبه فكل عضو سيطلعنا على تجربته وانطباعه عن مقال او كتاب او جمله من كاتب او مؤلف حتى لو مترجم لها أثرها وفائدتها للقراء.
دمت مبدعا ابو فايز وننتظر المزيد .

الاستاذ
28 / 09 / 2008, 30 : 11 AM
ابو فايز نقل موفق , وبعد أذن مجمع البحرين انا اقول ان نقل مثل هذي المواضيع لا حرج فيها فهي تطرح للفائدة, وفي نظري أنكم قسيتوا في الكلام على الكاتب الكبير طه حسين فوصفة بالهالك لا أعتقد أنة يصح فلا نحن ندري ما االحالة التي سيواجة الله سبحانة وتعالى عليها, ويجب أن لا ننسى أن أغلب ما كان يتناولة هو محاولتة لبث حماسة المسلمين في أسترداد حضارتهم المسلوبة ,ولا أعتقد أنه دعى الى مايدمر بلدان المسلمين.

أسيل
28 / 09 / 2008, 48 : 10 PM
ثم لم ينقض يوم الجمعة الا كما تعودت الأيام أن تنقضي : خمود وجمود ، وكسل وركود ، ونوم عميق ، وإمعان فيما تعود الناس أن يمعنوا فيه من هذه الحياة الفارغة التي لا تغني عن الناس ولا عن أصحابها شيئا !

اكتفي بهذي الاسطر من المقال

فعلاً الكلمه لها دور كبير في تغير احوال الناس لكن في هذا الزمـــــــــان
وكثرة الأصوات والضجيع قد لا يسمع المـــرء كلمة الحق والنصيحه ولا ينفع الكلام في تغير من حال المسلمين لأن كلمات الواعظ لا تصل إلى القلب بل تبقى في تجويف الأذن الخارجي...

نقل موفق وتعليق رائع اخي
الله يعطيك العافيه

عزيـــز
02 / 10 / 2008, 15 : 09 AM
أول اشكر اخي مجمع البحرين بالسماح لنا بالنقل في هذا المنتدى من طيبك يا طويل العمر

اخي ابو فايز انت قلت بأن طه حسين عليه من الله ما يستحق كما ذكرت في التالي بل أنا أعلم أنه أبرز دعاة التغريب في تلك الآونه ، وأنه حاول أن ينقل للمجتمعات العربية كل تفاصيل الثقافة الغربية وبالأخص حاول نقل النموذج الفرنسي ، وأنه قد شكك في بعض الثوابت الدينية المقطوع بصحتها .لو قلنا يا طويل العمر والسلامه أن طه حسين هذا سب المسارده او سبك انت ونقل كلام عنك غير صحيح او سب احد يعز عليك فهل بتنقل عنه كلام هل راح تتقبله او أحد يتقبله
خل طه حسين على الرصيف شوي الرسام الدنمركي( اللي سب الرسول صلى الله عليه وسلم ) يعجبك شي من رسوماته الاخرى او راح تبحث عنها في الانترنت ؟؟؟
النقطه المهمة/ هل ماتت الغيره عندنا على الأسلام وصاروا الأشخاص اللي يسبونه ويشوهنه من اجل اهتماماتنا والحرص على ما يخطون ؟

أبو ياسر
03 / 10 / 2008, 48 : 09 AM
وبعد أذن مجمع البحرين انا اقول ان نقل مثل هذي المواضيع لا حرج فيها فهي تطرح للفائدة, .
نعم لا حرج فيه يا غالي أبداً .. فأبوفايز لم يكتفي بالنقل بل علق على منقوله .. وهذا ما لا نعارضه هنا ..
وعندما نحظر النقل - يا غالي - لا نريد بهذا الحظر إلا استجلاب إبدعاتكم و بنات أفكراكم ..و إن كان المنقول يستحق النقل كهذا الموضوع مثلاً .. يجب أن تقرن بالنقل ما يدل على موافقة الكاتب من عدمها فنحن نريد هنا أن نتحاور.. و من أركان الحوار الطرف الآخر .. ففي النقل فقط - مجرداً مما يشعر الموافقة أو المقاربة - لا يوجد طرف آخر .. إذاً سقط الحوار ..
تحية لك و لجميع الأخوة الأكارم ..

الاستاذ
04 / 10 / 2008, 36 : 01 AM
مجمع البحرين كل الشكر لله ثم لحضرة قلمك الانيق في أسلوبة الاداري الجميل.

أبو فايز
04 / 10 / 2008, 33 : 02 AM
أشكر جزيل الشكر كل الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع ، الأخ أبو يزيد والأستاذ وعزيز والأخت جمالي من حلا روحي ..

أما بالنسبة لأسئلتك ياعزيز ، فأقول لو قرأت المداخلة رقم 12 لوجدت الجواب شافيا كافيا من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم .

أما قياسك لطه حسين على الرسام الدنمركي فهذا قياس مع الفارق ، فالأخير متطرف حاقد لا يريد إلا تشويه الإسلام ، بينما طه حسين له كتب يعلن فيها الولاء للإسلام ، كمثل كتابه على هامش السيرة النبوية ، وكتاب (الشيخان) وهو عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وكتاب الفتنة الكبرى عن فتنة قتل عثمان رضي الله عنه ، ومع ذلك فلا أزال أكرر وأقول - الإنصاف عزيز جدا - وليس كل أحد يصلح أن يكون منصفا ..

أعيد وأكرر لمن لم يتبين له الأمر حتى الآن أنا لا أقوم بدعاية لطه حسين ولا لغيرة ، بل أنا لست أختلف مع فكر طه حسين فحسب بل أحاربه وأعلن البراءة منه ، لكن هذا لا يمنع أن نقول للشئ الجميل أنه جميل وللشئ القبيح أنه قبيح ..

روى الإمام مسلم ومالك وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث جدامة بنت وهب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم )) .... إذن النبي صلى الله عليه وسلم رجع عن الحكم بأمر شرعي لأنه تبين له من فعل فارس والروم - الذين هم أعداءة من الكفار والذين حاربوا دولته - أنه لا يضر أولادهم ، فلم تمنعه عداوته لهم أن يستفيد من فعلهم ، فصلى الله عليه وسلم .. والغيلة هي جماع المرضع .

هل اتضحت الصورة أم لا يزال هناك لبس ؟

أبو فايز
04 / 10 / 2008, 08 : 01 PM
أيها الإخوة الأعزاء ... لا أقول هل قرأتم المقال جيدا .. بل سأقول هل قرأتم عنوان المقال جيدا ؟

ترى ماذا يريد الكاتب من السطور التي بعد خطبة العرش ؟!!