أبو ياسر
23 / 09 / 2008, 47 : 09 AM
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الحياة يلتقي الإنسان أصنافاً من الأناس ، أشبه بالحيوانات المفترسة ، تحرص كل الحرص على إيذائه و الحط من قدره ، إذا ما قدر وجالست هذا الصنف من البشر فلابد أن يسيل دمك و ينهش من قلبك، و قد تشعر بذلك و قد لا تشعر وفي كلا الحالين هي مصيبة ..
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة**وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
إن هذا النوع من الناس يحمل جرثومة تدعى ( جرثومةالتنمر) -التي عزمت على تعريتها لكم في هذه المقالة الصارخة -يفري حاملي هذه الجرثومة في عضد البلايين من البشر، يقتلون الإبداع و يتزعمون جريمة انتحار الثقة في قلوب الناس .. حاذر أن تصحبهم أو تستمع لرأيهم فيك فهم سم زعاف لا ترياق له ، ويكمن خطرها في انها جرثايم غير مرئية، يظهر لك حاملي هذه الجرثومة طوراً في زي الناصح المشفق و أخرى في زي الصاحب المخلص ، فيوجهون خلف هذا الستار أقذع الكلمات و أخزاها و بعد أن ينتهون من اجترار هذه النصائح يقولون: لم أتحدث لك إلا نصحاً لك و إشفاقاً على مصلحتك و لأني أرى بأنه سيكون لك شأناً عظيماً .. فتقوم من هذا المجلس مكلوم الفؤاد غائر النفس مهزوز الثقة ، و لكي تفرق بينهم و بين الأصدقاء المخلصين حقاً ، فأقول بأن الصديق يذكر لك عيباً صحيحاً فيك دون أن يضخمه بعبارة أو يجعله في قالب فضفاض ، لا إنما يقول لك اخطأت في كذا ثم ينسحب ليجعلك تلتقط انفاسك و تدرك خطأك ، باختصار الصديق عندما ينتقدك و يذكر عيبك يفعل كما يفعل الطبيب الذي اكتشف – لاقدر الله – فيك مرضاً مخيفاً ، فيعرض عليك مرضك بطريقة فيها انكسار و رقة و يحاول أن يجبر بخاطرك و أن لايزيد على مافيك و كل هذا في خطاب مجمل محسن .. أما المتنمر فيمدحك حتى تصل إلى السماء ثم ينخرط بك إلى قاع الأرض في لحظة واحدة فلا تدري أهو ناصح أم ناطح .. وما قدمته هي وسيلة من عدة وسائل ينتحلها المتنمرورن ..
من المؤسف أن هذه الجرثومة المتنمرة قد تكون في منزلك أو محلة عملك ، همها الأوحد – كما قدمت - هو الحط من قدرك و النيل من كبريائك ، منهم من يشعر بأنه ينشر هذه الجرثومة ويتفنن في نشرها في جوك ، و البعض الآخر منهم لا يشعر بذلك – وهذا الصنف كثير جداً-، ويتعجب عندما تصادمه الناس ولا تأخذ منه وتنفض من مجلسه ..
إذا أردت أن تعيش مع حاملي هذه الجرثومة النكدة بسلام فأدر لهم ظهرك واتركهم يفرون في جسد مشاعرك فرياً ، وحاذر أن تقول أنهم مخطئين ، فأنت تحاكمهم على خطأ لا يؤمنون به ، هذه المشاعر كالشعور بالقدر و الشعور بالتسامح مع النفس و الشعور بالحب و الوفاء هذه المعان لا يعرفها المصاب بجرثومة المتنمر أبداً ،فهو يعتبرها ضعفاً و نقصاً ، و يؤمن بكل الجروح إلا جرح المشاعر ، فلا سبيل للتعايش معهم البتة إلا إذا عرفت طرائقهم وفقهت مسالكهم و إلا فلن تطيق العيش معهم ..
فمن المحال إذاً أن يصاحبهم فهيم فطن يوقفهم عن حدهم و هو يجهل حالهم ، فإذا ما تأملت أخدانهم وجدتهم من المنكسرين لهم المنقادين ورائهم ..
أولئك المتنمرون لا يؤمنون أيضاً بالحوار ، يؤمنون بالمغالبة و يتلذذون بإغاظة المحاور كما يتلذذ الطفل بالحلوى ، صحبته بلاء و رفقته محنة و حواره نقص ، لن يعترف لك انه أخطأ و إن أقحمته حتى اعترف بخطئه فلن تجد منه عذراً ، أتعلم لماذا لأنه يشعر بأن الاعتراف بالخطأ و الاعتذار منه نقص و حط من قدره وكسر لجبروته ..
جرثومة التنمر هذه التي أتحدث عنها لا يمكن أن يلتقطها المجهر الطبي ، إذ هي جرثومة غير مرئية، و لكنها للأسف مستشرية فينا و يعاني منها الكثيرون دون أن يشعروا بها ،الجراثيم التي يتحدث عنها علماء الطب و البحث اليوم لم تكن قبل وقت طويل مرئية، ولما اكتشف العالم الفرنسي لويس باستر هذه الكائنات الدقيقة التي تخالط هواء الناس و مشربهم و مطعهم انزعج الناس من هذا الاكتشاف و عدوه ضرباً من جنون الريبة و الشك، ومع مرور الأيام و تطور المجاهر أمكن جميع الناس رؤيتها و ذلك بفضل الله ثم باستر وغيره من العلماء ..
تحدث عن هذه الجرثومة غير واحد من علماء النفس و تقويم السلوك، كتبهم بيعت بالملاين في طليعتها كتاب بعنوان:( أشخاص سيئوا الطباع) للمؤلف: جاي كارتر .. لما أنهيته قريباً صعقت و علمت حقاً أن هذه الجرثومة تملأ كل مكان فهي موجودة في المنتديات و المجالس و البيوتات و في كل مكان وصله اولئك المتنمرون ..
ويكمن خطر هذه الجرثومة ومن يحملها ، في انها سبيل من سبل هدم الطاقات و الإبداع عند الأشخاص الذين لا يعلمون بوجود هذه الجرثومة ، بل قد تكون هذه الجرثومة سبباً من أسباب الانتحار ، أفرأيتم من يرمي نفسه من شاهق ليردي نفسه بيده، هل تساءلتم ما خطبه إنه فقد شعوراً!!
ومن أفقده هذا الشعور هو هذا المتنمر الذي بينكم يتقلب على وسائد الحياة و يشتم هوائها وما علم أنه قتل لتو قتيلاً ..
أترككم لبرهة مع هذه الكاتبة التي اكتشفت أنها مصابة بجرثومة التنمر وشفيت منها – ثبتها الله وشفى مرضى المسلمين - تقول في مقالها بعنوان(سقط الجمل) ما مختصره:
يا للظلم الذي يرتكبه المتنمرون !
ثمة مواقف أخجل من نفسي حين أتذكرها وأعيش لحظات من تأنيب الضمير ..
أذكر أن زميلة كانت صغيرة الجسم بشكل يجرّيء الطالبات عليها .. حدث أن جلست يوماً على طاولتي فثارت ذرات التنمر في عروقي وأخذتني العزة بالإثم فقلت لها باحتقار : بأي حق تجلسين على طاولتي ، فدفعتها تهديدا ولم أعزم إلحاق ضرر بها لكنها سقطت وظلت حينا على وضعها تبكي ..
رأيت الخوف في عيون زميلاتي كان خوف من بطشي ، فهمته حين رأيتهن يتحلقن حولي ويدفعنني خارج الصف ، أحسست بنشوة مريضة لبرهة.. لكن هيئتها مازالت قابعة في ذهني
لماعدت للمنزل أخذ تأنيب الضمير مني مأخذه : ماذا فعلت كم أنا مجرمة!
كنت أنتظر من أمي توبيخي ، لكنها لم تفعل ! ظننت لوقع الذنب عليّ أنها تعلم ..! ومازال ضميري يؤنبني إلى حد لم أقوَ معه على النوم ، كانت هيئتها وهي مرتمية بضعف تزور خيالي.. مرت الأيام ـ ولكبرياءٍ بغيض ـ لم أعتذر منها
ولم تتفوه هي بكلمة لا لي ولا للمعلمة !
كان صمتها أكبر رادع لي كرهت بعده التنمر ..
وتقول:
كانت الشخصيات الكارتونية المتنمرة تعجبني كثيرا ً ، لم يغريني عدنان يوما كما شدني علاّم صاحب الوجه المربع ، كنتُ مهووسة بسلطته !
كانت أختي مغرمة ببطولات عدنان الخيالية وكنت منتشية بسلطة علام ونفوذه ..
وكم تمنيت كثيرا أن يفشل الكابتن ماجد ويخسر مبارياته ضد بطلي باسم
كذا تمنيت لو يستحوذ الخفاش الأسود على سائر كعك القرية!
وكيف لا أكون كذلك ومثلي الأعلى سلطوي ومستبد!
وخاتمة قولها تقول:
اكتشفتُ متأخرة أن هؤلاء المتنمرون كانوا يخفون خلف تنمرهم أحاسيس مرهفة جدا يجرحها النسيم .. كانوا يقاتلون بعنف ذودا عن حياض مشاعرهم
كان تنمرهم درعا واقيا لأحاسيس لن تلتئم إن خُدشت ..!
كان التنمر غطاء ً يغطون به ضعفهم لأنهم يمقتون أن يراهم من أسند عليهم ثقته ضعفاء ..
شفى الله مرضانا و مرضى المسلمين و وقان شر المتنمرين
ختاماً أقول أني أردت بهذه المقالة أن أحذركم من هذه الجرثومة الفتاكة و لم أطل حتى لا أملكم و من أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليقرأ الكتاب الذي ذكرته في صدر المقالة ، فبحق صعقت لما قرأته إذ و أنا أقرأه أتخيل أباء و زملاء مصابين بهذا المرض العضال ، و هو أيضاً يرشد مرهفي الحس إلى الطريقة السوية للتعامل مع حاملي هذه الجرثومة، و تجد فيها مظاهر الإصابة بهذه الجرثومة و سبل التعامل مع هؤلاء المرضى - شفاهم الله - ..
أرشدنا الله و إياكم للصواب و السداد في الأمور كلها ..
هذه صورة مغلف الكتاب وهو في مكتبة جرير و بيع منه أكثر من مليون نسخة:
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
كلمة الناشر - مكتبة جرير - :
هل تعرضت للأذى، أو الخيانة، أو الحط من قدرتك من قبل؟ ربما كان رئيسك في العمل، أو أحد أقاربك، أو شريك حياتك هو الذي آذاك، وبغض النظر عن هوية الفاعل، فهو محقر من شأن الآخرين يقتات على تقديرك لذاتك، ومعاناتك النفسية، وتعاستك، ولكن يمكنك أن توقف سلسلة الإيذاء هذه، وأن تضع حدّاً للهجمات الخبيثة الموجهة صوبك دون اللجوء إلى أساليب بغيضة. ولكي يساعدك على الاحتفاظ بعقلك ورباطة جأشك عند التعامل مع أشخاص صعبي المراس، يقدم لك جاي كارتر في هذا الكتاب المحدث الأكثر مبيعاً خلاصة عشرات السنوات من الممارسة والمراقبة التي أهلته لتقديم أساليب معتمدة لتجنب العلائق الفاسدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الحياة يلتقي الإنسان أصنافاً من الأناس ، أشبه بالحيوانات المفترسة ، تحرص كل الحرص على إيذائه و الحط من قدره ، إذا ما قدر وجالست هذا الصنف من البشر فلابد أن يسيل دمك و ينهش من قلبك، و قد تشعر بذلك و قد لا تشعر وفي كلا الحالين هي مصيبة ..
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة**وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
إن هذا النوع من الناس يحمل جرثومة تدعى ( جرثومةالتنمر) -التي عزمت على تعريتها لكم في هذه المقالة الصارخة -يفري حاملي هذه الجرثومة في عضد البلايين من البشر، يقتلون الإبداع و يتزعمون جريمة انتحار الثقة في قلوب الناس .. حاذر أن تصحبهم أو تستمع لرأيهم فيك فهم سم زعاف لا ترياق له ، ويكمن خطرها في انها جرثايم غير مرئية، يظهر لك حاملي هذه الجرثومة طوراً في زي الناصح المشفق و أخرى في زي الصاحب المخلص ، فيوجهون خلف هذا الستار أقذع الكلمات و أخزاها و بعد أن ينتهون من اجترار هذه النصائح يقولون: لم أتحدث لك إلا نصحاً لك و إشفاقاً على مصلحتك و لأني أرى بأنه سيكون لك شأناً عظيماً .. فتقوم من هذا المجلس مكلوم الفؤاد غائر النفس مهزوز الثقة ، و لكي تفرق بينهم و بين الأصدقاء المخلصين حقاً ، فأقول بأن الصديق يذكر لك عيباً صحيحاً فيك دون أن يضخمه بعبارة أو يجعله في قالب فضفاض ، لا إنما يقول لك اخطأت في كذا ثم ينسحب ليجعلك تلتقط انفاسك و تدرك خطأك ، باختصار الصديق عندما ينتقدك و يذكر عيبك يفعل كما يفعل الطبيب الذي اكتشف – لاقدر الله – فيك مرضاً مخيفاً ، فيعرض عليك مرضك بطريقة فيها انكسار و رقة و يحاول أن يجبر بخاطرك و أن لايزيد على مافيك و كل هذا في خطاب مجمل محسن .. أما المتنمر فيمدحك حتى تصل إلى السماء ثم ينخرط بك إلى قاع الأرض في لحظة واحدة فلا تدري أهو ناصح أم ناطح .. وما قدمته هي وسيلة من عدة وسائل ينتحلها المتنمرورن ..
من المؤسف أن هذه الجرثومة المتنمرة قد تكون في منزلك أو محلة عملك ، همها الأوحد – كما قدمت - هو الحط من قدرك و النيل من كبريائك ، منهم من يشعر بأنه ينشر هذه الجرثومة ويتفنن في نشرها في جوك ، و البعض الآخر منهم لا يشعر بذلك – وهذا الصنف كثير جداً-، ويتعجب عندما تصادمه الناس ولا تأخذ منه وتنفض من مجلسه ..
إذا أردت أن تعيش مع حاملي هذه الجرثومة النكدة بسلام فأدر لهم ظهرك واتركهم يفرون في جسد مشاعرك فرياً ، وحاذر أن تقول أنهم مخطئين ، فأنت تحاكمهم على خطأ لا يؤمنون به ، هذه المشاعر كالشعور بالقدر و الشعور بالتسامح مع النفس و الشعور بالحب و الوفاء هذه المعان لا يعرفها المصاب بجرثومة المتنمر أبداً ،فهو يعتبرها ضعفاً و نقصاً ، و يؤمن بكل الجروح إلا جرح المشاعر ، فلا سبيل للتعايش معهم البتة إلا إذا عرفت طرائقهم وفقهت مسالكهم و إلا فلن تطيق العيش معهم ..
فمن المحال إذاً أن يصاحبهم فهيم فطن يوقفهم عن حدهم و هو يجهل حالهم ، فإذا ما تأملت أخدانهم وجدتهم من المنكسرين لهم المنقادين ورائهم ..
أولئك المتنمرون لا يؤمنون أيضاً بالحوار ، يؤمنون بالمغالبة و يتلذذون بإغاظة المحاور كما يتلذذ الطفل بالحلوى ، صحبته بلاء و رفقته محنة و حواره نقص ، لن يعترف لك انه أخطأ و إن أقحمته حتى اعترف بخطئه فلن تجد منه عذراً ، أتعلم لماذا لأنه يشعر بأن الاعتراف بالخطأ و الاعتذار منه نقص و حط من قدره وكسر لجبروته ..
جرثومة التنمر هذه التي أتحدث عنها لا يمكن أن يلتقطها المجهر الطبي ، إذ هي جرثومة غير مرئية، و لكنها للأسف مستشرية فينا و يعاني منها الكثيرون دون أن يشعروا بها ،الجراثيم التي يتحدث عنها علماء الطب و البحث اليوم لم تكن قبل وقت طويل مرئية، ولما اكتشف العالم الفرنسي لويس باستر هذه الكائنات الدقيقة التي تخالط هواء الناس و مشربهم و مطعهم انزعج الناس من هذا الاكتشاف و عدوه ضرباً من جنون الريبة و الشك، ومع مرور الأيام و تطور المجاهر أمكن جميع الناس رؤيتها و ذلك بفضل الله ثم باستر وغيره من العلماء ..
تحدث عن هذه الجرثومة غير واحد من علماء النفس و تقويم السلوك، كتبهم بيعت بالملاين في طليعتها كتاب بعنوان:( أشخاص سيئوا الطباع) للمؤلف: جاي كارتر .. لما أنهيته قريباً صعقت و علمت حقاً أن هذه الجرثومة تملأ كل مكان فهي موجودة في المنتديات و المجالس و البيوتات و في كل مكان وصله اولئك المتنمرون ..
ويكمن خطر هذه الجرثومة ومن يحملها ، في انها سبيل من سبل هدم الطاقات و الإبداع عند الأشخاص الذين لا يعلمون بوجود هذه الجرثومة ، بل قد تكون هذه الجرثومة سبباً من أسباب الانتحار ، أفرأيتم من يرمي نفسه من شاهق ليردي نفسه بيده، هل تساءلتم ما خطبه إنه فقد شعوراً!!
ومن أفقده هذا الشعور هو هذا المتنمر الذي بينكم يتقلب على وسائد الحياة و يشتم هوائها وما علم أنه قتل لتو قتيلاً ..
أترككم لبرهة مع هذه الكاتبة التي اكتشفت أنها مصابة بجرثومة التنمر وشفيت منها – ثبتها الله وشفى مرضى المسلمين - تقول في مقالها بعنوان(سقط الجمل) ما مختصره:
يا للظلم الذي يرتكبه المتنمرون !
ثمة مواقف أخجل من نفسي حين أتذكرها وأعيش لحظات من تأنيب الضمير ..
أذكر أن زميلة كانت صغيرة الجسم بشكل يجرّيء الطالبات عليها .. حدث أن جلست يوماً على طاولتي فثارت ذرات التنمر في عروقي وأخذتني العزة بالإثم فقلت لها باحتقار : بأي حق تجلسين على طاولتي ، فدفعتها تهديدا ولم أعزم إلحاق ضرر بها لكنها سقطت وظلت حينا على وضعها تبكي ..
رأيت الخوف في عيون زميلاتي كان خوف من بطشي ، فهمته حين رأيتهن يتحلقن حولي ويدفعنني خارج الصف ، أحسست بنشوة مريضة لبرهة.. لكن هيئتها مازالت قابعة في ذهني
لماعدت للمنزل أخذ تأنيب الضمير مني مأخذه : ماذا فعلت كم أنا مجرمة!
كنت أنتظر من أمي توبيخي ، لكنها لم تفعل ! ظننت لوقع الذنب عليّ أنها تعلم ..! ومازال ضميري يؤنبني إلى حد لم أقوَ معه على النوم ، كانت هيئتها وهي مرتمية بضعف تزور خيالي.. مرت الأيام ـ ولكبرياءٍ بغيض ـ لم أعتذر منها
ولم تتفوه هي بكلمة لا لي ولا للمعلمة !
كان صمتها أكبر رادع لي كرهت بعده التنمر ..
وتقول:
كانت الشخصيات الكارتونية المتنمرة تعجبني كثيرا ً ، لم يغريني عدنان يوما كما شدني علاّم صاحب الوجه المربع ، كنتُ مهووسة بسلطته !
كانت أختي مغرمة ببطولات عدنان الخيالية وكنت منتشية بسلطة علام ونفوذه ..
وكم تمنيت كثيرا أن يفشل الكابتن ماجد ويخسر مبارياته ضد بطلي باسم
كذا تمنيت لو يستحوذ الخفاش الأسود على سائر كعك القرية!
وكيف لا أكون كذلك ومثلي الأعلى سلطوي ومستبد!
وخاتمة قولها تقول:
اكتشفتُ متأخرة أن هؤلاء المتنمرون كانوا يخفون خلف تنمرهم أحاسيس مرهفة جدا يجرحها النسيم .. كانوا يقاتلون بعنف ذودا عن حياض مشاعرهم
كان تنمرهم درعا واقيا لأحاسيس لن تلتئم إن خُدشت ..!
كان التنمر غطاء ً يغطون به ضعفهم لأنهم يمقتون أن يراهم من أسند عليهم ثقته ضعفاء ..
شفى الله مرضانا و مرضى المسلمين و وقان شر المتنمرين
ختاماً أقول أني أردت بهذه المقالة أن أحذركم من هذه الجرثومة الفتاكة و لم أطل حتى لا أملكم و من أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليقرأ الكتاب الذي ذكرته في صدر المقالة ، فبحق صعقت لما قرأته إذ و أنا أقرأه أتخيل أباء و زملاء مصابين بهذا المرض العضال ، و هو أيضاً يرشد مرهفي الحس إلى الطريقة السوية للتعامل مع حاملي هذه الجرثومة، و تجد فيها مظاهر الإصابة بهذه الجرثومة و سبل التعامل مع هؤلاء المرضى - شفاهم الله - ..
أرشدنا الله و إياكم للصواب و السداد في الأمور كلها ..
هذه صورة مغلف الكتاب وهو في مكتبة جرير و بيع منه أكثر من مليون نسخة:
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
كلمة الناشر - مكتبة جرير - :
هل تعرضت للأذى، أو الخيانة، أو الحط من قدرتك من قبل؟ ربما كان رئيسك في العمل، أو أحد أقاربك، أو شريك حياتك هو الذي آذاك، وبغض النظر عن هوية الفاعل، فهو محقر من شأن الآخرين يقتات على تقديرك لذاتك، ومعاناتك النفسية، وتعاستك، ولكن يمكنك أن توقف سلسلة الإيذاء هذه، وأن تضع حدّاً للهجمات الخبيثة الموجهة صوبك دون اللجوء إلى أساليب بغيضة. ولكي يساعدك على الاحتفاظ بعقلك ورباطة جأشك عند التعامل مع أشخاص صعبي المراس، يقدم لك جاي كارتر في هذا الكتاب المحدث الأكثر مبيعاً خلاصة عشرات السنوات من الممارسة والمراقبة التي أهلته لتقديم أساليب معتمدة لتجنب العلائق الفاسدة.