البحر المحيط
16 / 09 / 2008, 01 : 06 AM
كون الموضوع طويل جداً فقد قمت بفصل المقاله في موضوع مستقل وتركت القصه ... ربما تقراء
قصه 1413هــــ
لملم وريقاته وذهب مسرعاً بعد أن لبس أجود ثيابه وقد قال لأمه :- من المهم يأمي أن أذهب للإثنينيه الثقافيه ولا اريد أن أتأخر .. فساعدته أمه فكوت ملابسه وأعطته عقال والده وتهندم امام المرآه وأمه تغدق عليها بالنظرات والبتسامات ... ...(وقد رأت أمه فيه.. صبي قمحي الوجه ... نحيل .... مقبول الشكل في السادسه عشر من عمره ... كان ذو عينين متوقدة .... يكاد أن يقول من رآها أنها عينان تطرح الأسئلة ...).قالت أمه وهي تنظر أليه وهو أمام المرآة :- عند فراغك من الندوة عد للمنزل مباشره ولا تتأخر .... فأومأ برأسه إيجاباً ..
خرج من المنزل وهو يُمني نفسه بعالم مثالي ينتظره في ذلك التجمع الثقافي وسيناقشون معه كل ما يريد مناقشته ... سيتفهمون وجهة نظره ... سيأخذون بيده كما قال له أستاذه في المدرسة ذات مره ( أنت شاب تجيد طرح أرأيك ومناقشتها مع الآخرين كما لاحظت أن عندك ملكة تعبير جيده فحاول أن تحتك بالمثقفين أنهم على استعداد بمناقشة أفكارك ومطارحتك أرائك كما أنهم سيدلونك على كتب ومراجع ستفيد منها وسيرعون ملكاتك لتطويرها ) .
كانت عبارات أستاذه تمنحه الطاقة والتفاؤل فيسرع بخطاه وينتشي بحماسه وكأنه ذاهب إلى أنُاس طال شوقهم لانتظاره ... تذكر انه قال لإستاده ذات مره... (أستاذ خالد أنك قلت لي أن المثقفون سيناقشونني في ما أريد مناقشته واني أريد مناقشه الوضع الحالي ...... وما هو الحل الذي يوجد في يد المجتمع لإيجاد حل للإشكال السياسي والاقتصادي الراهن .. وتطبيقه .. - فقطب الأستاذ خالد حاجبه وقال -... مثل هذه الأمور لا تناقش في مثل تلك الأماكن ولا مع منهم في مثل عمرك انت لست سوى موهوب صغير ...ولكن على كل حال أنا متأكد أنك ستجد بينهم من سيأخذ بيدك ...في كل ما تريد .... فقط أذهب نت) ... حين ما تذكر كلمة أستاذه قال في نفسه لابد أن بينهم من سيأخذ بيدي لنجد حلاً ..
أثناء مسير داهمته أحلام اليقظة فخيل له أنه واقف أمام جمهور غفير وهو يطرح مشاكل الفساد وسوء توزيع الثروات .... ويناقش حلولها مع الآخرين من مسرح عالي ... ويؤيد هذا... ويعارض ذاك .....والجمهور الغفير .... تانهال عليه بالتصفيق ....والتبجيل ... وتقول له نعم هذا ما نريد ....وهو يقول لهم هدوءا لو سمحتم من أجل سماع صوت الآخر واحترام حريته في طرح رأيه .. فيصيح الجمهور الله على احترام الرأي الأخر ...ويضجون باسمه وكأنه حاكم عربي يلوح يده وهو وسط سيارته المكشوفة والجماهير على شاطئي الطريق تهتف له عاش الريس ..عاش الريس ....عاش الريس ..
ولكنه ذهن من حلمُه وضحك على نفسه .... وقال ( حلم ساذج ومضحك..... بل ومخجل حتى ) .
كان كل ما يريده هذا الصبي أن يسأل ويجد الجواب بدون توبيخ ..... والصبر على إفهامه... وشرح بعض المسائل التي يرى أنها مصيريه ... على الأقل في مفهومه .
اقترب الصبي الحالم من مجلس الاثنينيه .... وصعد الدرج كان يتوقد حماساً مخفياً وراء ذلك ارتباكه .... نظر للمرآة التي على يسار الداخل مع الباب عند المغاسل بلمحه سريعه – هه العقال على مكانه والشماغ مرتب بشكل جيد تمام – واصل ودخل القاعه ليلفحه موجة من الهواء البارد التي تضخها وحدات التكيف ألمركزي في تلك القاعه... صأحبها موجة من الارتباك حين رأى العدد المهول من ذوي الهيئة الحسنه والهندام الراقي قد ملوا المقاعد تقريباً ..وكان مكبر الصوت يدوي ... فسمع حينها المتكلم يرحب بالحضور ويثني على بعض الأشخاص الذي سبق أسمائهم لقب (دكتور) .
مشى بخطوات متخوفه يريد أن يجد مكان قريب من ألمقدمه وفي نفس الوقت كان يحاول احترام المكانه ولباقة الجلوس فذهب وجلس في الجهة ليسرى في أخر كرسي فارغ من المقاعد ألطوليه على جانبي القاعه والتي أخذت شكل حلقه ووضع وريقاته على فخذيه وبداء الاستماع ...
رحب صاحب الكلمه بالدكتور / فلان إستاذ في الجامعه الفلانيه والذي سيلقي على أسماعكم بداية موضوع هذه الليله فليتفضل مشكوراً .. تقدم الاستاذ إلى ذلك الكرسي على المنصه وجلس وسلم على الحضور .. وشكر المقدم على الإطراء ... ومدح بعض الحضور ..
حينها لفت انتباه الصبي شي ما في الجهة ألمقابله للمنصة على يمينه حينها رأى المقاعد قد غصت بالحضور .... فقال في نفسه ... ماذا سيكون مستوى تفاعلهم معي خاصتاً إن موضوعي يمس معيشتهم وحياتهم الخاصة .... سرح في تأملاته وعاد قراءة وريقاته وبداء يرتب نصه فمسح وأضاف .. لتليق بهذا الجمهور الكبير ... وأثناء ذلك أنتبه أنه قد فاته متابعة الدكتور وقال في نفسه (لا يجوز أن لا أنتبه لحديث الآخرين ... وأطالبهم أن ينتبهوا لحديثي ... طوى أوراقه وشدد انتباهه لمحاضره الدكتور .
كان الحديث يدور حول تاريخ الإحساء في أدب الجزيرة العربية .... - موضوع لم يرق له ..مع حبه لشعر -... فتذكر انه سمع من أحد الأدباء ذات يوم : أن الشعر ينطلق من الإنسان لا المكان ... ففي كل بلد شعراء .... وسيبقى الشعر مادام هناك إنسان يقوله وإنسان يتلذذ لسماعه .... وأن جغرافية الشعر ... هي التي جعلت الشعر ... خطوط حمراء كلتي في الخرائط ... التحديد الحدود ألسياسيه) استرسل في أفكاره ورحل عن مضمون الندوة التي لم ترق له ليستعيد أحاديث مطوله مع أصدقائه ومعلميه وبعض أبناء عمومته عن الشعر والأدب وأجود القصائد والشعراء ... ( ونسي أنه لا يجوز أن لا ينتبه لحديث الآخرين )
استفاق من سرحانه على صوت المحاضر يقول هل أحد من الأخوة الحضور يعرف أبيات لشاعر من شعراء الإحساء في القرن الماضي ... شعر ألصبي أنها فرصته للوصول للميكرفون ولو بطريقه ليست مباشره للموضوع الذي يريد مناقشته ..... فلما هم بالمداخلة ...بدأت تزداد ضربات قلبه ويندفع الدم في وجهه وشعر بالتعرق يجتاح كفاه ..... فشد على نفسه ورفع يده ...
أنتبه له الدكتور وقال أنت تعرف أبيات لشاعر من الإحساء عاش في القرن الماضي ؟؟
تجاهل الصبي سؤال الدكتور ...ووقف متجرداً من ارتباكه ...وأستأذن... بالاقتراب والتحدث من الميكرفون مباشره ... وهو حينها لا يعرف ماذا سيقول حين يصل للميكرفون ..كل ما في الأمر أن في يديه وريقات يريد أن يتلوها أمام الجميع ....كلمه يراها مصيريه في وجهة نظره أهم من كل ما يقولون ...... إلا أن الدكتور لم يرغب منح هذا الصبي الميكرفون ... وقال بأدب مصطنع أرتاح وقل ما عندك من مكانك .... فتصلب واقفاً وهو يفكر بسرعة ... ويقول في نفسه أنا لا اعرف أي بيت شعر لشاعر من الإحساء وفي كل العصور ... ولكن ما افعل؟!! ... التفت الصبي ..وقد تصبب وجهه عرقاً إلى الجمهور الغفير ...وقد شخصت له الأبصار ..ومدت له الأعناق ... فزاد ارتباكه ..وكاد أن يقف قلبه .... فأشار احد الجالسين في الصف الأمامي للمقاعد ألمعترضه في وسط القاعه حينما رأى أن الصبي مرتبك بشده..... أكمل يادكتور ...أكمل يادكتور ..لربما أن الأبيات ضلت عنه ..... أستعاد الدكتور وضعية جلوسه وأسند ظهره .... ليبدءا الكلام ولكن لفت انتباهه أن أصبي لا يزال واقفاً ...ووجه لقلب القاعه ...على الجمهور مباشره .. وبعض الجمهور يشير له أن أجلس ...والبعض الآخر كان يضحك .. ولكن بدون جدوى ...الصبي لازال واقفاً... فزدادت الضحكات .... حاول الدكتور أن يكتم ضحكته وهو يقول اجلس ياولد ...شكراً للمشاركتك يأبني ..ثم أطلق سراح ضحكته وهو يتمتم قائلاً لقد استفدنا من مشاركتك ...فنفجر الجمهور ضاحكاً
بداء الصبي يشعر بالدماء في وجهه حتى أنه لم يستطع أن يرمش بعينيه ... وفي حاله من التشنج ...نظر للأسفل إلى أوراقه التي بين يديه ... أخذ نفساً عميقاً متتابع ومتقطع ... وكأنه للتو خرج من مرثون طويل ....
أراد ينظر لوريقاته ولكن لم يستطع فقد .. تشبع وجهه من الدم ... حتى تقاطرت عيناه دموع ... من شدة الحرج ... وبدأت يداه ترتعش بشكل كبير جداً ... حاول أن يثبت نفسه فلم يستطيع .... الرعشة بدأت تنتشر في كل جسمه .... سمع تلوي بطنه ... وطقطقه ظهره ..... شد على نفسه ألا أقصى الدرجات ..... وبدا ينفخ الهواء من فيه بعد أن حلق بشفتيه كمن يشرب ماء ....أهووو أهوووو أهوووو - والجمهور والدكتور حينها في حاله من الذهول من هذا الشاب الذي كل ما أراد أن يقوله ... بيت شعر ... فدخل في حالة من الارتباك متأخرة .. (هذا ما ظنوه) ... أما الصبي فبعد تكرار عملية النفخ ...أهووو أهوووو .... شعر بنوع من التحسن .... فشرع يتلو كلمته بصوت متهدج ....قد منحه كل ما في صدره من هواء ...
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــع
قصه 1413هــــ
لملم وريقاته وذهب مسرعاً بعد أن لبس أجود ثيابه وقد قال لأمه :- من المهم يأمي أن أذهب للإثنينيه الثقافيه ولا اريد أن أتأخر .. فساعدته أمه فكوت ملابسه وأعطته عقال والده وتهندم امام المرآه وأمه تغدق عليها بالنظرات والبتسامات ... ...(وقد رأت أمه فيه.. صبي قمحي الوجه ... نحيل .... مقبول الشكل في السادسه عشر من عمره ... كان ذو عينين متوقدة .... يكاد أن يقول من رآها أنها عينان تطرح الأسئلة ...).قالت أمه وهي تنظر أليه وهو أمام المرآة :- عند فراغك من الندوة عد للمنزل مباشره ولا تتأخر .... فأومأ برأسه إيجاباً ..
خرج من المنزل وهو يُمني نفسه بعالم مثالي ينتظره في ذلك التجمع الثقافي وسيناقشون معه كل ما يريد مناقشته ... سيتفهمون وجهة نظره ... سيأخذون بيده كما قال له أستاذه في المدرسة ذات مره ( أنت شاب تجيد طرح أرأيك ومناقشتها مع الآخرين كما لاحظت أن عندك ملكة تعبير جيده فحاول أن تحتك بالمثقفين أنهم على استعداد بمناقشة أفكارك ومطارحتك أرائك كما أنهم سيدلونك على كتب ومراجع ستفيد منها وسيرعون ملكاتك لتطويرها ) .
كانت عبارات أستاذه تمنحه الطاقة والتفاؤل فيسرع بخطاه وينتشي بحماسه وكأنه ذاهب إلى أنُاس طال شوقهم لانتظاره ... تذكر انه قال لإستاده ذات مره... (أستاذ خالد أنك قلت لي أن المثقفون سيناقشونني في ما أريد مناقشته واني أريد مناقشه الوضع الحالي ...... وما هو الحل الذي يوجد في يد المجتمع لإيجاد حل للإشكال السياسي والاقتصادي الراهن .. وتطبيقه .. - فقطب الأستاذ خالد حاجبه وقال -... مثل هذه الأمور لا تناقش في مثل تلك الأماكن ولا مع منهم في مثل عمرك انت لست سوى موهوب صغير ...ولكن على كل حال أنا متأكد أنك ستجد بينهم من سيأخذ بيدك ...في كل ما تريد .... فقط أذهب نت) ... حين ما تذكر كلمة أستاذه قال في نفسه لابد أن بينهم من سيأخذ بيدي لنجد حلاً ..
أثناء مسير داهمته أحلام اليقظة فخيل له أنه واقف أمام جمهور غفير وهو يطرح مشاكل الفساد وسوء توزيع الثروات .... ويناقش حلولها مع الآخرين من مسرح عالي ... ويؤيد هذا... ويعارض ذاك .....والجمهور الغفير .... تانهال عليه بالتصفيق ....والتبجيل ... وتقول له نعم هذا ما نريد ....وهو يقول لهم هدوءا لو سمحتم من أجل سماع صوت الآخر واحترام حريته في طرح رأيه .. فيصيح الجمهور الله على احترام الرأي الأخر ...ويضجون باسمه وكأنه حاكم عربي يلوح يده وهو وسط سيارته المكشوفة والجماهير على شاطئي الطريق تهتف له عاش الريس ..عاش الريس ....عاش الريس ..
ولكنه ذهن من حلمُه وضحك على نفسه .... وقال ( حلم ساذج ومضحك..... بل ومخجل حتى ) .
كان كل ما يريده هذا الصبي أن يسأل ويجد الجواب بدون توبيخ ..... والصبر على إفهامه... وشرح بعض المسائل التي يرى أنها مصيريه ... على الأقل في مفهومه .
اقترب الصبي الحالم من مجلس الاثنينيه .... وصعد الدرج كان يتوقد حماساً مخفياً وراء ذلك ارتباكه .... نظر للمرآة التي على يسار الداخل مع الباب عند المغاسل بلمحه سريعه – هه العقال على مكانه والشماغ مرتب بشكل جيد تمام – واصل ودخل القاعه ليلفحه موجة من الهواء البارد التي تضخها وحدات التكيف ألمركزي في تلك القاعه... صأحبها موجة من الارتباك حين رأى العدد المهول من ذوي الهيئة الحسنه والهندام الراقي قد ملوا المقاعد تقريباً ..وكان مكبر الصوت يدوي ... فسمع حينها المتكلم يرحب بالحضور ويثني على بعض الأشخاص الذي سبق أسمائهم لقب (دكتور) .
مشى بخطوات متخوفه يريد أن يجد مكان قريب من ألمقدمه وفي نفس الوقت كان يحاول احترام المكانه ولباقة الجلوس فذهب وجلس في الجهة ليسرى في أخر كرسي فارغ من المقاعد ألطوليه على جانبي القاعه والتي أخذت شكل حلقه ووضع وريقاته على فخذيه وبداء الاستماع ...
رحب صاحب الكلمه بالدكتور / فلان إستاذ في الجامعه الفلانيه والذي سيلقي على أسماعكم بداية موضوع هذه الليله فليتفضل مشكوراً .. تقدم الاستاذ إلى ذلك الكرسي على المنصه وجلس وسلم على الحضور .. وشكر المقدم على الإطراء ... ومدح بعض الحضور ..
حينها لفت انتباه الصبي شي ما في الجهة ألمقابله للمنصة على يمينه حينها رأى المقاعد قد غصت بالحضور .... فقال في نفسه ... ماذا سيكون مستوى تفاعلهم معي خاصتاً إن موضوعي يمس معيشتهم وحياتهم الخاصة .... سرح في تأملاته وعاد قراءة وريقاته وبداء يرتب نصه فمسح وأضاف .. لتليق بهذا الجمهور الكبير ... وأثناء ذلك أنتبه أنه قد فاته متابعة الدكتور وقال في نفسه (لا يجوز أن لا أنتبه لحديث الآخرين ... وأطالبهم أن ينتبهوا لحديثي ... طوى أوراقه وشدد انتباهه لمحاضره الدكتور .
كان الحديث يدور حول تاريخ الإحساء في أدب الجزيرة العربية .... - موضوع لم يرق له ..مع حبه لشعر -... فتذكر انه سمع من أحد الأدباء ذات يوم : أن الشعر ينطلق من الإنسان لا المكان ... ففي كل بلد شعراء .... وسيبقى الشعر مادام هناك إنسان يقوله وإنسان يتلذذ لسماعه .... وأن جغرافية الشعر ... هي التي جعلت الشعر ... خطوط حمراء كلتي في الخرائط ... التحديد الحدود ألسياسيه) استرسل في أفكاره ورحل عن مضمون الندوة التي لم ترق له ليستعيد أحاديث مطوله مع أصدقائه ومعلميه وبعض أبناء عمومته عن الشعر والأدب وأجود القصائد والشعراء ... ( ونسي أنه لا يجوز أن لا ينتبه لحديث الآخرين )
استفاق من سرحانه على صوت المحاضر يقول هل أحد من الأخوة الحضور يعرف أبيات لشاعر من شعراء الإحساء في القرن الماضي ... شعر ألصبي أنها فرصته للوصول للميكرفون ولو بطريقه ليست مباشره للموضوع الذي يريد مناقشته ..... فلما هم بالمداخلة ...بدأت تزداد ضربات قلبه ويندفع الدم في وجهه وشعر بالتعرق يجتاح كفاه ..... فشد على نفسه ورفع يده ...
أنتبه له الدكتور وقال أنت تعرف أبيات لشاعر من الإحساء عاش في القرن الماضي ؟؟
تجاهل الصبي سؤال الدكتور ...ووقف متجرداً من ارتباكه ...وأستأذن... بالاقتراب والتحدث من الميكرفون مباشره ... وهو حينها لا يعرف ماذا سيقول حين يصل للميكرفون ..كل ما في الأمر أن في يديه وريقات يريد أن يتلوها أمام الجميع ....كلمه يراها مصيريه في وجهة نظره أهم من كل ما يقولون ...... إلا أن الدكتور لم يرغب منح هذا الصبي الميكرفون ... وقال بأدب مصطنع أرتاح وقل ما عندك من مكانك .... فتصلب واقفاً وهو يفكر بسرعة ... ويقول في نفسه أنا لا اعرف أي بيت شعر لشاعر من الإحساء وفي كل العصور ... ولكن ما افعل؟!! ... التفت الصبي ..وقد تصبب وجهه عرقاً إلى الجمهور الغفير ...وقد شخصت له الأبصار ..ومدت له الأعناق ... فزاد ارتباكه ..وكاد أن يقف قلبه .... فأشار احد الجالسين في الصف الأمامي للمقاعد ألمعترضه في وسط القاعه حينما رأى أن الصبي مرتبك بشده..... أكمل يادكتور ...أكمل يادكتور ..لربما أن الأبيات ضلت عنه ..... أستعاد الدكتور وضعية جلوسه وأسند ظهره .... ليبدءا الكلام ولكن لفت انتباهه أن أصبي لا يزال واقفاً ...ووجه لقلب القاعه ...على الجمهور مباشره .. وبعض الجمهور يشير له أن أجلس ...والبعض الآخر كان يضحك .. ولكن بدون جدوى ...الصبي لازال واقفاً... فزدادت الضحكات .... حاول الدكتور أن يكتم ضحكته وهو يقول اجلس ياولد ...شكراً للمشاركتك يأبني ..ثم أطلق سراح ضحكته وهو يتمتم قائلاً لقد استفدنا من مشاركتك ...فنفجر الجمهور ضاحكاً
بداء الصبي يشعر بالدماء في وجهه حتى أنه لم يستطع أن يرمش بعينيه ... وفي حاله من التشنج ...نظر للأسفل إلى أوراقه التي بين يديه ... أخذ نفساً عميقاً متتابع ومتقطع ... وكأنه للتو خرج من مرثون طويل ....
أراد ينظر لوريقاته ولكن لم يستطع فقد .. تشبع وجهه من الدم ... حتى تقاطرت عيناه دموع ... من شدة الحرج ... وبدأت يداه ترتعش بشكل كبير جداً ... حاول أن يثبت نفسه فلم يستطيع .... الرعشة بدأت تنتشر في كل جسمه .... سمع تلوي بطنه ... وطقطقه ظهره ..... شد على نفسه ألا أقصى الدرجات ..... وبدا ينفخ الهواء من فيه بعد أن حلق بشفتيه كمن يشرب ماء ....أهووو أهوووو أهوووو - والجمهور والدكتور حينها في حاله من الذهول من هذا الشاب الذي كل ما أراد أن يقوله ... بيت شعر ... فدخل في حالة من الارتباك متأخرة .. (هذا ما ظنوه) ... أما الصبي فبعد تكرار عملية النفخ ...أهووو أهوووو .... شعر بنوع من التحسن .... فشرع يتلو كلمته بصوت متهدج ....قد منحه كل ما في صدره من هواء ...
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــع