المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة 1429هـــ


البحر المحيط
16 / 09 / 2008, 49 : 05 AM
كون الموضوع طويل جداً فقد قمت فصل القصه في موضوع مستقل وتركت المقاله ... ربما تقراء
مقالة 1429هـــ
كان المكان يعج بالمثقفين ( يقال لهم مثقفين مجازاً لتفريق بينهم وبين بني أدم ) أعني أولاك الذي تشعر أنك لست في حاجه للاستماع لهم ... فهم يتكلمون عن مواضيع مثل ( تأثيرات الجندر في شخصية بطل الرواية ) بدون ذكر مدى تأثير ارتفاع أسعار الرز على مسيرة بطل الرواية ..أو ( الإسقاط المثالي في مينلوج النص ) ولم يذكر سقوط الدولار الذي سحب معه الفقير العفو ربه الاخ / ريال السعودي ...و ( الترابط التماثلي في حراك الشخصيات الريدكاليه ) ولم يأتوا برابط منطقي واحد في تفاوت الوفرة النقدية الواردة لخزانة ألدوله مع الزيادات الحكومية الزهيدة في المقابل...... ولكثير من تلك العبارات والدراسات التي باستطاعتك أن تجهلها او تتجاهلها ولن يسبب لك ذلك في أي شعور بالفقد او الجهل . ..
كنت هناك بدعوة من صديقي أحمد ( أبن صاحب الاثنينيه الثقافيه ) ...وصدقوني لو قابلت الأستاذ/ ظاهره كلاميه في الشارع لما عرفته إلا حين ما حضرت إثنينية القوم .
كالعادة حضرت لأمرين الأول (لأستمع) والثاني (لأستفيد) تحققت الأولى جدلاً ....ولا اعلم عن الثانية شياً ...يقال أنها هاجرت لجبوتي وقد سرها المكان هناك .... كان أحد المثقفين إياهم جالساً مقابلاً لي وكان ينظر لي بعينين جائرتين في النظرة .....وكنه يرى لا أحد ... فبادلته النظرة بأحسن منها .... وكأني لا أرى أحد ... بقينا نتسارق النظرات وقد قلت في نفسي لعل هذا شخص أسأت له في ما مضى أو ربما شبه علي أحدهم من من يتذكرهم بسلبيه كبيره .... عيناه لا تصرح بالمعنى ولكنه قد صرحت بالمضمون (الكره الشديد) .
فرغ أحد المحنطين من خطبه العدم التي مسدنا بها طوال الثلاثين دقيقه عن رواية لأحدهم (تحت الطبع) وقال سيتكلم الأستاذ / فلان بن علان عن النمط الصوري في الرواية ... فإذا بصاحبي ذو العيون الجريئة هو المعني ... أصخت السمع لعلي اعرف كنهه ... كان ابيض ألبشره طويل عريض المنكبين قد بداء الشيب يغزوا شعر رأسه والذي برز في أعلى عارضيه والمسدول على إذنيه وعينين صغيرتين وحاجب كثيف .
لم أتفاجأ حين بدأ بدون الحمد لله وصلاة على النبي ... بل سلام ثم أكال المديح كيلاً للمحنط الذي سبقه حتى شعرت أنه يعني الجاحظ ..... صبرنا وما صبرنا إلا بالله ..حتى فرغ من المديح .. ورام دخول أصل الموضوع والذي قال المحنط عنه ( النمط الصوري في الروايه ) .
تنحنح وسعل وعطس وكح وقال : أن ألصوره النمطية لرواية الأستاذ الكبير _ وأشار بيده إلا أحدهم ( صاحب الرواية على ما أظن) _ لم تختلف عن رواياته ألسابقه كانت تحمل نفسه وإسلوبه في تراجيديه الصور ... وتراتب الخلفيات لابطال الروايه وهو يتميز بذلك النوع من التصوير الخلفي في كتاباته عن بقية رواة العالم وأدبائهم ..( يا كبرها) .. وأسترسل يصف التصوير في الروايه ... يقول أن أختيار الاستاذ لألوان الخلفيات وملابس الأبطال كان منطلقاً من ذائقه فنيه أرى أن لا عيب في أن يستفيد منها الرسامون التشكيليون في الرسم فالبطل في الفصل الأول لبس كذا وحين ما كان الفصل الثاني في الرواية الفلانيه كان لونه مختلف متناسقاً مع الأحداث الدائرة في ذلك الفصل والخلفية لذلك النص ....وهلم جرى ...
بعد أن فرغ الأخ ابو شلاخ البرمائي ... عاد فجلس مكانه ...وقد بادرني النظره قبل أن يستوي جالساً ... فقلت في نفسي هذا من الأهمية بمكان ... أن يراني قبل أن يطمئن في جلسته .
جاء بعده مثله .....ثم نودي بالعشاء .... على أن تكون تكملة الندوة بعد وجبة العشاء ..
بعد فراغي من الطعام وعند خروجي من المغاسل على يمين باب المجلس او القاعة .. فاجأني الخ ذو النظرات الناريه يبادرني بذكر أسمه ...قال معك فلان بن علان .. فرديت عليه مرحبا أي خدمه ...ولم أعرفه باسمي ليقيني أن ذلك كان هدفه ... فقال ما تعرفنا على الأخ قلت له مدعو ومن دعاني يعرفني ... تريد شي آخر .. فقطب حاجباه وأدبر ... للقاعه.
دخلت القاعه وغيرت مكان جلوسي فجلست في الجهة اليمنى ... وكانت القاعه تدوي دوي النحل ...
هذا يعرف بأحدهم لصديقه :- أعرفك على الأستاذ الشاعر الكبير / (نكره بن مجهول) ... فقال المعرف له ... الله الله .. هذا معروف ومن لا يعرف الشاعر الكبير مرحبا مرحبا ...ومن لا يعرفك أستاذي .... ( فكدت أن ارفع يدي وأقول انأ لا عرفه)
وهناك أحدهم يقول لصاحبه ... فرغت من كتابه مقال وارغب منك أن تكلم فلان يكلم لي علان من اجل أن يتوسط في نشره في الصحيفة الفلانيه ..ولا مانع لدي من أن ينقحها إذا أراد ..او حتى يغير وجهة ألفكره ... فأنا مستعد !! ( قلت في نفسي لماذا تكتب إذاً ...ليكتب هو ويذيلها باسمك !)
وآخرون هناك اجتمعوا على أحدهم وكادوا ان يسبحون بحمده لولا تواضع الأخير ...( قلت في نفسي .. أثينية أمسكلي وأقطعلك ......أمدحني وأمدحك) ..
طب طب ( تحرك المكرفون ) خف الدوي وبداء الحضور يأخذون مقاعدهم ...
قال المقدم بعد السلام على الحضور نرحب بالأساتذة الكرام الذي أجابوا دعوه والدنا الأستاذ / فلان بن فلانتين (وطبعاً هو صاحب الاثنينيه ) وهم كل من الدكتور فلان والدكتور فلان والأستاذ فلان والصحفي فلان و...و....و...و. الخ .
ونبدأ الجزء الثاني والأخير من ندوتنا المباركة مع الأستاذ / علان بن فلان فليتفضل مشكور معلقاً على من سبق من نقاد النص موضوع الندوة .(كان الموضوع على ما يبدوا رواية لأحدهم) ..
قام الأستاذ/ علان ... للميكرفون وبداء بابتسامه كنت اعتقد للوهلة الأولى أنه يسخر أو يمازح بها الحضور ... فقد كان مبالغاً فيها وبتكلف فج .... خلع الميكرفون من مكانه وقال سأتكلم وأنا واقفاً احتراماً لمن سبقني وصمت وكأنه يستجدي التصفيق استجداءً ...ثم بعد ما أروا غروره من تصفيق الجمهور .....بداء يثني على من سبقوه أما أنا فسرحت في كلمة (نقد) تلك الأسيرة بين جدران هذه الاثنينيه وكأنها عراقيه في عنابر أبو غريب ... قد استبيحت كرامتها بلا وجه حق وعلى يد من لا يخاف الله جلا وعلى .
...بحثت عنها ..وعنها .... ما هي كلمة (نقـــــد) ...هل لها صلة قرابة من السيد سيء ألسمعه (منقود ) أو ربما هي من عائلة الشيخ (نقود = يعني دراهم) على كل حال وأي كانت أصولها وفصولها ... فقد مسح بكرامتها في هذه الثنينيه بالأرض ونظفت بها القذارة .. والله المستعان على ما يصفون .
كنت اعرف النقد ... أنها أداه لتفكيك النص وجمع الصور وتتبع أبداع التصوير وتشريح الأخطاء ... (كنت... وكلمة كنت من الماضي المحض) ....أما الآن وفي هذه الثنينيه فهي ..... مدح الشخص وترقيعه ونفخه بعيداً جداً عن النص ... لدرجة كاد يقال له
دع المكارم لا تسعى لبغيتها ....... فقعد فإنك الطاعم الكاسي
وكنت سأشرع في سرحاني الجميل عن دراسة مضمون النقد كما كان يا ما كان في قديم الزمان ......لولا تحرك المقعد المشترك الذي أجلس عليه بقوه فانقطعت علي سلسلة أفكاري بكل فجاجه لانتبه مغضباً وأقول في نفسي - من هذا الذي جلس بجواري وكنه ملقى من الطابق العلوي -.... فنظرت له مشدوهاً فإذا به أبو عيون جرئه والذي ربما انه لا يرى في الندوة غيري قد سره خروجي من سرحاني وبادرني قائلاً بفجاجه :-
عذراً على الإزعاج .... انأ أبن أخ الأستاذ صاحب الاثنينيه ...وقد سبق وان عرفُتك باسمي ولم تخبرني باسمك .. وانأ لم أشاهدك من قبل .. ولذلك سألت عنك فلم أجد أحد يعرفك ....
فقلت له ....... أمهتم لهذه الدرجة بمعرفتي .... أسأل الأخ أحمد أبن صاحب الاثنينيه يخبرك من أنا ومن دعاني ....
قال بن عمي ...؟!!
قلت نعم ...
قال الأخ بدوي اليس كذلك ... فقلت على حسب مفهومك نعم ...
لم تجز له كلمتي على حسب مفهومك صرف نظره وصرفت نظري عنه ... بقي بجواري قليلاً وكأنه على راسي .. قبل أن يبادرني مرة أخرى
أمن سكان الإحساء أو انك هنا بحكم الوظيفة مع احمد ( ظن أنني زميل لأحمد وهو مدرس )
فتجاهلت سؤاله لنني لا ارغب في تحقيق رغبته في أن يحقق معي فقلت له :- مرحبا ..هل كنت تكلمني .
قال سلامتك .... ونهض وكانه جبل أنزاح من صدري .

يتبــــــــــــــــــــــــــــــع

البحر المحيط
16 / 09 / 2008, 50 : 05 AM
أستويت في جلستي ....وقد تنفست الصعداء بعد رحيل الثقيل جداً... وحينها سمعت المتكلم على الميكرفون والذي يتكلم واقف تزلفاً... ومعلقاً على كلمة ابو عيون جرئيه وصحبه ... حيث قال أن النمط الصوري للروايه قد فسر لنا مثالية الراوي .... وثقافة الناقد ... حيث تحل الألوان مراتب في سيكولوجية الإنسان حسب ترتيب طول أمواج اللون ... وردة فعل ذلك على انطباعه العام ..... بتأثير فيزيلوجي من الدماغ .... و ...و....و... ( قلت في نفس ... هل نجح الطب الحديث في استنساخ .... على المحمود ؟!!)
رحم الله العقول التي من الله علينا بها ... لنتفكر في ملكوت الله .... فسيئ استخدامها عند بعض القوم ... فملوها بالكلام الفارغ ... الذي لو فصلته كله ....ثم جمعته...وقسمته ...وضربته .... ثم سميت بسم الله ..وطرحته ... اكتشفت ... انه لا يوجد فيه شي يستفاد منه وتفهمه على الوجه الصحيح ...ألا ... حروف الهجاء التي كتبت بها .....
انا لا اعلم لماذا لا يتكلمون بلغة مفهومه ... وسهله على المتلقي .... أليس هذا هدف المثقف ألأول ... هو تبسيط المفاهيم وجعله ابسط لفهم ألعامه ؟ ...
ومن المفارقة العجيبة .. هو عندما تعلم أنهم يحرفون الحديث من أجل .. إضافة مصطلحات ...رغم أنف النص ... والحاجة .... ويدمجونه في كلامهم قسراً .... لما يظنونه أنه ...ربما يمنح نصهم نوعاً من الآلق ولامعان ...والعلمية المزعومه ... وهو ما لا يحتاجه النص بل ربما .... شوش ألصوره الواضحة في النص ... أمثال ( سيكولوجي – أثربيلوجي – ميتافيزيقي – ريدكالي – ديالكتيكي ..... وهلم جرى ) .... كيف يدعون أنهم مثقفون ...والمثقفون هم من يفسرون الظواهر ويعيدون قراءتها بشكل مبسط للعامة ..... ونحن ألعامه نرى أن مثقفونا في حاجه لشخص آخر .... يقرأهم كظاهر تحتاج إلى تفسير ...... وأظن أننا لن نجد سوى تفسير علماء عزيز مصر الذي أخطئوا في تفسير رؤيا عزيزهم .... بتفسير ظاهرتنا (قالوا أضغاثُ أحلامِ وما نحنُ بتأويل الأحلامٍ بعالمين) .
وقطع استرسالي ... للمرة الألف الثقيل ذو العيون النارية وهو يفاجئني ويقول لي ....
أهلاً بالقحطاني ... أنا أول ما شفتك عرفتك ... ولكن تعرف مضى على ألقاء الأول قرابة ستة عشر سنه .. الأمر الذي جعلني أحاول التأكد هل هو أنت أم لا ...!
قلت تعرفني أنا ؟!! .. لا ذكرك ... ومتى ؟!! من ستة عشر سنه... لاذكر !!...
قطعني قائلاً :- لا ... لا ... أنت لا أظن أنك تتذكرني ... ولكني أذكر ... وأذكرك جيداً .... سألت أحمد بن عمي عنك .. وأخبرني ..
قلت له :- إذاً ... وقد أبديت له تذمري من محادثته .... لم حملت له من صوره سابقه سيئة بسبب نظراته المغروره لي .
قال أريد محادثتك لأمر مهم بيننا ألآ خرجنا من ألقاعه ... فصوت المكبر عالي ....
لم أرى بد من الخروج معه ... لأنهي هذا الأمر الذي لا أعرفه .. ولا ماذا يريد هذا المغرور .....أومأت براسي ....وقلت له طبعاً .... وخرجت معه .
تجاوزنا باب ألقاعه وانحرف يميناً متجهاً إلى باب خشب كبير على يسار المغاسل ويمين الداخل للقاعه ... فتحه ودخلت فدخلت معه ... كان شبه مكتب جزأً من حائطه ألمنيوم .... وفي اقصأه طاولة مكتب فيها بعض الكتب والمجلدات .... أومأ لي بالجلوس على الأريكة ألمقابله للمكتب وقال تفضل ....وجلس أمامي على المقعد الدوار الذي أمام الطاولة مقابل لي مباشره .....وقال : مرحباً بك ....ياقحطاني ... هل قد زرتنا سابقاً .. أعني في هذه الأثنينيه ؟
وضعت رجلاً على رجل ... واصطنعت التذكر ...ثم قلت له ..... لا ... لا فيما أذكر .
فقال وقد صر أحد عيناه كتشكيك فيما افول :- ربما أنك نسيت ... لقد كان هذا قبل ..... ستة عشر سنه كما قلت لك .... أنه وقت طويل ... وربما كانت حادثه ليست مهمه في حياتك .... فنحن ننسى الكثير من ذكرياتنا ...والتي لا تعتبر مهمه في حياتنا ؟؟!
قلت بنوع من الضجر منه ومن أسلوبه ألتحقيقي ... إذا كان هناك شي تذكره لي و يهمك ... فأخبرني عنه ... بدلاً من أسلوب الفوازير ......أنا لا أذكر شي ألبتا .... يتعلق بك ...أو بثنينيت عمك ..... فأختصر ما عندك ... أنني ارغب في أكمال سماعي لندوه ....
استعدل في جلسته ....ونظر ألي ...ورسم ابتسامه دبلوماسيه ساذجة وقال :-
ياقحطاني ... لقد زرتنا في وقت مضاء كنت صغير أظن أن عمرك في بداية البلوغ .... كنت صبياً وقد وقفت لأمراً ما ..ولكنك حاولت تغيير موضوع تلك ألليله .... قد كنت خائفاً جداً ... وقد قلت كلاماً كثيراً ... عن أزمة الخليج وعن وطننا ... وإصلاح وأمور أخرى ... لا أذكرها ....ألا أنك قد ذكرت أن أحد أساتذتك شجعك ... وانك تدرس في مدرسة ألامين ولكنك لم تكن صادقاً .... ولقد سحبتك أنا بطلب من عمي .. الذي نهرك وقال انك فاسد ألفكره .... وقد زاجروك الكثير من الحضور ونهروك ووبخوك ...وقد أتيت بك إلى هذا المكتب .... - والتفت في جنبات المكتب وستمر قائلاً :- ربما تغير عليك المكتب ولكن ليس كثيراً .... الأثاث فقط تغير.... أطلاء هو نفسه – ثم قال مبتسماً – ربما يساعدك ذلك في التذكر .. قاطعته ساخراً :- ممتاز المساعد .. الطلاء !! ثم قهقهت تصنعاً .. ثم وضعت رجلاً على أرجل الأخرى وقلت له :- على كل حال .. هل تذكر ما قلت أناء في ذلك اليوم الذي لم أكن أنا فيه موجوداً ... فربما ساعدتك ..؟
فقالي باستغراب ... لم تكن فيه موجوداً ... قالت له نعم ... لم أحضر هذه الاثنينيه قط .. وهي أول حضور لي ... ولا اعرف عما تتحدث عنه شياً .
قال لكنك تشبه ...وأنا ذاكرتي لا تخيب ظني أبداء .... فقلت له .. لا تمدح ذاكرتك فقد اختبرتها معي الآن ... وأخبرك بكل صدق أنها لم تكن دقيقه ....... على كل حال لنتحدث ... هل يهمك ذلك الصبي في شي ؟ ( أريد معرفة سر هذا الكره الذي أره في عينيه لي ) .
قال لقد تم تسجيل كلامه من بعض رجال الامن الحاضرون تلك الليله..... وقد طلب منا إحضارك ... ومع شديد الاسف ـ فقاطعته مغضباً – أنا ؟؟ أحضاري أنا؟؟ ... فأومأ بيديه مستدركاً كلامه : أعني الصبي الذي حسبتك أياه .. ولكن مع شديد الأسف لقد طلبت منه عدم ألعوده ... كما أنني لم اعثر عليه في المدرسة الذي زعم انه يدرس بها ... وذلك ليتحقق رجال الأمن فيمن يستغله ...
فقلت مستفهماً : ولم تحضروه إذاً !!.... فماذا حصل ؟.... فزم شفتيه وشبك بين أصابعه ... وقال :- أغلقت الاثنينيه ستة أشهر ... لم تغلق منذ أسسها جدي ( فلان ) .. ثم في عهد عمي الحالي (فلان).. أي لأكثر من خمسين سنه مضت .. إلا تلك الفترة ..
أنزلت رجلي من رجلي الأخرى وقلت بصوت هادي لأبدي له أنني أريد أن أغادر ....:- أذا ... أنا لست المعني ... فهذا أول حضور لي في هذه الاثنينيه ... وكان حضوراً حافل .. بوجودك يأستاذ لقد انتهت الندوة ـ (وكان مكبر الصوت يدوي بشكر المشاركين كإجراء لانتهاء الندوة) – وقد حرمتني من الاستمتاع بها والاستفادة بسبب شكك .... هل تسمح لي بالانصراف ... وقف وصافحني بعد وقوفي واتجهت للباب وفتحته وغادرت المبنى وانا أتسأل وأقول في نفسي :-
( ماذا تنتظر من ثقيل ألطينه ... سوى الأذى والغثى ... لأنه مشبهاً على بصبي أتاهم قبل 16 سنه ... فبادرني بنظرتاً يستفز منها الفولاذ ... ويعيى على الصخرة الصماء تحملها .... ويشك أني أتيتهم صبياً ... لا ...والحمد الله أنني لم أحضر هذه الفعاليات الثقافية .. ألا وقد كبرت ... وقوى جسدي على سماع الغثاء ... والكلام الفارغ ...لو حضرت صبياً ... لا ربما أصبت بتشنج عصبي بسبب .. بعض أمراضهم السارية من نوع ( سيكلوجي – بيلوجي – كلنيكي – بجبيجي – فغافيسي – وهلم جرى ) وأمراضهم لها طرازات ( علماني – لليبرالي – أشتراكي – قومي – بعثي – حداثي – وهلم جرى ) اللهم عافنا وعفو عنا ...
ثم من هوا ذلك الصبي ... هه .. صبي يتكلم عن الإصلاح هناء ... كم هو فتى مجنون ... لو تمعن لاعلم أن من يحتاج الإصلاح هو من أتى طلباً في مساعدتهم في الإصلاح .... فهاؤلاء هم أحوج الناس للإصلاح ... ومن جميع الطرق بداية من العلاج النفسي نهايتاً بالتربيه البديلة التي تؤمن عن طريق دور الإحداث من عصي وفلكه وماء بارد لنائم فيهم ...... ثم يتلوا ذلك صعق كهربائي لجماجمهم المتعطلة لعل وعسى أن تدب الحياة في بعض الخلايا المتأكسدة .
ثم لو كان حديث هذا المغرور صحيحاً أن صبياً جاءهم ذات يوم قبل عقد من الزمن وقال ما قال ... هل يعتقد هذا المغرور أن الصبي سيعود ؟؟؟ بعد النهر والزجر والتوبيخ المقذع !!!!.... أنا لا ظن انه سيعود ... فهو سيكره كل من شاهده تلك الليلة وسيكره الثنينيات والخميسيات والثلاثينيات والاربعيات وسيكره الثقافة وما أوصل أليها من قول وعمل ... وسيكره كل من أنتسب لثقافة كره اقل قليله أطنان ... وأن عاد ... وهو ظن بعيد الأمد أن يعود..... ولكن أقول جدلاً.........أن عاد ... فأنه سيعود ليسخر منهم ... ويضحك عليهم .... ولو داخل نفسه ... أرضاءً ربما لكبريائه ......وانا لست هو ......فأنا أحب المثقفين