المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصـــــــــــــــة مقــــــــــــــــالة


البحر المحيط
10 / 09 / 2008, 49 : 06 AM
قصـــــ 1413ــــة مقالـــــ 1429ـــه


1413هــــ

لملم وريقاته وذهب مسرعاً بعد أن لبس أجود ثيابه وقد قال لأمه :- من المهم يأمي أن أذهب للإثنينيه الثقافيه ولا اريد أن أتأخر .. فساعدته أمه فكوت ملابسه وأعطته عقال والده وتهندم امام المرآه وأمه تغدق عليها بالنظرات والبتسامات ... ...(وقد رأت أمه فيه.. صبي قمحي الوجه ... نحيل .... مقبول الشكل في السادسه عشر من عمره ... كان ذو عينين متوقدة .... يكاد أن يقول من رآها أنها عينان تطرح الأسئلة ...).قالت أمه وهي تنظر أليه وهو أمام المرآة :- عند فراغك من الندوة عد للمنزل مباشره ولا تتأخر .... فأومأ برأسه إيجاباً ..
خرج من المنزل وهو يُمني نفسه بعالم مثالي ينتظره في ذالك التجمع الثقافي وسيناقشون معه كل ما يريد مناقشته ... سيتفهمون وجهة نظره ... سيأخذون بيده كما قال له أستاذه في المدرسة ذات مره ( أنت شاب تجيد طرح أرأيك ومناقشتها مع الآخرين كما لاحظت أن عندك ملكة تعبير جيده فحاول أن تحتك بالمثقفين أنهم على استعداد بمناقشة أفكارك ومطارحتك أرائك كما أنهم سيدلونك على كتب ومراجع ستفيد منها وسيرعون ملكاتك لتطويرها ) .
كانت عبارات أستاذه تمنحه الطاقة والتفاؤل فيسرع بخطاه وينتشي بحماسه وكأنه ذاهب إلى أنُاس طال شوقهم لانتظاره ... تذكر انه قال لإستاده ذات مره... (أستاذ خالد أنك قلت لي أن المثقفون سيناقشونني في ما أريد مناقشته واني أريد مناقشه الوضع الحالي ...... وما هو الحل الذي يوجد في يد المجتمع لإيجاد حل للإشكال السياسي والاقتصادي الراهن .. وتطبيقه .. - فقطب الأستاذ خالد حاجبه وقال -... مثل هذه الأمور لا تناقش في مثل تلك الأماكن ولا مع منهم في مثل عمرك انت لست سوى موهوب صغير ...ولكن على كل حال أنا متأكد أنك ستجد بينهم من سيأخذ بيدك ...في كل ما تريد أنت فقط أذهب) ... حين ما تذكر كلمة أستاذه قال في نفسه لابد أن بينهم من سيأخذ بيدي لنجد حلاً ..
أثناء مسير داهمته أحلام اليقظة فخيل له أنه واقف أمام جمهور غفير وهو يطرح مشاكل الفساد وسوء توزيع الثروات .... ويناقش حلولها مع الآخرين من مسرح عالي ... ويؤيد هذا... ويعارض ذاك .....والجمهور الغفير .... تانهال عليه بالتصفيق ....والتبجيل ... وتقول له نعم هذا ما نريد ....وهو يقول لهم هدوءا لو سمحتم من أجل سماع صوت الآخر واحترام حريته في طرح رأيه .. فيصيح الجمهور الله على احترام الرأي الأخر ...ويضجون باسمه وكأنه حاكم عربي يلوح يده وهو وسط سيارته المكشوفة والجماهير على شاطئي الطريق تهتف له عاش الريس ..عاش الريس ....عاش الريس ..
ولكنه ذهن من حلمُه وضحك على نفسه .... وقال ( حلم ساذج ومضحك..... بل ومخجل حتى ) .
كان كل ما يريده هذا الصبي أن يسأل ويجد الجواب بدون توبيخ ..... والصبر على إفهامه... وشرح بعض المسائل التي يرى أنها مصيريه ... على الأقل في مفهومه .


1429هــــ

كان المكان يعج بالمثقفين ( يقال لهم مثقفين مجازاً لتفريق بينهم وبين بني أدم ) أعني أولاك الذي تشعر أنك لست في حاجه للاستماع لهم ... فهم يتكلمون عن مواضيع مثل ( تأثيرات الجندر في شخصية بطل الرواية ) بدون ذكر مدى تأثير ارتفاع أسعار الرز على مسيرة بطل الرواية ..أو ( الإسقاط المثالي في مينلوج النص ) ولم يذكر سقوط الدولار الذي سحب معه الفقير العفو ربه الاخ / ريال السعودي ...و ( الترابط التماثلي في حراك الشخصيات الريدكاليه ) ولم يأتوا برابط منطقي واحد في تفاوت الوفرة النقدية الواردة لخزانة ألدوله مع الزيادات الحكومية الزهيدة في المقابل...... ولكثير من تلك العبارات والدراسات التي باستطاعتك أن تجهلها او تتجاهلها ولن يسبب لك ذلك في أي شعور بالفقد او الجهل . ..
كنت هناك بدعوة من صديقي أحمد ( أبن صاحب الاثنينيه الثقافيه ) ...وصدقوني لو قابلت الأستاذ/ ظاهره كلاميه في الشارع لما عرفته إلا حين ما حضرت إثنينية القوم .
كالعادة حضرت لأمرين الأول (لأستمع) والثاني (لأستفيد) تحققت الأولى جدلاً ....ولا اعلم عن الثانية شياً ...يقال أنها هاجرت لجبوتي وقد سرها المكان هناك .... كان أحد المثقفين إياهم جالساً مقابلاً لي وكان ينظر لي بعينين جائرتين في النظرة .....وكنه يرى لا أحد ... فبادلته النظرة بأحسن منها .... وكأني لا أرى أحد ... بقينا نتسارق النظرات وقد قلت في نفسي لعل هذا شخص أسأت له في ما مضى أو ربما شبه علي أحدهم من من يتذكرهم بسلبيه كبيره .... عيناه لا تصرح بالمعنى ولكنه قد صرحت بالمضمون (الكره الشديد) .
فرغ أحد المحنطين من خطبه العدم التي مسدنا بها طوال الثلاثين دقيقه عن رواية لأحدهم (تحت الطبع) وقال سيتكلم الأستاذ / فلان بن علان عن النمط الصوري في الرواية ... فإذا بصاحبي ذو العيون الجريئة هو المعني ... أصخت السمع لعلي اعرف كنهه ... كان ابيض ألبشره طويل عريض المنكبين قد بداء الشيب يغزوا شعر رأسه والذي برز في أعلى عارضيه والمسدول على إذنيه وعينين صغيرتين وحاجب كثيف .
لم أتفاجأ حين بدأ بدون الحمد لله وصلاة على النبي ... بل سلام ثم أكال المديح كيلاً للمحنط الذي سبقه حتى شعرت أنه يعني الجاحظ ..... صبرنا وما صبرنا إلا بالله ..حتى فرغ من المديح .. ورام دخول أصل الموضوع والذي قال المحنط عنه ( النمط الصوري في الروايه ) .
تنحنح وسعل وعطس وكح وقال : أن ألصوره النمطية لرواية الأستاذ الكبير _ وأشار بيده إلا أحدهم ( صاحب الرواية على ما أظن) _ لم تختلف عن رواياته ألسابقه كانت تحمل نفسه وإسلوبه في تراجيديه الصور ... وتراتب الخلفيات لابطال الروايه وهو يتميز بذلك النوع من التصوير الخلفي في كتاباته عن بقية رواة العالم وأدبائهم ..( يا كبرها) .. وأسترسل يصف التصوير في الروايه ... يقول أن أختيار الاستاذ لألوان الخلفيات وملابس الأبطال كان منطلقاً من ذائقه فنيه أرى أن لا عيب في أن يستفيد منها الرسامون التشكيليون في الرسم فالبطل في الفصل الأول لبس كذا وحين ما كان الفصل الثاني في الرواية الفلانيه كان لونه مختلف متناسقاً مع الأحداث الدائرة في ذلك الفصل والخلفية لذلك النص ....وهلم جرى ...
بعد أن فرغ الأخ ابو شلاخ البرمائي ... عاد فجلس مكانه ...وقد بادرني النظره قبل أن يستوي جالساً ... فقلت في نفسي هذا من الأهمية بمكان ... أن يراني قبل أن يطمئن في جلسته .
جاء بعده مثله .....ثم نودي بالعشاء .... على أن تكون تكملة الندوة بعد وجبة العشاء ..
بعد فراغي من الطعام وعند خروجي من المغاسل على يمين باب المجلس او القاعة .. فاجأني الخ ذو النظرات الناريه يبادرني بذكر أسمه ...قال معك فلان بن علان .. فرديت عليه مرحبا أي خدمه ...ولم أعرفه باسمي ليقيني أن ذلك كان هدفه ... فقال ما تعرفنا على الأخ قلت له مدعو ومن دعاني يعرفني ... تريد شي آخر .. فقطب حاجباه وأدبر ... للقاعه.
دخلت القاعه وغيرت مكان جلوسي فجلست في الجهة اليمنى ... وكانت القاعه تدوي دوي النحل ...
هذا يعرف بأحدهم لصديقه :- أعرفك على الأستاذ الشاعر الكبير / (نكره بن مجهول) ... فقال المعرف له ... الله الله .. هذا معروف ومن لا يعرف الشاعر الكبير مرحبا مرحبا ...ومن لا يعرفك أستاذي .... ( فكدت أن ارفع يدي وأقول انأ لا عرفه)
وهناك أحدهم يقول لصاحبه ... فرغت من كتابه مقال وارغب منك أن تكلم فلان يكلم لي علان من اجل أن يتوسط في نشره في الصحيفة الفلانيه ..ولا مانع لدي من أن ينقحها إذا أراد ..او حتى يغير وجهة ألفكره ... فأنا مستعد !! ( قلت في نفسي لماذا تكتب إذاً ...ليكتب هو ويذيلها باسمك !)
وآخرون هناك اجتمعوا على أحدهم وكادوا ان يسبحون بحمده لولا تواضع الأخير ...( قلت في نفسي .. أثينية أمسكلي وأقطعلك ......أمدحني وأمدحك) ..
طب طب ( تحرك المكرفون ) خف الدوي وبداء الحضور يأخذون مقاعدهم ...


1413 هــــ

اقترب الصبي الحالم من مجلس الاثنينيه .... وصعد الدرج كان يتوقد حماساً مخفياً وراء ذلك ارتباكه .... نظر للمرآة التي على يسار الداخل مع الباب عند المغاسل بلمحه سريعه – هه العقال على مكانه والشماغ مرتب بشكل جيد تمام – واصل ودخل القاعه ليلفحه موجة من الهواء البارد التي تضخها وحدات التكيف ألمركزي في تلك القاعه... صأحبها موجة من الارتباك حين رأى العدد المهول من ذوي الهيئة الحسنه والهندام الراقي قد ملوا المقاعد تقريباً ..وكان مكبر الصوت يدوي ... فسمع حينها المتكلم يرحب بالحضور ويثني على بعض الأشخاص الذي سبق أسمائهم لقب (دكتور) .
مشى بخطوات متخوفه يريد أن يجد مكان قريب من ألمقدمه وفي نفس الوقت كان يحاول احترام المكانه ولباقة الجلوس فذهب وجلس في الجهة ليسرى في أخر كرسي فارغ من المقاعد ألطوليه على جانبي القاعه والتي أخذت شكل حلقه ووضع وريقاته على فخذيه وبداء الاستماع ...
رحب صاحب الكلمه بالدكتور / فلان إستاذ في الجامعه الفلانيه والذي سيلقي على أسماعكم بداية موضوع هذه الليله فليتفضل مشكوراً .. تقدم الاستاذ إلى ذلك الكرسي على المنصه وجلس وسلم على الحضور .. وشكر المقدم على الإطراء ... ومدح بعض الحضور ..
حينها لفت انتباه الصبي شي ما في الجهة ألمقابله للمنصة على يمينه حينها رأى المقاعد قد غصت بالحضور .... فقال في نفسه ... ماذا سيكون مستوى تفاعلهم معي خاصتاً إن موضوعي يمس معيشتهم وحياتهم الخاصة .... سرح في تأملاته وعاد قراءة وريقاته وبداء يرتب نصه فمسح وأضاف .. لتليق بهذا الجمهور الكبير ... وأثناء ذلك أنتبه أنه قد فاته متابعة الدكتور وقال في نفسه (لا يجوز أن لا أنتبه لحديث الآخرين ... وأطالبهم أن ينتبهوا لحديثي ... طوى أوراقه وشدد انتباهه لمحاضره الدكتور .
كان الحديث يدور حول تاريخ الإحساء في أدب الجزيرة العربية .... - موضوع لم يرق له ..مع حبه لشعر -... فتذكر انه سمع من أحد الأدباء ذات يوم : أن الشعر ينطلق من الإنسان لا المكان ... ففي كل بلد شعراء .... وسيبقى الشعر مادام هناك إنسان يقوله وإنسان يتلذذ لسماعه .... وأن جغرافية الشعر ... هي التي جعلت الشعر ... خطوط حمراء كلتي في الخرائط ... التحديد الحدود ألسياسيه) استرسل في أفكاره ورحل عن مضمون الندوة التي لم ترق له ليستعيد أحاديث مطوله مع أصدقائه ومعلميه وبعض أبناء عمومته عن الشعر والأدب وأجود القصائد والشعراء ... ( ونسي أنه لا يجوز أن لا ينتبه لحديث الآخرين )
استفاق من سرحانه على صوت المحاضر يقول هل أحد من الأخوة الحضور يعرف أبيات لشاعر من شعراء الإحساء في القرن الماضي ... شعر ألصبي أنها فرصته للوصول للميكرفون ولو بطريقه ليست مباشره للموضوع الذي يريد مناقشته ..... فلما هم بالمداخلة ...بدأت تزداد ضربات قلبه ويندفع الدم في وجهه وشعر بتعرق كفاه ..... فشد على نفسه ورفع يده ...


يتبع

البحر المحيط
10 / 09 / 2008, 53 : 06 AM
1429 هـــــــ.

قال المقدم بعد السلام على الحضور نرحب بالأساتذة الكرام الذي أجابوا دعوه والدنا الأستاذ / فلان بن فلانتين (وطبعاً هو صاحب الاثنينيه ) وهم كل من الدكتور فلان والدكتور فلان والأستاذ فلان والصحفي فلان و...و....و...و. الخ .
ونبدأ الجزء الثاني من ندوتنا المباركة مع الأستاذ / علان بن فلان فليتفضل مشكور معلقاً على من سبق من نقاد النص موضوع الندوة .(كان الموضوع على ما يبدوا رواية لأحدهم) ..
قام الأستاذ/ علان ... للميكرفون وبداء بابتسامه كنت اعتقد للوهلة الأولى أنه يسخر أو يمازح بها الحضور ... فقد كانت مبالغ فيها بتكلف فج .... خلع الميكرفون من مكانه وقال سأتكلم وأنا واقفاً احتراماً لم سبقني وصمت وكأنه يستجدي التصفيق استجداءً ...ثم بعد ما أروا غروره من تصفيق الجمهور بداء يثني على من سبقوه أما أنا فسرحت في كلمة (نقد) تلك الأسيرة بين جدران هذه الاثنينيه وكأنها عراقيه في عنابر أبو غريب ... قد استبيحت كرامتها بلا وجه حق وعلى يد من لا يخاف الله جلا وعلى .
...بحثت عنها ..وعنها .... ما هي كلمة (نقـــــد) ...هل لها صلة قرابة من السيد سيء ألسمعه (منقود ) أو ربما هي من عائلة الشيخ (نقود = يعني دراهم) على كل حال وأي كانت أصولها وفصولها ... فقد مسح بكرامتها في هذه الثنينيه بالأرض ونظفت بها القذارة .. والله المستعان على ما يصفون .
كنت اعرف النقد ... أنها أداه لتفكيك النص وجمع الصور وتتبع أبداع التصوير وتشريح الأخطاء ... (كنت... وكلمة كنت من الماضي المحض) ....أما الآن وفي هذه الثنينيه فهي ..... مدح الشخص وترقيعه ونفخه بعيداً جداً عن النص ... لدرجة كاد يقال له
دع المكارم لا تسعى لبغيتها ....... فقعد فإنك الطاعم الكاسي
وكنت سأشرع في سرحاني الجميل عن دراسة مضمون النقد كما كان يا ما كان في قديم الزمان ......لولا تحرك المقعد المشترك الذي أجلس عليه بقوه فانقطعت علي سلسلة أفكاري بكل فجاجه لانتبه مغضباً وأقول في نفسي - من هذا الذي جلس بجواري وكنه ملقى من الطابق العلوي -.... فنظرت له مشدوهاً فإذا به أبو عيون جرئه والذي ربما انه لا يرى في الندوة غيري قد سره خروجي من سرحاني وبادرني قائلاً بفجاجه :-
عذراً على الإزعاج .... انأ أبن أخ الأستاذ صاحب الاثنينيه ...وقد سبق وان عرفُتك باسمي ولم تخبرني باسمك .. وانأ لم أشاهدك من قبل .. ولذلك سألت عنك فلم أجد أحد يعرفك ....
فقلت له ....... أمهتم لهذه الدرجة بمعرفتي .... أسأل الأخ أحمد أبن صاحب الاثنينيه يخبرك من أنا ومن دعاني ....
قال بن عمي ...؟!!
قلت نعم ...
قال الأخ بدوي صح ... قلت على حسب مفهومك نعم ...
لم تجز له كلمتي على حسب مفهومك صرف نظره وصرفت نظري عنه ... بقي بجواري قليلاً وكأنه على راسي .. قبل أن يبادرني مرة أخرى
أمن سكان الإحساء أو انك هنا بحكم الوظيفة مع احمد ( ظن أنني زميل لأحمد وهو مدرس )
فتجاهلت سؤاله لنني لا ارغب في تحقيق رغبته في أن يحقق معي فقلت له :- مرحبا ..هل كنت تكلمني .
قال سلامتك .... ونهض وكانه جبل أنزاح من صدري .


1413هـــ

أنتبه له الدكتور وقال أنت تعرف أبيات لشاعر من الإحساء عاش في القرن الماضي ؟؟
تجاهل الصبي سؤال الدكتور ...ووقف متجرداً من ارتباكه ...وأستأذن... بالاقتراب والتحدث من الميكرفون مباشره ... وهو حينها لا يعرف ماذا سيقول حين يصل للميكرفون ..كل ما في الأمر أن في يديه وريقات يريد أن يتلوها أمام الجميع ....كلمه يراها مصيريه في وجهة نظره أهم من كل ما يقولون ...... إلا أن الدكتور لم يرغب منح هذا الصبي الميكرفون ... وقال بأدب مصطنع أرتاح وقل ما عندك من مكانك .... فتصلب واقفاً وهو يفكر بسرعة ... ويقول في نفسه أنا لا اعرف أي بيت شعر لشاعر من الإحساء وفي كل العصور ... ولكن ما افعل؟!! ... التفت الصبي ..وقد تصبب وجهه عرقاً إلى الجمهور الغفير ...وقد شخصت له الأبصار ..ومدت له الأعناق ... فزاد ارتباكه ..وكاد أن يقف قلبه .... فأشار احد الجالسين في الصف الأمامي للمقاعد ألمعترضه في وسط القاعه حينما رأى أن الصبي مرتبك بشده..... أكمل يادكتور ...أكمل يادكتور ..لربما أن الأبيات ضلت عنه ..... أستعاد الدكتور وضعية جلوسه وأسند ظهره .... ليبدءا الكلام ولكن لفت انتباهه أن أصبي لا يزال واقفاً ...ووجه لقلب القاعه ...على الجمهور مباشره .. وبعض الجمهور يشير له أن أجلس ...والبعض الآخر كان يضحك .. ولكن بدون جدوى ...الصبي لازال واقفاً... فزدادت الضحكات .... حاول الدكتور أن يكتم ضحكته وهو يقول اجلس ياولد ...شكراً للمشاركتك يأبني ..ثم أطلق سراح ضحكته وهو يتمتم لقد استفدنا منها ...فنفجر الجمهور ضاحكاً
بداء الصبي يشعر بالدماء في وجهه حتى أنه لم يستطع أن يرمش بعينيه ... وفي حاله من التشنج ...نظر للأسفل إلى أوراقه التي بين يديه ... أخذ نفساً عميقاً متتابع ومتقطع ... وكأنه للتو خرج من مرثون طويل ....
أراد ينظر لكلماته ولكن لم يستطع فقد .. تشبع وجهه من الدم ... حتى تقاطرت عيناه دموع ... من شدة الحرج ... وبدأت يداه ترتعش بشكل كبير جداً ... حاول أن يثبت نفسه فلم يستطيع .... الرعشة بدأت تنتشر في كل جسمه .... سمع تلوي بطنه ... وطقطقه ظهره ..... شد على نفسه ألا أقصى الدرجات ..... وبدا ينفخ الهواء من فيه بعد أن حلق بشفتيه كمن يشرب ماء ....أهووو أهوووو أهوووو - والجمهور والدكتور حينها في حاله من الذهول من هذا الشاب الذي كل ما أراد أن يقوله ... بيت شعر ... فدخل في حالة من الارتباك متأخرة .. (هذا ما ظنوه) ... أما الصبي فبعد تكرار عملية النفخ ...أهووو أهوووو .... شعر بنوع من التحسن .... فشرع يتلو كلمه بصوت متهدج ....قد منحه كل ما في صدره من هواء ...
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله ربا العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبدالله وآله وصحبه أجمعين
:- أبائي الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-


يتبع

البحر المحيط
10 / 09 / 2008, 57 : 06 AM
1429هــــ

أستويت في جلستي ....وقد تنفست الصعداء بعد رحيل الثقيل جداً... وحينها سمعت المتكلم على الميكرفون والذي يتكلم واقف تزلفاً... ومعلقاً على كلمة ابو عيون جرئيه وصحبه ... حيث قال أن النمط الصوري للروايه قد فسر لنا مثالية الراوي .... وثقافة الناقد ... حيث تحل الألوان مراتب في سيكولوجية الإنسان حسب ترتيب طول أمواج اللون ... وردة فعل ذلك على انطباعه العام ..... بتأثير فيزيلوجي من الدماغ .... و ...و....و... ( قلت في نفس ... هل نجح العلم الحديث في استنساخ على المحمود ؟!!)
رحم الله العقول التي من الله علينا بها ... لنتفكر في ملكوت الله .... فسيئ استخدامها عند بعض القوم ... فملوها بالكلام الفارغ ... الذي لو فصلته كله ....ثم جمعته...وقسمته ...وضربته .... ثم سميت بسم الله ..وطرحته ... اكتشفت ... انه لا يوجد فيه شي يستفاد منه وتفهمه على الوجه الصحيح ...ألا ... حروف الهجاء التي كتبت بها .....
انا لا اعلم لماذا لا يتكلمون بلغة مفهومه ... وسهله على المتلقي .... أليس هذا هدف المثقف ألأول ... هو تبسيط المفاهيم وجعله ابسط لفهم ألعامه ؟ ...
ومن المفارقة العجيبة .. هو عندما تعلم أنهم يحرفون الحديث من أجل .. إضافة مصطلحات ...رغم أنف النص ... والحاجة .... ويدمجونه في كلامهم قسراً .... لما يظنونه أنه ...ربما يمنح نصهم نوعاً من الآلق ولامعان ...والعلمية المزعومه ... وهو ما لا يحتاجه النص بل ربما .... شوش ألصوره الواضحة في النص ... أمثال ( سيكولوجي – أثربيلوجي – ميتافيزيقي – ريدكالي – ديالكتيكي ..... وهلم جرى ) .... كيف يدعون أنهم مثقفون ...والمثقفون هم من يفسرون الظواهر ويعيدون قراءتها بشكل مبسط للعامة ..... ونحن ألعامه نرى أن مثقفونا في حاجه لشخص آخر .... يقرأهم كظاهر تحتاج إلى تفسير ...... وأظن أننا لن نجد سوى تفسير علماء عزيز مصر الذي أخطئوا في تفسير رؤيا عزيزهم .... بتفسير ظاهرتنا (قالوا أضغاثُ أحلامِ وما نحنُ بتأويل الأحلامٍ بعالمين) .
وقطع استرسالي ... للمرة الألف الثقيل ذو العيون النارية وهو يفاجئني ويقول لي ....
أهلاً بالقحطاني ... أنا أول ما شفتك عرفتك ... ولكن تعرف مضى على ألقاء الأول قرابة ستة عشر سنه .. الأمر الذي جعلني أحاول التأكد هل هو أنت أم لا ...!
قلت تعرفني أنا ؟!! .. لا ذكرك ... ومتى ؟!! من ستة عشر سنه... لاذكر !!...
قطعني قائلاً :- لا ... لا ... أنت لا أظن أنك تتذكرني ... ولكني أذكر ... وأذكرك جيداً .... سألت أحمد بن عمي عنك .. وأخبرني ..
قلت له :- إذاً ... وقد أبديت له تذمري من محادثته .... لم حملت له من صوره سابقه سيئة بسبب نظراته المغروره لي .
قال أريد محادثتك لأمر مهم بيننا ألآ خرجنا من ألقاعه ... فصوت المكبر عالي ....
لم أرى بد من الخروج معه ... لأنهي هذا الأمر الذي لا أعرفه .. ولا ماذا يريد هذا المغرور .....أومأت براسي ....وقلت له طبعاً .... وخرجت معه .
تجاوزنا باب ألقاعه وانحرف يميناً متجهاً إلى باب خشب كبير على يسار المغاسل ويمين الداخل للقاعه ... فتحه ودخلت فدخلت معه ... كان شبه مكتب جزأً من حائطه ألمنيوم .... وفي اقصأه طاولة مكتب فيها بعض الكتب والمجلدات .... أومأ لي بالجلوس على الأريكة ألمقابله للمكتب وقال تفضل ....وجلس أمامي على المقعد الدوار الذي أمام الطاولة مقابل لي مباشره .....وقال : مرحباً بك ....ياقحطاني ... هل قد زرتنا سابقاً .. أعني في هذه الأثنينيه ؟
وضعت رجلاً على رجل ... واصطنعت التذكر ...ثم قلت له ..... لا ... لا فيما أذكر .
ربما أنك نسيت ... لقد كان هذا قبل ..... ستة عشر سنه كما قلت لك .... أنه وقت طويل ... وربما كانت حادثه ليست مهمه في حياتك .... فنحن ننسى الكثير من ذكرياتنا ...والتي لا تعتبر مهمه في حياتنا ؟؟!
قلت بنوع من الضجر منه ومن أسلوبه ألتحقيقي ... إذا كان هناك شي تذكره لي و يهمك ... فأخبرني عنه ... بدلاً من أسلوب الفوازير ......أنا لا أذكر شي ألبتا .... يتعلق بك ...أو بثنينيت عمك ..... فأختصر ما عندك ... أنني ارغب في أكمال سماعي لندوه ....
استعدل في جلسته ....ونظر ألي ...ورسم ابتسامه دبلوماسيه ساذجة وقال :-


1413هــــــــ

لقد شجعني أستاذ لي للحضور لكم ... وطرح هذا الموضوع أمامكم ... وهو عن المستوى المعيشي ولاجتماعي لبلدنا فبعد غزو العراق للكويت قبل ثلاثة سنوات ونيف .... وما صاحبه من استنزاف لاقتصادنا الوطني ...وما تلا ذلك ... من تكاليف الحرب والتحرير .... كشفت أمامنا القاعدة الهشة لاقتصادنا .... ولمؤسساتنا ألسياسيه ...كما كان دخول الكويتيين في بلادنا .... وطريقة تعاملهم مع بعض الأنظمة ألسياسيه والمالية مع حكومتهم المؤقتة في الطائف ..... أمر جعلنا نرى بلدنا في صورة بلد متخلف ... في نظامه فهو يدار بشكل القبيلة الكبيرة ...يحكمها شيخها والذي يعتبر هو دستورها الأوحد ... وأن كان الحكومة قد ألمحت أنها في سنتين القادمتين ستطرح نظام ستسميه نظام الحكم ...والمناطق ... إلا انه لم يعرض كاستفتاء او ... لمناقشة بنوده بين ظهراني الشعب السعودي الذي هم قطب رحاء هذا النظام فهو خارج دائرة المشاركة فيه .... وكلكم تعلمون أيه الأخوة .... ( فشرق بريقه .... فتنحنح ..... والجمهور ينظرون لهذا الصبي ...الأحمق ...بعضهم قال في نفسه .... هذا شاب مستغل من أحدهم .... ليتدرع به ...فيقول هذا الكلام الذي كتب له وقاله الصبي لان .... وآخرون تسألون ... ما أطول بيت الشعر الذي يقوله هذا الفتى ... كم هو متناسق مع موضوع هذه ألليله ... تاريخ الإحساء في شعر الجزيرة العربية .... وآخرون .... اعتقدوا أنه شاب متحمس مع بض دعاة ألمطالبه بلجنة الحقوق الشرعية والتي كانت تقرع في ذلك الوقت .... بين المثقفين ... بشكل سري يناقشون تفاصيلها ...) أستمر الشاب قائلاً بصوت مبحوح من ألشرقه ... أن مجتمعنا السعودي .... حفظه الله من الفتن .... قد سئم تجاهله ...وعدم إشراكه في صناعة المستقبل ....من خلال بنا الحاضر ...و اختصار الأمر ...في فئه لا نشك في حبهم لوطنهم ولكن مهما كانوا فهم ينظرون للأمور من وجهه نظر وأحده تصيب أحين وتخطئ أحياناً ... وأن من حزم الأمور أن نناقش هذه ألليله ..في آلية تشكيل النواة الأولى لمؤسسة مدينه تكون ذراعاً آخري تساعد في بناء هذا الصرح الكبير ... والإسراع في تنميته ليكون مهيئا للمرحلة ألقادمة وأرض خصبه لجيل قادم يظن فيكم الكثير من الحب والرعاية له والخلاص لمستقبله .... أن ألمطالبه بإصلاحات لا يكون ألا من خلال أليه خارج العنصر المراد إصلاحه ....والعنصر المراد أصلاحه هو نظام وآلية الحكومة .... فلابد من أن تصلح من خارجها ... والمهيأ للعب هذا الدور وبكل جداره ..هو الشعب نفسه بما يملك من كوادر علميه مثقفه ..ومتخصصة في نفس الوقت ...ولن يكون ذلك بالإمكان الأمن خلال مؤسسه لا حكوميه ... تنطلق من الشعب حصراً وبدون أي تدخل من الحكومة ... لتكون حرة ومنصفه وقادرة على مهمته الأساسية ...وهنا لا بد من مؤسسه تنظم ذلك وهي بتأكيد مؤسسه مدنيه تنبثق من روى الشعب وحاجاتهم ....تحت أي أسم وأي وصف كان ...على الأقل في فترة الميلاد ...
وأن اعتقاد الذي يقول ... أن الدولة نادت بالإصلاح وأنها هي من ستقوم بذلك من خلال مؤسسات ستعتمد إيجادها .... وأنها من خلال ذلك ستنجح .. فهو واهم ... أن من يكون جزء من المشكلة لا يكون جزء من الحل .. والحكومة هي الحكومة لو قاومت الفساد والاستخدام السيئ لسلطه لما وقعنا نحن فيما نحن فيه .... لأن .... فهم هم لم يتغيروا ...
ومن كان يعتقد أن طريق إصلاح الأمم والشعوب ... سيكون قطف زهور ...وتمشي في الحدائق فهو واهم ... بل هناك ضريبة سندفعه من حريتنا .... ومصالحنا ... فهل نحن مستعدون ..
حينها تدخل الدكتور وقال :- ياولد الحديث يدور حول الشعر والإحساء ... وليس هذا موضوع ألليله ...وأشار بيده لرجل هناك ...فهم إليه ... فلتف الصبي ...بوجه محمر معرق .. وعيون مرهقه ... للقادم فكان رجل أبيض عريض المنكبين .. صغير العينين ... اقبل له وقال تعال معي وشده من ذراعه .... وهو يصطنع الضحك ويوزع الابتسامات هنا وهناك والصبي يتبعه قد شد بذراعه .... والجمهور ....والحضور ... منهم من يضحك ... ومنهم .... من يسب ويشتم ... ومنهم من يقول هذا أداه لأحدهم أستغل صغر سنه وحماسه ...... وآخرون غيرهم رفعوا أصواتهم ..... هذا مغسول المخ .. من أعداء الوطن ... والرجل يشد الصبي من ذراعه خارجاً به إذ برجل كبير في السن قد شده بيده الآخرى....فلتفت الصبي له - فكان ابيض مخنجر الحيه قد غلب عليها الشيب .. ذو غترة بيضاء مسدوله - وقال له .... انت فاسد الفكر يا ولد ... روج لخبثك خارج هذا المكان ... والشاب يستمع في ذهول ..ماذا فعل هل خان الأمه .... هل خل بمبدأ الوطنيه ولولاء ... هل كفر بالاسلام ... هل أذى الوطن ؟!!!....كانت ردة فعل الصبي قويه فقد كسرت مجاديفه ... أهتز كيانه ... هزم في يوم اعتقد انه ميلاده ...طعن حماسه أعتقدهم عالماً مثالياً .... فلما كل هذا ؟!
خرج به الرجل الذي كان يقتاده بذراعه ..... من باب القاعه .. وانحرف به يساراً ودخل به من باب ... خشب وغلق الباب خلفه .....كان مكتب ... فارغ .. بعض جدرانه مكونه من حواجز ألمنيوم ..كأن مشدوهاً فلم يهتم بتفاصيل المكان ..
سأله الرجل وقد اتكاء بأخر ظهر على حافة الطاولة مواجهاً الصبي الواقف أمامه ...وقال بنبره مرتفعه ما أسمك ... قال الصبي : فلان القحطاني .. فقال من الذي أعطاك هذه ألورقه ... قال الصبي انأ الذي كتبتها .. فقال أحقاً آنت الذي كتبتها .... فرد الصبي بصوت متخوف : نعم .....استعدل الرجل من وقفته وقال له : إذاً اسمع .. هذه اثنينيه أدبيه .. ولا دخل لنا ..فيما تقول .... فقال الصبي وهو يصنع نوعاً من ألابتسامه بصعوبة : ولكني هنا من اجل أن تساعدوني .. وتناقشوني ... فرد الرجل بنبره أعلى :لا نريد ألمناقشه معك .... اسمع يا ولد ... لا نريد أن نراك هنا مره ثانيه ...أسمعت ... غادر ... ولا تعد إلى هنا .... هم الصبي بالمغادرة .... فناداه الرجل من أي مدرسه أنت .... فخاف الصبي .. من أن يئسي لسمعته عند أستاذه ... فقال ... من مدرسه الأمين ( وقد كذب ) .. فأومأ الرجل برأسه وقال : الأمين ... طيب .... في أمان الله .... لا نريد أن نراك مره أخرى .


يتبع

البحر المحيط
10 / 09 / 2008, 02 : 07 AM
1429هــــــ


ياقحطاني ... لقد زرتنا في وقت مضاء كنت صغير أظن أن عمرك في بداية البلوغ .... كنت صبياً وقد وقفت لأمراً ما ..ولكنك حاولت تغيير موضوع تلك ألليله .... قد كنت خائفاً جداً ... وقد قلت كلاماً كثيراً ... عن أزمة الخليج وعن وطننا ... وإصلاح وأمور أخرى ... لا أذكرها ....ألا أنك قد ذكرت أن أحد أساتذتك شجعك ... وانك تدرس في مدرسة ألامين ولكنك لم تكن صادقاً .... ولقد سحبتك أنا بطلب من عمي .. الذي نهرك وقال انك فاسد ألفكره .... وقد زاجروك الكثير من الحضور ونهروك ووبخوك ...وقد أتيت بك إلى هذا المكتب .... - والتفت في جنبات المكتب وستمر قائلاً :- ربما تغير عليك المكتب ولكن ليس كثيراً .... الأثاث فقط تغير.... أطلاء هو نفسه – ثم قال مبتسماً – ربما يساعدك ذلك في التذكر .. قاطعته ساخراً :- ممتاز المساعد .. الطلاء !! ثم قهقهت تصنعاً .. ثم وضعت رجلاً على أرجل الأخرى وقلت له :- على كل حال .. هل تذكر ما قلت أناء في ذلك اليوم الذي لم أكن أنا فيه موجوداً ... فربما ساعدتك ..؟
فقالي باستغراب ... لم تكن فيه موجوداً ... قالت له نعم ... لم أحضر هذه الاثنينيه قط .. وهي أول حضور لي ... ولا اعرف عما تتحدث عنه شياً .
قال لكنك تشبه ...وأنا ذاكرتي لا تخيب ظني أبداء .... فقلت له .. لا تمدح ذاكرتك فقد اختبرتها معي الآن ... وأخبرك بكل صدق أنها لم تكن دقيقه ....... على كل حال لنتحدث ... هل يهمك ذلك الصبي في شي ؟ ( أريد معرفة سر هذا الكره الذي أره في عينيه لي ) .
قال لقد تم تسجيل كلامه من بعض رجال الامن الحاضرون تلك الليله..... وقد طلب منا إحضارك ... ومع شديد الاسف ـ فقاطعته مغضباً – أنا ؟؟ أحضاري أنا؟؟ ... فأومأ بيديه مستدركاً كلامه : أعني الصبي الذي حسبتك أياه .. ولكن مع شديد الأسف لقد طلبت منه عدم ألعوده ... كما أنني لم اعثر عليه في المدرسة الذي زعم انه يدرس بها ... وذلك ليتحقق رجال الأمن فيمن يستغله ...
فقلت مستفهماً : ولم تحضروه إذاً !!.... فماذا حصل ؟.... فزم شفتيه وشبك بين أصابعه ... وقال :- أغلقت الاثنينيه ستة أشهر ... لم تغلق منذ أسسها جدي ( فلان ) .. ثم في عهد عمي الحالي (فلان).. أي لأكثر من خمسين سنه مضت .. إلا تلك الفترة ..
أنزلت رجلي من رجلي الأخرى وقلت بصوت هادي لأبدي له أنني أريد أن أغادر ....:- أذا ... أنا لست المعني ... فهذا أول حضور لي في هذه الاثنينيه ... وكان حضور حافل .. بوجودك بأستاذ لقد انتهت الندوة ـ (وكان مكبر الصوت يدوي بشكر المشاركين كإجراء لانتهاء الندوة) – وقد حرمتني من الاستمتاع بها والاستفادة بسبب شكك .... هل تسمح لي بالانصراف ... وقف وصافحني بعد وقوفي واتجهت للباب وفتحته وغادرت المبنى وانا أتسأل وأقول في نفسي :-
( ماذا تنتظر من ثقيل ألطينه ... سوى الأذى والغثى ... لأنه مشبهاً على بصبي أتاهم قبل 13 سنه ... فبادرني بنظرتاً يستفز منها الفولاذ ... ويعيى على الصخرة الصماء تحملها .... ويشك أني أتيتهم صبياً ... لا ...والحمد الله أنني لم أحضر هذه الفعاليات الثقافية .. ألا وقد كبرت ... وقوى جسدي على سماع الغثاء ... والكلام الفارغ ...لو حضرت صبياً ... لا ربما أصبت بتشنج عصبي بسبب .. بعض أمراضهم السارية من نوع ( سيكلوجي – بيلوجي – كلنيكي – بجبيجي – فغافيسي – وهلم جرى ) وأمراضهم لها طرازات ( علماني – لليبرالي – أشتراكي – قومي – بعثي – حداثي – وهلم جرى ) اللهم عافنا وعفو عنا ...
ثم من هوا ذلك الصبي ... هه .. صبي يتكلم عن الإصلاح هناء ... كم هو فتى مجنون ... لو تمعن لعلم أن من يحتاج الإصلاح هم من أتى طلباً في مساعدتهم في الإصلاح .... فهاؤلاء هم أحوج الناس للإصلاح ... ومن جميع الطرق بداية من العلاج النفسي نهايتاً بالتربيه البديلة التي تؤمن عن طريق دور الإحداث من عصي وفلكه وماء بارد لنائم فيهم ...... ثم من صعق كهربائي لجماجمهم المتعطلة لعل وعسى أن تدب الحياة في بعض الخلايا المتأكسدة .
ثم لو كان حديث هذا المغرور صحيحاً أن صبياً جاءهم ذات يوم قبل عقد من الزمن وقال ما قال ... هل يعتقد هذا المغرور أن الصبي سيعود ؟؟؟ بعد النهر والزجر والتوبيخ المقذع !!!!.... أنا لا ظن انه سيعود ... فهو سيكره كل من شاهده تلك الليلة وسيكره الثنينيات والخميسيات والثلاثينيات والاربعيات وسيكره الثقافة وما أوصل أليها من قول وعمل ... وسيكره كل من أنتسب لثقافة كره اقل قليله أطنان ... وأن عاد ... وهو ظن بعيد الأمد أن يعود..... ولكن أقول جدلاً.........أن عاد ... فأنه سيعود ليسخر منهم ... ويضحك عليهم .... ولو داخل نفسه ... أرضاء ربما لكبريائه ..


تقبلو تحياتي

ابو مي
10 / 09 / 2008, 13 : 06 PM
موضوع فريد

وأسلوب وحبكه رائعة

سلمت أناملك أيها البحر

يعني على طول الموضوع كان يستحق القراءه بجدارة

تحياتي لك

أبو ياسر
11 / 09 / 2008, 27 : 05 PM
قرأت هذا الموضوع قبل الإفطار بالأمس .. و أذن المؤذن و أنا لم اتمه بعد .. فلم أسطع أن أصرف عيني عنه حتى أنهيته ..
البحر المحيط .. صدقاً استمتعت بكل لفظة في هذا الموضوع المتين .. لقد مزجت يا سيدي بين الأدب والنقد معاً فظهرة هذه القصة لوحة فانية تضاهي بجمالها لوحات دفشني .. وما أعجبني هو عرضك لقصة هذا الطفل الصغير .. و أجدني أوافقك القول حيال المصطلحات الممططة التي يتشدق بها كتاب اليوم .. فأحسنت و أجدت ..
نعم .. نريد روح هذا الطفل الصغير في أشياخ القلم الكبار .. نريد من يتكلم عن آلمانا و آمالنا .. بودي لو عرفنا هذا الطفل البدوي من هو الآن!!

البحر المحيط .. هذه المقطوعة لم أقرئها فحسب بل سمعتها و شاهدتها و عشتها ..
فشكراً جزيلاً لك ..

البحر المحيط
13 / 09 / 2008, 37 : 02 AM
موضوع فريد
وأسلوب وحبكه رائعة
سلمت أناملك أيها البحر
يعني على طول الموضوع كان يستحق القراءه بجدارة
تحياتي لك


شكراً أخي أبو مي ..

موضوع الموضوع ...هو من فرض الطول كموضوع حتمي .


تقبل تحياتي

أسيل
13 / 09 / 2008, 58 : 04 AM
قصـــــــــــــــــــــــــه رائعه
واسلوب اروع
يعطيك العافيه

البحر المحيط
14 / 09 / 2008, 37 : 12 AM
قرأت هذا الموضوع قبل الإفطار بالأمس .. و أذن المؤذن و أنا لم اتمه بعد .. فلم أسطع أن أصرف عيني عنه حتى أنهيته ..
البحر المحيط .. صدقاً استمتعت بكل لفظة في هذا الموضوع المتين .. لقد مزجت يا سيدي بين الأدب والنقد معاً فظهرة هذه القصة لوحة فانية تضاهي بجمالها لوحات دفشني .. وما أعجبني هو عرضك لقصة هذا الطفل الصغير .. و أجدني أوافقك القول حيال المصطلحات الممططة التي يتشدق بها كتاب اليوم .. فأحسنت و أجدت ..
نعم .. نريد روح هذا الطفل الصغير في أشياخ القلم الكبار .. نريد من يتكلم عن آلمانا و آمالنا .. بودي لو عرفنا هذا الطفل البدوي من هو الآن!!
البحر المحيط .. هذه المقطوعة لم أقرئها فحسب بل سمعتها و شاهدتها و عشتها ..
فشكراً جزيلاً لك ..



أخي مجمع البحرين ...

شكراً مرورك ....

نعم صبي مجنون رغم طموحه النبيل ... اراد من الشوك العنب ..

هل تصدق .... اني اضحك كل ماتذكرت ظنونه ... حين ظن ان الفارغون عندهم ما يعطونه .

شكراً لموروك

كيان إنسانه
14 / 09 / 2008, 35 : 01 AM
وي وي وي

تعبت بس ماندمت اني قريت موضوعك

مشكووووووووور اخوي


تقبل مروري

البحر المحيط
14 / 09 / 2008, 51 : 09 PM
قصـــــــــــــــــــــــــه رائعه
واسلوب اروع
يعطيك العافيه


شكراً لمرورك أخي العزيز

شرفني حضورك