أبو ياسر
02 / 09 / 2008, 40 : 03 PM
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
يالله لا أدري- سيداتي و سادتي – كيف أبدأ الحديث أو من أي مدخل أدخل على هذا الموضوع .. لأني سأتحدث عن فئة من الناس.عظمة الشرائع قدرها و أعلت من شئنها .. ولكني للأسف سأصفهم في مقالتي هاته بمجرمين بلا قيود!!
دعوني لا أطيل في التقدمة و لأخبركم منهم ، ولكن قبل أن أزيح الستار عن جرمهم ، أريد أن تعطيني موثقاً من الله أن تمضي معي في قراءة المقالة حتى آخرها لتدرك لما نعتهم بالمجرمين ، وحاذر أن تقفز إلى آخر الصفحة ، ابق معي اتفقنا!!
حسناً إن المجرمين هم الآباء و الأمهات ، أوغل بعضهم في الإجرام حتى الثمالة، و نجوا بفعلتهم من قبضة العدالة و سياط القضاء، أما المظلومين الذين وقع عليهم الإجرام هم الأبناء ...
المشهد الأول :
رأيت ذات مرة عند إشارة مرورية بمدينة الرياض .. سيارة من نوع جيمس يجلس على مقوده رجل بدين بغيض تكرهه من أول نظره و بجانبه امرأة تلفعت بجلبابها الأسود .. و يتوزع على مراتب الجيمس أبناء ذينك الأبوين على الأرجح .. خاصة هذا الطفل الذي يلحظني بنظراته من نافذة المقعد الخلفي فهو شديد الشبه بسائق السيارة مما يعزز القول بأنه ابن له .. ما نفك هذا الطفل ينظر إلي بفضول فحاولت أن أبعد نظره عني فأشخص ببصري تجاه حتى كادت عيناي أن تخرج من حدقتي وذاك لأثنيه عن هذه الملاحظة و لكن دون جدوى .. عندها غضضت بصري عن هذه السيارة وماتحويه و انشغلت بالمذياع أقلب محطاته وبينا أنا كذلك إذ سمعت صوت مجلجلاً ينبعث من السيارة الجيمس مما أثار فضول الواقفين عند الإشارة ليشخصوا بأبصارهم تجاهه .. نظرت إذ بقائد السيارة يهتز في مقعده وقد بدأ غاضباً و يتفوه بكلمات شرزاء يتوجه بها إلى المرأة التي بجانبه و أطفاله ينظرون إليه بأسى و حزن .. لتأتي القاصمة التي ارتعدت لها فرقاً و خفقت لها نياط قلبي حزناً و ألماً حيث مد الرجل يده البدينة راسماً صفعة مجلجلة على وجه زوجته المسكينة .. فما كان منها إلا أن خفضت رأسها و بدأت تحرك يديها متحسبةً و ساخطة.. في هذه الأثناء اخضرت إشارة المرور و تعالت منبهات السيارات في الأرجاء .. فتحركت بسيارتي و ألقيت نظرة آخرة على الطفل الذي في مؤخرة السيارة فلمحت دمعة تترقرق في عينيه .. فهل تعتقدون أن هذا مجرم بلا قيود .. أما أنا فنعم
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
المشهد الثاني :
في صبيحة يوم خميس حيث تغط مدن المملكة في سبات عميق ، خرجت و الساعة في يدي تشير إلى التاسعة و النصف ، و كنت أريد أن أشتري خبزاً طلبته الوالدة مني، قصدت بقال الحي المجاور لمنزلنا ، و ابتعت منه خبزاً ، وقبل أن أخرج شدني عنوان لأحد الصحف ، فبدا لي أن أقرأ مضمونه و لن يمانع عامل المحل إذ اعتاد مني هذه الفعلة، و بينا أنا منغمر في القراءة ، إذ بصوت رقيق أخاذ ينساب من خلفي ، التفت إذ بها طفلة من أجمل ما رأيت من خلق الله ، أما كسوتها ففستان غجري اللون ، و شعرها أسود داكن يتوزع من نعومته على كتفيها ، اقتربت من منضدة الكاشير و شدني الفضول لمعرفة ما تريده هذه الملاك في هذا الصباح الباكر ، فانشغلت بتقليب ألواح الشكولا أنتظر طلبها ....
قالت : محمد عطني واحد خبز و واحد جبن سائل أبو 7 ريال – أيام الرخص – و...
لم أسمع طلبها الثالث جيداً و كأنها همست به همساً ..و راحت تلحظني بعينها الساحرتين ، وكأنها تريد أن تقول شيء،
قلت: حبيبتي أليس لك أخوة ، يمكنهم أن يذهبوا إلى البقال بدلاً منك..
قالت: بلى، ولكنهم نيام و أبي أيقضني أنا و طلب أن أذهب ..
فقلت: هل بيتكم بعيد من هنا ..
قالت: لا .. فهو ذاك ..
وأشارة بيدها .. ولما استوضحته وجدت أن بينه و بين البقال شارع لا تهدأ فيه السيارت .. ففزعت حقاً ..
وقلت: بنيتي أرجوا أن لا تذهبي لوحدك مرة أخرى فالشارع خطر و قد تصابين بأذى ..
سكتت قليلاً ثم أومأت برأسها : أن نعم ...
لم أشأ أن أترك هذه الطفلة تذهب لوحدها .. فعزمت أن اتابع مسيرها حتى تصل منزلها ، و بينا أنا أتأمل في هذه الطفلة و أتخيل كم هو قاسي والدها حتى يبعثها في هذا الوقت و لوحدها دون ان يقف عند الباب حتى .. بحق كم هو قاسي القلب .. قطع حديثي لنفسي صوت البقال الأعجمي و هو يقول ( جيب تلات طعش ريال ) .. انتبه و تذكرت انها لم تطلب إلا خبزاً و جبناً .. فقلت : ولما الثلاث عشرة .. فهي لم تطب سوى خبز و جبن ..
فقال الأعجمي بكل برودة : ( لا هو طلب ملبور أهمر بعد ) !!!!!!!!!!!!!!!!!!
صعقني هذا الجواب .. و صرخت في وجه العامل لا هي لم تطلب فلم أسمعها تقوله ..
فرد :لا هو طلب !!!
نظرت لطفلة الضحية ووجدتها ساكتة لا تنبس ببنت شفه .. و قد احمرتا وجنتاها و أطرقت ببصرها للأرض !!!!
فابتدرتها قائلاً: بنيتي أأنت طلبتي ( الدخان )!؟
قالت : لا يا عمو بس أبوي دق عليه من البيت و قالي جبيه معك ..
يالله .. كم هو قاسي ووضيع هذا الوالد .. عفواً : المجرم !!
أيعقل أن يطلب من طفلة صغيرة ان تحمل هذا الخبث له .. يا سادة يا سيدات ان اعلم يقيناً ان أحداً و إن ابتلي بالدخان لن يطلب من طفل أن يجلبه له .. فكيف بأن يكون طفله .. بحق آلمتني هذه الصغيرة و حكايتها ..
و إن أعجب فعجبي لا ينقض من هذا العامل الأعجمي الذي سمحت له نفسه بإعطاء هذه الطفلة ( بكت الدخان ) .. ولكن لا عجب فهل نريد من أعجمي أن يغار على هذه الطفلة و والدها المجرم لم يفعل ...
فقلت لها مستحثاً: بنيتي قولي لوالدك أن رجلاً رفض أن أأخذ الدخان ..
فسكتت قليلً ثم قالت : عمو لكن أبوي بيضربني !! إذا ما جبته ..
فرددت عليها: وهل أنت دائماً تجلبين الدخان لأبيك ..
قالت : نعم ..
فلم أحتمل إجابتها و لم أحتمل هذا الموقف .. و خرجت من البقالة مسرعاً .. و بينا أنا كذلك تذكرت العهد الذي قطعته على نفسي .. بأن أراقبها حتى تدخل منزلها .. فتوقفت ورحت أنظر إليها و هي تمشي مسرعة .. حتى وقفت باب المنزل .. ثم التفتت إلي و رأتني واقف أنظر إليها .. فأشارت بيدها الصغيرة إشارة الوداع .. لله هذه الروح ما أجملها ..
هل بقي شيء أقوله لك ..
لا لم يبق شيء و أنا آسف على الإطالة ، ولكن تأكد أن هناك عشرات المشاهد تدور بخلدي لم أثبتها، و ما فعلت خشية إملالك ، و لكني بحق أتمنى أن تُفعل جميعة حقوق الإنسان و تنتصر لهؤلاء الأطفال المظلومين و تزج بأولئك الآباء المجرمين في غياهب السجون و تثقلهم بالقيود حتى ما ينثنوا عن جرمهم ...
فهل أدركت معي كم هؤلاء الأطفال يتألمون وكم هم الآباء مجرمين .. ولكنهم للأسف بلا قيود ..
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
يالله لا أدري- سيداتي و سادتي – كيف أبدأ الحديث أو من أي مدخل أدخل على هذا الموضوع .. لأني سأتحدث عن فئة من الناس.عظمة الشرائع قدرها و أعلت من شئنها .. ولكني للأسف سأصفهم في مقالتي هاته بمجرمين بلا قيود!!
دعوني لا أطيل في التقدمة و لأخبركم منهم ، ولكن قبل أن أزيح الستار عن جرمهم ، أريد أن تعطيني موثقاً من الله أن تمضي معي في قراءة المقالة حتى آخرها لتدرك لما نعتهم بالمجرمين ، وحاذر أن تقفز إلى آخر الصفحة ، ابق معي اتفقنا!!
حسناً إن المجرمين هم الآباء و الأمهات ، أوغل بعضهم في الإجرام حتى الثمالة، و نجوا بفعلتهم من قبضة العدالة و سياط القضاء، أما المظلومين الذين وقع عليهم الإجرام هم الأبناء ...
المشهد الأول :
رأيت ذات مرة عند إشارة مرورية بمدينة الرياض .. سيارة من نوع جيمس يجلس على مقوده رجل بدين بغيض تكرهه من أول نظره و بجانبه امرأة تلفعت بجلبابها الأسود .. و يتوزع على مراتب الجيمس أبناء ذينك الأبوين على الأرجح .. خاصة هذا الطفل الذي يلحظني بنظراته من نافذة المقعد الخلفي فهو شديد الشبه بسائق السيارة مما يعزز القول بأنه ابن له .. ما نفك هذا الطفل ينظر إلي بفضول فحاولت أن أبعد نظره عني فأشخص ببصري تجاه حتى كادت عيناي أن تخرج من حدقتي وذاك لأثنيه عن هذه الملاحظة و لكن دون جدوى .. عندها غضضت بصري عن هذه السيارة وماتحويه و انشغلت بالمذياع أقلب محطاته وبينا أنا كذلك إذ سمعت صوت مجلجلاً ينبعث من السيارة الجيمس مما أثار فضول الواقفين عند الإشارة ليشخصوا بأبصارهم تجاهه .. نظرت إذ بقائد السيارة يهتز في مقعده وقد بدأ غاضباً و يتفوه بكلمات شرزاء يتوجه بها إلى المرأة التي بجانبه و أطفاله ينظرون إليه بأسى و حزن .. لتأتي القاصمة التي ارتعدت لها فرقاً و خفقت لها نياط قلبي حزناً و ألماً حيث مد الرجل يده البدينة راسماً صفعة مجلجلة على وجه زوجته المسكينة .. فما كان منها إلا أن خفضت رأسها و بدأت تحرك يديها متحسبةً و ساخطة.. في هذه الأثناء اخضرت إشارة المرور و تعالت منبهات السيارات في الأرجاء .. فتحركت بسيارتي و ألقيت نظرة آخرة على الطفل الذي في مؤخرة السيارة فلمحت دمعة تترقرق في عينيه .. فهل تعتقدون أن هذا مجرم بلا قيود .. أما أنا فنعم
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
المشهد الثاني :
في صبيحة يوم خميس حيث تغط مدن المملكة في سبات عميق ، خرجت و الساعة في يدي تشير إلى التاسعة و النصف ، و كنت أريد أن أشتري خبزاً طلبته الوالدة مني، قصدت بقال الحي المجاور لمنزلنا ، و ابتعت منه خبزاً ، وقبل أن أخرج شدني عنوان لأحد الصحف ، فبدا لي أن أقرأ مضمونه و لن يمانع عامل المحل إذ اعتاد مني هذه الفعلة، و بينا أنا منغمر في القراءة ، إذ بصوت رقيق أخاذ ينساب من خلفي ، التفت إذ بها طفلة من أجمل ما رأيت من خلق الله ، أما كسوتها ففستان غجري اللون ، و شعرها أسود داكن يتوزع من نعومته على كتفيها ، اقتربت من منضدة الكاشير و شدني الفضول لمعرفة ما تريده هذه الملاك في هذا الصباح الباكر ، فانشغلت بتقليب ألواح الشكولا أنتظر طلبها ....
قالت : محمد عطني واحد خبز و واحد جبن سائل أبو 7 ريال – أيام الرخص – و...
لم أسمع طلبها الثالث جيداً و كأنها همست به همساً ..و راحت تلحظني بعينها الساحرتين ، وكأنها تريد أن تقول شيء،
قلت: حبيبتي أليس لك أخوة ، يمكنهم أن يذهبوا إلى البقال بدلاً منك..
قالت: بلى، ولكنهم نيام و أبي أيقضني أنا و طلب أن أذهب ..
فقلت: هل بيتكم بعيد من هنا ..
قالت: لا .. فهو ذاك ..
وأشارة بيدها .. ولما استوضحته وجدت أن بينه و بين البقال شارع لا تهدأ فيه السيارت .. ففزعت حقاً ..
وقلت: بنيتي أرجوا أن لا تذهبي لوحدك مرة أخرى فالشارع خطر و قد تصابين بأذى ..
سكتت قليلاً ثم أومأت برأسها : أن نعم ...
لم أشأ أن أترك هذه الطفلة تذهب لوحدها .. فعزمت أن اتابع مسيرها حتى تصل منزلها ، و بينا أنا أتأمل في هذه الطفلة و أتخيل كم هو قاسي والدها حتى يبعثها في هذا الوقت و لوحدها دون ان يقف عند الباب حتى .. بحق كم هو قاسي القلب .. قطع حديثي لنفسي صوت البقال الأعجمي و هو يقول ( جيب تلات طعش ريال ) .. انتبه و تذكرت انها لم تطلب إلا خبزاً و جبناً .. فقلت : ولما الثلاث عشرة .. فهي لم تطب سوى خبز و جبن ..
فقال الأعجمي بكل برودة : ( لا هو طلب ملبور أهمر بعد ) !!!!!!!!!!!!!!!!!!
صعقني هذا الجواب .. و صرخت في وجه العامل لا هي لم تطلب فلم أسمعها تقوله ..
فرد :لا هو طلب !!!
نظرت لطفلة الضحية ووجدتها ساكتة لا تنبس ببنت شفه .. و قد احمرتا وجنتاها و أطرقت ببصرها للأرض !!!!
فابتدرتها قائلاً: بنيتي أأنت طلبتي ( الدخان )!؟
قالت : لا يا عمو بس أبوي دق عليه من البيت و قالي جبيه معك ..
يالله .. كم هو قاسي ووضيع هذا الوالد .. عفواً : المجرم !!
أيعقل أن يطلب من طفلة صغيرة ان تحمل هذا الخبث له .. يا سادة يا سيدات ان اعلم يقيناً ان أحداً و إن ابتلي بالدخان لن يطلب من طفل أن يجلبه له .. فكيف بأن يكون طفله .. بحق آلمتني هذه الصغيرة و حكايتها ..
و إن أعجب فعجبي لا ينقض من هذا العامل الأعجمي الذي سمحت له نفسه بإعطاء هذه الطفلة ( بكت الدخان ) .. ولكن لا عجب فهل نريد من أعجمي أن يغار على هذه الطفلة و والدها المجرم لم يفعل ...
فقلت لها مستحثاً: بنيتي قولي لوالدك أن رجلاً رفض أن أأخذ الدخان ..
فسكتت قليلً ثم قالت : عمو لكن أبوي بيضربني !! إذا ما جبته ..
فرددت عليها: وهل أنت دائماً تجلبين الدخان لأبيك ..
قالت : نعم ..
فلم أحتمل إجابتها و لم أحتمل هذا الموقف .. و خرجت من البقالة مسرعاً .. و بينا أنا كذلك تذكرت العهد الذي قطعته على نفسي .. بأن أراقبها حتى تدخل منزلها .. فتوقفت ورحت أنظر إليها و هي تمشي مسرعة .. حتى وقفت باب المنزل .. ثم التفتت إلي و رأتني واقف أنظر إليها .. فأشارت بيدها الصغيرة إشارة الوداع .. لله هذه الروح ما أجملها ..
هل بقي شيء أقوله لك ..
لا لم يبق شيء و أنا آسف على الإطالة ، ولكن تأكد أن هناك عشرات المشاهد تدور بخلدي لم أثبتها، و ما فعلت خشية إملالك ، و لكني بحق أتمنى أن تُفعل جميعة حقوق الإنسان و تنتصر لهؤلاء الأطفال المظلومين و تزج بأولئك الآباء المجرمين في غياهب السجون و تثقلهم بالقيود حتى ما ينثنوا عن جرمهم ...
فهل أدركت معي كم هؤلاء الأطفال يتألمون وكم هم الآباء مجرمين .. ولكنهم للأسف بلا قيود ..
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .