المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكـــاية وفـــــاء!!


أبو ياسر
30 / 08 / 2008, 21 : 02 AM
يعرض للإنسان خلال مسيرته في الحياة صوراً عزيزة يعز تكرارها، أشبه بتلك الصور التي يقرأها في طيات الكتب العتيقة ..
وأنا يا سادة مولع بالقصص و أخص منها القصص التي تنتهي بموت البطل!!
نعم أريد أبطال حكايتي أن يموتوا ، لا أريدهم أن يبقوا أحياءً، إذ ان اعظم أنواع التضحية هي التضحية بالروح، فلا ازال أقرأ الكلمات الأخيرة التي يلفظها البطل و يسابق بها روحه ، فأقف وقفة عجب و إكبار وبالكاد أملك دمع عيني!!
و لكن المثير حقاً هو أني بصدد الوقوف على حكاية من حكاوي الوفاء، سأتأمل أصحابها أمام ناظري، ولن احتاج إلى كاتب يحاول أن يشعرني بالحدث كما هو ، لا سأقرأه بعيني انا و سأحكيه لأخواني و أبنائي في المستقبل ، و أول من أحكي له هذه الحكاية هو أنت يا من تقرأ هذه الأحرف ، فهل أنت مستعد ان تضحي بدقائق معدودة لأحكي لك ...
إذاً هي بنا إلى المستشفى ، هو قريب لا تخف و يكفي أن تقفز بنظرك!!!
هنا! ، ها نحن أولاء في جلسة الانتظار ، أترقب اسمي لدخول على الطبيب فأنا أعاني من ألم برأسي لا أدري ما مبعثه ، بأي حال ابق هنا و دعني أسأل الممرضة عن اسمي في القائمة وكم أمامه...
فجأة!!
صوت الإسعاف يدوي في الأرجاء، و يركض المسعفون إلى داخل المشفى و بين أيديهم امراة عجوز تحتضر ، و ما بها من مرض غير مرض الكِبر ، و خلف كرسيها شيخ هرم يحاول أن يجاري سرعة المسعفين ، و لكن هيهات لم يسطع أن يلحق بهم فهوى على الأرض و ندت عصاه عنه ، فبدأ يلوح بيده - وهو يحاول النهوض - لابنه ان يساعده على الوقوف ، تركت الممرضة و قصدت الشيخ و ساعدته على الوقوف ، فاستند علي و بدأ يسألني: محمد هاه ياولدي كيف قالت أمك !! .. يحسب أني ابنه!
فقلت: هي بخير لا تقلق و هي الآن بين أيدي الأطباء !!
استعبر الرجل لما سمع صوتي إذ أدرك أني لست ابنه، وقال لا والله يا ولدي هذي المرة بتموت، ودعتني قبل شوي ، الله يرحمها ثم أجهش بالبكاء...
حاولت أن أسمعه بعض كلمات التعزية ، ولكنه لم يصغ لي ، وقال بصوت مبحوح تخنقه العبره ، بني أرجوك خذني إليها ، أبي أشوفها قبل ما تودعنا و إلا انا لاحقها كلها يوم أو يومين و الله ماعاد تطيب الحياة بعدها ..
أثر الشيخ فيني كثيراً , عزمت ان أحقق مراده و توجهت به صوب غرفة العمليات ، و هناك صادفت أبناء الشيخ ، فابتدروه و شكروني على المساعدة ..
لم أرد المغادرة إلا بعد أن أرى نهاية هذه الحكاية ، فابتعدت عنهم قليلاً و رحت أتأمل الحدث من بعيد ، ما هي إلا لحظات حتى خرج الطبيب ، فالتموا حوله و هو يشير بيده و من شفتيه قرأت كلمة موت!!!
يالها من كلمة مفزعة ، ولكن ما عنه تخفى خافيه ، في هذه الأثناء طار خيالي بعيداً بعيداً ليحط بقرية جاش لتعرض في ثوان أول حادثة أحسها فؤادي الصغير ( عنوانها الموت) يومها كنت في الخامسة من عمري تقريباً فأذكر أن أبي - بارك الله في عمره - دخل علينا مساء يوم ثقيل الخطى مطأطأ الرأس بادي الألم فركضت إليه أنا و أختي الصغيرة فأعرض عنا ولم يلقنا بابتسامته المعهودة أو يحتضننا في حجره كعادته وعمد إلى زاوية من زوايا المنزل و جلس إليها ضاماً ساقيه إلى فخذيه و واضعاً وجهه بين يديه وراح يبكي بكاء مر .. فتقدمت إليه والدتي هلعه وقد تعلقت و أختي الصغيرة بذيل ثوبها وأشارت إلينا أن نلزم الصمت حتى أحطنا به و الحزن يملأ قلوبنا لما أصابه فطلبت إليه أمي أن يخبرها ما الأمر فرفع رأسه و ألقى بنظرة منكسرة إلى الأرض ثم قال بصوت تخنقه العبرة لقد مات جدي.. فانفجرت والدتي بالبكاء أما أنا فرحت أسارق أختي الصغيرة النظر علي أن أجد إجابة لسر هذا البكاء وما الواجب علينا فعله ولم يكن إلا أن رأيت دمعة تناسب على خدها الصغير.. فطفقت أبكي لبكائهم جميعاً.. عندها أدركت أن الموت مؤلم جداً و انه مجلبة للأسى و الحزن ..
دعونا نعود لحكايتنا ، أخذ الأبناء والدهم الشيخ إلى أمهم العجوز ، و هنا لم أسطع إلا انتظار خروجهم ، ولكنهم للأسف خرجوا يركضون بوالدهم المغمى عليه ، قصدتهم و ساعدتهم في حمله ، ووضعناه على سرير و أوصلوا لشريانه الذي ينبض حباً و وفاء المغذي، و بدأ يسترجع قواه و لما فتح عينيه سأل ، ياعيالي بشروا كيف أمكم ، فقالوا: أحسن الله عزالك يا والدي فيها ،
سكت الشيخ قليلاً : ثم قال إنا لله و إنا إليه راجعون ، تعرفون من إلي مات قبل شوي أنا إلي مت، اللهم لا سخط على قدرك و لكني تمنيت لو كنت أنا الميت قبلها ... ثم سكت و قال بصوت فزع : لا .. بل أحمد الله أنها ماتت قبلي .. فقلبها لن يحتمل ألم رحيلي .. يا عيالي أشهدكم أني راض عنها أشهدكم أني راض عنها .. أشهدكم أني راض عنها .. ثم أغمي عليه و رفع إلى أسرة المرضى ..
افترقنا هنا أنا و الشيخ و أنا لم أزل أذكر قوله (أبي أشوفها قبل ما تودعنا و إلا انا لاحقها كلها يوم أو يومين و الله ماعاد تطيب الحياة بعدها ..)
و خرجت من المشفى فقد ذهب ما بي من ألم و غشيني شعور من الأسى ممزوجاً بإحساس من الجمال .. حكته لي هذه الحكاية ..
و كأني بالشيخ العاشق يقول لبنيه و هو على سرير المرض ما قاله يحى الأندلسي وهو يحتضر – وقد مات وجداً على زوجته -:
إذا مت فادفني حذاء خليلتي ** يخالط عظمي في التراب عظامها
ورتب ضريحي كيفما شاءه الهوى** تكون أمامي أو أكون أمامها
لعل إله العرش يجبر صرعتي** فيعلي مقامي عنده ومقامها
ياه !!
مالذي رأيته لتو ياصاحبي و أي حكاية هذه التي أرويها لكم ، أجزم اني لم أنقل لكم نصف آهة من آهات هذا الشيخ على خليلته ..
هذا هو الحب ، دعوكم من طيش المراهقة و الشباب و من قصة التايتنك و غيرها من أفلام هيلويد التي تحكي لنا الحب و دائماً ما يكون حباً بين فتى و فتاة التقوا في ملهى ليلي أو على شاطئ بحري، و ما أحب فيها هو جسدها و ما أحبت فيه هو جماله ..
لا!..ليس هذا الحب ، الحب هو ما كان بين زوجين يتبادلان القبل على مشارف الموت ...
أريد أن أختم .. و لكن دعني أشكرك على أن صحبتني .. فشكراً جزيلاً لك

أسيل
30 / 08 / 2008, 40 : 02 AM
رائعه تلك الكلمات بمافيها من مشاعر صادقه ووفــــــاء واخلاص
لا أجد تعليق مناسب لما قرأت من كلمات جميله ورائعه بمعنى الكلمه
سلمت مجمع البحرين وسلم قلمك وفكرك الراقي
ولا اخفي اعجابي الكبير بحروفك وفقك الله
ويعطيك العافيه
تقديري لقلمك الرائع

ورد الجوري
30 / 08 / 2008, 21 : 12 PM
رحلت بعيدا تاركه اياه حيث ذلك الحزن والشوق الا متناهي..تركته يتخبط وسط معمعة افكار تشده يمنة تارة ويسره تارة أخرى..تركته وحيدا ليطوقه ذلك الظلام فيضيق عليه خناق بعدها عنه..

أسعـدني تـوآجـدي هنـآ بين نبضـآت أحـرُفـك


يعطيك العافية أخـــي دائما مبدع

ناصر بن هذال
30 / 08 / 2008, 46 : 12 PM
مبدع كعادتك
،،
رحم الله جدك أحمل في جهازي صورة لمسجده رحمه الله انوي ارفاقها بكتاب المسارده حيث من أوائل المساجد بجاش وكان يعرف باسمه
وكنا نصلي فيه الجمعه وانا صغير قبل الانتقال الى جامع الروضه الحالي.

أبو ياسر
31 / 08 / 2008, 13 : 02 PM
رائعه تلك الكلمات بمافيها من مشاعر صادقه ووفــــــاء واخلاص
لا أجد تعليق مناسب لما قرأت من كلمات جميله ورائعه بمعنى الكلمه
سلمت مجمع البحرين وسلم قلمك وفكرك الراقي
ولا اخفي اعجابي الكبير بحروفك وفقك الله
ويعطيك العافيه
تقديري لقلمك الرائع
الرائع هو مرورك و احتفائك بهذه الأحرف ..
أختي الفاضلة/ جمالي من حلا روحي .. لازلت أشرف بمشاركتك .. فشكراً جزيلاً لك

أبو ياسر
31 / 08 / 2008, 16 : 02 PM
رحلت بعيدا تاركه اياه حيث ذلك الحزن والشوق الا متناهي..تركته يتخبط وسط معمعة افكار تشده يمنة تارة ويسره تارة أخرى..تركته وحيدا ليطوقه ذلك الظلام فيضيق عليه خناق بعدها عنه..
أسعـدني تـوآجـدي هنـآ بين نبضـآت أحـرُفـك
يعطيك العافية أخـــي دائما مبدع
عافاك الله أختي الفاضلة/ موتي و لا تنزل دمعة أبوي
وهذه الكلمات الجميلة تمنيت أنها لي ,, فهي رائعة و أشكرك على إضافتها ...
موتي ولاتنزل دمعة أبوي .. المتألقة دائماً شكراً جزيلاً لك

أبو ياسر
31 / 08 / 2008, 21 : 02 PM
مبدع كعادتك
،،
رحم الله جدك أحمل في جهازي صورة لمسجده رحمه الله انوي ارفاقها بكتاب المسارده حيث من أوائل المساجد بجاش وكان يعرف باسمه
وكنا نصلي فيه الجمعه وانا صغير قبل الانتقال الى جامع الروضه الحالي.
اللهم آمين و جميع موتى المسلمين ..
أما أني لم أتعرف على جدي رحمه الله و لا أذكره جيداً للأسف إذ كان مولدي في الرياض وانتقلنا إلى جاش بعد وفاته - أسكنه الجنة -و سكنا ذلك المنزل الذي يشرف على المسجد - الذي تتحدث عنه - ، وكنت من مؤذني هذا المسجد في الصغر حتى بلغت الرابعة عشر وبعدها انتقلنا إلى الرياض ...
أبويزيد .. أنت يا عزيزي لست بحاجة لحكاية عن الوفاء .. إذا تمثل الوفاء بعنايتك بمسقط راسك و قبيلتك و بهذا المنتدى .. فحق انت درس من أروع الدروس في الوفاء .. لا حرمت الأجر
و نسيت أن أشكرك على مشاركتك .. فشكراً جزيلاً لك .. ولا عدمنا هذا التواصل

سلطان بن ذيب
31 / 08 / 2008, 52 : 04 PM
أخوي مجمع البحرين للئبداع كلمه وكلمته هو انك أحد غواصين بحر الأبداع فسلمت يداك على تلك الكلمات المتناسقه


مشكوور ..بارك الله فيك

أبو ياسر
01 / 09 / 2008, 40 : 03 AM
أخوي مجمع البحرين للئبداع كلمه وكلمته هو انك أحد غواصين بحر الأبداع فسلمت يداك على تلك الكلمات المتناسقه
مشكوور ..بارك الله فيك
وفيك بارك ..
الحر النادر ... شرفت بهذه المشاركة .. فشكراً جزيلاً لك

kk
01 / 09 / 2008, 48 : 11 AM
ابداااااااااااااع
صراحة تعجز كلماتي عن التعبير
مشكوور على القصة

الاستاذ
01 / 09 / 2008, 28 : 02 PM
قمة وروعة في سرد القصة حتى جعلتني وكانني بصحبتك في المشفى,شكراً لابداعك الدائم
,ويا سبحان الله هذا هو الحب الصادق واعتقد ان هناك الكثير من امثال ذلك الشيخ ممن يقدرون رفقة العمر , وما يميز الشيبان دائماً هو حفاضهم على حق رفقة العمر الطويل .

أبو ياسر
02 / 09 / 2008, 34 : 03 AM
ابداااااااااااااع
صراحة تعجز كلماتي عن التعبير
مشكوور على القصة
العفو أخي /kk..
سعدت بمرورك و تعليقك .. و أرجوا أن تكرمنا بزياراتك دائماً ..
تحية لك ..

أبو ياسر
02 / 09 / 2008, 36 : 03 AM
قمة وروعة في سرد القصة حتى جعلتني وكانني بصحبتك في المشفى,شكراً لابداعك الدائم
,ويا سبحان الله هذا هو الحب الصادق واعتقد ان هناك الكثير من امثال ذلك الشيخ ممن يقدرون رفقة العمر , وما يميز الشيبان دائماً هو حفاضهم على حق رفقة العمر الطويل .
مرحباً أخي الغالي: الاستاذ ...
إضافة قيمة .. و أشكرك مشاركتي الحكاية .. فشكراً جزيلاً لك

ناصر بن هذال
02 / 09 / 2008, 27 : 07 AM
شكرا لاطرائك أخوي مجمع

أبو ياسر
05 / 09 / 2008, 47 : 10 PM
شكرا لاطرائك أخوي مجمع
تستاهل يابو يزيد .. وأشكرك على تشريفي صفحتي

حــظ عــيني
09 / 09 / 2008, 28 : 12 PM
الــــــوفــــــاء بين أفـــراد مـــجــتمـــعنا لازال مــــوجـــودا وسمـــعنــا الكـــثير عمن بقيت أسمائهم خـــالدة في صـــدر التـــاريــخ لم يخلدها الا وفائهم

أخـــي مجـــمع البــحرين أعـــذرني على تأخر ردي00 فلم أكن أعـــرف بجمـــال هذه القـــصة وروعتـــها وطريـــقة تناولك لأسلـــوب القصة المشوق000

من نـــاحــية المستشفيات (أجاركــم الله من اللجوء اليها) فلقد أخـــبرني أحـــد من يعملون في الطــوارىء بأنـــهم يـــواجهون مصاعبــا عنـــدمــا يحــاولون اخبار أهل المتوفي فهناك من يقول لهم :لا لم يمت 00انه على قيد الحياة لم يبرد !! انتم لم تفعلوا تجاهه شيئا 00 ياأخـــي الأعمـــار بيد الله 00أعـــانهم الله فقد وجــه لي ســؤالاً
بقـــوله كـــم رأيت شخـــصا يصارع المـــوت أمـــامك في حـــياتك كـــلها قلــت نـــادرا الا ان عدمت

فقـــال :ان ملــك المـــوت يأتينــا هنــا بشكــل يومي أو شبه يومي ليقبض روحـــا باذن الله

(كـــفى بالمـــوت واعظا)

سلـــمت أخــي بندر 00وتقبل مروري

ورد الجوري
09 / 09 / 2008, 19 : 03 PM
عافاك الله أختي الفاضلة/ موتي و لا تنزل دمعة أبوي
وهذه الكلمات الجميلة تمنيت أنها لي ,, فهي رائعة و أشكرك على إضافتها ...
موتي ولاتنزل دمعة أبوي .. المتألقة دائماً شكراً جزيلاً لك

أكيد ما راح تكون أجمل من كلماتك أخـــي مجمع البحرين
يعطيك العافية على الإطراء ... وسلمت أناملك على الموضوع ....

أبو ياسر
10 / 09 / 2008, 30 : 03 PM
الــــــوفــــــاء بين أفـــراد مـــجــتمـــعنا لازال مــــوجـــودا وسمـــعنــا الكـــثير عمن بقيت أسمائهم خـــالدة في صـــدر التـــاريــخ لم يخلدها الا وفائهم
أخـــي مجـــمع البــحرين أعـــذرني على تأخر ردي00 فلم أكن أعـــرف بجمـــال هذه القـــصة وروعتـــها وطريـــقة تناولك لأسلـــوب القصة المشوق000
من نـــاحــية المستشفيات (أجاركــم الله من اللجوء اليها) فلقد أخـــبرني أحـــد من يعملون في الطــوارىء بأنـــهم يـــواجهون مصاعبــا عنـــدمــا يحــاولون اخبار أهل المتوفي فهناك من يقول لهم :لا لم يمت 00انه على قيد الحياة لم يبرد !! انتم لم تفعلوا تجاهه شيئا 00 ياأخـــي الأعمـــار بيد الله 00أعـــانهم الله فقد وجــه لي ســؤالاً
بقـــوله كـــم رأيت شخـــصا يصارع المـــوت أمـــامك في حـــياتك كـــلها قلــت نـــادرا الا ان عدمت
فقـــال :ان ملــك المـــوت يأتينــا هنــا بشكــل يومي أو شبه يومي ليقبض روحـــا باذن الله
(كـــفى بالمـــوت واعظا)
سلـــمت أخــي بندر 00وتقبل مروري
مرحباً بك/ حظ عيني .. شرفت كثيراً بتعليقك فشكراً جزيلاً لك ..
أما عن إخبار أحدهم ان قريبه أو حبيبه مات فلا ريب أنه أمر جلل الله أسأل أن لا يضعنا في هذا المحل ..
حظ عيني .. شكراً على ردك و الرائع هو مرورك ..

أبو ياسر
10 / 09 / 2008, 31 : 03 PM
أكيد ما راح تكون أجمل من كلماتك أخـــي مجمع البحرين
يعطيك العافية على الإطراء ... وسلمت أناملك على الموضوع ....
لازلت تكريمن أخيك بهذه الردود الكريمة .. فشكراً جزيلاً لك .. ولا عدمناك

البحر المحيط
10 / 09 / 2008, 21 : 11 PM
مقطوعه صوريه رائعه لا يليق بغير مجمع البحرين كتابتها ...

موضوع يتكلم عن ( الموت ) ولكن ليس في حالته الفزيلوجيه .... بل عن الموت في الطرف الاخر ... نتائج الموت عى من عاش فصوله من الاحباب ...والمحبين .... لم يتكلم عن العجوز الذي توفاها الله ... بل عن الفقد الذي يمنحه الموت للمحيطين بالمتوفي ...او لنقل بشاعريه لمن عاش لحظات في رحاب الموت ...

هناك صور رائعه جداً تقراء من هذا النص ..... وتعطي تفاصيل جمه .... تستحق التأمل فيها ...

تكلم الكاتب الرائع في مقدمته البسيطه والعميقه فبدأ هكذا .... وهكذاء تعني البدايه التي لاسابق لها .... ولم يشغل بتفسيرها .... انها وصف الحياءه

يعرض للإنسان خلال مسيرته في الحياة صوراً عزيزة يعز تكرارها، أشبه بتلك الصور التي يقرأها في طيات الكتب العتيقة ..

واعترف كاتبنا و بشكل مباشر ....انه من أولاءك القله الذين يتمعنون في فلسفة الموت حتى في متعتهم الاطلاعيه ....وقراءت الروايات ..... فقالها بكلمة صريحه من رجل صريح

انا يا سادة مولع بالقصص و أخص منها القصص التي تنتهي بموت البطل!!

انه يقراء الموت كنوع من الفداء ..... الذي يتهاوى امامه جبروت الانانيه .... الطينيه الذي جبل عليها الانسان

نعم أريد أبطال حكايتي أن يموتوا ، لا أريدهم أن يبقوا أحياءً، إذ ان اعظم أنواع التضحية هي التضحية بالروح، فلا ازال أقرأ الكلمات الأخيرة التي يلفظها البطل و يسابق بها روحه ، فأقف وقفة عجب و إكبار وبالكاد أملك دمع عيني!!

برغم ان كلمة هذه اتت كالكلمة التي تأتي بين قوسين .......اي لتوضيح فقط .... اي موت البطل ....اما هدف هذه المقطوعه فهو الموت الحي ....او الفقد الذي يشعر به أحباء البطل .... فالبطل مات بطل ...انما الموت الذي يهم كاتبنا هو موت أخر .... سيلمع وسيقراء .... بروعه بين فصول هذه المقطوعه الرائعه ..

بداء كاتبنا يقص بإسلوب ممتع كعادته ...حفظه الله ... عن حادثه راها في المستشفى .... أثناء وجوده هناك .....

والقصه .... روعتها ( كما أرى ...برأئي المتواضع ) جودتها .... في إستشهاداتها ... وستطراداتها .....فالمشهد الذي راه ....ذكره بالموت ....ولكن ليس الموت الذي نخشاه والكن الموت الذ يحزننا على الاخرين لفقد حبيبهم .... والذي قد عاشه والد كاتبنا ...... ذات يوم وكاتبنا شاهد .....وطفل غير متهم ...بصدق مشاعره ....... وأتا أستشهاده وأستطراده كجوهره بلاغيه .... في قمة التصوير .... سنبقى في رياضها لنستشف جميع ورودها وأزهارها وهي كما اتت ..

الموت ...يالها من كلمة مفزعة ، ولكن ما عنه تخفى خافيه ، في هذه الأثناء طار خيالي بعيداً بعيداً ليحط بقرية جاش لتعرض في ثوان أول حادثة أحسها فؤادي الصغير ( عنوانها الموت) يومها كنت في الخامسة من عمري تقريباً فأذكر أن أبي - بارك الله في عمره - دخل علينا مساء يوم ثقيل الخطى مطأطأ الرأس بادي الألم فركضت إليه أنا و أختي الصغيرة فأعرض عنا ولم يلقنا بابتسامته المعهودة أو يحتضننا في حجره كعادته وعمد إلى زاوية من زوايا المنزل و جلس إليها ضاماً ساقيه إلى فخذيه و واضعاً وجهه بين يديه وراح يبكي بكاء مر .. فتقدمت إليه والدتي هلعه وقد تعلقت و أختي الصغيرة بذيل ثوبها وأشارت إلينا أن نلزم الصمت حتى أحطنا به و الحزن يملأ قلوبنا لما أصابه فطلبت إليه أمي أن يخبرها ما الأمر فرفع رأسه و ألقى بنظرة منكسرة إلى الأرض ثم قال بصوت تخنقه العبرة لقد مات جدي.. فانفجرت والدتي بالبكاء أما أنا فرحت أسارق أختي الصغيرة النظر علي أن أجد إجابة لسر هذا البكاء وما الواجب علينا فعله ولم يكن إلا أن رأيت دمعة تناسب على خدها الصغير.. فطفقت أبكي لبكائهم جميعاً.. عندها أدركت أن الموت مؤلم جداً و انه مجلبة للأسى و الحزن ..


أما الان فلنفصل .... هذه المقطوعه الرائعه ....

فأذكر أن أبي - بارك الله في عمره - دخل علينا مساء يوم ثقيل الخطى مطأطأ الرأس بادي الألم

أكيد هذه الصوره .....معروفه ... الحزن الانكسار الذهول ... هي موشرات الزائر الثقيل الذي يرحل بمن لا يعوض

وأقول بتحريف بسيط .

أراك حزين ذو شجاً وتألومي ..... افقدت حباً ..ام أصبت بأسهمِ

فأعرض عنا ولم يلقنا بابتسامته المعهودة أو يحتضننا في حجره كعادته وعمد إلى زاوية من زوايا المنزل و جلس إليها ضاماً ساقيه إلى فخذيه و واضعاً وجهه بين يديه وراح يبكي بكاء مر


تكلملة لصوره التي ذكرنا .... واقول كما قال الشاعر :

أروجكٍ لا تصفي لي الجرح أعرفهُ ........ انه بدمائي الحمرا معصوبُ

أما أنا فرحت أسارق أختي الصغيرة النظر علي أن أجد إجابة لسر هذا البكاء وما الواجب علينا فعله ولم يكن إلا أن رأيت دمعة تناسب على خدها الصغير.. فطفقت أبكي لبكائهم جميعاً.. عندها أدركت أن الموت مؤلم جداً و انه مجلبة للأسى و الحزن .

وهنا قمة القمة ..... انظر لما بكاء الاب .... ثم بكت الأم .... ذهب الطفل ... يسرق النظرات الاخته ويتسأل .... ما هو الواجب .... ماذا يفعل الطفل في هذا المصاب ...الله ..الله .. ما أصعبه من موقف في قلب ذاك الطفل وأخته .... أه ثم ....اه .... على هذه الصوره التي لا يوجد لدي لها من تعليق الا ماتمنحني العيون من دموع تليق ان تدفق على عتبات هذا المشهد ...


كم هو مؤلم ... ان يدرك ... طفل يعيش أول لحظات الحياه ... وكان الدنيا عروس فاتنه تتهادى بين يديه تطلب ودة ..... فيلمح خلف فستانها الجميل جثمان الموت الجاثم خلفها .... فيشغله تلك الصوره .... من ان يلاحظ جمال فاتتته التي بين يديه ...؟

هنا نعرف لماذا حبيبنا وكاتبنا الكبير ........... يحب .موت البطل ...لنه يحاول ان يعرف كنهة ذلك الرابض خلف أيات الجمال ...


ثم يأتي الاستشهاد الثاني .... والذ لا يحتاج الا تعليق .... سوئ العجاب بذائقت كاتبنا الادبيه الرائعه .... وهو لايحتاج شهادتي ...

كأني بالشيخ العاشق يقول لبنيه و هو على سرير المرض ما قاله يحى الأندلسي وهو يحتضر – وقد مات وجداً على زوجته -:
إذا مت فادفني حذاء خليلتي ** يخالط عظمي في التراب عظامها
ورتب ضريحي كيفما شاءه الهوى** تكون أمامي أو أكون أمامها
لعل إله العرش يجبر صرعتي** فيعلي مقامي عنده ومقامها



وهنا لا ينسى كاتبنا واجبه الذي لا يتهاون فيه .... ومبداء الذي ما طفق ينادي له ... الدعوه الى الله ...والخلق القويم ... كخاتمه ذات رونق تليق بكتابات من الطراز الذي يستحق ان يكتبها ممع البحرين ...


ياه !!
مالذي رأيته لتو ياصاحبي و أي حكاية هذه التي أرويها لكم ، أجزم اني لم أنقل لكم نصف آهة من آهات هذا الشيخ على خليلته ..
هذا هو الحب ، دعوكم من طيش المراهقة و الشباب و من قصة التايتنك و غيرها من أفلام هيلويد التي تحكي لنا الحب و دائماً ما يكون حباً بين فتى و فتاة التقوا في ملهى ليلي أو على شاطئ بحري، و ما أحب فيها هو جسدها و ما أحبت فيه هو جماله ..
لا!..ليس هذا الحب ، الحب هو ما كان بين زوجين يتبادلان القبل على مشارف الموت ...
أريد أن أختم .. و لكن دعني أشكرك على أن صحبتني .. فشكراً جزيلاً لك

بل الشكر الجزيل لك .............مع بعض الألم

فلقد دخلت مندى جاش أكثر من مره ........اقراء ثم أرحل بصمت ..... وصراحة ارحل أحيانا ولم أرتوي من روح النصوص التي تحمل روح ....... فأبات عطشان ..

برغم ان هذه المقاله .... موجوده منذ شهر 8 ....

ولكن اوعدك ليس بعد اليوم يمجمع البحرين .... فعادتي سأغيرها ....... سأدخل جاش لأقراء المواضيع كالعاده .......... و لأسافر مع مواضيعك ... ا


نزفت دموعي ...... فهي من خطت لك ماتقراء ..


اتمنى لك التوفيق والسداد .........من أعماق أعماقي .

وتقبل تحياتي

أبو ياسر
11 / 09 / 2008, 23 : 06 AM
مقطوعه صوريه رائعه لا يليق بغير مجمع البحرين كتابتها ...
موضوع يتكلم عن ( الموت ) ولكن ليس في حالته الفزيلوجيه .... بل عن الموت في الطرف الاخر ... نتائج الموت عى من عاش فصوله من الاحباب ...والمحبين .... لم يتكلم عن العجوز الذي توفاها الله ... بل عن الفقد الذي يمنحه الموت للمحيطين بالمتوفي ...او لنقل بشاعريه لمن عاش لحظات في رحاب الموت ...
هناك صور رائعه جداً تقراء من هذا النص ..... وتعطي تفاصيل جمه .... تستحق التأمل فيها ...
تكلم الكاتب الرائع في مقدمته البسيطه والعميقه فبدأ هكذا .... وهكذاء تعني البدايه التي لاسابق لها .... ولم يشغل بتفسيرها .... انها وصف الحياءه
واعترف كاتبنا و بشكل مباشر ....انه من أولاءك القله الذين يتمعنون في فلسفة الموت حتى في متعتهم الاطلاعيه ....وقراءت الروايات ..... فقالها بكلمة صريحه من رجل صريح
انه يقراء الموت كنوع من الفداء ..... الذي يتهاوى امامه جبروت الانانيه .... الطينيه الذي جبل عليها الانسان
برغم ان كلمة هذه اتت كالكلمة التي تأتي بين قوسين .......اي لتوضيح فقط .... اي موت البطل ....اما هدف هذه المقطوعه فهو الموت الحي ....او الفقد الذي يشعر به أحباء البطل .... فالبطل مات بطل ...انما الموت الذي يهم كاتبنا هو موت أخر .... سيلمع وسيقراء .... بروعه بين فصول هذه المقطوعه الرائعه ..
بداء كاتبنا يقص بإسلوب ممتع كعادته ...حفظه الله ... عن حادثه راها في المستشفى .... أثناء وجوده هناك .....
والقصه .... روعتها ( كما أرى ...برأئي المتواضع ) جودتها .... في إستشهاداتها ... وستطراداتها .....فالمشهد الذي راه ....ذكره بالموت ....ولكن ليس الموت الذي نخشاه والكن الموت الذ يحزننا على الاخرين لفقد حبيبهم .... والذي قد عاشه والد كاتبنا ...... ذات يوم وكاتبنا شاهد .....وطفل غير متهم ...بصدق مشاعره ....... وأتا أستشهاده وأستطراده كجوهره بلاغيه .... في قمة التصوير .... سنبقى في رياضها لنستشف جميع ورودها وأزهارها وهي كما اتت ..
أما الان فلنفصل .... هذه المقطوعه الرائعه ....
أكيد هذه الصوره .....معروفه ... الحزن الانكسار الذهول ... هي موشرات الزائر الثقيل الذي يرحل بمن لا يعوض
وأقول بتحريف بسيط .
أراك حزين ذو شجاً وتألومي ..... افقدت حباً ..ام أصبت بأسهمِ
تكلملة لصوره التي ذكرنا .... واقول كما قال الشاعر :
أروجكٍ لا تصفي لي الجرح أعرفهُ ........ انه بدمائي الحمرا معصوبُ
وهنا قمة القمة ..... انظر لما بكاء الاب .... ثم بكت الأم .... ذهب الطفل ... يسرق النظرات الاخته ويتسأل .... ما هو الواجب .... ماذا يفعل الطفل في هذا المصاب ...الله ..الله .. ما أصعبه من موقف في قلب ذاك الطفل وأخته .... أه ثم ....اه .... على هذه الصوره التي لا يوجد لدي لها من تعليق الا ماتمنحني العيون من دموع تليق ان تدفق على عتبات هذا المشهد ...
كم هو مؤلم ... ان يدرك ... طفل يعيش أول لحظات الحياه ... وكان الدنيا عروس فاتنه تتهادى بين يديه تطلب ودة ..... فيلمح خلف فستانها الجميل جثمان الموت الجاثم خلفها .... فيشغله تلك الصوره .... من ان يلاحظ جمال فاتتته التي بين يديه ...؟
هنا نعرف لماذا حبيبنا وكاتبنا الكبير ........... يحب .موت البطل ...لنه يحاول ان يعرف كنهة ذلك الرابض خلف أيات الجمال ...
ثم يأتي الاستشهاد الثاني .... والذ لا يحتاج الا تعليق .... سوئ العجاب بذائقت كاتبنا الادبيه الرائعه .... وهو لايحتاج شهادتي ...
وهنا لا ينسى كاتبنا واجبه الذي لا يتهاون فيه .... ومبداء الذي ما طفق ينادي له ... الدعوه الى الله ...والخلق القويم ... كخاتمه ذات رونق تليق بكتابات من الطراز الذي يستحق ان يكتبها ممع البحرين ...
بل الشكر الجزيل لك .............مع بعض الألم
فلقد دخلت مندى جاش أكثر من مره ........اقراء ثم أرحل بصمت ..... وصراحة ارحل أحيانا ولم أرتوي من روح النصوص التي تحمل روح ....... فأبات عطشان ..
برغم ان هذه المقاله .... موجوده منذ شهر 8 ....
ولكن اوعدك ليس بعد اليوم يمجمع البحرين .... فعادتي سأغيرها ....... سأدخل جاش لأقراء المواضيع كالعاده .......... و لأسافر مع مواضيعك ... ا
نزفت دموعي ...... فهي من خطت لك ماتقراء ..
اتمنى لك التوفيق والسداد .........من أعماق أعماقي .
وتقبل تحياتي

أسأل الله الإعانة ..
ياسادة هل من معين على رد الكرم بمثله.. فقد حظر صفحتي ضيف كريم .. فهل من عجل حنيذ من الكلم الحسان و الجمل السمان .. بل ويحي! هل يتسع للبحر المحيط مجلسي !!
سيدي لقد غمرتني بكرمك حتى لم تدع لي قولاُ .. و كلما كتبت رداً ووضعته في إناء لأقدمه بين يديك سكبت ما في الإناء و كسرته .. و لم يكن له جريرة إلا أنه لا يفي بإكرامك ..
سيدي .. لقد حملتني بردك حملاً لا أسطع حمله .. فهل أقول لك شكراً .. و أنصرف ..
بحق الشكر لوحده لا يكفي .. فدعني أختم من دون كلام ..