المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية من خلف القضبان!!


أبو ياسر
09 / 07 / 2008, 28 : 12 PM
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .

بعد أن امتد رواق السكون على الكون و سكرة الأرواح بهادئة الليل البهيم .. بدا لي أن أروي لكم حكاية وأقص عليكم معاناة أحداثها حقيقة و صياغتها مستلهمه .. قد تكون مستعجمة حيناً و واضحة حيناً فإليكموها ..
في قلعة منيفة ابتناها بناتها على الظلم و ساسوها بالباطل و اعتلت فيها صرخات الأبرياء الأزكياء من بني البشر لا لشيء ولكن لأن لهم عرق و نزعة تختلف عنهم .. لا لشيء و لكن لأنهم طبعوا على الظلم و الاستعلاء .. لا لشيء إلا لأنهم ضعفاء لا ناصر لهم ..من هذه القلعة تبدأ مسرحيتنا.. فهيا معاً لنطل من علٍ على هذه القلعة ثم لنحط بهدوء في أرجائها لنشهد أحداثها .. أنتم معي !! إذاً لنبدأ العرض ..
المشهد الأول
فتحت أبواب القلعة لقافلة مسرعة تقل فتاة فاتنة رائعة الجمال و الدلال و هي تصرخ و ترفس في قيودها التي أحكم وثاقها توقفت القافلة و فتح الجنود أبواب المركبة و تسمروا لدقائق يتأملون هذا الملاك الذي أقسم قائلهم وقال معاذ الله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم .. و بينا هم يتهامسون فيما بينهم إذ صرخ قائدهم بأن أنزلوها .. أنزلت الفتاة من القافلة وجرها الجنود بكل عنجهية إلى معقلها .. و زج بها في زنزانة حقيرة لا تصلح إلا للكلاب فكيف بملاك عذراء تلاحقها أعين السجانين الغادرة .. انزوت فاتن في زنزانتها و أسلمت نفسها لرحمة رب القدر .. وبينا هي في غمرة الحزن و البكاء حتى سمعت صوت رقيق ينساب من الزنزانة المجاورة إنه صوت امرأة !! .. ألصقت فاتن مسمعها بالجدار لتستبين النداء .. ثم همست
من هناك !؟
أجابت .. لا عليك يا صغيرة فأنا أروى لابد أنك سمعت بي ..
فاتن: أروى!!نعم يا عمة لقد سمعت بك كثيراً.. كيف أنت..
أروى: أحمد الله على كل حال ..
فاتن: أنا فاتن
أروى: إني أعرفك يا بنية فكم هو جميل هذا الاسم و كم هي جميلة صاحبته لقد سمعت الشعراء وهم يتغزلون بك فأصابتني الغيرة ..
فاتن: دعيك من هذا الكلام يا عمتي فلقد قيل فيك أكثر مما قيل في .. فقومنا يحسنون قرض الشعر ..
فاتن: منذ كم أنت أسيرة ..
أروى: من سنين يا صغيرتي ..
أثارت فاتن بهذا السؤال دموع أروى فبدأت تنهمر على وجنتيها..
فاتن: هل أتى أحد لمساعدتك من ذلك الزمن ..
أروى:نعم ولكنهم شذر متفرقون و لم يفلحوا فأعدائهم أشداء دهاه...
فاتن:إذاً يا عمه هل سننجو من هذا المعتقل ..
توقفت أروى قليلاً .. لتستجمع قواها
فاتن: عمتي!!
أروى: نعم .. نعم يا بنيتي لقد سمعتك و اعلمي أن الأمل بالله كبير و مع كل عسر يسران ..
فاتن: أتعلمين ياعمة فأبنائك جفاة !! يسمعونك و يرونك من زمن و لم ينتصروا لك و بعدها تقولي بأننا سننجو ..لا لا أعتقد ذلك و إن كنت أعتقد بأن رحمة الله لا حد لها و لا قيد .. بيد أني أعتقد بأن لكل هدف طريق و ما أراه هو بأن أبنائك في غفلة عنك و شغل و لم يسلكوا طريق النصر كي ينقذوك ..
أروى مقاطعة .. فاتن يا حبيبتي أرجوك توقفي!! سينقذوننا اقسم لك لازال فيهم أولي همم ..
فاتن.. عفواً يا عمة .. لم أقصد أن أسيء لك ..
أروى .. لا عليك يا بنيتي فقد تحدثت إلى نفسي طيلة هذه السنين بمثل هذا الحديث حتى سئمت و لم أزل من ذلك الزمن أضرع إلى الله أن يصلح أبنائي و يردهم إليه رداً جميلاً .. و أنصحك الآن أن تنامي فأنتي لازلت متعبة ..
فاتن .. حسناً ياعمة سأنام و ليتك تدعين لي أيضاً فهذا السجان لا ينفك يراقبني ..
المشهد الثاني
في زنزانة مقابلة يقبع الشيخ الكبير خان و هو يرفع يديه إلى السماء أن يخلصه الله من هذا العناء ..
الحارس بكل عنجهية: أنت!! أيها الشيخ توقف لقد أزعجتنا بصوتك الفظ..
خان: آه لو كنت تدري من أناجي يا هذا!! إنه الله العلي العظيم ..
الحارس: ألا تسمع توقف عن هذا الهراء !!
خان: تباً لك .. أتمعنني من مناجاة الله .. لا!! لن أناصع لأمرك أيها الدعي ..
الحارس صارخاً : أيها الجنود افتحوا الأبواب يبدوا أن هذا الشيخ لا يعرف إلا لغة الضرب!!
أحضرت السياط .. و التقط السجان أشدها و أمر بالشيخ فرفع !! و أمر أن يجرد من ملابسه !! .. وبدأ ينهال عليه بسوطه فيرفعه إلا السماء ثم يهوي به على ظهر الشيخ الصابر..
أما الشيخ خان: فما فتأ يقول: حسبي الله و نعم الوكيل.. و لا حول و لا قوة إلا بالله .. ولم يتوقف السجان إلا بعد أن ارتفع صوت جاسم من الزنزانة المقابلة
و هو يقول: أنت!! أيها الحقير يا من لا يجيد إلا ضرب الشيوخ الضعفاء تقدم إلي إن كنت تجرؤ !! تباً لك كم أنت جبان ..
السجان: أنا جبان !! ههههههههههههه !! جبان هاه!! ..
السجان للجنود: ارفعوا هذا السافل وجردوه من ملابسه لآتيه ..
جاسم: هذا ما تسطع عليه أيها العلج تستنجد بالجنود إن كنت تجرؤ فتقدم إلي لوحدك و رجل برجل .. السجان: أه أهههههههههههه رجل برجل .. سأعلمك كم أنت رجل يا جاسم ..
خان: لا حول و لا قوة إلا بالله يا بني يا جاسم صبر جميل و الله المستعان على ما يصفون ..
تقدم السجان البدين بعد أن اختار من السياط أشدها : وهو يبتسم و جاسم يزأر بعد أن قيد و مدد على الأرض
فجأة ..
المشهد الثالث:
أطلقت صفارات الإنذار في القلعة و استنفر القائد الجنود و أمرهم بأن يتوزعوا في أرجاء القلعة و يغلقوا أبواب المعتقل.. ترك جاسم ممدداً على الأرض أما الشيخ خان فقد أغمي عليه من شدة الضرب و مازال معلق بالحبال ...
جاسم: أنتم أيها الجبناء ألم أقل لكم أن نصر الله قريب ..
أحد الجنود يصرخ بجاسم: أيها الحقير لقد جاءتنا جنودكم مرات و دحرناهم و أنتم ترون أهههههههههههه أتعلمون أشفق عليكم كثيراً أههههههههههههه .
أما فاتن فقد طربت لسماع هذه الصفارات كثيراً و أملت في الفرج و النجاة بخلاف أروى التي سمعتها كثيراً و رأت أبنائها وهم يقتلون أمامها الواحد تلو الآخر ..
فاتن: يا عمتي .. لقد أتى من ينقذنا ..
أروى :هاه نعم نعم يا فاتن ألم أقل لك بأن الأمل بالله كبير..
فاتن: لبيك يا رب .. و الحمد لك ..
أروى: فاتن يا صغيرتي .. ادعي الله أن ينصرهم على الأعداء ..
فاتن : اللهم آمين .. اللهم انصرهم و سدد رميهم ..
المشهد الرابع :
في قمرة قيادة القلعة يجلس الجنرال بيبر و قد احتضن فتاتين من راقصات القلعة و احتسى كأس خمره غيبته .. توجه القائد الأعلى مارك توماس إلى قمرة القيادة فلما أن رأته الراقصات سارعن بالخروج أما بيبر فلازال يصارع خمرته..
مارك: أيها الجنرال ..
بيبر: أهلاً نانسي !!
مارك: أحم أحم جنرال بيبر ..
بيبر: نانسي أنا مجهد الآن لا أستطيع اذهبي للعجوز مارك أهههههههه
مارك : جو تخلصوا من هذا السكير لا أريد أن أراه في القلعة ثانية ..
ريشتر: أمرك سيدي ..
مارك: ريشتر لقد قلدتك من الآن قيادة القلعة بدلأ من بيبر ..
ريشتر. سيدي !! ..
مارك : هذا أمر ريشتر ..
جو: أمرك سيدي ..
مارك: أنت أيها الجندي تقدم ..
الجندي: أمرك سيدي ..
مارك: كيف تجري الأمور في خارج القلعة ..
الجندي: سيدي لقد هاجمنا شباب عتاة يتمنون الموت كما نتمى نحن الحياة ..
مارك مقاطعاً: أخبرني ماذا حدث دون مقدمات
الجندي: أمرك .. لقد قتلناهم جميعاً و أسرنا قائداً من قادتهم ..
مارك: أريد أن أرى هذا الأسير الآن ..
الجندي: سيدي إنه مصاب الآن و قد لا يستطيع التحدث ..
مارك: حسنناً .. و لكن لا أريده أن يموت أفهمتم .. و أريد أن تبينوا مصدر هؤلاء الرجال و لأي دولة ينتمون لنقوم بتوجيه الأوامر لحلفائنا لكي يحاربوا المصادر التي حركت فيهم الحمية و أثارت في أنفسهم أحقية القتال ..
الجندي: سيدي .. إنهم من العرب فيما يبدوا و لم نسمع منهم غير كلمة الله أكبر .. الله أكبر ..
مارك: أهههههههه العرب يالهم من سخفاء!!!..
الجندي: سيدي أستأذنك في الانصراف ..
مارك : انصرف .. أنت أيها الجندي!!
الجندي:أمرك سيدي
مارك: حذار أن يحدث الأسير أحداً قبلي!! أياً كان !! واضح
الجندي:أمرك سيدي ..
المشهد الخامس :
يتقدم مارك حرسه الخاص متجهاً إلى زنزانة قائد الغزاة .. !!!!!
فتح باب الزنزانة المظلمة و تجلى من خلال العتمة قائد الغزاة فارس و قد قيد بسلاسل و مازالت جراحه تثعب دماً ..
مارك . أنت أيها الإرهابي .. أنت ألا تجيب ..
اكتفى فارس بنظرة شرزاء إليه دون أن ينبس بحرف ..
مارك . أيها الحارس هل يعاني هذا الإرهابي من الصمم أم ماذا ؟؟
الحارس. لا سيدي كان قبل قليل يغني – أي يقرأ القران –
مارك يمسح لحية فارس بيده و يقول ههههه لقد تذكرت استهزاء ناصر القصبي لكم بحق لقد نال منكم .. هيا هيا
غن لنا أيها الإرهابي يبدو بأنك تملك صوتاً جميلاً .. بالمناسبة فنانسي و هيفاء و ديانا هنا قد تود أن تلتقيهم للمرح ..
أطرق فارس برأسه و رتل بصوت عذب آسر .
بسم الله الرحمن الرحيم .
(ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تالمون فانهم يالمون كما تالمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما )
مارك . توقف أيها الإرهابي .. أيها الحارس تخلصوا من هذا الإرهابي الآن ..
الحارس . أمرك سيدي
صوب الحارس سلاحه تجاه فارس و وضع سبابته على الزناد و هو يستعد للإطلاق انسابت دموع فارس على خديه فتفطن لها القائد مارك و أشار للحارس أن يتوقف .. و اقترب من فارس و هو يقهقه و يقول . هاه لقد خفت أيها البطل . إني لا أفهم إصراركم على القتال علمائكم و يحرمون عليكم قتلنا و ساستكم معنا بل العالم كله يحاربكم و مع ذلك تحاربون .. هاه
فارس. أيها العلج ما لهذا بكيت بل كنت أستشعر في هذه اللحظات التي تفارق فيها روحي الدنيا أني سألقى محمد صلى الله عليه و سلم و صحبه فلم أتمالك نفسي و بكيت .. أما عن من يحرموا القتال علينا فلا نحفل بهم فالحق بين و إن أفتوك الناس و إن أفتوك فما نسعى لتحقيقه رضى الله و إن سخط الناس أجمعين .. و سيأتي يوم ينصفنا التاريخ ..
انقض فارس على مارك و أمسكه من تلالبيبه فصرخ مارك بحراسه أن اقتلوه .. فقتلوه و ختم حياته بأشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ..
سرى الخبر في أرجاء السجن و تسرب إلى زنزانة أروى و فاتن فبكتا بكاء شديد أما خان فسجد بين يدي الرب يرجوه أن يتقبله من الشهداء و جاسم راح يضرب بقدمه باب السجن و يصرخ بالحارس حتى أسكتوه بسياطهم ..
أيها المسلمون لازال الأسرى خلف القضبان فمن ينقذهم ..
انتهت مسرحيتي و لكن أحداثها لازالت قائمة
فاتن.. الشيشان
أروى.. فلسطين
خان.. أفغانستان
جاسم.. العراق
فارس وجنوده .. هم المنافحون عن أوطانهم و ما يسمون في وسائل الإعلام بالمتمردين و الإرهابيين ..
مارك و جنوده .. هم قوات التحالف الغازية ..
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .

زائر الليل
09 / 07 / 2008, 47 : 03 PM
رائع ما سطرته هنا أيها المبدع دائماً .....................
لي عودة بإذن الله

أبو ياسر
10 / 07 / 2008, 26 : 01 PM
رائع ما سطرته هنا أيها المبدع دائماً .....................
لي عودة بإذن الله
مرحباً بالأستاذ الكريم / زائر الليل ...
وأشكر لك مرورك و بالتأكيد سأنتظر عودتك ...

الكاظم
15 / 07 / 2008, 08 : 02 AM
شكرا أيها المبدع على كتابتك التي جمعت بين الحزن والجمال والأمل ..
تقبل مروري أيها الغالي

ابن جبهان
16 / 07 / 2008, 50 : 01 AM
اخوي الغالي ....

مجمع البحرين

اشكركـ على ابداعكـ المتواصل والحقيقه ان الابداع ليس غريب عليـكـ

تقبل تحياتي واحترامي ...

محمد بن عايض المسردي
16 / 07 / 2008, 20 : 07 PM
مجمـَــع البحــريــن.............
دامـ إبداعــــكـ......
وإبــداّع قلمــكـ.....

أبو فـلاح
16 / 07 / 2008, 09 : 10 PM
كتبت فأجدت أخي مجمع البحرين ...
أبطال قصتك وشخوصه هم نحن وأمتنا النائمة ...

مشكوور ..بارك الله فيك

أبو ياسر
18 / 07 / 2008, 11 : 10 PM
شكرا أيها المبدع على كتابتك التي جمعت بين الحزن والجمال والأمل ..
تقبل مروري أيها الغالي
العفو مشرفنا القدير/ الكاظم
مرور احتفيت به و كل ما أتمناه أن نراك دائماً بيننا ..

أبو ياسر
18 / 07 / 2008, 13 : 10 PM
اخوي الغالي ....
مجمع البحرين
اشكركـ على ابداعكـ المتواصل والحقيقه ان الابداع ليس غريب عليـكـ
تقبل تحياتي واحترامي ...
صقر جاش المكرم/ ابن جبهان
أشكرك على مرورك الكريم .. و لا عدمنا هذا التواصل

أبو ياسر
18 / 07 / 2008, 15 : 10 PM
مجمـَــع البحــريــن.............
دامـ إبداعــــكـ......
وإبــداّع قلمــكـ.....
مرحباً أبا عايض ...
أشكرك على هذه الكلمات و لم تزل شعلة منذ عدت إلينا ..

أبو ياسر
18 / 07 / 2008, 16 : 10 PM
كتبت فأجدت أخي مجمع البحرين ...
أبطال قصتك وشخوصه هم نحن وأمتنا النائمة ...
مشكوور ..بارك الله فيك
وفيك بارك ..
ملهم جاش الكبير/ أبو فلاح
مرورك له طابعه الخاص دائماً و حق الشكر أن ينصرف إليك .. فشكراً جزيلاً لك ..