أبو ياسر
01 / 04 / 2008, 26 : 06 PM
منذ أن يميز الطفل السعودي يأخذه أبوه في زاوية بيت قصية و يمسكه من تلابيبه مملياً عليه أهم سر في كيان الأسرة بإفشائه يحل العار والصغار بأفرادها، فيبحلق الطفل الصغير في عيني والده الكبير بانتظار هذا الخطب الجلل، ليقول الوالد بعد سلسلة من التهديدات؛ أن بني إذا سألك أحد عن اسم أمك فحذار أن تخبره!! ثم يتنفس نفساً طويلاً يذهب عنه جهد الخطاب و يردف قائلاً : إن تفعل يصبك عار و صغار عظيم!! ، وكم هو مثير للشفقة مشهد الرجل العربي الأصيل عندما يسأله مسئول استقبال في المستشفى أو الأحوال عن اسم زوجه أو أمه فتراه يتصبب عرقاً و بعد لأي يهمس باسمها همساً لألا يقع في إذن أحد من الرجال المحيطين به ذات اليمين و الشمال ..
بينا رسول الله – صلى الله عليه و سلم – جالساً في مجلسه سأله رجل فقال : من أحب الناس إليك يا رسول الله، قال ؛ ( عائشة ) قال: ومن الرجال، قال : ( أبوها ) .. لك أن تتأمل في الجوابين فالأول أجاب بعائشة و الثاني قال: أبو(ها) فترى أنه – صلى الله عليه و سلم - علق الجوابين بعائشة وهذا لعظيم حبه لها – رضي الله عنها - ، و كان العربي الأول في الجاهلية و صدر الإسلام لا يجد حرجاً في الإخبار عن خليلته و محلتها من قلبه، و نجد ذلك ظاهراً جلياً في قصائدهم الشعرية بل كان ذكر المرأة في مطلع القصائد من ميزات الشعر العربي فها هو كعب بن مالك – رضي الله عنه – ينشد على مسمع من رسول الله – صلى الله عليه و سلم – :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ## متيم على إثرها لم يفد مكبول
و في الجاهلية يقول امروء القيس :
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل ## و إن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
فتلك أدلة من السنة و عادات العرب الأصيلة في الجاهلية و الإسلام و هي نزر من بحر، أما من القران الكريم فحسبك أن سورة كاملة فيه اسمها ( مريم )، و بعد فما الذي تبدل اليوم حتى أضحى اسمها عورة لا بل عورة مغلظة، أجاز لأبناء الجزيرة استبداله .. بالأهل ، و أم العيال ، و المدام ، و الآنسة، وغيرها من النعوت ، هل من دليل شرعي أو عقلي معتبر أم هو اتباع الهوى و التقليد الأعمى !!
لمعترض أن يعترض و يقول يا أخي هل انتهت قضايا المرأة كلها و لم يتبق غير هذه القضية لتتحدث عنها ، أقول له : لا يا سيدي لم تنته و أنا لها ذلك ، بيد أن هذه الظاهرة تعد من مظاهر تهميش المرأة في البيت و الأسرة و المجتمع ، فإذا كنا نستحي من لفظ اسمها على ملأ الناس، فلن نسمع صوتها ولن نتحدث عن إنجازاتها و سنعمل من حيث لا نشعر على تحطيمها، فقل لي بربك كم هن البنات اللائي يدرسن إرادة التميز و الإبداع و العمل على أن يكن فاعلات في المجتمع قلة جداً ، أتعلم لماذا لأسباب عدة من أهمها أننا لا نعير شهادتها و موقعها أي اهتمام ، و أخص هنا الأسر التي تنعت للأسف بالأسر المحافظة ، حتى أدى هذا الوأد الجديد للمرأة لتصدر المسوخ السعودية التي تتحدث بلسان مئات الملتزمات من السعوديات و تشكي همومهن و آلامهن، و المرأة المؤودة في قبر الجاهلية و التزمت ساكتة لا تبس ببنت شفه و إن هي تحدثت كانت مشوشة الفكر عقيمة الثقافة ، و من يتابع الصحافيات السعوديات في أكثرهن يجدهن من أصول ليست سعودية كالسيدة ليلى الأحدب مثلاُ فأصلها سوري و تتحدث بلسان السعوديات و غيرهن كثيرات من الفرس و الروم و بلاد ما وراء النهر ، أما من كانت سعودية الولادة و المنشأ فقد استغرب فكرها و أضحت ثائرة على كل موروث و تقليدي و إن كانت أوتيت من جهلها بحقيقة التراث، ومن صنعها في الحقيقة هو المجتمع !! وذلك لأنه ينظر للمرأة بمنظارين المنظار الأول المرأة الملتزمة التي يعمل ربها بمبدأ ( وقرن في بيوتكن ) ففهمه لهذه الآية تعدى استقرار شبح المرأة في بيتها لاستقرار لسانها و صوتها أيضاً في البيت بل واسمها!! و جعل منه و من أبناءه رقيباً على حركاتها و سكناتها و هو في دأب على سؤال الله أن يعجل بزواجها ف( معورة ) الرجل لا يرتاح إلا إذا أسلمها إلى زوج يواصل عملية الوأد و التغييب ، و النظرة الثانية: نظرة شرزاء متفسخة لتلك المرأة التي تكتب و تتحدث عبر وسائل الإعلام بأنها امرأة غائرة الفسق و الفجور قد خلعت عنها رداء الحياء و العفة و أوغلت في الرذيلة، فكانت ردة الفعل متوقعة إذ ظهر على الساحة السعودية بنيات و كاتبات نقمن هذا المجتمع الذي أجهز على حقوقهن و في مقدمها الحقوق المعنوية كإظهار اسمها و سماع شكاتها فكان أن خرجت لنا رواية ( بنات الرياض) و شبيهاتها، و بين تينك النظرتين نظرة وسط هي الحق الذي يجب أن يتبع و لكنها للأسف نظرة لم يكتب لها الانتشار بين عامة الناس و هي النظرة التي تقول بأن المرأة أم صالحة و مواطنة صالحة و عاملة صالحة ، لا حياء يمنعها من إظهار صوتها و الدفاع عن حقوقها التي كفلها الإسلام لها ، اقتداء بأمهات المؤمنين و نساء الصحابة و السلف الأولين ، و من هؤلاء النساء التي حق لنا أن نفخر بهن الأستاذة الكريمة مشاعل العيسى و الأستاذة نورة السعد و غيرهن من الملتزمات الزاكيات كثر الله من مثيلاتهن.
أما إذا رد راد على هذه الكتابة إرادة أن يوقعني في شرك الإحراج بزعمه و قال ممتحنناً ما اسم خليلتك، فأستبق سؤاله بالقول أني لا أريد بهذه المقالة أن يتباهى كل أحد باسم زوجته و يذكره بلا فائدة و مغزى بل أتحدث عن مبدأ عام ، فإذا ما احتجت لذكر اسم خليلتك أكان ذلك لمعرض حديث و دلالة على حبك لها هل ستلفظه أم لا و إذا كان لا فما السبب، هذا ما أردت و الله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل ..
بينا رسول الله – صلى الله عليه و سلم – جالساً في مجلسه سأله رجل فقال : من أحب الناس إليك يا رسول الله، قال ؛ ( عائشة ) قال: ومن الرجال، قال : ( أبوها ) .. لك أن تتأمل في الجوابين فالأول أجاب بعائشة و الثاني قال: أبو(ها) فترى أنه – صلى الله عليه و سلم - علق الجوابين بعائشة وهذا لعظيم حبه لها – رضي الله عنها - ، و كان العربي الأول في الجاهلية و صدر الإسلام لا يجد حرجاً في الإخبار عن خليلته و محلتها من قلبه، و نجد ذلك ظاهراً جلياً في قصائدهم الشعرية بل كان ذكر المرأة في مطلع القصائد من ميزات الشعر العربي فها هو كعب بن مالك – رضي الله عنه – ينشد على مسمع من رسول الله – صلى الله عليه و سلم – :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ## متيم على إثرها لم يفد مكبول
و في الجاهلية يقول امروء القيس :
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل ## و إن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
فتلك أدلة من السنة و عادات العرب الأصيلة في الجاهلية و الإسلام و هي نزر من بحر، أما من القران الكريم فحسبك أن سورة كاملة فيه اسمها ( مريم )، و بعد فما الذي تبدل اليوم حتى أضحى اسمها عورة لا بل عورة مغلظة، أجاز لأبناء الجزيرة استبداله .. بالأهل ، و أم العيال ، و المدام ، و الآنسة، وغيرها من النعوت ، هل من دليل شرعي أو عقلي معتبر أم هو اتباع الهوى و التقليد الأعمى !!
لمعترض أن يعترض و يقول يا أخي هل انتهت قضايا المرأة كلها و لم يتبق غير هذه القضية لتتحدث عنها ، أقول له : لا يا سيدي لم تنته و أنا لها ذلك ، بيد أن هذه الظاهرة تعد من مظاهر تهميش المرأة في البيت و الأسرة و المجتمع ، فإذا كنا نستحي من لفظ اسمها على ملأ الناس، فلن نسمع صوتها ولن نتحدث عن إنجازاتها و سنعمل من حيث لا نشعر على تحطيمها، فقل لي بربك كم هن البنات اللائي يدرسن إرادة التميز و الإبداع و العمل على أن يكن فاعلات في المجتمع قلة جداً ، أتعلم لماذا لأسباب عدة من أهمها أننا لا نعير شهادتها و موقعها أي اهتمام ، و أخص هنا الأسر التي تنعت للأسف بالأسر المحافظة ، حتى أدى هذا الوأد الجديد للمرأة لتصدر المسوخ السعودية التي تتحدث بلسان مئات الملتزمات من السعوديات و تشكي همومهن و آلامهن، و المرأة المؤودة في قبر الجاهلية و التزمت ساكتة لا تبس ببنت شفه و إن هي تحدثت كانت مشوشة الفكر عقيمة الثقافة ، و من يتابع الصحافيات السعوديات في أكثرهن يجدهن من أصول ليست سعودية كالسيدة ليلى الأحدب مثلاُ فأصلها سوري و تتحدث بلسان السعوديات و غيرهن كثيرات من الفرس و الروم و بلاد ما وراء النهر ، أما من كانت سعودية الولادة و المنشأ فقد استغرب فكرها و أضحت ثائرة على كل موروث و تقليدي و إن كانت أوتيت من جهلها بحقيقة التراث، ومن صنعها في الحقيقة هو المجتمع !! وذلك لأنه ينظر للمرأة بمنظارين المنظار الأول المرأة الملتزمة التي يعمل ربها بمبدأ ( وقرن في بيوتكن ) ففهمه لهذه الآية تعدى استقرار شبح المرأة في بيتها لاستقرار لسانها و صوتها أيضاً في البيت بل واسمها!! و جعل منه و من أبناءه رقيباً على حركاتها و سكناتها و هو في دأب على سؤال الله أن يعجل بزواجها ف( معورة ) الرجل لا يرتاح إلا إذا أسلمها إلى زوج يواصل عملية الوأد و التغييب ، و النظرة الثانية: نظرة شرزاء متفسخة لتلك المرأة التي تكتب و تتحدث عبر وسائل الإعلام بأنها امرأة غائرة الفسق و الفجور قد خلعت عنها رداء الحياء و العفة و أوغلت في الرذيلة، فكانت ردة الفعل متوقعة إذ ظهر على الساحة السعودية بنيات و كاتبات نقمن هذا المجتمع الذي أجهز على حقوقهن و في مقدمها الحقوق المعنوية كإظهار اسمها و سماع شكاتها فكان أن خرجت لنا رواية ( بنات الرياض) و شبيهاتها، و بين تينك النظرتين نظرة وسط هي الحق الذي يجب أن يتبع و لكنها للأسف نظرة لم يكتب لها الانتشار بين عامة الناس و هي النظرة التي تقول بأن المرأة أم صالحة و مواطنة صالحة و عاملة صالحة ، لا حياء يمنعها من إظهار صوتها و الدفاع عن حقوقها التي كفلها الإسلام لها ، اقتداء بأمهات المؤمنين و نساء الصحابة و السلف الأولين ، و من هؤلاء النساء التي حق لنا أن نفخر بهن الأستاذة الكريمة مشاعل العيسى و الأستاذة نورة السعد و غيرهن من الملتزمات الزاكيات كثر الله من مثيلاتهن.
أما إذا رد راد على هذه الكتابة إرادة أن يوقعني في شرك الإحراج بزعمه و قال ممتحنناً ما اسم خليلتك، فأستبق سؤاله بالقول أني لا أريد بهذه المقالة أن يتباهى كل أحد باسم زوجته و يذكره بلا فائدة و مغزى بل أتحدث عن مبدأ عام ، فإذا ما احتجت لذكر اسم خليلتك أكان ذلك لمعرض حديث و دلالة على حبك لها هل ستلفظه أم لا و إذا كان لا فما السبب، هذا ما أردت و الله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل ..