أبو ياسر
15 / 03 / 2008, 34 : 08 PM
كنت قبل أشهر قليلة ماضية في زيارة عاجلة لعروس البحر الأحمر ( جدة ) ، مدينة ساحلية لا أخال أحدكم يجلها ، إذ تعد قبلة سياحية بامتياز و كلنا نحفظ جدة غير ، و بما أني مهووس بالغير قررت أن أزور جدة و إن كنت من قبل لا أنفك أزورها بين فينة و أخرى لزيارة خالي الغالي / طالب الجنان – بالتأكيد هذا اسم معرفه في منتدى جاش - ، بيد أن ما يميز رحلتي هذه المرة أنها للسياحة خالصة ، فطوفت بكورنيش جده الواعد من جنوبه حتى أبحره الشمالية ، وجلت على ضفاف شاطئه بقارب صغير تأرجحه الأمواج ذات اليمين و الشمال ، و كنت أطلب المشورة حول الأمكنة التي يجدر بي زيارتها شريطة أن تكون محافظة و بما أننا في جدة غير فمعيار المحافظة بالتأكيد هناك غير، فأشير علي أن أزور مدينة الألعاب !! و فعلت و ما إن جاوزت البوابة حتى أقسمت أن لا أزورها تارة أخرى !! وقد أوفق لإفراد أحداثها في مقال لاحق بإذن الله، و خاتمة الجولة كانت من نصيب حديقة الحيوان فما رأيكم أن أصحبكم إليها..
ابتعت التذاكر أنا ورفيقي و بدأنا باستعراض الحيوانات الأليفة حتى غلونا في الجولة لنمر بأقفاص الحيوانات المفترسة ، أما أنا فلم أرى في الحيوانات الأليفة ألفها و لا المفترسة افتراسها فغاية ما أراه حيوانات حبيسة لا حراك فيها فهي أشبه بالتماثيل فحسب و من شدة مللها من بحلقة الناس إليها قررت أن تستقبلنا بأظهرها، و أما خديني فما فتئ يلقي بعض التعليقات المضحكة على هيئاتها و أضحكني غير مرة بنكاته و نتاج التأمل انفلتت مني بعض التعليقات الفلسفية التي لا أنفك منها عادة حتى في أصغر الأمور !! قد يتعين علي مراجعة الطبيب في وقت لاحق!! و في غمرة الجولة تنزل علي فتح من الله فتهيأت لتلاوته على خليلي بأن رتبت ملامح وجهي وقلت بنبرة هادئة مفخمة كمذيعي الأخبار : كم أتمنى يا صاحبي أن أرى هذه الحيوانات في مساكنها الأم كأدغال أفريقية و جبال الألب الفرنسية و في أنهر الأمازون البرازيلية فأي إثارة برؤيتها خلف هذه القضبان فقلي بربك كيف يسيغ لك ذوقك رؤية الأسد وهو مستلقي لا يعالج فريسته و أي جدوى من كنغر لا يقفز بين المروج أو طائر لا يحلق في جو السماء و يقع على أغصان الأشجار و قلي بربك كيف يؤنسني منظر بطة في بركة ماء ملئت بمخلفات الحيوانات الناطقة!! ياه ليتك تفهم ما أعنيه!! . أشار صاحبي بيده مستهجناً أن أتوقف عن التنظير و الفلسفة !! و هدد بعبوة ماء فارغة إن لم ألتزم الصمت!! و تمنى علي بحزم أن لا أفسد عليه متعة المشاهدة! لم يكن لي بد إلا الانصياع لأوامره و الاكتفاء بالمناجاة الذاتية! كذا يطلق عليها علماء النفس، بأي حال ساقنا ممر ضيق إلى أقفاص القردة و هذا ما كان ينقصني!!
توقفنا عند نوع من القردة عرفت بأشباه الإنسان .. و كانت مثيرة للغاية إذ تشخص ببصرها في المتجمهرين حولها و تمد يدها لناس إرادة طعام و ماشابهه فكان الناس يلقون بالمكسرات و رقائق البطاطس فتتلقفها و ما يحتاج منها إلى فتح تقوم بذلك بطريقة إنسانية خالصة .. كان منظرها ممتعاً للغاية استغرقنا جل الجولة في مشاهدة أشباهنا .. نظرة للساعة فوجدت أن الوقت متأخر ولم نكمل الجولة بعد فأشرت على صاحبي أن ننصرف فلما استدرنا تعالت ضحكات الجموع و بدا الإعجاب يحبس الأنفاس و اتجهت الأنظار ناحية قفص القردة ميمونة ... فالتفت ناحيتها على عجل كي لا يفوتني المنظر فرأيتها تمسك سيجارة مشتعلة و تضعها في فمها و تدخنها كما لو كانت إنساناً .. اقتربت منها ورحت أتأملها و هي تدخن وقد اتكأت على راحة يدها و السيجارة في يسارها – يبدوا أنها درست فن الأتيكيت - و تمزها بكل شغف .. عندها توجهت إلى صاحبي و ما إن هممت بالتعليق حتى وضع يده على فمي قائلاً: لقد فهمت الآن فلنذهب أرجوك !!
تنويه: هذه القردة قرأت تقرير عنها نشر في جريدة الرياض قرأته بعد أن عدت إلى الرياض ولم يمض على عودتي شهر تقريباً، و قد قال صاحب التقرير أن اسمها مأمونة فالله أسأل أن يردها إلى حيوانيتها إنه مجيب قريب و بالإجابة جدير..
تحياااااااتي
ابتعت التذاكر أنا ورفيقي و بدأنا باستعراض الحيوانات الأليفة حتى غلونا في الجولة لنمر بأقفاص الحيوانات المفترسة ، أما أنا فلم أرى في الحيوانات الأليفة ألفها و لا المفترسة افتراسها فغاية ما أراه حيوانات حبيسة لا حراك فيها فهي أشبه بالتماثيل فحسب و من شدة مللها من بحلقة الناس إليها قررت أن تستقبلنا بأظهرها، و أما خديني فما فتئ يلقي بعض التعليقات المضحكة على هيئاتها و أضحكني غير مرة بنكاته و نتاج التأمل انفلتت مني بعض التعليقات الفلسفية التي لا أنفك منها عادة حتى في أصغر الأمور !! قد يتعين علي مراجعة الطبيب في وقت لاحق!! و في غمرة الجولة تنزل علي فتح من الله فتهيأت لتلاوته على خليلي بأن رتبت ملامح وجهي وقلت بنبرة هادئة مفخمة كمذيعي الأخبار : كم أتمنى يا صاحبي أن أرى هذه الحيوانات في مساكنها الأم كأدغال أفريقية و جبال الألب الفرنسية و في أنهر الأمازون البرازيلية فأي إثارة برؤيتها خلف هذه القضبان فقلي بربك كيف يسيغ لك ذوقك رؤية الأسد وهو مستلقي لا يعالج فريسته و أي جدوى من كنغر لا يقفز بين المروج أو طائر لا يحلق في جو السماء و يقع على أغصان الأشجار و قلي بربك كيف يؤنسني منظر بطة في بركة ماء ملئت بمخلفات الحيوانات الناطقة!! ياه ليتك تفهم ما أعنيه!! . أشار صاحبي بيده مستهجناً أن أتوقف عن التنظير و الفلسفة !! و هدد بعبوة ماء فارغة إن لم ألتزم الصمت!! و تمنى علي بحزم أن لا أفسد عليه متعة المشاهدة! لم يكن لي بد إلا الانصياع لأوامره و الاكتفاء بالمناجاة الذاتية! كذا يطلق عليها علماء النفس، بأي حال ساقنا ممر ضيق إلى أقفاص القردة و هذا ما كان ينقصني!!
توقفنا عند نوع من القردة عرفت بأشباه الإنسان .. و كانت مثيرة للغاية إذ تشخص ببصرها في المتجمهرين حولها و تمد يدها لناس إرادة طعام و ماشابهه فكان الناس يلقون بالمكسرات و رقائق البطاطس فتتلقفها و ما يحتاج منها إلى فتح تقوم بذلك بطريقة إنسانية خالصة .. كان منظرها ممتعاً للغاية استغرقنا جل الجولة في مشاهدة أشباهنا .. نظرة للساعة فوجدت أن الوقت متأخر ولم نكمل الجولة بعد فأشرت على صاحبي أن ننصرف فلما استدرنا تعالت ضحكات الجموع و بدا الإعجاب يحبس الأنفاس و اتجهت الأنظار ناحية قفص القردة ميمونة ... فالتفت ناحيتها على عجل كي لا يفوتني المنظر فرأيتها تمسك سيجارة مشتعلة و تضعها في فمها و تدخنها كما لو كانت إنساناً .. اقتربت منها ورحت أتأملها و هي تدخن وقد اتكأت على راحة يدها و السيجارة في يسارها – يبدوا أنها درست فن الأتيكيت - و تمزها بكل شغف .. عندها توجهت إلى صاحبي و ما إن هممت بالتعليق حتى وضع يده على فمي قائلاً: لقد فهمت الآن فلنذهب أرجوك !!
تنويه: هذه القردة قرأت تقرير عنها نشر في جريدة الرياض قرأته بعد أن عدت إلى الرياض ولم يمض على عودتي شهر تقريباً، و قد قال صاحب التقرير أن اسمها مأمونة فالله أسأل أن يردها إلى حيوانيتها إنه مجيب قريب و بالإجابة جدير..
تحياااااااتي