أبو ياسر
09 / 02 / 2008, 26 : 06 PM
كنت أطالع في غرفتي كتاباً عنوانه عرائس المروج محاولاً فك بعض خيالاته البديعة و معانيه المبتكرة، فتهادى إلى مسمعي من وراء الباب حوار تديره مجموعة من الأطفال فأرعيت له سمعي و بكل حدة و ترأس قال كبيرهم يا أولاد لو فرض ووقعتم في قبضة قاتل و قال من نقتل أولاً أنتم أو أمهاتكمً فماذا تقولون، فقال أصغرهم سأنقض عليه و أضربه فغضب الكبير و قال يا أخي ما تفهم أصل القاتل قد قيدكم بالحبال ، فرد الصغير يعيني لا أسطع ضربه، قال نعم أفهمت الآن، قال إذاً سأتركه يقتلني أولاً فلج الأطفال الصغار نعم سنطلب من القاتل أن يبدئ بنا أولاً، و ما إن سكتوا حتى قال أفطنهم أما أنا فلا بل سأطلب منه قتل أمي أولاً فلا أريدها أن تتعذب وهي تراني أقتل فتقتل مرتين ، ابتسمت لهذا الحوار و انصرفت و أنا أردد
أبيات بديعة للأخطل الصغير تقول: - بحثتها في ديوانه فلم أجدها و نسبها صاحب متعة الحديث للأخطل الصغير..
-
أغرى امرئ يوما غلاما جاهلا ** بنقوده كي ما ينال به ضرر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ** ولك الجواهر والدراهم والدرر
فمضى وأغمد خنجرا في صدرها ** و القلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى ** فتدحرج القلب المقطع إذ عثر
ناده قلب الأم وهو معفّـر ** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه ** غضب السماء على الغلام قد انهمر
فارتد نحو القلب يغسله بما ** لم يأتها أحد سواه من البشر
واستل خنجره ليطعن نفسه ** طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ويقول يا قلب انتقم مني ولا ** تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناداه قلب الأم كف يدا ولا ** تذبح فؤادي مرتين على الأثر
أي معنى لطفولة يا سادة من دون أم لا معنى لها أبداً، فإن كان من فقد والده يتيم ففاقد أمه عديم، لأن اليتيم إنما يفقد قسوة أبيه و عونه و تينك الخلتين ستدعمها جامعة الناس، و أما فاقد الأم فأسميته عديم لأن مرحلة الطفولة سيجاوزها منذ أن يوارى جسد أمه الثرى فينتقل على الفور إلى رجل في خباء طفل، فقولوا لي بربكم أي يد أحن من يد الأم ، و أي قلب أرحم بقلب الأم ، و أي حب أصدق من حب الأم، أرأيتم كم أن فاقد أمه مثير للشفقة و الأسى.. فليكن الله في عونه ..
كنت أراقب أخي الصغير وهو يجلس إلى أمي – أمدها اللهو أمهاتكم بالصحة و العافية - ويتحدث إليها أحاديث ساذجة فأراها تنظر إليه مستمتعة كأن لم تسمع بحديثه من قبل، و إذا ما أحس بألم يسري في جسده صرخ أمي!! فتقترب منه و تضمه إلى صدرها و لا تزال به حتى ينام عنه الألم أو ينام عنه،و أما إن احتاج إلى ما في يديها من مال أو طعام قدمته و نفسها به راضية.. فأقول رحم الله كل أم و جزاها عنا جنة الفردوس الأعلى ..
عفواً لقد شغلت عن كتابي فأستأذنكم للعودة إليه ..
أبيات بديعة للأخطل الصغير تقول: - بحثتها في ديوانه فلم أجدها و نسبها صاحب متعة الحديث للأخطل الصغير..
-
أغرى امرئ يوما غلاما جاهلا ** بنقوده كي ما ينال به ضرر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ** ولك الجواهر والدراهم والدرر
فمضى وأغمد خنجرا في صدرها ** و القلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى ** فتدحرج القلب المقطع إذ عثر
ناده قلب الأم وهو معفّـر ** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه ** غضب السماء على الغلام قد انهمر
فارتد نحو القلب يغسله بما ** لم يأتها أحد سواه من البشر
واستل خنجره ليطعن نفسه ** طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ويقول يا قلب انتقم مني ولا ** تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناداه قلب الأم كف يدا ولا ** تذبح فؤادي مرتين على الأثر
أي معنى لطفولة يا سادة من دون أم لا معنى لها أبداً، فإن كان من فقد والده يتيم ففاقد أمه عديم، لأن اليتيم إنما يفقد قسوة أبيه و عونه و تينك الخلتين ستدعمها جامعة الناس، و أما فاقد الأم فأسميته عديم لأن مرحلة الطفولة سيجاوزها منذ أن يوارى جسد أمه الثرى فينتقل على الفور إلى رجل في خباء طفل، فقولوا لي بربكم أي يد أحن من يد الأم ، و أي قلب أرحم بقلب الأم ، و أي حب أصدق من حب الأم، أرأيتم كم أن فاقد أمه مثير للشفقة و الأسى.. فليكن الله في عونه ..
كنت أراقب أخي الصغير وهو يجلس إلى أمي – أمدها اللهو أمهاتكم بالصحة و العافية - ويتحدث إليها أحاديث ساذجة فأراها تنظر إليه مستمتعة كأن لم تسمع بحديثه من قبل، و إذا ما أحس بألم يسري في جسده صرخ أمي!! فتقترب منه و تضمه إلى صدرها و لا تزال به حتى ينام عنه الألم أو ينام عنه،و أما إن احتاج إلى ما في يديها من مال أو طعام قدمته و نفسها به راضية.. فأقول رحم الله كل أم و جزاها عنا جنة الفردوس الأعلى ..
عفواً لقد شغلت عن كتابي فأستأذنكم للعودة إليه ..