المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرى .. بلا حديد!!


أبو ياسر
18 / 01 / 2008, 23 : 05 PM
عندما نلفظ لفظة أسر يتبادر إلى الذهن مبنى ضخم ذا أسوار عليه و حبال شائكة تحيطه من جهاته الأربع و يتعاقب على حراسته أفراد الشرط و في جنباته مجرمي الحق العام و الخاص ... و لكن ما أريدها هنا ليس هذا الأسر بل أريد أشد منه و أعظم .. حسناً لأسهل عليكم الأمر أكثر و أروي لكم هذه القصة و بها ستدرون ما أعنيه ..
حدثني صاحبي بهذه الحكاية عن أحد رفاقه ، و أستأذنكم في سردها عليكم - بعد ترجمتها من العامية إلى الفصحى - ..
ياسر شاب تحبه لأول نظره يزين محياه الأصبح لحية سوداء كثة و ينساب على جسده الرياضي الأتقن ثوب أبيض ناصع و يعتمر شماغاً قد ثبته بعقال مستدير، يظهر أني صورته لكم تماماً و لكن ما يميزه هي ابتسامة مشرقة تعلو شفتيه بالكاد تراه من دونها حتى في أشد الصعاب و المحن، لكن الذي أراه اليوم في الجامعة ليس ياسر الذي أعرفه فلم أزل أرمقه بين استراحات المحاضرات الفينة بعد الأخرى فأراه شاحب الوجه مخنوق النفس قد غارت البسمة في بحر همه، انتظرت الفسحة لألتقيه و أسأله عن حاله ما إن انتهى المحاضر من حديثه حتى توجهت إليه فلم أجده بحثت عنه في أروقة الجامعة و نقبت عنه في المحلات التي اعتدنا أن نطوف بها سوياً و لكن دون جدوى، أسلمت نفسي لأحد طاولات البوفيه ملقياً رأسي فوق راحتي و كلي عجب و أسى تجاه صاحبي الذي وددت أن أعرف ما يهمه علني أمد يد المساعدة أو على الأقل أشاركه همه، و بينا أنا كذلك إذ بي أرى ياسر يدخل البوفيه ثقيل الخطى مطأطأ الرأس و بدت عيناه محمرتان من السهر و السهاد و ربما البكاء!! ... صرخت به أن انظم إلي .. تقدم ناحيتي و ألقى نفسه بين يدي، حييته فاكتفى بهز رأسه ، فعلمت يقيناً أن أمراً ما قد ألم به وكان لا يخفي عني شيء من أسراره، فعزمت عليه أن يخبرني وبعد إلحاح مني و جهد رد بصوت تخنقه العبرة : إني أحب !! قلت : نعم !! قال: إني عاشق متيم !! قلت : ويحك من هي و كيف التقيت بها .. قال و الدمع ينساب على وجنتيه : إني رأيتها في السوق ( ....) تتمايل في مشيتها قد تخصرت بعباءتها و لاحت لي عيناها الفاتنتين وأحسرت عن جبينها البلوري و تحررت من غطائها شعرات من جدائلها السوداء فوقعت في شراك غرامها.. ثم توقف!!
حسناً حسناً هلا هدأت قليلاً ورويت لي الحكاية من جديد ..
عزيزي .. بينا أنا البارحة في غرفتي أقلب بضع صفحات من كتاب ( حالة حب ) للأديب القصيبي ، رن هاتفي النقال فأجبت على الفور: من ، فانبعث من سماعة هاتفي صوت رقيق أحسست ببرده في صدري يقول: أنا سحر، ثم أتبعت اسمها بأنة من صدرها و الذي خلقني أنها أجمل معزوفة سمعتها أذني منذ حييت، حاولت أن أتماسك وفكرت أن أغلق الهاتف بيد أن سِحر سَحر وقع و لامناص يومئذ من المتابعة و ليرحم الله حالي، قلت لها: نعم سحر مالذي تريدينه مني، أجابت بعد أن أسبقت إجابتها بآهة!! أني أحبك و أريد أن أقضي الليل كله أستمع لحديثك، فقلت لها و متى كانت البنت الشريفة تعرض نفسها لناس ، ردت بعد أن ضحكت ضحكة آسرة أنت يا حبيبي لست ككل الناس !!، تلعثمت قليلاً و قلت: و هل تعرفينني .. قالت: نعم ، أتذكر الشهر الفائت يوم أن ألقيت علي رقمك، توقفت قليلاً و بدأت أتذكر تلك الحادثة القديمة يوم أن كنت طائشاً لا أجد لحياتي معنى ، رأيت هذه البنت و هي تتغنج في مشيتها وقد وهبها الله قواماً يسيل للعاب الشيخ الهرم مع ما أضفته على جسمها من ملبوس يصف دقائق الأعضاء وصفاً مغرياً أخاذ، اقتربت منها و ألقيت عليها رقم هاتفي وكلي أمل أن تتصل بي وانتظرت الليالي الطوال اتصال منها يرد للقلب نبضه و للجسد روحه بيد أن انتظاري طال ففقدت فيها الأمل ، و إن كنت أحلم بها في منامي و إذا ما رأيت فتاة ممسكة بعضد شاب عل سيف بحر أو سفح شاهق شهقت و تململت على نار الشوق والهوى و تمنيت أن لو كان الشاب أنا و الفتاة هي، فلم يكن لي أمل في الحياة بعد رؤيتها إلا رؤيتها.. ثم توقف ياسر قليلاً عن الحديث وراح ينظر إلى السماء و يبتسم ابتسامة من رأى شيئاً ..
ياسر! ياسر! ..
نعم نعم لقد حلمت قليلاً ..
حسناً هلا عدنا إلى اتصال سحر فما زالت تنتظر على السماعة ..
نعم .. لم أسطع أن أجاوبها لما ذكرتني بنفسها حتى أطلت الصمت، فقالت: ياسر مالذي أصابك لما لا ترد علي أرجوك ياسر لقد أحببتك منذ رأيتك و ترددت كثيراً في الاتصال بك وها أنا الآن ...
أقفلت السماعة في وجهها وفي من الألم و الحزن مالله به عليم ، فدارت بي الأرض و ضاق بي الفضاء ورجوت أن أكون في باطن الأرض لا على ظهرها، وأسقط في يدي يا صاحبي فماذا أصنع ؟؟!
أعضاء جاش الأكارم قبل أن أروي لكم تتمة القصة بودي أنا أرى ردودكم و اقتراحاتكم حيال هذه القضية و ماذا يمكن أن تقولوا لياسر لوكان يستمع إليكم .. باختصار ( ياسر شاب التزم و عاد إلى الله بأسباب من أعظمها أنه فقد الأمل في بنت أحبها و زهد في كل نساء الأرض و تمنى على الله أن يجمعه بها في الآخرة و أن تكون من نصيبه و مضى على ذلك تائباً لله عابداً حتى أتاه الاتصال منها و أغرته بإمكان اللقاء و التواعد ، لا تقولوا يتزوج بها فهو شاب صالح و لا يريد الاقتران بهذه الفتاة المارقة هذه وجهة نظري على الأقل ..)
أنتظركم ... وأرجوا أنكم الآن أدركتم ماذا أعني ( بأسرى بلاحديد!!)

أبو فـلاح
18 / 01 / 2008, 23 : 06 PM
ليراجع نفسه ويتذكر طريقة التعارف ..هل يرضى أن يتزوج بفتاة رقمها في السوق ...هل يرضى أن يتزوج فتاة بهذه المواصفات خرجت للسوق بكامل فتنتها بحثا عن شاب معجب يرمي لها رقم هاتقه ...

أرى أنها لاتستحق كل هذا وأن يحس ياسر بالضياع بدونها ..

هذا رأئي قبل أن تكمل قصتك أخي مجمع البحرين ...