المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من أم !!


أبو ياسر
28 / 12 / 2007, 05 : 05 PM
أحدثكم هذه المرة و بين يدي رسالة مؤلمة بعثتها إلي سيدة غلبها ضنها الحسن بي خيراً أنا خلي منه .. و لولا أنها طلبت إلي عدم البوح بها لنقلتها إليكم برسمها .. كتبتها بأسلوب عامي بسيط و ديباجة شعبية ساذجة.. بيد أنها استنزلت دمع العين و خفقت لها نياط القلب .. إذ العبرة بمخرج اللفظة و مؤداها و إن جردت من قواعد التحرير مبناها، فكم من ألفاظ نحتت على أحسن نسق و أدق رصف لا أثر لها إذ لم تكن من القلب ..
تحدثني هذه السيدة في رسالتها عن ابنها و عقوقه لها، فحكت لي كما كان ولدها ابتداءً صالحاً تقيا و لأوامرها مطيعا ثم مسه شيطان البؤس والشقاء فابتدأ مجرى رسالة الأم يأخذ منحى آخر و كأني بها تمسك القلم بيد و تمسح دمع العين بيد أخرى فطفقت تضرب لي مشاهد العقوق الشنعاء التي تلاقيه من ابنها صباح مساء فأقف من هولها حيناً و أجلس لها أحياناً أخر.. حتى أني لانغمر في الرسالة برهة فأحسب أنها تحدثني عن وحش مفترس لا تعرف الرحمة إلى قلبه طريق .. و أشد ما يؤلمني – يا سادة - هو عندما تحاول الأم المسكينة تبرير فعال ابنها العاق بقولها إنه جاهل أو صغير أو تنسب هذه الأخطاء لرفاق السوء .. فأقول عجباً لهذه الأم مع ما تلاقيه من هذا الابن تحاول جهدها أن لا تكرهه أو تسخط عليه أحداً من الناس .. لله قلب الأم ما أكبره .. ما إن انتهيت من قراءة هذه المقطوعة حتى رأيت في هامشها رجاء حاراً بألا أخبر ابنها عند ملاقاته بأمر الرسالة و ألا أسأله عن بعض أحداثها كي لا يعتقد بأن أمه أخبرتني فيطيش غضباً قد ينال الأم شواظا منه ..
يالله أي أحرف هذه التي أقرأ و أي أحداث هذه التي أقف عليها .. أيعقل أن يكون الابن محل إساءة و إخافة لوالدته.. قولوا لي بربكم مالذي فعلته هذه الأم لتنال هذا الشقاء من ابنها أليست هي التي ولدته و أرضعته و في حضنها رعته أما بكت لبكائه و ضحكة لضحكه و أسهرها مرضه فتراها تأن بجانب فراشه و هل له من فراش يضمه غير صدرها .. إنها و الله ياسادة لواقعة مؤلمة علي و أسأل الله أن يعجل بانقشاعها .. قد يقول قائلكم أما تقرأ الصحف و ما يقصه القصاصون عن أبناء قتلوا أبنائهم و ما بين القتل و الحياة كان التعذيب النفسي و الجسماني مما لم ترويه لنا هذه الصحف لكن الله يعلمه .. أقول لكم نعم قرأتها و دريت خبرها بيد أن ما يميز قصتي هو أني وقفت على أحداثها و بطلها كنت على وصال به من زمن حتى سبرت أخلاقه و شمائله فلم يكن هذا الذي تتحدث عنه الأم أقسم لكم .. كان شاباً صالحاً تحبه من أول نظره و تشرف بصحبته و الجلوس إليه أضف إلى ذلك ما فيه من خصال الرجولة من كرم و شجاعة و حمية زكية و ضرب به المثل يوماً بالبر لما يراه أخدانه من مراعاة لوالديه و طاعة .. و لكن أمواج السوء و رفقته أضلاه السبيل ففقدته في هذه المواضع التي يرتادها و نبأت بأنه عاقر الخمرة و المخدر واستبدل صحبته فبدأت تحوم على جثته الخامدة صراصر البشر و عناكبه .. عندها فقدته ..أدركتم الآن ثقل هذا الأمر على نفسي .. فتعالوا إذاً نذهب سوياً لملاقاة هذا الشاب ..
وخلال المسير إلى منزله أستأذنكم لأقول أني على قناعة تامة أن أي منا لا يستطيع تغير إنسان لايرى أنه على خطأ، فأنت إن رحت تنصح إنسان مخطأ لاتبتدأه بالخوف من الله و اتقاء عذابه ، لا بل بين له أنه مخطأ و صور له بشاعة خطأه، ثم بعد إذ انصحه و أرشده مستعيناً بالله.. ها نحن أولاء عند منزل صاحبنا فلنبدأ ..
طرقت باب منزله فخرج لي مهللاً مرحباً، و عزم علي الدخول فاعتذرت و طلبت منه أن يصحبني في السيارة قريباً، أجاب أن نعم ، أغلق باب المنزل و صعد إلى السيارة ، و راح يسأل عن الحال و الإخوان، و أرد عليه بالمثل ، ما إن قضينا في السيارة خمس دقائق حتى ابتدرته سائلاً،
أخي العزيز ألا ترى معي أن المعصية لله مقيدة لصاحبها عن خيري الدنيا و الآخرة، فنرى العاصي جاهل غافل عن دنياه و آخرته، همه أن يرتكب معصيته و إن كان في ارتكابها ذاهب لعمره و ماله و كرامة جاهه.
مسح يده بوجهه - و كأني به يحدث نفسه قائلاً : تباً لابد أن أحداً أرسله لي كي ينصحني- ثم قال : نعم هو كذلك ، و لكن المعاصي بحسبها فثمة معاصي لا تغفل الإنسان عن دنياه و إن كانت تضر بآخرته وأمر الدنيا و الآخرة بيد الغفور الرحيم أليس كذلك .
أجبته : أن نعم و كأني بك تريد التفصيل في الحديث ، نعم المعاصي بحسبها و لأختصر القول أقول: أن المعاصي قسمان:
القسم الأول: معصية متعلقة بصاحبها لا تتعداها ظاهراً، مثل: استماع الأغاني، فهذه المعصية تضر صاحبها إذا كان يتناولها في السر و لا يظهرها للعلن، و أضف إلى ذلك إذا أحاط علمه بجرمها و تمنى على الله أن ينقذه منها.
القسم الثاني: معصية متعلقة بالمجتمع ، كالمخدرات مثلاً فضررها لا يقتصر على متعاطيها بل يتعداه ليمتد إلى مجتمعه بما فيهم والديه!!!
رد مستعجلاً: أنت أنا أعرفك جيداً و أعلم أن أحداً بعثك إلي كي تنصحني !! فقل ما تريده وعجل فأنا في شغل !!
أجبته: ومالذي يجعلك تعتقد ذلك! إلا لأنك على خطأ!! إذاً لا يعقل أن أتركك تؤذي نفسك !!
رد غاضباً: اسمع هل جاء أحد واشتكى لك مني !!
أجبته: لم أقل أن أحداً تأذى منك !! و كأنك تقول بعد أنك تؤذي أحداً بصنائعك!!
سكت قليلاً و استعبر ثم التفت إلي قائلاً : أنت إني أغرق و أغرق أرجوك ساعدني !!
هنا أدركت أنه أقر بخطأه و مستعد للتغير .. وما بقي من حوار سيكون سراً بيني و بينه ،
و خاتمة القول أقول كم من شاب الآن تعرفه أنت يعذب والديه و لم تسع للأخذ بيده tu!!!

زائر الليل
28 / 12 / 2007, 40 : 05 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ....................... رسالة مؤلمة تمنيت لو أني لم أقرأها .........
نعوذ بالله من العقوق وأهله ...............

أبو ياسر
28 / 12 / 2007, 02 : 07 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ....................... رسالة مؤلمة تمنيت لو أني لم أقرأها .........
نعوذ بالله من العقوق وأهله ...............
مرور احتفيت به .. شكراً جزيلاً لك

الكاظم
29 / 12 / 2007, 10 : 01 AM
مقال مؤثر .. شكراً جزيلاً لك

أسيل
29 / 12 / 2007, 46 : 01 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله رضا الله من رضى الوالدين
الله لايحرمنا رضهم عنا ورد جميلهم علينا ما أظن نقدر رد لهم شي من جميلهم الكبير
تقبل مروري

أبو ياسر
29 / 12 / 2007, 45 : 03 PM
مقال مؤثر .. شكراً جزيلاً لك
العفو ..
الكاظم أشرف دائماً بمرورك على مواضيعي .. لاعدمناك

أبو ياسر
29 / 12 / 2007, 46 : 03 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله رضا الله من رضى الوالدين
الله لايحرمنا رضهم عنا ورد جميلهم علينا ما أظن نقدر رد لهم شي من جميلهم الكبير
تقبل مروري
مرحباً يشمعة المنتدى المتألقة/ جمالي من حلا روحي
مرور له طابعه الخاص في نفسي .. شكراً لك