أبو ياسر
27 / 12 / 2007, 39 : 12 PM
قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء مما يجعل المؤمن الراجي جنة الله و رضاه في وجل و حذر و دأب على سؤال الله الثبات، فلا يدري الإنسان متى يفجأه الموت، لذا كان أهل الله و خاصته يتعاهدون إيمانهم كل لحظة و إذا ما أدركوا ضعفه لجوا ب( نافق حنظلة) وقال بعضهم لبعض هلموا نؤمن ساعة.
كنت في رحلة إلى (تمير) و هي قرية وادعة تقع في إقليم سدير تبعد عن الرياض مائة كيلو تقريباً، كنت بصحبة مصطفاه من أولي العلم و العبادة مما أكسب الرحلة جلالاً و مهابة و حرصنا بعد الطواف على المحلات الربيعية الآسرة أن نزور رجالات هذه القرية من أهل العلم و التقى فسألنا عن أكبرهم سناً و قدرا، فأرشدنا إلى منزل يقع في ضاحية القرية في معزل عن بيوت الناس و صخبهم ، اتجهنا إلى هذا المنزل و ما إن أوقفنا السيارة حتى وقفنا على منزل شعبي متهالك يتهادى أمام بابه شيخ كبير أمضت كبده الأيام و عصفت بروحه الأعوام فبدا قطعة أثرية تحكي لنا تاريخ أجدادنا، حاول أن يستوضحنا فأرسل يده فوق حاجبيه مستشرفاً طلعتنا ، رفعنا الصوت بالسلام ، فبدت علامات البشر تعلو محيا الشيخ و أجزل لنا الترحيب و الاحتفاء ، جلسنا في مجلسه المتواضع و ما فتئ الشيخ يحدثنا عن حال زماننا و يقارنه بالزمن الفائت و يزفر بين كلمة و أخرى زفرة الألم و الحسرة على زمن الفضائل العلية و المكارم الزكية التي ذهبت بذهاب أهلها إلا بقية باقية ممن رحم الله و قليل هم، أما أنا يا سادة فلم أزل مستمتعاً بهذا الحديث الشيق و بودي أن لو كان هذا الشيخ بلا نقس يتردد لما أجده من عمق و جزالة في حديثه ، و ما انتهينا من مجلسه حتى التفت إلينا و قال كلمة جامعة تسمرت لها دقائق دهشة و إكبار قال: ( يا عيالي الخائف ما يغفل ) !!
لله هذه الكلمة ما أبلغها ، فهكذا هم رجال العبادة و العلم كلامهم ككلام الأنبياء سهل ممتنع ، فتظن لوهلة أن بإمكانك أن تأتي بمثله،ولكنك تعجز عندما تدير الفكر فيه، لازالت هذه الكلمة تتردد في ذهني حتى الساعة ( الخائف ما يغفل ) نعم يا سادة لا يمكن لخائف و جل أن يغفل عن المصدر الذي يخيفه ، فمثله كمثل رجل يعلم أن ذئباً مسعوراً يلاحقه فهل من العقل أن يغفل هذا الرجل عنه ،لا أبداً فهو لا يزال يتذكره و يستظهره في كل لحظة لأن الحكمة تقول ( الخائف ما يغفل)، لذا كانت أعظم بشارة يستمع لها المؤمن و هو يحتضر ( لا خوف عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون) ..
أيها الشيخ الكريم سلام عليك يوم ولدت و يوم تموت ويوم تبعث حيا، بحق وعظت فأثرت ، وأعدك أن أنقل وصيتك لأخواني في جاش، فجزاك الله عنا جميعاً خير الجزاء ..
وختاماً أسأل مقلب القلوب أن يثبت قلوبنا على دينه ..
كنت في رحلة إلى (تمير) و هي قرية وادعة تقع في إقليم سدير تبعد عن الرياض مائة كيلو تقريباً، كنت بصحبة مصطفاه من أولي العلم و العبادة مما أكسب الرحلة جلالاً و مهابة و حرصنا بعد الطواف على المحلات الربيعية الآسرة أن نزور رجالات هذه القرية من أهل العلم و التقى فسألنا عن أكبرهم سناً و قدرا، فأرشدنا إلى منزل يقع في ضاحية القرية في معزل عن بيوت الناس و صخبهم ، اتجهنا إلى هذا المنزل و ما إن أوقفنا السيارة حتى وقفنا على منزل شعبي متهالك يتهادى أمام بابه شيخ كبير أمضت كبده الأيام و عصفت بروحه الأعوام فبدا قطعة أثرية تحكي لنا تاريخ أجدادنا، حاول أن يستوضحنا فأرسل يده فوق حاجبيه مستشرفاً طلعتنا ، رفعنا الصوت بالسلام ، فبدت علامات البشر تعلو محيا الشيخ و أجزل لنا الترحيب و الاحتفاء ، جلسنا في مجلسه المتواضع و ما فتئ الشيخ يحدثنا عن حال زماننا و يقارنه بالزمن الفائت و يزفر بين كلمة و أخرى زفرة الألم و الحسرة على زمن الفضائل العلية و المكارم الزكية التي ذهبت بذهاب أهلها إلا بقية باقية ممن رحم الله و قليل هم، أما أنا يا سادة فلم أزل مستمتعاً بهذا الحديث الشيق و بودي أن لو كان هذا الشيخ بلا نقس يتردد لما أجده من عمق و جزالة في حديثه ، و ما انتهينا من مجلسه حتى التفت إلينا و قال كلمة جامعة تسمرت لها دقائق دهشة و إكبار قال: ( يا عيالي الخائف ما يغفل ) !!
لله هذه الكلمة ما أبلغها ، فهكذا هم رجال العبادة و العلم كلامهم ككلام الأنبياء سهل ممتنع ، فتظن لوهلة أن بإمكانك أن تأتي بمثله،ولكنك تعجز عندما تدير الفكر فيه، لازالت هذه الكلمة تتردد في ذهني حتى الساعة ( الخائف ما يغفل ) نعم يا سادة لا يمكن لخائف و جل أن يغفل عن المصدر الذي يخيفه ، فمثله كمثل رجل يعلم أن ذئباً مسعوراً يلاحقه فهل من العقل أن يغفل هذا الرجل عنه ،لا أبداً فهو لا يزال يتذكره و يستظهره في كل لحظة لأن الحكمة تقول ( الخائف ما يغفل)، لذا كانت أعظم بشارة يستمع لها المؤمن و هو يحتضر ( لا خوف عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون) ..
أيها الشيخ الكريم سلام عليك يوم ولدت و يوم تموت ويوم تبعث حيا، بحق وعظت فأثرت ، وأعدك أن أنقل وصيتك لأخواني في جاش، فجزاك الله عنا جميعاً خير الجزاء ..
وختاماً أسأل مقلب القلوب أن يثبت قلوبنا على دينه ..