أبو ياسر
11 / 07 / 2007, 06 : 02 AM
لم أتصور للحظة أن أدخل السجن و أقف خلف قضبانه!! .. و لكني الآن – للأسف - أحدثكم منه .. بصحبة رفقة من أجمل رجال العالم خلقاً و خلقة !! .. وأخص منهم الشاب (ثامر ) فهاهو بجانبي يأن من الألم و الوجد و في جسده بضع و ثمانون ضربة ما بين طعنة بقلم و فلقة بمشعاب و دهست بكفرة و عضة بزرادية .. و أشد ما يثيرني في هذا الفتى أنه لا يزال يزبد و يرعد و يستنهض همم بني عمه عبر هاتفه النقال و يدعوهم للانتقام و الثأر ممن آذاه أو على الصحيح أعاد تشكيل ملامحه !!... و ما إن ينتهي السيد ثامر من ذا الصراخ و العويل حتى يلتفت إلينا و يزفر زفرة تتقطع لها نياط القلوب و يقول : آه لو معي (ردادي) و كان والله (لأشرشحهم شرشحة )..
حسناً يا سادة لقد سأمت من هذه ( المهايطة ) ... فدعوني أخبركم بقصة دخولي للسجن ..
خرجت من المنزل لأقل أخوتي الصغار لمدارسهم ما إن انتهيت من نقلهم.. حتى قفلت راجعاً .. انحنيت من الطريق الرئيس و دخلت الحي قاصداً المنزل .. و في أحد شوارع الحي الضيقة لم يرعني إلا ( إكسنت ) مشاغبة تنقض علي من يساري .. حاولت جهدي أن أتفادى الخطر و لكن مشيئة الله لم تمهلني فمنيت ( بخدشة ) في الرفرف الأيسر .. ضبطت على الفرامل و توقفت واضعاً رأسي على مقود السيارة حامدا الله أن لم نصب بمكروه .. فتحت الباب على الفور و ترجلت من السيارة .. ولم أرع إلا برجل بدين البنية قصير القامة يندفع تجاهي و يقوة .. حسناً يبدو أنني أستقبل يوماً رائعاً .. ضممت أصابع كفي إلى بعضها تحسباً لأي حالة طارئة و لكن تباً!! فأنا لم ألكم أحداً في حياتي!! و لا أعرف أصول المصارعة و مبادئها !!.. بأي حال قابلت اندفاعه باندفاع أشد و أنا أستشعر قول القائل : الرجال مخابر لا مظاهر .. ما إن التقينا حتى صرخ صرخة مدوية قائلاً : يا أخي أنت ما تشوف الله منكم ياذا الشباب يطير الواحد بين السحاب و التراب و تاليتها ( وزع ) – أذكر بأن هذه دعاية قديمة و ساذجة - .. هممت بالرد ليتجلى لي من خلفه طفل صغير يضع كفيه على عينيه و يبكي من رهبة الموقف فانثنيت عن ردي المظمر و قلت له : يا سيدي نحمد الله أن لم نصب بمكروه .. فهلا عدت لهذا الطفل الصغير و روحت عنه .. رد متأففاً : والله لوني من المرور ما وزع رخص عليكم ياذا الشباب !! خل الواحد لين يعقل صح !! .. حسناً أردت أن أنتهي من هذا الهراء .. فقلت له : يا سيدي يبدو أن لديك مشكلة مع الشباب كلهم !! بأي حال أنا آسف جداً على الذي جرى و كما ترى فالأضرار لا ترى خدش صغير في سيارتك مستعد أن أصلحه لك في أي مكان .. فرد صارخاً : هاه والله ما ندبر منا إلا لين يجي المرور و يرميك في السجن هذا مكانك يا!! .. استدار تجاه سيارته و استل هاتفه النقال من جيبه حتى كاد أن يوقعه من الغضب غير مرة و اتصل بالمرور .. فردوا أن انتظر نصف ساعة و نكون في ساحتكم .. لم أحفل بهذا الرجل كثيراً و كنت قد عزمت على مسامحة خطأه إذا ما تقرر الخطأ عليه مائة في المائة .. دقائق الانتظار كانت مقلقة جداً خاصة و أن من الناس من ارتفعت عنده انزيمات الفضول في هذا الصباح الباكر فما فتئ يسأل أولهم من المخطأ و كيف وقع الحادث!! .. و ثان يشتد خطابه قائلاً : ( يا أخي و ش تطلب ذا الشايب له يا بن الحلال سامحه ما في العوض خير ) .. و ثالث يحمل عبوة السفن آب و قد أترعها (بالبتكس ) و يقول مترنحاً : أنت من المريخ !! و إلا من زحل !! كلكم عوال حوى !! إذا جاء الواحد منكم مشكلة و ين يروح لازم يروح لواحد من جنسه !! بس أنتم ماتفهمون الله يخلف على المدارس الي درستكم!! .. توقف هذا التافه عن حديثه الممتع في الحقيقة!! و تشمر ثوبه مطلق لرجليه العنان التفت لأستوضح السبب .. فرأيت سيارة المرور مقبلة علينا .. توقفت السيارة و ترجل منها شاب أحسب أنه لتوه التحق بهذا الجهاز فتراه يمشي متبختراً و ينظر إلينا متأففاً .. سألني من أين أتيت و كيف اصطدمت و رحت أشرح له بمرأى و مسمع من العم وما انفك يهز رأسه لكل قول مع بعض التعليقات الممجوة حول مجتمع الشباب و كيف انه مجتمع متهور .. بأي حال لما انتهيت من جهد الشرح و البيان .. نظر إلي الجندي الملهم و قال بصوت رخيم : أنت – يعنيني – أخطأت بنسبة 25% و الشيخ أخطأ بنسبة 75% .. رددت معارضاً 25% على ماذا ؟ .. فقال غاضباً : على عدم التفادي .. ثم أردف قائلاً : يالله بتخلصون و لا على الحجز ..
نظرت إلى الشيخ و قلت له متخلصاً : يا عم أرأيت أن خطأك أكبر من خطأي .. وعليه فأنا لا أريد منك شيء أبداً فما أصاب سيارتي ليس بالمعيب الكثير و كذلك سيارتك .. فرد قائلاً : هذه ليست سيارتي بل سيارة شركة و بيغرموني إصلاح السيارة .. فقلت : يا سيدي إذاً أنا سأصلح لك السيارة و لكن دعنا لا نذهب لهذا الحجز ..
و مع هذا كله أبى الشيخ الغبي أن ينصاع لطلبي و جلست قبالته في السجن نصف ساعة و خرجت بعدها بالكفالة .. و أنا أردد قولة ماضي : الجاهل إنما يجني على نفسه .. و زدت فيها و على غيره ..
( مذكراتي الخاصة )
حسناً يا سادة لقد سأمت من هذه ( المهايطة ) ... فدعوني أخبركم بقصة دخولي للسجن ..
خرجت من المنزل لأقل أخوتي الصغار لمدارسهم ما إن انتهيت من نقلهم.. حتى قفلت راجعاً .. انحنيت من الطريق الرئيس و دخلت الحي قاصداً المنزل .. و في أحد شوارع الحي الضيقة لم يرعني إلا ( إكسنت ) مشاغبة تنقض علي من يساري .. حاولت جهدي أن أتفادى الخطر و لكن مشيئة الله لم تمهلني فمنيت ( بخدشة ) في الرفرف الأيسر .. ضبطت على الفرامل و توقفت واضعاً رأسي على مقود السيارة حامدا الله أن لم نصب بمكروه .. فتحت الباب على الفور و ترجلت من السيارة .. ولم أرع إلا برجل بدين البنية قصير القامة يندفع تجاهي و يقوة .. حسناً يبدو أنني أستقبل يوماً رائعاً .. ضممت أصابع كفي إلى بعضها تحسباً لأي حالة طارئة و لكن تباً!! فأنا لم ألكم أحداً في حياتي!! و لا أعرف أصول المصارعة و مبادئها !!.. بأي حال قابلت اندفاعه باندفاع أشد و أنا أستشعر قول القائل : الرجال مخابر لا مظاهر .. ما إن التقينا حتى صرخ صرخة مدوية قائلاً : يا أخي أنت ما تشوف الله منكم ياذا الشباب يطير الواحد بين السحاب و التراب و تاليتها ( وزع ) – أذكر بأن هذه دعاية قديمة و ساذجة - .. هممت بالرد ليتجلى لي من خلفه طفل صغير يضع كفيه على عينيه و يبكي من رهبة الموقف فانثنيت عن ردي المظمر و قلت له : يا سيدي نحمد الله أن لم نصب بمكروه .. فهلا عدت لهذا الطفل الصغير و روحت عنه .. رد متأففاً : والله لوني من المرور ما وزع رخص عليكم ياذا الشباب !! خل الواحد لين يعقل صح !! .. حسناً أردت أن أنتهي من هذا الهراء .. فقلت له : يا سيدي يبدو أن لديك مشكلة مع الشباب كلهم !! بأي حال أنا آسف جداً على الذي جرى و كما ترى فالأضرار لا ترى خدش صغير في سيارتك مستعد أن أصلحه لك في أي مكان .. فرد صارخاً : هاه والله ما ندبر منا إلا لين يجي المرور و يرميك في السجن هذا مكانك يا!! .. استدار تجاه سيارته و استل هاتفه النقال من جيبه حتى كاد أن يوقعه من الغضب غير مرة و اتصل بالمرور .. فردوا أن انتظر نصف ساعة و نكون في ساحتكم .. لم أحفل بهذا الرجل كثيراً و كنت قد عزمت على مسامحة خطأه إذا ما تقرر الخطأ عليه مائة في المائة .. دقائق الانتظار كانت مقلقة جداً خاصة و أن من الناس من ارتفعت عنده انزيمات الفضول في هذا الصباح الباكر فما فتئ يسأل أولهم من المخطأ و كيف وقع الحادث!! .. و ثان يشتد خطابه قائلاً : ( يا أخي و ش تطلب ذا الشايب له يا بن الحلال سامحه ما في العوض خير ) .. و ثالث يحمل عبوة السفن آب و قد أترعها (بالبتكس ) و يقول مترنحاً : أنت من المريخ !! و إلا من زحل !! كلكم عوال حوى !! إذا جاء الواحد منكم مشكلة و ين يروح لازم يروح لواحد من جنسه !! بس أنتم ماتفهمون الله يخلف على المدارس الي درستكم!! .. توقف هذا التافه عن حديثه الممتع في الحقيقة!! و تشمر ثوبه مطلق لرجليه العنان التفت لأستوضح السبب .. فرأيت سيارة المرور مقبلة علينا .. توقفت السيارة و ترجل منها شاب أحسب أنه لتوه التحق بهذا الجهاز فتراه يمشي متبختراً و ينظر إلينا متأففاً .. سألني من أين أتيت و كيف اصطدمت و رحت أشرح له بمرأى و مسمع من العم وما انفك يهز رأسه لكل قول مع بعض التعليقات الممجوة حول مجتمع الشباب و كيف انه مجتمع متهور .. بأي حال لما انتهيت من جهد الشرح و البيان .. نظر إلي الجندي الملهم و قال بصوت رخيم : أنت – يعنيني – أخطأت بنسبة 25% و الشيخ أخطأ بنسبة 75% .. رددت معارضاً 25% على ماذا ؟ .. فقال غاضباً : على عدم التفادي .. ثم أردف قائلاً : يالله بتخلصون و لا على الحجز ..
نظرت إلى الشيخ و قلت له متخلصاً : يا عم أرأيت أن خطأك أكبر من خطأي .. وعليه فأنا لا أريد منك شيء أبداً فما أصاب سيارتي ليس بالمعيب الكثير و كذلك سيارتك .. فرد قائلاً : هذه ليست سيارتي بل سيارة شركة و بيغرموني إصلاح السيارة .. فقلت : يا سيدي إذاً أنا سأصلح لك السيارة و لكن دعنا لا نذهب لهذا الحجز ..
و مع هذا كله أبى الشيخ الغبي أن ينصاع لطلبي و جلست قبالته في السجن نصف ساعة و خرجت بعدها بالكفالة .. و أنا أردد قولة ماضي : الجاهل إنما يجني على نفسه .. و زدت فيها و على غيره ..
( مذكراتي الخاصة )