شافي بن فراج
29 / 05 / 2007, 51 : 11 AM
دفع الهم عمَّن خسر في سوق الأسهم :
خالد سعود البليــهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد:
فإن الإنسان قد جبل على محبة المال, وشدة طلبه , والمبالغة في تحصيله .
قال تعالى :
" وتحبون المال حبا جما " .
وقال تعالى :
" وإنه لحب الخير لشديد ".
وجعلت فتنة هذه الأمة في محبة المال .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ان لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال " .رواه الترمذي
وكثير من الناس قد وقع في شراك هذه الفتنة ،
فتراه يتهالك في جمعه حتى صار غاية له في دنياه ,
ولا يتحرج أبدًا في طريق كسبه ,
ولا يتورع في سبيل إنفاقه ,
ويمنع حق الله فيه ,
ومن أجله يضحى بأغلى شيء عنده :
دينه , وخلقه , ومروءته .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يأتي على الناس زمان لايبالى المرء بما أخذ المال من الحلال أم من الحرام " .
رواه البخارى
أما من :
أخذ المال بحقه ،
وأدى حق الله فيه ،
وجعله عونا على الطاعة ،
وسلَّطه على هلكته بالحق ،
وسلك فيه في سبيل الإحسان ؛
فلا يؤاخذ على ذلك ولا يلام ولو استكثر منه ,
ولا ينقص إيمانه بذلك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" نعم المال الصالح للمرء الصالح" .رواه احمد .
وقد كان أكابر الصحابة وأفاضلهم يتجرون بالمال الكثير ويسافرون في سبيله ،
واذا كانت الشدائد كانوا هم الرجال أنفقوه وبذلوه في وجوه الخير وسبل الطاعة.
ومن المصائب التي يبتلى بها العبد ذهاب دنياه :
بأن يخسر ماله كله أو أكثره ,
أو يكون غنيا فيفتقر في بيع , أو شراء , أو استثمار ، أو مناقصة , أو مساهمة .
ويعظم الأمر جدًا إذا كان قد نشأ في سعة من الرزق ورخاء وألف الدنيا ،
فيشق عليه حالة البؤس والتقلل .
ويزداد الأمر سوءًا إذا اقترن بذهاب ماله :
ركوب الدين العظيم ,
ومطالبة الغرماء .
وقد عظمت الخسارة وعمت في أيامنا هذه والله المستعان.
ويختلف الناس في مواجهه الخسارة :
- فمنهم من يحزن حزنا شديدًا يؤثر ذلك على صحته ، وربما بلغ به الأمر الى
أن يفعل ما يسخط الله وقد يذهب به الشيطان الى سوء ظنه بربه ,
وتلفظه بألفاظ مكفره .
- ومن الناس من يقابل ذلك بالصبر والرضا وتسليم الأمر لله ويحتسب الأجر على الله ,
وكلما قوى إيمان العبد وتسليمه بالقضاء والقدر هانت عليه الخسارة وصار الأثر ضعيفاً ،
والعكس بالعكس.
وقد تعوَّذ النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الحال ، فقال :
" اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك , وفجأة نقمتك , وجميع سخطك" .
رواه مسلم
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .رواه النسائي وأبو داود
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر " . رواه احمد
والى كل مبتلى بذهاب ماله أذكره بهذه الأمور التي تهون عليه مصابه وترده الى رشده :
أولاً :
أن هذه الدنيا حقيرة لاتستحق أن يبذل فيها المهج والأرواح ,
ولا أن نحزن على ذهابها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " .
رواه الترمذي
ثانياً:
أن من أعظم خصائص هذه الدنيا سرعة تغيرها وانقلابها من حال الى حال ,
من حال الغنى الى الفقر ,
ومن الفقر الى الغنى ,
ومن الصحة الى المرض ،
ومن الأمن الى الخوف ,
وكم غنى افتقر ثم اغتنى مرة أخرى .
فمن عرف صفاتها لم يركن اليها ويطمئن فيها !!
ثالثاً :
إن هذه الدنيا لانعيم فيها كامل ,
ولا سرور دائم ,
ولا أمن مستمر .
وإنما خلقت ناقصة منغصة من بعض الوجوه ، ولا تكمل لأحد من الخلق .
فمن بسط له في ماله نقص له في أهله ،
ومن بسط له في ماله وأهله نقص في دينه ، إلا ما شاء الله ..؟؟
فنعيمها كدر ... وحلوها مر !!
رابعاً:
إن الإنسان خلق في الدنيا في مشقة يكابد أهوال الدنيا وأقدارها ولم يخلق لينعم أبدًا .
قال تعالى :
" لقد خلقنا الإنسان في كبد" .
قال الحسن :
" يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة " .
وقال قتادة :
" في مشقة فلا تلقاه إلا يكابد أمر الدنيا " .
خامساً :
أن تعلم أن الله عز وجل أخذ منك المال وهذه نعمة ،
ولكنه أعطاك وأعطاك الشيء الكثير والنعم التي لاتحصى ...
أعطاك الزوجة والولد ,
وأعظم من ذلك الصحة والعافية ,
بل أعطاك النعمة العظمى الإيمان والهداية .
فإذا تذكرت نعم الله عليك لم تكترث بزوال نعمة المال .
سادساً :
إن ما أصابك من هم وحزن على ذهاب مالك مأجور عليه وتكفر به خطاياك .
صح عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه قال:
" لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا حزن ولا مرض، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله
بها من خطاياه " .
سابعاً:
أن تعلم ان ما وقع بك ربما كان عقوبة عجلها الله لك في الدنيا لكسبك المحرم ،
أو تخوضك في الشبهات .
لاسيما مع توسع الناس في سوق الأسهم وكثرة الفتاوى التي تسهل عليهم وترخص لهم .
ثامناً :
أن توقن أن ما حلّ بك من خسارة ليس نهاية المشوار وخاتمة حياتك ،
بل :
أحسن الظن بربك ،
وأعظم رجاءك به ،
واعلم أن من أخذ مالك قادر على أن يعطيك المال العظيم والشرع والواقع مليء بهذا .
تاسعاً:
أن تعلم أن ما ركبك من الدين ولو كان عظيماً ولست قادراً على وفائه ،
لاتؤاخذ على ذلك شرعاً ولا تأثم به ولو مت قبل سداده ، بشرط :
أن تنوي سداده إذا اغتنيت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أخذ أموال الناس يريد سدادها سدد الله عنه ,
ومن أخذها يريد اتلافها أتلفه الله " . رواه البخارى
وهذه أسباب نافعة لجلب المال واستعادة الغنى :
(1) - الدعاء :
يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم :
" اللهم إني أسألك علماً نافعا ورزقا طيبا وعملاً متقبلاً " . رواه احمد وابن ماجة
(2) - الاستغفار :
ففي الأثر :
" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً , ومن كل ضيق مخرجاً,
ورزقه من حيث لايحتسب " . رواه أبو داود وابن ماجه
(3) - الصدقة :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" قال الله عزوجل :
" يابن آدم أنفق أنفق عليك " " . رواه مسلم .
(4) - التقوى :
قال تعالى :
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب " .
(5) - حسن التوكل على الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لو إنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطاناً " .
رواه الترمذي
(6) - صلة الرحم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره ؛ فليصل رحمه " . رواه البخارى
منقوووووووول للفائدة
خالد سعود البليــهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد:
فإن الإنسان قد جبل على محبة المال, وشدة طلبه , والمبالغة في تحصيله .
قال تعالى :
" وتحبون المال حبا جما " .
وقال تعالى :
" وإنه لحب الخير لشديد ".
وجعلت فتنة هذه الأمة في محبة المال .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ان لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال " .رواه الترمذي
وكثير من الناس قد وقع في شراك هذه الفتنة ،
فتراه يتهالك في جمعه حتى صار غاية له في دنياه ,
ولا يتحرج أبدًا في طريق كسبه ,
ولا يتورع في سبيل إنفاقه ,
ويمنع حق الله فيه ,
ومن أجله يضحى بأغلى شيء عنده :
دينه , وخلقه , ومروءته .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يأتي على الناس زمان لايبالى المرء بما أخذ المال من الحلال أم من الحرام " .
رواه البخارى
أما من :
أخذ المال بحقه ،
وأدى حق الله فيه ،
وجعله عونا على الطاعة ،
وسلَّطه على هلكته بالحق ،
وسلك فيه في سبيل الإحسان ؛
فلا يؤاخذ على ذلك ولا يلام ولو استكثر منه ,
ولا ينقص إيمانه بذلك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" نعم المال الصالح للمرء الصالح" .رواه احمد .
وقد كان أكابر الصحابة وأفاضلهم يتجرون بالمال الكثير ويسافرون في سبيله ،
واذا كانت الشدائد كانوا هم الرجال أنفقوه وبذلوه في وجوه الخير وسبل الطاعة.
ومن المصائب التي يبتلى بها العبد ذهاب دنياه :
بأن يخسر ماله كله أو أكثره ,
أو يكون غنيا فيفتقر في بيع , أو شراء , أو استثمار ، أو مناقصة , أو مساهمة .
ويعظم الأمر جدًا إذا كان قد نشأ في سعة من الرزق ورخاء وألف الدنيا ،
فيشق عليه حالة البؤس والتقلل .
ويزداد الأمر سوءًا إذا اقترن بذهاب ماله :
ركوب الدين العظيم ,
ومطالبة الغرماء .
وقد عظمت الخسارة وعمت في أيامنا هذه والله المستعان.
ويختلف الناس في مواجهه الخسارة :
- فمنهم من يحزن حزنا شديدًا يؤثر ذلك على صحته ، وربما بلغ به الأمر الى
أن يفعل ما يسخط الله وقد يذهب به الشيطان الى سوء ظنه بربه ,
وتلفظه بألفاظ مكفره .
- ومن الناس من يقابل ذلك بالصبر والرضا وتسليم الأمر لله ويحتسب الأجر على الله ,
وكلما قوى إيمان العبد وتسليمه بالقضاء والقدر هانت عليه الخسارة وصار الأثر ضعيفاً ،
والعكس بالعكس.
وقد تعوَّذ النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الحال ، فقال :
" اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك , وفجأة نقمتك , وجميع سخطك" .
رواه مسلم
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .رواه النسائي وأبو داود
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر " . رواه احمد
والى كل مبتلى بذهاب ماله أذكره بهذه الأمور التي تهون عليه مصابه وترده الى رشده :
أولاً :
أن هذه الدنيا حقيرة لاتستحق أن يبذل فيها المهج والأرواح ,
ولا أن نحزن على ذهابها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " .
رواه الترمذي
ثانياً:
أن من أعظم خصائص هذه الدنيا سرعة تغيرها وانقلابها من حال الى حال ,
من حال الغنى الى الفقر ,
ومن الفقر الى الغنى ,
ومن الصحة الى المرض ،
ومن الأمن الى الخوف ,
وكم غنى افتقر ثم اغتنى مرة أخرى .
فمن عرف صفاتها لم يركن اليها ويطمئن فيها !!
ثالثاً :
إن هذه الدنيا لانعيم فيها كامل ,
ولا سرور دائم ,
ولا أمن مستمر .
وإنما خلقت ناقصة منغصة من بعض الوجوه ، ولا تكمل لأحد من الخلق .
فمن بسط له في ماله نقص له في أهله ،
ومن بسط له في ماله وأهله نقص في دينه ، إلا ما شاء الله ..؟؟
فنعيمها كدر ... وحلوها مر !!
رابعاً:
إن الإنسان خلق في الدنيا في مشقة يكابد أهوال الدنيا وأقدارها ولم يخلق لينعم أبدًا .
قال تعالى :
" لقد خلقنا الإنسان في كبد" .
قال الحسن :
" يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة " .
وقال قتادة :
" في مشقة فلا تلقاه إلا يكابد أمر الدنيا " .
خامساً :
أن تعلم أن الله عز وجل أخذ منك المال وهذه نعمة ،
ولكنه أعطاك وأعطاك الشيء الكثير والنعم التي لاتحصى ...
أعطاك الزوجة والولد ,
وأعظم من ذلك الصحة والعافية ,
بل أعطاك النعمة العظمى الإيمان والهداية .
فإذا تذكرت نعم الله عليك لم تكترث بزوال نعمة المال .
سادساً :
إن ما أصابك من هم وحزن على ذهاب مالك مأجور عليه وتكفر به خطاياك .
صح عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه قال:
" لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا حزن ولا مرض، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله
بها من خطاياه " .
سابعاً:
أن تعلم ان ما وقع بك ربما كان عقوبة عجلها الله لك في الدنيا لكسبك المحرم ،
أو تخوضك في الشبهات .
لاسيما مع توسع الناس في سوق الأسهم وكثرة الفتاوى التي تسهل عليهم وترخص لهم .
ثامناً :
أن توقن أن ما حلّ بك من خسارة ليس نهاية المشوار وخاتمة حياتك ،
بل :
أحسن الظن بربك ،
وأعظم رجاءك به ،
واعلم أن من أخذ مالك قادر على أن يعطيك المال العظيم والشرع والواقع مليء بهذا .
تاسعاً:
أن تعلم أن ما ركبك من الدين ولو كان عظيماً ولست قادراً على وفائه ،
لاتؤاخذ على ذلك شرعاً ولا تأثم به ولو مت قبل سداده ، بشرط :
أن تنوي سداده إذا اغتنيت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أخذ أموال الناس يريد سدادها سدد الله عنه ,
ومن أخذها يريد اتلافها أتلفه الله " . رواه البخارى
وهذه أسباب نافعة لجلب المال واستعادة الغنى :
(1) - الدعاء :
يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم :
" اللهم إني أسألك علماً نافعا ورزقا طيبا وعملاً متقبلاً " . رواه احمد وابن ماجة
(2) - الاستغفار :
ففي الأثر :
" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً , ومن كل ضيق مخرجاً,
ورزقه من حيث لايحتسب " . رواه أبو داود وابن ماجه
(3) - الصدقة :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" قال الله عزوجل :
" يابن آدم أنفق أنفق عليك " " . رواه مسلم .
(4) - التقوى :
قال تعالى :
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب " .
(5) - حسن التوكل على الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لو إنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطاناً " .
رواه الترمذي
(6) - صلة الرحم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره ؛ فليصل رحمه " . رواه البخارى
منقوووووووول للفائدة