المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفضائيات والأعلام الغربي...


العنود
09 / 05 / 2007, 15 : 01 AM
في تصديره لبحثه يقول محمود بن عبد الرازق: "إن أخطر ما يواجه به المسلمون اليوم، ذلك الغزو الوافد إلينا عن طريق القنوات التلفزيونية الفضائية، تلك الفتنة التي لم يبق بيت من بيوت العرب إلا دخلته. فمع بداية كل يوم، تبدأ جيوش من وسائل الإعلام نشاطها المحموم لتغزو العالم الإسلامي، وتقتحم علي المسلمين في الغرفات خلوتهم. مئات من الفضائيات تلعب دورا خطيرا في قلب مفاهيم الشباب واهتماماتهم، وتفتح أبوابها وأبواقها وتسخر أدواتها وإمكانياتها للفكر الانحلالي الغربي".
ويتابع بأن بحثه هذا، إنما هو بحث في "العلاقة بين الفضائيات ومكامن الثغرات التي يتسلل منها الغزو الفكري إلي الشباب وسائر فئات المجتمع الإسلامي ... وكيف يتسلل الغزو الفكري إلى الفضائيات ذات البرامج المختلطة، تلك الفضائيات المتنوعة في برامجها بين النذر اليسير من البرامج الدينية والإخبارية والثقافية، والكم الكبير من البرامج التي تمثل امتدادا لقضية الغزو الفكري التي تبناها العدو عبر مراحل صراعه مع الإسلام والمسلمين، سواء كانت هذه البرامج هي بذاتها برامج غربية، أو محاكاة لها في الفكرة والهيكل، أو خططوا لها دون وعي من القائمين على هذه الفضائيات".
ويقر بالبدء بأنه "استغلالا للتقنية الإعلامية الحديثة في انتشار الصورة المرئية عبر القنوات الفضائية ظهرت حرب الفضائيات كغزو جديد، غزو لا تشارك فيه الطائرات ولا الدبابات ولا القنابل والمدرعات، غزو ليس له في صفوف الأعداء خسائر تذكر، ولا نفقات كبيرة تبذل، ولكنه على الرغم من ذلك يؤدي إلى هدم جيل الشباب في صفوف المسلمين .
إن هذا الغزو القادم إلينا من الفضاء يفعل ما لا تفعله الطائرات ولا الدبابات، ولا الجيوش الجرارة، إنه يهدم العقائد الصحيحة والأخلاق الكريمة والعادات الحسنة والشمائل الطيبة والشيم الحميدة والخصال الجميلة".
2- ينقسم البحث إلى عشرة مطالب كبرى، أفردها الكاتب للبحث في أثر الفضائيات على سلوكيات الشباب تحديدا، وعلى المجتمع الإسلامي بوجه عام:
+ بالمطلب الأول ("الغزو الفكري والفضائيات ذات البرامج المختلطة")، يحدد الكاتب معنى الفضائيات المختلطة بالقول: هي "تلك الفضائيات المتنوعة في برامجها بين النذر اليسير من البرامج الدينية والإخبارية والثقافية، والكم الكبير من البرامج التي تمثل امتدادا لقضية الغزو الفكري التي تبناها العدو عبر مراحل صراعه مع الإسلام والمسلمين، سواء كانت هذه البرامج هي بذاتها برامج غربية أو محاكاة لها في الفكرة والهيكل، أو خططوا لها دون وعي من القائمين علي هذه الفضائيات، أو أنها تقدم من قبل الحكومات لتصوير المسلمين بالصورة التي يرغب الغربيون أن نكون فيها، خشيه التهديد بختم الإرهاب والرجعية".
إن نسبة 85 % من جمهور المشاهدين، يقول الكاتب، يحرصون على مشاهدة القنوات التي تعرض المناظر الإباحية، ونسبة 53% من الفتيات " قلت لديهن تأدية الفرائض الدينية، ونسبة 32% فتر تحصيلهن الدراسي، ونسبة 42% يتطلعن للزواج المبكر ولو كان عرفيا، و22% تعرضن للإصابة بأمراض نسائية، نتيجة ممارسة عادات خاطئة".
ومن تأثير الغزو العقدي الناجم عما تبثه كثير من الفضائيات المختلطة، بزعم المؤلف، "التشبه بالكفار والانبهار بعاداتهم وتقاليدهم. وذلك أن معظم ما تبثه كثير من هذه الفضائيات يظهر المجتمعات الغربية المنحلة بوجهها الجميل فقط، وجه القوة والنظام والإنتاج والإبداع. ولا غرابة في ذلك، إذ أن إنتاج تلك المواد الإعلامية هو تحت نظر وسمع الغرب والمنبهرين بهم، المتشبهين بثقافاتهم". لكن، يتابع المؤلف، "أين ذلك التصوير الحقيقي لحياتهم التي يعيشونها الآن، من إحساس الغرب بالخواء الروحي المرير والشقاء والحيرة والاضطراب والتفكك الأسري والانحلال الخلقي، والتشتت الاجتماعي والذي يهربون منه إلى جحيم المخدرات والمغامرات الحمقاء، والشذوذ في مختلف مناحي الحياة، الشذوذ في الحركات والمظاهر واللباس والطعام، الشذوذ الأخلاقي والسلوكي الذي أورث أمراضا عصبية ونفسية لا حصر لها، وجعلتهم لا يجدون في الحياة ما هو جدير بالبقاء بها".
ومن الأضرار والمخاطر التربوية والأخلاقية، يذكر الكاتب، "العزوف عن الزواج، والاكتفاء بالمناظر المحرمة. فالشباب الذين تأثروا بمناظر العري والفاحشة التي هي المادة الرئيسية في معظم القنوات الفضائية المختلطة، ظهر من توجهاتهم عزوف عن الزواج ورغبة عنه، وربما يتعلل الشاب بأن الزواج مسئولية وتكاليف".
ومن أضرار هذه القنوات أيضا، يؤكد الكاتب، "الإخلال بهوية المجتمعات الإسلامية، والقضاء علي البقية الباقية مما لديها من تراثها وأخلاقياتها. ومن محص ما تعرضه القنوات الفضائية المختلطة، فإنه يلحظ أنها تقدم النموذج الغربي المتحلل من الأخلاق على أنه هو محل التقليد والإعجاب، مع تنحيتها للأخلاق والآداب الإسلامية في أغلب الأحيان، وبذلك دخل المجتمع المسلم في نفق التبعية والتقليد لما فيه هلاكه".
أما في جانب الإخلال بالأمن، فيعتقد المؤلف أن "هذه الفضائيات دأبت على استساغة الجريمة واعتيادها من خلال عرض أفلام الجريمة، المسماة بالأفلام البوليسية. وتكرار هذه المناظر للجريمة على أنظار الناس بمختلف طبقاتهم وأعمارهم، يجعل الجريمة في أنفسهم أمرا اعتياديا، حتى يصبح المجتمع ويمسي وروح الجريمة يدب فيه، وتكون بمثابة الأحداث اليومية من حياة الناس".
+ بالمطلب الثاني ("الغزو الفكري والفضائيات الإخبارية") يحدد المؤلف مضمون هذه الفضائيات بالقول: إن "الفضائيات الإخبارية هي التي يغلب عليها الطابع الإخباري في برامجها. وهذه الفضائيات غالبا ما تقدم نفسها على أنها فضائيات نزيهة محايدة، أو ليس لها مصلحة مع طرف ينازع طرفا آخر، وأنها تعطي كل طرف فرصة إبداء الرأي، وتوضيح وجهة النظر دون انحياز أو تمييز، بغض النظر عن توجهاته الفكرية حتى لو كان ضيفها رأس اليهودية".
لم تتواجد هذه الفضائيات إلا من وقت قريب، يلاحظ الكاتب، حيث لم يكن في البلاد العربية، قبلها، إلا القنوات المحلية التي لم تكن معنية بصورة أساسية إلا بأخبار القادة في كل قطر. لكنها مع ذلك، أتاحت الفرصة أمام مفكرين وكتاب وأصحاب رأي، ممن ضاقت بهم أجهزة الإعلام الرسمية لطرح أرائهم وأفكارهم دون وصاية أو ضغط، وإن كان الأمر لم يخل من تدخل من هنا أو من هناك.
الظاهرة في مجملها، يتصور المؤلف، ظاهرة إيجابية "أثرت في القائمين سلفا علي أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وكانت ذات تأثير كبير علي الرأي العام، وترتب على ذلك تحريك الماء الراكد في الإعلام العربي، حتى يصبح علي مستوي المنافسة. وقد تنامى تأثير هذه الفضائيات بفعل الحرب الأمريكية في أفغانستان، واستمر مواكبا للحرب المستمرة على العالم الإسلامي حتى الآن، وكذلك حرب الإبادة الجارية للمسلمين في فلسطين".
لكنها، في الآن ذاته، يعتقد المؤلف، من الوسائل الحديثة للغزو الفكري لأنها تحتوي علي سلبيات وثغرات يحصرها في:
°- كونها تعمد إلى التقديم لمتحدثين إسرائيليين، واستضافتها لأكبر رجال دولتهم مع هالة من الاحترام، "تعطي انطباعا لدى المشاهد على أنه يمثل صورة حضارية، وهو في حقيقته محتل غاصب قاتل للمواطن العربي المسلم، وفي ذلك دعوة ضمنية لقبولهم والتطبيع معهم".
°- كون البرامج المفتوحة للحوار، كالاتجاه المعاكس وما يدار في حوار المستقلة والمنار وغير ذلك وبالصور الحالية "من أكبر الأخطار، التي تفعل ما لا يفعله جند مسلحون بأنكى أسلحة الغزو الفكري، فربما تستضيف قناة الجزيرة علمانيا حاقدا على الإسلام كارها للالتزام ليقابل داعيا إسلاميا، وبأخطاء فادحة من المحاور، يبدو للنظر أن العلماني متفوق في فكره على الإسلامي، والشيعي أصدق من السني" وهكذا.
°- كونها تدفع بجهة "خلق وصناعة بنية مزاجية ونفسية ومعنوية للمواطن العربي المسلم، تؤسس لثقافة معولمة ولحالة عربية مبهورة، أسيرة ومسلوبة للثقافة الغربية".
+ بالمطلب الثالث ("الغزو الفكري والفضائيات الانحلالية") يتحدث الكاتب عن تلك القنوات العربية التي "لا تراعي حرمة الدين، ولا مبادئ أخلاقية، ولا قيود اجتماعية، بل هي حرب فضائية وغزو جديد، غزو الشهوات، غزو الكأس والمخدرات، غزو المرأة الفاتنة والراقصة الماجنة والشذوذ والفساد، غزو الأفلام والمسلسلات والأغاني والراقصات، وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات، إنه غزو لعقيدة المسلمين في إيمانهم".
ويعتقد الكاتب أن برامج هذه الفضائيات من شأنها "تغيير نمط تفكير الشباب والفتيات لمفهوم الهوية والعادات والتقاليد. فلم يعد ينظر باهتمام بالغ للهوية الإسلامية وخاصة من قبل الشباب، بل بات الأمر الهام هو كيف يحقق كل من الشاب والشابة حلمهما في تحقيق السعادة والمتعة، وكيف يجاريان فتيات الفضائيات في تغنجهن ودلالهن ولباسهن ومكياجهن الأنيق. بالتالي، ضعفت العلاقة بين الشباب وبيئتهم المحلية، وباتوا ينظرون لما هو موجود في الخارج من أنواع الفساد العصري، ويبحثون عن نمط الحياة والمعيشة والعلاقات كما تعرضه لهم الفضائيات الانحلالية، وهذا كله قاد في وقت قصير إلى تبديل المستوي الفكري لرؤية المفاهيم كالهوية والقيم والأخلاق والالتزام".
ويستشهد الكاتب بدراسة بحثية ميدانية حول أخلاقيات الفضائيات وأثرها في المجتمعات، أفادت فيها الباحثة جيهان البيطار أن 89% من الإعلانات الموجهة للشباب تحتوي قيما سلبية كالشراهة والتبذير والانحلال، وأن 93% من الفضائيات تستخدم السيدات، وأن 73% منها يتم تقديمها من خلال حركات المرأة ومفاتنها، وأن 58% منها تحتوي تجاوزا في اللغة، وأن أكثر من النصف يحتوي إثارة في المضمون.
+ بالمطلب الرابع ("الغزو الفكري والفضائيات الإباحية") يذكر الكاتب بالدور الذي قام ويقوم به المبشرون بغرض نشر الجهل والفقر والمرض، "للتغلغل بين شعوب الأمم من خلال وسائل الإعلام التقليدية من كتب ومطبوعات وإذاعة وتلفاز وأشرطة سمعية ومرئية، فضلا عن المخيمات والتعليم والطب، إلى جانب الأنشطة الاجتماعية الإنسانية والإغاثية الموجهة لمنكوبى الفتن والحروب، مسخرين إمكاناتهم الضخمة لتحقيق مآربهم".
لكنه يذكر في الآن ذاته، بأن هؤلاء بات لديهم اليوم فضائيات تبشيرية إباحية، لا تكلفهم الجهد والمشقة التي بذلوها في السابق وتبث من إيطاليا بلد الفاتيكان، ومن قبرص وإسرائيل ولبنان وغيرهما من البلدان الأوربية.
يقول الكاتب بهذه النقطة: "لإخراج المسلم من هويته وتشكيكه في دينه، أتونا عن طريق الشبهات أو الشهوات أو بهما معا. والتركيز حاليا على باب الشهوات الذي فتح على مصراعيه، ومن وسائله ما يسمي بالغزو الفكري أو قل الغزو الفضائي، أو ضمن عناصر ما يسمى بالعولمة. فهو مما دخلوا به على المسلمين وغزوهم فكريا بوسائل الإعلام، والاتصالات المعلوماتية الحديثة بإمكانياتها الكبيرة ذات القدرة التأثيرية المباشرة. وقد ركز أعداء الإسلام على توجيه هذه الوسائل للقضاء على مقومات الأمة الإسلامية، وهدم قيمها وعمدوا إلى الشباب عماد الأمة وسر نهضتها وتقدمها".
ويلاحظ المؤلف أن آثار هذه القنوات الإباحية إنما تتمثل في "ضياع الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، ووأد الفضيلة، وقتل الحياء، وتلبس الوجه رقعة من الصفاقة والوقاحة والسواد والظلمة". كما أن النظر إليها ومتابعتها تعتبر "من أعظم أسباب الزنا، وانتهاك الحرمات حتى مع المحرمات"، مما يؤدي إلى "كثرة جرائم الاغتصاب والشذوذ واللواط، وإهدار كرامة المسلمين ذكورا وإناثا، مما يهيج العداوات، ويزكي نار الانتقام بين أهل المرأة والزاني".
ويتابع: "ما زال الصليبيون يتربصون الدوائر بأهل الإيمان وينصبون لهم الشباك، ويضعون الخطط للوقيعة بالمسلمين. ولئن كان ذلك في الأزمان السابقة خفيا وبعيدا عن الأنظار، فإنهم اليوم يصرحون بحقدهم الدفين من خلال القنوات التبشيرية الإباحية، وما تخفي صدورهم أكبر".

العنود
09 / 05 / 2007, 27 : 03 AM
+ بالمطلب الخامس ("الغزو الفكري والفضائيات الكرتونية") يزعم الكاتب أن الرسوم المتحركة شغلت "أطفالنا أيما إشغال، فما عادوا يطيقون أن يجلسوا يوما بدون أن يشاهدوا تلك الرسوم، أو كما يحلو لأطفالنا تسميتها بأفلام الكرتون".
ولما كانت الرسوم المتحركة عبارة عن حكاية عن واقع راسمها كما يثبت ذلك علماء الاجتماع، فإن كل ما نراه من مشاهد في تلك الرسوم ما هي إلا حكاية عن واقع المجتمع الذي رسم فيه الراسم تلك المشاهد، أو عقائد وأخلاق يعترف ويتعامل بها.
ويحذر المؤلف من هذا الغزو الفضائي الكرتوني ودوره "في هدم بنيان الطفولة الإسلامية" من خلال نشر التبرج والتفسخ ونشر الرعب والخوف الذي قد يبلغ عالم الجريمة.
والفضائيات العربية، يشير المؤلف، تساهم في ذلك عبر أفلام الكرتون المستوردة من الدول الأوربية، التي تسهم في تدمير البراءة في نفس الطفل العربي، بل إن أغلب أفلام الكرتون تنقل بحذافيرها من القنوات الأجنبية، و"الطفل العربي لا يفهم غالبا لغة الحوار في القنوات الأجنبية، ولكنه يشاهد صورة ربما تؤثر في فكره، وتجعله يعتقد أن هناك إباحية في كل المجتمع الذي يعيش فيه. فالطفل يصدق ما يشاهده مهما كان خياليا ويتأثر به حتما".
+ بالمطلب السادس ("الغزو الفكري والفضائيات المذهبية") يلاحظ الكاتب أن العديد من الدول والأحزاب التي تتبني مذهبا معينا أو فرقة من الفرق، "استغلت الفضائيات لنشر أفكارها، والتعبير عن أرائها بصورة أكثر جرأة من مؤسسي المذهب أنفسهم".
فالشيعة، يقول المؤلف، هم "القسم المقابل لأهل السنة والجماعة في فكرهم وآرائهم، وهم يعملون من خلال وسائلهم المتعددة، وخصوصا الفضائيات والإنترنت لنشر مذهبهم في العالم الإسلامي بلهفة وحماس. فإعلامهم الفضائي يبرز عوامل القدوة للمشاهدين في اثني عشر إماما، ويحيطهم بهالة من التقديس، كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي يلقبونه بالمرتضي والحسن والحسين، وعلي زين العابدين بن الحسين ويلقبونه بالسجاد، ومحمد الباقر بن علي ويلقبونه بالباقر، وجعفر الصادق بن محمد، ثم ولده موسي الكاظم، ثم علي الرضا ثم محمد الجواد بن علي الرضا ويلقبونه بالتقي، وعلي الهادي بن محمد ويلقبونه بالنقي، ثم الحسن العسكري بن علي ويلقبونه بالذكي، ثم محمد المهدي بن الحسن العسكري ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر والإمام الغائب. هؤلاء هم أبرز أعلام الشيعة، الذين يمثلون القدوة المفروضة على المشاهدين، حيث تدور حولهم برامج هذه الفضائيات وخصوصا الإمام الغائب، فإنهم يزعمون أنه قد دخل سردابا في دار أبيه بِسر من رأي ولم يعد، وهذا ما يرفضه معظم الباحثين، فإنهم يذهبون إلى أنه غير موجود أصلا".
ويتابع المؤلف بالقول: إن "أبرز موضوعاتهم تدور حول الإمامة والمبالغة في أوصاف الأئمة، وأن كل إمام من الأئمة أودع العلم من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم بما يكمل الشريعة، وهو يملك علما لدنيا خاصا، ولا يوجد بينه وبين النبي من فرق سوى أنه لا يوحى إليه، وقد استودعهم رسول الله (ص) أسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم، كما أن التقية التي هي عندهم، أصل من أصول الدين، تظهر غالبا في إظهار صورتهم في البرامج بأنهم هم أهل السنة والجماعة".
ويستدل الكاتب بوضع قناة المنار التي تعبر عن حزب الله الشيعي، "والتي أسهمت بشكل فعال في اختلاف المثقفين حولها ومتابعة برامجها. فطائفة تتابعها إعجابا بما حققه حزب الله من انتصارات على اليهود وإخراجهم من لبنان، وطائفة أخرى تفهم خطورة المذهب الشيعي، وكيف أنها تبث من خلال برامجها الطعن في أصول أهل السنة والجماعة".
هم، يتابع الكاتب، لا يقدمون من خلال فضائياتهم "إلا ما يخدم التشيع، ويساعد على نشره في الأوساط السنية. أما قضية التمسك بالكتاب والسنة، واحترام الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فهذه القضية لا محل لها عندهم، بل إن بعض الفضائيات السنية تأثرت بهذا الغزو الشيعي، وجعلت من رؤوس الشيعة مصدرا للفتوى".
ويزعم الكاتب أن "الجانب الأكبر من المسؤولية عن هذه الفوضى العقدية يرجع إلي الحركات والرموز الإسلامية التي أبدت قدرا كبيرا من التساهل في تعاملها مع الشيعة، خاصة الإمامية مثل حزب الله في لبنان".
أما الفضائيات التي تبث الفكري الصوفي في البلاد الغربية، فلا يتوانى المؤلف في وصفها بالجهل والتخلف، سيما عندما تعمد إلى نقل "حلقات الذكر الصوفي وصورة الصوفية وهم بين المسابح يتراقصون، الرجال والنساء مختلطون، يميل الرجل علي المرأة وتميل المرأة على الرجل..." ، ناهيك عن "تقديس الأموات والغلو فيهم، واعتقادهم أن الأولياء والأنبياء هم في الدنيا بعد موتهم أحياء، وأنه متى أراد الواحد منهم أن يلتقي مع مريديه أو ذويه فذلك عليه أمر يسير، وربما تفقد أتباعه ومريديه وأعطاهم ورادا يتعبدون به، إلى غير ذلك مما يعبر عن عقيدة موغلة في الجهل، بعيدة عن عقيدة الإسلام الصافية"، لدرجة يبدو للمشاهد الغربي أن "تقديس المشاهد والبناء على القبور صار معلما من معالم الدين الإسلامي. فوسائل الإعلام الحاقدة تنقل وتقدم هذا التقديس على أنه صورة الإسلام، وبالتالي وضعوا جدارا مانعا لانتشار الإسلام في الغرب".
+ بالمطلب السابع ("الغزو الفكري والفضائيات التعليمية") يقر المؤلف بأنه "إذا تبنت أمة نظام تعليم وافد في ظل عقيدة غير عقيدتها، وأخلاق غير أخلاقها، فإنه ينتج أهدافه منعكسة عليها في الاعتقاد والأخلاق والسياسة، والاجتماع بأفكار وانحرافات مغايرة لما عليه إيمانها وعقيدتها وسلوكها، مفضيا ذلك إلى زعزعة العقيدة، ثم الردة الفكرية فالعقدية وبه تؤول حياة الأمة إلى تبدد وانقسام، وتصدع وصراع، وتعيش في ظله بين البناء والهدم، والتصديق والتكذيب، والاحترام والازدراء، وامتداد الصراع في تصاعد واتساع، ولا تسأل حينئذ عن انتشار الفوضى واضطراب الأحوال".
ويعتقد الكاتب أن "أبرز أهداف نشر التعليم الأجنبي بين المسلمين (مثلا) تغليب اللغة الأجنبية على اللغة العربية لتدريس المواد، وبث الفكر الأجنبي في عقول الناشئة من خلالها. ولا يخفى أن فرض اللغة الأجنبية كلغة لتعليم المواد الدراسية، هو في حد ذاته اقتحام للحصن الإسلامي المتمثل في اللغة العربية بإبعاد مظهريتها شعارا لأهل الإسلام، وحجبها عن لسان الناشئة. وكم في هذا من إضعافها وتبغيضها في نفوسهم، بل عزل لهم عن إسلامهم. فإذا حيل بين المسلم ولغته لغة القرآن، تم العزل له بطبيعة الحال عن إسلامه وأمجاده وحضارته، وأول ما ينزع منه اعتقاده في كتاب ربه الذي نزل بلسان عربي مبين على خاتم الأنبياء والمرسلين".
بل يذهب لحد الاعتقاد بأنه "نتيجة لتدريس المواد بغير العربية، تتكون لدى الطالب عقدة الإحساس المعمق بقصور لغته عن تدريس العلوم الحديثة، ثم قطع صلة هذه العلوم بالإسلام ولغته العربية، ثم أنفة الشباب المسلم من لغتهم وآدابها، وزهدهم فيها حتى لا يعلموا منها إلا ما يعلمه العامي منها. وهذا سبب فعال في تدهور اللغة العربية وحجب شيوعها واستعمالها".
أما بعد ظهور الفضائيات وسهولة استقبالها، وسرعة تلقي المعلومات من خلال شبكة الإنترنت، فإنه "لم تعد هناك حاجة لفتح المزيد من المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين، لأن الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة أذابت الحواجز الجغرافية، ونشأ ما يسمي التعليم عن بعد".
صحيح أن التطور والنهوض بالعملية التعليمية التي تؤدي إلى فهم الإسلام بصورة صحيحة من خلال هذه الوسائل أمر مطلوب يقول المؤلف، لكن شريطة أن تساهم الوسائل إياها "في إصلاح التعليم وإصلاح الأخلاق والعناية بتعاليم الدين، وفي تطبيق أخلاق الدين على المعلمين والمتعلمين".
ويثني الكاتب، في هذا الباب، على الجامعة الأمريكية المفتوحة وجامعة لندن المفتوحة اللتان تكرسان جهودهما لتطوير الدراسات الإسلامية العربية العليا ، وتسعيان "لتأمين الدراسات الجامعية لكل راغب بطريقة سهلة ومبسطة، من خلال الدراسات المفتوحة عن بعد على منهج أهل السنة والجماعة".
+ بالمطلب الثامن ("الغزو الفكري والشبكات التلفزيونية المشفرة") يشير المؤلف إلى أن "الطبقة التي تتعامل مع هذه الشبكات هم الطبقة أصحاب الذوات، التي تتسم بالدخل العالي وتوفر الإمكانيات، وغالبا ما تستهدف مثل هذه الفئات. فالحصول على وحدة فك الشفرة الرقمية المدمجة، مع صحن الاستقبال المناسب وإبرة استقبال البث الفضائي، بالإضافة إلى بطاقة الاشتراك التي وفرها وكيل الأجهزة والمعدات اللازمة للاستقبال، ليس في إمكانيات الجمهور من العوام".
من هذه الفضائيات قنوات أوربت العربية و شبكة قطر كيبل فيجن وشبكة راديو وتلفزيون العرب وغيرها. ولا يحذر الكاتب من هذه الباقات (ولا يتحدث فيها كثيرا أيضا) لأنها لا تطاول الجماهير الواسعة مكمن الغزو الثقافي المتحدث فيه هنا من لدنه.

العنود
09 / 05 / 2007, 28 : 03 AM
+ بالمطلب التاسع ("مشروع الفضائيات الإسلامية والتصدي للغزو الفكري") يلاحظ المؤلف بحسرة، "أن أغلب الفضائيات ما زالت تتعامل مع الإسلام كشعار ديني للتبرك به عند افتتاح البرامج، حيث تقدم عدة دقائق تلاوة من القرآن الكريم وكذا عند الختام، مرورا بنقل شعائر صلاة الجمعة والأعياد، والإشارة إلي مواعيد الأذان، فضلا عن تقديم الأحاديث الدينية في دقيقتين قبل نشرات الأخبار... وفق الأساليب اليومية النمطية القديمة ذات الأسلوب التلقيني الخطابي الجامد، الأسلوب الخال من إثارة كوامن المعرفة وتلقيها والتشويق بوسائل الجذب المشروع، بالرغم من أن روح العصر تفرض علينا الابتكار والجدة والإبداع وإيجاد وسائل تشويق، تجذب الأطفال والشباب، ومن ثم الانطلاق نحو فضائيات أرحب وأوسع لإيصال صورة الإسلام الحقيقية إلى الآخرين".
من هنا، يقول الكاتب، توجبت الدعوة إلي إنشاء فضائيات إسلامية، "وأصبح الأمر ملحا منذ أن ظهرت الأقمار الصناعية الرقمية واستخدمت في مجالات البث التليفزيوني، وخصوصا بعدما تعرضت المنطقة العربية الإسلامية للعديد من القنوات الفضائية الغربية، التي حملت أفكارا وثقافات تختلف عن ثقافتنا وقيمنا. فهذه القنوات تهدد الهوية الثقافية العربية والإسلامية، ومن هنا شعرت بعض المؤسسات بالمسؤولية وأسهمت في إنشاء العديد من القنوات الفضائية، التي يغلب عليها النمط الإسلامي. وكان أحد الأهداف التي تسعى إليها هذه القنوات، تحسين صورة العرب والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية، والرد على الافتراءات التي تقدمها وسائل الإعلام الغربية عن الإسلام".
إن الطموحات الإعلامية، يتابع المؤلف، "تكمن في إطلاق أقمار صناعية إسلامية كما أطلقنا قمرا صناعيا عربيا وآخرين مصريين، لأن هذا القمر يهدف إلى الدفاع عن الدعوة الإسلامية، كما أن الغاية من هذه المنظومة أيضا هي الوصول إلى الجمهور الأجنبي باللغات الأجنبية، والتوجه صوب الولايات المتحدة الأمريكية وصوب دول أوروبا الغربية".
ومن الأسس التي يجب أن تقوم عليها تلك القناة الإسلامية، يقترح المؤلف "أن تعتمد الشمولية فيما تقدمه. فهي تقدم المادة التربوية والثقافية والدينية فضلا عن المواد الترفيهية ضمن الضوابط الإسلامية، ويجب أن تكون القناة عامة لكل أفراد المجتمع، الطفل له نصيب، والمرأة كذلك، فضلا عن الرجل، وشريحة الشباب بجنسيه مهمة حتى تكون القناة بديلا معقولا عن الغثاء النازل من الفضاء. أما لغة الخطاب، فتكون بسيطة وعامة وتستهدف المشاهد العادي بالجملة، ولا بأس من وجود مواد قليلة للمثقفين والنخب الاجتماعية، ويمكن لها أن تنافس وبقوة في ظل الزخم الفضائي الهابط والممل. فالناس أصابها الضجر من القنوات الأخرى التي لا تحترم عقل المشاهد ولا ذوقه".
كما يجب الاستثمار في الجانبين الفني والموضوعي، وتوظيف "كافة الإمكانيات الفنية من إخراج وتصوير وخدع سينمائية وجرافيك وتقنيات معاصرة، لتقديم نماذج عالية الجودة فنيا ولا تقل بأي حال عن القنوات الحالية. وفي الجانب الموضوعي، ينبغي أن تكون المواد المعروضة ممتعة ومغرية للمشاهد، للمتابعة باعتماد النصوص الجيدة والمعدين المهرة. أما المواد المشتراة، فينبغي اعتماد معايير دقيقة عند الاختيار للفكرة والموضوع والمحتوى وجوانب الإبداع الفني كذلك".
+ بالمطلب العاشر ("فتن كقطع الليل المظلم") يشير المؤلف إلى أننا "في زمن تتجاذبه الأهواء، تتلاطم فيه أمواج الفتن والإغواء. فغزو أرضي ومثله فضائي يشنه علينا الأعداء، وعلى أهداف معينة، وقواعد أساسية وبنية قوية، ألا وهم شبابنا شباب الإسلام. فالشباب قلعة حصينة ودرع منيع وقوة وعزة للإسلام على مر التاريخ ، إذا هم صلحوا واستقاموا على منهج الله، ومن ثم كانوا هم الهدف الأسمى والغنيمة العظمي، التي يسعى لكسبها أعداء الله الحاقدين، فيحيكون الدسائس لهم وينصبون الفخاخ في طرقهم، منها الخفي ومنها الواضح المرئي، حتى يخرجوهم من حصنهم المنيع الذي تحصنوا به، وهو هذا الدين الذي ما تعلق به إنسان إلا وسمى به وارتفع إلي قمم المجد العالية، بعيدا عن السفاسف، وقاذورات الأديان المحرفة وإباحيتها المضللة المفتنة".
ويتابع: "لقد أضحت الفضائيات في عصرنا عدوا قاتلا لا بالسيف والسنان، ولكن بسيئ الأقوال والأفعال، فتقتل العفة والحياء والمروءة، بل وإنها تنشئ المودة والمحبة بين المسلم والكافر، فكثير من شبابنا اليوم تجده قد تعلق بممثل كافر أو ممثلة أو مغنية كافرة، ويواليهم ويحبهم حتى أنك تسمع أصوات أغنياتهم في سيارته بلا حياء منه، فصار البيت كله متعلق بهذه الفضائيات وما يعرض فيها".
ويزعم بالنهاية، "أن جلب أجهزة القنوات الفضائية المختلفة وشراءها وإحضارها للمسكن دون تحفظ أو قيود، خطأ فادح لما يترتب عليه من الأضرار الحاضرة والمستقبلية. لذا أفتى أهل العلم بتحريم اقتناء تلك الأجهزة لما فيها من الشر المؤكد".


منقووووووووول..

الأســـتاذ
09 / 05 / 2007, 56 : 03 PM
أين ذلك التصوير الحقيقي لحياتهم التي يعيشونها الآن، من إحساس الغرب بالخواء الروحي المرير والشقاء والحيرة والاضطراب والتفكك الأسري والانحلال الخلقي، والتشتت الاجتماعي والذي يهربون منه إلى جحيم المخدرات والمغامرات الحمقاء، والشذوذ في مختلف مناحي الحياة، الشذوذ في الحركات والمظاهر واللباس والطعام، الشذوذ الأخلاقي والسلوكي الذي أورث أمراضا عصبية ونفسية لا حصر لها، وجعلتهم لا يجدون في الحياة ما هو جدير بالبقاء بها".
قلت : بل ذهبوا إلى أبعد من هذا ، إلى رمي العرب بعامة بهذه الظواهر ،و من أعار نظره لبعض ما تطرحه الأفلام الأمريكية و غيرها في تناولهم للعرب عرف حقيقة ما أقول، وهي و إن كانت تبدو بارزة في بعض الشعوب العربية ، لكن سببها إما التقليد الأعمى للغرب في بعض العادات السافلة التي من طبيعتها التسبب بأمراض كهذه ، أو نتيجة للضغوط الحياتة التي تقع على كاهل العربي المتخم من ظلم و استبداد حكومي وفشي الفقر و الفساد ، و التي عالجها الغرب ببث الديمقراطية - إلى حد ما! - و تهيأة سبل أفضل للمعيشة فكيف يكون حاله لو كان مكانه، فواجب القنوات العربية التي لم تنلها يد الغزو بعد بيان الوجه الآخر للمجتمعات الغربية ... و التي ستسهم اسهاما بالغا في نزع الصورة المبهرة لهذه الشعوب من نفوس شبابنا و بناتنا ... وتعزيز روح الانتماء للحضارة العربية و ما قدمته للانسانية ، عن طريق ربطهم بتاريخهم المجيد الذي أصبح في طي النسيان ، وقد وقع نظري ذات مرة على قناة الجزيرة للاطفال و إذا بها تتناول حقبة من تاريخ الحضارة الرومانية في قالب جذاب و كأن من يشاهدها تربطه علاقة نسب و مصاهرة أو دين بهؤلاء الأشباح!
كما يجب الاستثمار في الجانبين الفني والموضوعي، وتوظيف كافة الإمكانيات الفنية من إخراج وتصوير وخدع سينمائية وجرافيك وتقنيات معاصرة، لتقديم نماذج عالية الجودة فنيا ولا تقل بأي حال عن القنوات الحالية.
قلت: يجب الإعتراف بأن بعضا من رجال الدين كانوا يقفون حجر عثرة ، في قيام مؤسسات اعلامية فضلا أن تكون هادفة ، مما تسبب في هذه التأخر الواضح للقنوات الاعلامية ذات الطابع الديني ، و التي أضحى المتابع العربي المسلم في حاجة ماسة اليها لزيادة الوعي الديني و رفع معدل الحصانة ضد المد الغربي لتغيير الدين و الهوية ، لذا فإنه يقع على عاتقهم المشاركة في ايجاد دور بارز يساهم في دفع العدوان الفكري الغاشم ...
أعود لما أشار إليه الكاتب أعلاه فأقول : ما المانع من استخدام السينما و توابعها في مواجهة الغزو الفكري عن طريق طرح القضايا الدينية و الدعوية و التاريخية ، و أشيد في هذا المقام بالمسلسلات التاريخية أو الاسلامية - كما يحلو للبعض تسميتها بذلك - المتمثلة في سير بعض الفاتحين وغيرهم ممن لهم قدم راسخة في حضارة الامة الاسلامية-مع تحفظي في بعض ما يطرح -.
عزيزتي العـــنود أشكرك ، ولكن ما سر اكثارك من لفظة (( يزعم ، زعم ، .... )) ؟؟!
و إن عدتم عدنا .... ...

العنود
10 / 05 / 2007, 31 : 06 AM
أشكرك اخي الفاضل الاستاذ

واللخبطه حدثت حتى في عنوان المشاركه ولا زالت

وانشغلت بتصحيح العنوان والمشاركه عن ذكر ان المشاركه منقووووووووله

ولست انا من عقب بكلمة يزعم وزعم بل صاحب المشاركه في موقع آخر

وهو يحيى اليحياوي الرباط

الذي نقل هذا البحث وكاتبه هو محمود بن عبد الرازق، كلية الشريعة وأصول الدين،

جامعة الملك خالد، الرياض جزاه الله خيراً على الطرح القيم

واشكرك مرة اخرى

ولكن ما معنى وان عدتم عدنا

الأســـتاذ
10 / 05 / 2007, 36 : 06 PM
+

ومن الأسس التي يجب أن تقوم عليها تلك القناة الإسلامية، يقترح المؤلف "أن تعتمد الشمولية فيما تقدمه. فهي تقدم المادة التربوية والثقافية والدينية فضلا عن المواد الترفيهية ضمن الضوابط الإسلامية، ويجب أن تكون القناة عامة لكل أفراد المجتمع، الطفل له نصيب، والمرأة كذلك، فضلا عن الرجل، وشريحة الشباب بجنسيه مهمة حتى تكون القناة بديلا معقولا عن الغثاء النازل من الفضاء. أما لغة الخطاب، فتكون بسيطة وعامة وتستهدف المشاهد العادي بالجملة، ولا بأس من وجود مواد قليلة للمثقفين والنخب الاجتماعية، ويمكن لها أن تنافس وبقوة في ظل الزخم الفضائي الهابط والممل. فالناس أصابها الضجر من القنوات الأخرى التي لا تحترم عقل المشاهد ولا ذوقه...

أضف إلى ذلك :
- أن يقوم عليها أهل الكفأة و الخبرة ممن لهم دراية بوسائل الإعلام ، و ذوي حصيلة ثقافية تؤهلهم للتصدر و الإعداد ... و ما تطالعنا به بعض القنوات المتدينة(!) من إسفاف و سقوط في بعض برامجها ، نتيجة الإخلال بهثل هذا ... فهل لابد من مذيع يملك لحية طويلة و ثوباً قصيراً و هو عري من المبادئ الإعلامية حتى نشهد للقناة بصحة التوجه!!

- طرح القضايا التي تلامس واقع الشعوب من التعددية المذهبية ، ومناقشة حقوق المرأة، والمشاكل الاجتماعية،و كبت الحريات ، و تفشي الفساد الإداري و الحكومي ، و نزع القدسية الكاذبة التي تحاط بها القضايا التي تمس الحكومة على حساب المواطن ، و اعتماد الشفافية و الموضوعية ...