المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر.. تجار الأزمات


ماهر الماهر
31 / 03 / 2007, 25 : 09 AM
----------





طارق الحميد

تسديد مافيه

قطر.. تجار الأزمات (( قطرة في محيط , من بداية الإطاحة بالأب وحتى الهجوم على الرياض ))



في الوقت الذي تحركت فيه الملفات العالقة في المنطقة نحو الحلول، عادت قطر، من جديد، تبحث لها عن دور، ولكن لأن الأزمة أكبر، واللاعبين الكبار تحركوا، فلم يبق لحكام الدوحة إلا اللجوء للردح، واستحضار أسوأ صور الستينات من سباب وهجوم.

تحرك الكبار، وهنا أقصد السعودية، أفقد القطريين صوابهم، ولذلك نرى ونسمع الهجوم الصارخ على الرياض، وكل من يسعى لاستقرار المنطقة. ومشكلة حكام قطر أن لا مصداقية لهم، ولا ثقل سياسي، وأول من يعرف ذلك من يبدون معهم في شهر عسل.

يتحدث القطريون عن العروبة والتحرير والنضال وعلى أرضهم اكبر قاعدة عسكرية أميركية، ويتحدثون عن التسامح في الأديان وقد تحولت الدوحة إلى جهاز فيديو يدخل فيه تنظيم «القاعدة» أشرطته لبث الأفكار المسمومة. ومن مراسليهم من هو مسجون بسبب التعاون مع «القاعدة».

يتحدثون عن القضية الفلسطينية وهم أكثر من يهرول إلى إسرائيل، وعندما أرادت إسرائيل التحدث عن المبادرة العربية، مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، أول ما تجاهلت قطر.

وفي الوقت الذي يظهر فيه حكام الدوحة حرصهم على لبنان، تنقل القنابل الذكية من أراضيهم إلى إسرائيل إبان حرب الثلاثة والثلاثين يوما. وعندما يتحدث أمير قطر عن النصر الذي طال انتظاره في لبنان، كان وزير خارجيته، حتى وهو في طائرته، ينقل إلى الإسرائيليين أدق التفاصيل بعد المؤتمر الذي عقد في بيروت إبان الحرب الأخيرة، والذي وصل إليه من إسرائيل.

وعندما يتحدث القطريون عن الخوف على مستقبل لبنان، كانت سياستهم في بيروت لا تختلف عن سياسة محطة «أبو عدس» حيث التضليل والتهييج. وكلنا رأينا كيف اختفى حكام الدوحة يوم مؤتمر باريس3. والأمر نفسه في بغداد، فهم مصدر الشقاق في كل ما يختص بالعراق، منذ انطلاق حرب إطاحة صدام من أراضيهم.

هذه قطر التي تبحث عن دور يفوق حجمها السياسي، ومصداقيتها.. اليوم الفلسطينيون في حال أفضل بعد اتفاق مكة، والعراقيون يناقشون المصالحة الوطنية وبدأت وفودهم

تتقاطر إلى الرياض، والإيرانيون أزاحوا الوسطاء من سوريين وغيرهم وباتوا وجها لوجه مع السعوديين، فالقضايا الكبيرة تحتاج إلى ساسة وليس تجار أزمات، أو دول مايكروفونات مثل الدوحة أو حكامها.

وبالتالي اللبنانيون يبحثون حلولا قد تكون مثمرة ومفيدة تحت مظلة سعودية ـ إيرانية. وإسرائيل تراجع وتناور، وتتحرك من أجل مراجعة ملف المبادرة العربية، التي طرحتها السعودية، والأميركيون يتحركون مع الرياض من أجل كل تلك الملفات العالقة في المنطقة.

وأخيرا نحن على مشارف القمة العربية في السعودية. كل ذلك يشرح السلوك القطري غير المستقيم، وإن كان هو سلوك حكام الدوحة منذ الإطاحة بالأب، تجاه الرياض. ومن الطبيعي أن الرد الأفضل والأمثل على هذا السلوك القطري هو مواصلة العمل السياسي الذي تقوم به الرياض. فقطر قطرة في محيط ولن تؤثر، فعند الشدائد قوانين الطبيعة هي التي تحكم ويعود الكل إلى حجمه.