زائر الليل
23 / 02 / 2007, 03 : 07 PM
بينما كان طبيب ياباني منهمك في عمله أثناء إجراءه لعملية جراحية في فك إحدى السيدات تفاجأ بحركة نص كم من تلك السيدة حيث استفاقت من التخدير قبل انتهاء العملية وبدأت بالصراخ !!
ارتبك الطبيب قليلاً وبعد امتصاصه للصدمة قرر مواصلة العملية بدون تخدير وحاول إفهام المريضة أن إكمال العملية ضرورة ملحة وفي مصلحتها وأن عليها التحلي بالصبر قليلاً وتحمل ألم العملية إلى أن ينهيها !!
لكن كلام الطبيب لم يرق لتلك السيدة المزعجة فزادت من حدة صراخها إمعاناً في معاندة الطبيب وللتعبير عن رفضها القاطع لمواصلة العملية !.
صراخ السيدة لم يزد الطبيب المثابر إلا إصراراً على إنهاء عمله فتناول مشرطه من جديد وهجم على فك السيدة التي كانت ردة فعلها سريعة فأطبقت بيديها الاثنتين على يد الطبيب التي تحمل المشرط لمنع وصوله إلى فكها وبدأ عراك الهجوم والدفاع بين الطبيب ومريضته والتي أخذت تتوسل إليه أن يرحم فكها من ضربات مشرطه الحاد وحاولت إفهامه أنها لا تستطيع تحمل ألم العملية لكن دون جدوى ... فالطبيب كان مُصِراً على إنهاء العملية مهما كلف الثمن !!
لما رأت السيدة أن توسلاتها للطبيب لن تجدي نفعاً أطلقت صرخات استغاثة دوت في أرجاء المستشفى مما أشعر الطبيب بحرج موقفه .. وأدرك بعدها أن المريضة المزعجة لن تتركه ينهي عمله بهدوء ولابد من تخديرها ــ ليتفتق ذهنه عن طريقة جديدة وفاعلة في التخدير لم يسبقه إليها أحد من أطباء العالم أجمع ، فسل يده اليسرى التي كان يستخدمها لدعم يده اليمنى صاحبة المشرط لمحاولة إبعاد أيدي المريضة المزعجة التي تمنع وصول المشرط إلى الفك وتناول أداة حادة من فوق الطاولة المجاورة وأهوى بها على رأس المريضة لتهوي على الأرض دون حراك ـ نجحت طريقة التخدير المبتكرة واستوى فك المريضة الفاغر ( من قوة الضربة ) للدحس !!
وبينما كان الطبيب يهم بإرجاع مريضته للسرير لاستكمال عمليتها الجراحية دخل عليه مجموعة من الأطباء والممرضين الفضوليين كانوا قد سمعوا آخر نداءات الاستغاثة التي أطلقتها الضحية قبل أن يتم تخديرها وحالوا بين الطبيب ومريضته !!
وعلى الفور أصدرت إدارة المستشفى قراراً متسرعاً برفع يد الطبيب عن العمل مؤقتاًُ إلى حين رفع الأمر لوزارة الصحة والتي أصدرت بدورها قراراً تعسفياً ظالماً يقضي بسحب ترخيص مزاولة مهنة الطب من الطبيب المثابر وطرده من العمل نهائياً ! . والأكثر من ذلك أن الشرطة قبضت على الطبيب المسكين ووجهت له تهمة جنائية قبل أن تُستكمل الإجراءات القانونية في حقه وصولاً إلى محاكمته ولا أدري ما العقوبات التي صدرت في حقه بعدها
هذا يحدث في اليابان ــ هناك حيث تنعدم الإنسانية وتتجلى سلطة القانون في أبشع صورها
أنظروا لهذا التعامل الغير إنساني مع ذلك الطبيب الهمام الذي قطع رزقه بسبب جرح صغير أحدثته عملية التخدير المبتكرة في رأس المريضة المزعجة التي لم تتركه ينهي عمله بهدوء !!
أين هم من المثل الإنساني العظيم المطبق في جميع مستشفياتنا دون استثناء بل أنه الشعار الرسمي لوزارة الصحة الموقرة ــ ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) ؟!!
لو انعدم التعامل الإنساني لوزارة الصحة لدينا مع منسوبيها من أطباء ومسئولين وغيرهم بعد كل كارثة طبية ينتج عنها وفاة أو شلل أو عاهة مستديمة وتم تطبيق القانون في حقهم لامتلأت السجون منهم ولما بقي أحد من منسوبي الوزارة فما بالك بالحوادث البسيطة كحادثة الطبيب الياباني !!
القانون عديم الرحمة والإنسانية وهذا ما لا يدركه من يستغلون أي خطأ طبي يحدث في مستشفياتنا للمطالبة بتطبيق القانون في حق من يرتكب ذلك الخطأ كائناً من كان ــ بل ويشككون في وجود قانون عقوبات للأطباء والمسئولين !!
كل البشر خطاءون ، والأطباء لدينا سيتعلمون من أخطائهم يوماً ما ، ودماء ضحايا العمليات الجراحية لن تذهب هدر - فهم يعتبرون شهداء أبرار ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية في سبيل تقدم مهنة الطب الجراحي في مستشفياتنا - فالقطط والفئران وحتى جثث الموتى التي يتعلم فيها الأطباء الجراحين فن الجراحة والتشريح ليست كأجساد المرضى الأحياء فتعلم الجراحة على أجساد الأحياء أكثر فائدة للأطباء ولا شك ــ ولا أفضل من التدرب على هدف حي !
أيضاً يجب ألا نغفل نقطة في غاية الأهمية وهي أن أكثر الجراحين في مستشفياتنا يضطرون في كثير من الأحيان لطرق باب الاجتهاد الجراحي عند التعامل مع بعض الحالات المرضية الغريبة التي لا يعلمون شيء عن كيفية التعامل معها - ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد ..........( أجر العملية ) !
في أحد المستشفيات الحكومية حضر أحد الأخوة العرب برفقة زوجته ومعهما طفلهما الرضيع الذي لا يتجاوز عمره أربعة أشهر والذي كان يعاني في بعض الأحيان من ضيق في التنفس كما يظن الوالدان لكن بعد الكشف عليه من قبل طبيب القلب في المستشفى وبعد إجراء التحاليل والأشعة اللازمة تبين أن الطفل يعاني من ثقب في القلب - وذلك الثقب يستلزم إجراء عملية جراحية عاجلة لسده حسب كلام طبيب القلب الذي نصح والد الطفل بالتوقيع على إجراء عملية جراحية عاجلة في قلب طفله الرضيع وأفهمه أن تأخير إجراء العملية ينطوي على خطورة بالغة على حياة الطفل ..
وافق الأب على إجراء العملية وصدق موافقته بتوقيع في أسفل نموذج معد سلفاً لا أدري ما هو مضمونه
المهم أجريت العملية الجراحية وبعد انقضاء فترة النقاهة في المستشفى عاد الوالدان بطفلهما إلى البيت - ولكن ما هي إلا أيام قليلة حتى بدأت الحالة الصحية للرضيع تتراجع بشكل مخيف وكان لا بد من إعادته إلى المستشفى ليكشف عليه طبيب القلب من جديد لمعرفة سبب تدهور صحته - وبعد الكشف تبين للطبيب أن عملية سد الثقب هي السبب في تدهور صحة الطفل ويجب إجراء عملية عاجلة لفتح الثقب المسدود من جديد !!
ولم يكن أمام الأب أي خيار سوى الموافقة على إجراء العملية .. أجريت عملية الفتح ومرت عدة أيام دون أن يطرأ تحسن على حالة الطفل - بل على العكس تماماً فقد تدهورت صحته أكثر من قبل ......... هرع الوالد إلى طبيب القلب واستنجد به ليكشف على ولده من جديد - وبعد الكشف والأشعة أدرك الطبيب أن الثقب الجديد أكبر من اللازم ويجب إجراء عملية ثالثة لتضييق الثقب !!
هذه المرة لم يوافق الأب على إجراء العملية الثالثة بل أصر على إخراج طفله من المستشفى بعد أن صب جام غضبه على طبيب القلب وخرج من المستشفى وهو يسمع الطبيب ومعاونيه عبارات التهديد والوعيد فيما لو حصل مكروه لولده وأتجه بطفله إلى أحد المستشفيات الخاصة.. وهناك قام طبيب القلب لديهم بالكشف على الرضيع وعُملت له التحاليل اللازمة والأشعة وتخطيط القلب وذهل الطبيب من النتائج !
ليستدعي بعدها والد الطفل ويخبره أن العمليات التي أجريت في قلب طفلة لا داعي لها إطلاقاً - حيث أن ثقب القلب لدى أي رضيع لا يشكل خطر على حياته ولا يعتبر حالة مرضية خطيرة !.. والواقع أن ثقب القلب عند أي طفل هو أمر عادي تماماً وغالباً ما ينغلق الثقب بنفسه مع تقدم الطفل في العمر - أما إذا لم ينغلق الثقب بنفسه فهنا تتدخل يد الجراح المختص لسد ذلك الثقب على أن تجرى عملية السد بعد أن يشتد عود الطفل ويصبح قلبه قادراً على تحمل العملية وغالباً يكون ذلك بعد البلوغ !! حسبنا الله ونعم الوكيل - والحل يا دكتور ؟؟
قالها والد الطفل والدموع تذرف من عينيه - فأجابه الطبيب : الحل عند الله سبحانه وتعالى فهو وحده القادر على إنقاذ ولدك ولا نملك الآن سوى الدعاء له - بعد عدة ساعات توقف قلب الرضيع عن النبض تماماً
لا أدري ماذا فعل بعدها ولد الطفل وهل تقدم بشكوى على طبيب القلب في المستشفى الحكومي أم لا - ما أنا متأكد منه أن تلك الشكوى في حالة رفعها لن تضر الطبيب شيئاً خصوصاً بعد أن اجتهد ولا يلام الطبيب بعد اجتهاده حسب مفهوم وزارة الصحة !! .... وأنا متأكد تماماً أن طبيب القلب سيستفيد من تلك العمليات التي أجراها في قلب الرضيع وما سيعقبها من عمليات أخرى لأطفال آخرين !! وسيدرك في يوم ما أن العبث بمشرطه في قلب طفل لا يتجاوز عمره بضعة أشهر له نتيجة حتمية واحدة ..( الموت )
لكن أكثر ما يثير الحنق بدرجة كبيرة هي تلك التصرفات ألا مسئولة التي تصدر من بعض الكتاب هداهم الله حين يمارسون الإرهاب الفكري على وزارة الصحة لدينا - فنجدهم يسنون أقلامهم للنيل من منسوبي الوزارة ويطالبون بمحاسبة الأطباء الجراحين بالذات حتى عند حدوث خطأ روتيني بسيط كنسيان منشفة أو مقص أو أداة حادة في بطن أي مريض بعد إجراء عملية الزائدة على سبيل المثال - ولا يعلمون كم تصرف الدولة لاستقدام أولئك الأطباء والتعاقد معهم !
ثم بالله عليكم أيهما أهم ؟ ..عمل طبيب جراح تحتاجه الدولة وتصرف مبالغ كبيرة لاستقدامه أم حياة إنسان مريض لا يستفاد منه ويكلف الدولة الأموال الطائلة ؟!!
لا مجال للمقارنة إطلاقاً ــ ووزارة الصحة لدينا أدركت هذا الأمر من البداية
ولهذا فقد حرصت إلى ما قبل سنتين مضت على التعامل مع الأطباء المستقدمين من الخارج بمنتهى التحضر والرقي بعيداً عن تقييدهم بأي إجراءات عملية معقدة قد تتسبب في جرح مشاعرهم وتهدر الوقت والمال كالتحقق من شهاداتهم العلمية على سبيل المثال - وهم بالتأكيد أكبر من يتم إجراء مقابلات خاصة معهم أو إخضاعهم لفحص مستوى لمعرفة مدى كفاءتهم الطبية !.. وغالباً ما كان يتم التعاقد معهم بعد إجراءات روتينية بسيطة يستطيع أن يقوم بها أحد موظفي الاستقبال في مبنى الوزارة !
ارتبك الطبيب قليلاً وبعد امتصاصه للصدمة قرر مواصلة العملية بدون تخدير وحاول إفهام المريضة أن إكمال العملية ضرورة ملحة وفي مصلحتها وأن عليها التحلي بالصبر قليلاً وتحمل ألم العملية إلى أن ينهيها !!
لكن كلام الطبيب لم يرق لتلك السيدة المزعجة فزادت من حدة صراخها إمعاناً في معاندة الطبيب وللتعبير عن رفضها القاطع لمواصلة العملية !.
صراخ السيدة لم يزد الطبيب المثابر إلا إصراراً على إنهاء عمله فتناول مشرطه من جديد وهجم على فك السيدة التي كانت ردة فعلها سريعة فأطبقت بيديها الاثنتين على يد الطبيب التي تحمل المشرط لمنع وصوله إلى فكها وبدأ عراك الهجوم والدفاع بين الطبيب ومريضته والتي أخذت تتوسل إليه أن يرحم فكها من ضربات مشرطه الحاد وحاولت إفهامه أنها لا تستطيع تحمل ألم العملية لكن دون جدوى ... فالطبيب كان مُصِراً على إنهاء العملية مهما كلف الثمن !!
لما رأت السيدة أن توسلاتها للطبيب لن تجدي نفعاً أطلقت صرخات استغاثة دوت في أرجاء المستشفى مما أشعر الطبيب بحرج موقفه .. وأدرك بعدها أن المريضة المزعجة لن تتركه ينهي عمله بهدوء ولابد من تخديرها ــ ليتفتق ذهنه عن طريقة جديدة وفاعلة في التخدير لم يسبقه إليها أحد من أطباء العالم أجمع ، فسل يده اليسرى التي كان يستخدمها لدعم يده اليمنى صاحبة المشرط لمحاولة إبعاد أيدي المريضة المزعجة التي تمنع وصول المشرط إلى الفك وتناول أداة حادة من فوق الطاولة المجاورة وأهوى بها على رأس المريضة لتهوي على الأرض دون حراك ـ نجحت طريقة التخدير المبتكرة واستوى فك المريضة الفاغر ( من قوة الضربة ) للدحس !!
وبينما كان الطبيب يهم بإرجاع مريضته للسرير لاستكمال عمليتها الجراحية دخل عليه مجموعة من الأطباء والممرضين الفضوليين كانوا قد سمعوا آخر نداءات الاستغاثة التي أطلقتها الضحية قبل أن يتم تخديرها وحالوا بين الطبيب ومريضته !!
وعلى الفور أصدرت إدارة المستشفى قراراً متسرعاً برفع يد الطبيب عن العمل مؤقتاًُ إلى حين رفع الأمر لوزارة الصحة والتي أصدرت بدورها قراراً تعسفياً ظالماً يقضي بسحب ترخيص مزاولة مهنة الطب من الطبيب المثابر وطرده من العمل نهائياً ! . والأكثر من ذلك أن الشرطة قبضت على الطبيب المسكين ووجهت له تهمة جنائية قبل أن تُستكمل الإجراءات القانونية في حقه وصولاً إلى محاكمته ولا أدري ما العقوبات التي صدرت في حقه بعدها
هذا يحدث في اليابان ــ هناك حيث تنعدم الإنسانية وتتجلى سلطة القانون في أبشع صورها
أنظروا لهذا التعامل الغير إنساني مع ذلك الطبيب الهمام الذي قطع رزقه بسبب جرح صغير أحدثته عملية التخدير المبتكرة في رأس المريضة المزعجة التي لم تتركه ينهي عمله بهدوء !!
أين هم من المثل الإنساني العظيم المطبق في جميع مستشفياتنا دون استثناء بل أنه الشعار الرسمي لوزارة الصحة الموقرة ــ ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) ؟!!
لو انعدم التعامل الإنساني لوزارة الصحة لدينا مع منسوبيها من أطباء ومسئولين وغيرهم بعد كل كارثة طبية ينتج عنها وفاة أو شلل أو عاهة مستديمة وتم تطبيق القانون في حقهم لامتلأت السجون منهم ولما بقي أحد من منسوبي الوزارة فما بالك بالحوادث البسيطة كحادثة الطبيب الياباني !!
القانون عديم الرحمة والإنسانية وهذا ما لا يدركه من يستغلون أي خطأ طبي يحدث في مستشفياتنا للمطالبة بتطبيق القانون في حق من يرتكب ذلك الخطأ كائناً من كان ــ بل ويشككون في وجود قانون عقوبات للأطباء والمسئولين !!
كل البشر خطاءون ، والأطباء لدينا سيتعلمون من أخطائهم يوماً ما ، ودماء ضحايا العمليات الجراحية لن تذهب هدر - فهم يعتبرون شهداء أبرار ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية في سبيل تقدم مهنة الطب الجراحي في مستشفياتنا - فالقطط والفئران وحتى جثث الموتى التي يتعلم فيها الأطباء الجراحين فن الجراحة والتشريح ليست كأجساد المرضى الأحياء فتعلم الجراحة على أجساد الأحياء أكثر فائدة للأطباء ولا شك ــ ولا أفضل من التدرب على هدف حي !
أيضاً يجب ألا نغفل نقطة في غاية الأهمية وهي أن أكثر الجراحين في مستشفياتنا يضطرون في كثير من الأحيان لطرق باب الاجتهاد الجراحي عند التعامل مع بعض الحالات المرضية الغريبة التي لا يعلمون شيء عن كيفية التعامل معها - ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد ..........( أجر العملية ) !
في أحد المستشفيات الحكومية حضر أحد الأخوة العرب برفقة زوجته ومعهما طفلهما الرضيع الذي لا يتجاوز عمره أربعة أشهر والذي كان يعاني في بعض الأحيان من ضيق في التنفس كما يظن الوالدان لكن بعد الكشف عليه من قبل طبيب القلب في المستشفى وبعد إجراء التحاليل والأشعة اللازمة تبين أن الطفل يعاني من ثقب في القلب - وذلك الثقب يستلزم إجراء عملية جراحية عاجلة لسده حسب كلام طبيب القلب الذي نصح والد الطفل بالتوقيع على إجراء عملية جراحية عاجلة في قلب طفله الرضيع وأفهمه أن تأخير إجراء العملية ينطوي على خطورة بالغة على حياة الطفل ..
وافق الأب على إجراء العملية وصدق موافقته بتوقيع في أسفل نموذج معد سلفاً لا أدري ما هو مضمونه
المهم أجريت العملية الجراحية وبعد انقضاء فترة النقاهة في المستشفى عاد الوالدان بطفلهما إلى البيت - ولكن ما هي إلا أيام قليلة حتى بدأت الحالة الصحية للرضيع تتراجع بشكل مخيف وكان لا بد من إعادته إلى المستشفى ليكشف عليه طبيب القلب من جديد لمعرفة سبب تدهور صحته - وبعد الكشف تبين للطبيب أن عملية سد الثقب هي السبب في تدهور صحة الطفل ويجب إجراء عملية عاجلة لفتح الثقب المسدود من جديد !!
ولم يكن أمام الأب أي خيار سوى الموافقة على إجراء العملية .. أجريت عملية الفتح ومرت عدة أيام دون أن يطرأ تحسن على حالة الطفل - بل على العكس تماماً فقد تدهورت صحته أكثر من قبل ......... هرع الوالد إلى طبيب القلب واستنجد به ليكشف على ولده من جديد - وبعد الكشف والأشعة أدرك الطبيب أن الثقب الجديد أكبر من اللازم ويجب إجراء عملية ثالثة لتضييق الثقب !!
هذه المرة لم يوافق الأب على إجراء العملية الثالثة بل أصر على إخراج طفله من المستشفى بعد أن صب جام غضبه على طبيب القلب وخرج من المستشفى وهو يسمع الطبيب ومعاونيه عبارات التهديد والوعيد فيما لو حصل مكروه لولده وأتجه بطفله إلى أحد المستشفيات الخاصة.. وهناك قام طبيب القلب لديهم بالكشف على الرضيع وعُملت له التحاليل اللازمة والأشعة وتخطيط القلب وذهل الطبيب من النتائج !
ليستدعي بعدها والد الطفل ويخبره أن العمليات التي أجريت في قلب طفلة لا داعي لها إطلاقاً - حيث أن ثقب القلب لدى أي رضيع لا يشكل خطر على حياته ولا يعتبر حالة مرضية خطيرة !.. والواقع أن ثقب القلب عند أي طفل هو أمر عادي تماماً وغالباً ما ينغلق الثقب بنفسه مع تقدم الطفل في العمر - أما إذا لم ينغلق الثقب بنفسه فهنا تتدخل يد الجراح المختص لسد ذلك الثقب على أن تجرى عملية السد بعد أن يشتد عود الطفل ويصبح قلبه قادراً على تحمل العملية وغالباً يكون ذلك بعد البلوغ !! حسبنا الله ونعم الوكيل - والحل يا دكتور ؟؟
قالها والد الطفل والدموع تذرف من عينيه - فأجابه الطبيب : الحل عند الله سبحانه وتعالى فهو وحده القادر على إنقاذ ولدك ولا نملك الآن سوى الدعاء له - بعد عدة ساعات توقف قلب الرضيع عن النبض تماماً
لا أدري ماذا فعل بعدها ولد الطفل وهل تقدم بشكوى على طبيب القلب في المستشفى الحكومي أم لا - ما أنا متأكد منه أن تلك الشكوى في حالة رفعها لن تضر الطبيب شيئاً خصوصاً بعد أن اجتهد ولا يلام الطبيب بعد اجتهاده حسب مفهوم وزارة الصحة !! .... وأنا متأكد تماماً أن طبيب القلب سيستفيد من تلك العمليات التي أجراها في قلب الرضيع وما سيعقبها من عمليات أخرى لأطفال آخرين !! وسيدرك في يوم ما أن العبث بمشرطه في قلب طفل لا يتجاوز عمره بضعة أشهر له نتيجة حتمية واحدة ..( الموت )
لكن أكثر ما يثير الحنق بدرجة كبيرة هي تلك التصرفات ألا مسئولة التي تصدر من بعض الكتاب هداهم الله حين يمارسون الإرهاب الفكري على وزارة الصحة لدينا - فنجدهم يسنون أقلامهم للنيل من منسوبي الوزارة ويطالبون بمحاسبة الأطباء الجراحين بالذات حتى عند حدوث خطأ روتيني بسيط كنسيان منشفة أو مقص أو أداة حادة في بطن أي مريض بعد إجراء عملية الزائدة على سبيل المثال - ولا يعلمون كم تصرف الدولة لاستقدام أولئك الأطباء والتعاقد معهم !
ثم بالله عليكم أيهما أهم ؟ ..عمل طبيب جراح تحتاجه الدولة وتصرف مبالغ كبيرة لاستقدامه أم حياة إنسان مريض لا يستفاد منه ويكلف الدولة الأموال الطائلة ؟!!
لا مجال للمقارنة إطلاقاً ــ ووزارة الصحة لدينا أدركت هذا الأمر من البداية
ولهذا فقد حرصت إلى ما قبل سنتين مضت على التعامل مع الأطباء المستقدمين من الخارج بمنتهى التحضر والرقي بعيداً عن تقييدهم بأي إجراءات عملية معقدة قد تتسبب في جرح مشاعرهم وتهدر الوقت والمال كالتحقق من شهاداتهم العلمية على سبيل المثال - وهم بالتأكيد أكبر من يتم إجراء مقابلات خاصة معهم أو إخضاعهم لفحص مستوى لمعرفة مدى كفاءتهم الطبية !.. وغالباً ما كان يتم التعاقد معهم بعد إجراءات روتينية بسيطة يستطيع أن يقوم بها أحد موظفي الاستقبال في مبنى الوزارة !