أبو ياسر
11 / 02 / 2007, 06 : 08 PM
بعد صلاة الظهر:175: حيث يضرب السعوديين :038: بأخماسهم و أعشارهم في موائد متخمة بالأرز الهندي و الدجاج المندي وما يبن ذلك من المقبلات و السلطات الشرقية و الغربية و من ثم يتبعونها الكولا و ختامها كنافة:24: و الحمد لله من قبل و من بعد .. فكنت أنتهزها فرصة سانحة للغارة على كشك الجرائد اليومية التي اعتدت أن أطوف بها في غفلة من الناس و شغل لأجد من الوقت ما يسع لقراءة عناوينها الرئيسة و أخبارها البارزة.. فقصدت بقاله الحي وعمدت كشك الجرائد و المجلات و طفقت أقدم و أخر فيها مما كان في ذلك عبث بترصيفها الذي أجزم أن السيد ( أشرف) قضى وقتاً طويلاً في تنسيقه و تجميله .. فنظر إلي نظرة حانقة و هو يسترجع الأيام الخالية التي كنت فيها العدو الذي يخرب و يعبث وهو الضحية الذي ينسق و يرتب فقرر بعد أن رأى أنني تماديت في العصيان و الخطأ أن يضع حداً لهذا كله فوثب من على كرسيه:18: وتقدم بكل ثبات ثم رفع سبابته نحوي و أقسم بالذي خلقه و شق سمعه و بصره إن لم أتب من فعلتي ليخبرن وحشه المرعب ( الكفيل :w008: ) رباه!! سلم سلم ..
_______________________________________________
فلما رأيت بأن الأمر جد:34: استلطفته ببضع كلمات و ابتعت من بقالته ما أمتص به غضبه و سألته عن المدام و الأخوان في بلاد الهند حتى صفي الجو و هدأت رياح غضبه العاتية وبعدها تقدمت بهدوء ناحية الجرائد و بدأت باستعراض الجرائد واحدة تلو الأخرى .. فما كان منه إلا أن استدار بكرسيه ومد قدميه في يأس وقنوط!! :31: .. و بينا أنا أقلب الجرائد وقعت على جريدة خليجية تحمل صور نساء بجلابيبهن السود وهن يحملن صورة فتى باسم الثغر بغيض المطلع خرج الناس بأجناسهم لاستقباله استقبال الملوك و الفاتحين فملئوا الشوارع و الأرصفة و اكتظت بهم باحة المطار و أروقته في منظر مهيب قل أن يتكرر مثله.. عمدت للخبر المصاحب للصور لأقره إذ بي أقف أمام عبارات متينة صاغها الكاتب صياغة ملهمة حيث حشد فيها عبارات الظفر و النصر و السيادة حتى خيل إلي أن الكاتب سرقها من كتاب الكامل لأبن الأثير أو من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير أو كأنه اختلسها من الأمام الذهبي في تاريخ الإسلام عند حديثهم عن الانتصارات و الفتوح العظيمة التي يتغنى بها التاريخ و تصفق لها الأيام الخوالي.. على أي حال بدا الخبر كبيراً و الشخصية مثيرة فقلت لربما كان هذا الممدوح إماماً من الأئمة أو مصلحاً كبيراً من مصلحي الأمة أو عالماً من علمائها الأجله ممن قضوا العمر في العلم و التعلم أو هو مجاهد فذ كانت على يديه الفتوحات و الانتصارات فكان بذلك يستحق المدح و الثناء.. ازددت شوقاً لمعرفة هذا الإمام ومن أي مدرسة تخرج و من هم أشياخه الذين استقى منهم العلم فقلبت الصفحات على عجل لقراءة تتمة القول و بعثرت جُرى العجلة أوراق الصحيفة فكانت هذه الفعلة الصارخة دعوة جادة لأشرف بأن يضع لهذه المهزلة حد فتقدم ووقف بإزائي وبدا يقدم رجلاً و يؤخر أخرى يتحين الفرصة للانقضاض و الهجوم !! أما أنا ففوجئت بسيرة إمامنا المظفر وحكايته فكان تخرجه من أكاديمية ستار و تتلمذه على جماعة من الفسقة و الأراذل فأحدهم الموسيقار فلان و الآخر المغني علان و قامت بالإشراف المباشر على تدريبه الفنانة فلانة و أما عن صحبته في الطلب و الدرس فهم حثالة كل بلد عربي اجتمعوا في زريبة واحدة ليجسدوا بذلك تمثال البهيمية السافر ليصدق فيهم قول الحق ( إنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا) فقلت: آه يا زمن التوافه .. أما أشرف فأدرك أنه ثمة خطب ما يعتريني فأخذ نفساًً عميقاً أذهب عنه ما يرى ثم قال بعد أن أشار بأصبعه على الصور ( هذا نفر كويس كل نفرات حبي ) فصرخت به أن:
تبا للإعلام – يا أشرف - فقد جعل من التافهين قدوات و من المخنثين أأمة !! .. وهنا عدت إلى داري بعد أن اعتذرت لأشرف من هذه الصرخة الفظة وشكرته على سماحه لي بالقراءة – فإن أسأت الفعل فأحسن القول كما يقال- .. و إني بعد هذه الواقعة لأغبط كل سعودي لا يقرأ أمثال هاته الجرائد !! فكم من جريدة جعلت من التافه عظيم و من العظيم حقير.. فآه! يا زمن التوافه ما أبأسك !!!
_______________________________________________
فلما رأيت بأن الأمر جد:34: استلطفته ببضع كلمات و ابتعت من بقالته ما أمتص به غضبه و سألته عن المدام و الأخوان في بلاد الهند حتى صفي الجو و هدأت رياح غضبه العاتية وبعدها تقدمت بهدوء ناحية الجرائد و بدأت باستعراض الجرائد واحدة تلو الأخرى .. فما كان منه إلا أن استدار بكرسيه ومد قدميه في يأس وقنوط!! :31: .. و بينا أنا أقلب الجرائد وقعت على جريدة خليجية تحمل صور نساء بجلابيبهن السود وهن يحملن صورة فتى باسم الثغر بغيض المطلع خرج الناس بأجناسهم لاستقباله استقبال الملوك و الفاتحين فملئوا الشوارع و الأرصفة و اكتظت بهم باحة المطار و أروقته في منظر مهيب قل أن يتكرر مثله.. عمدت للخبر المصاحب للصور لأقره إذ بي أقف أمام عبارات متينة صاغها الكاتب صياغة ملهمة حيث حشد فيها عبارات الظفر و النصر و السيادة حتى خيل إلي أن الكاتب سرقها من كتاب الكامل لأبن الأثير أو من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير أو كأنه اختلسها من الأمام الذهبي في تاريخ الإسلام عند حديثهم عن الانتصارات و الفتوح العظيمة التي يتغنى بها التاريخ و تصفق لها الأيام الخوالي.. على أي حال بدا الخبر كبيراً و الشخصية مثيرة فقلت لربما كان هذا الممدوح إماماً من الأئمة أو مصلحاً كبيراً من مصلحي الأمة أو عالماً من علمائها الأجله ممن قضوا العمر في العلم و التعلم أو هو مجاهد فذ كانت على يديه الفتوحات و الانتصارات فكان بذلك يستحق المدح و الثناء.. ازددت شوقاً لمعرفة هذا الإمام ومن أي مدرسة تخرج و من هم أشياخه الذين استقى منهم العلم فقلبت الصفحات على عجل لقراءة تتمة القول و بعثرت جُرى العجلة أوراق الصحيفة فكانت هذه الفعلة الصارخة دعوة جادة لأشرف بأن يضع لهذه المهزلة حد فتقدم ووقف بإزائي وبدا يقدم رجلاً و يؤخر أخرى يتحين الفرصة للانقضاض و الهجوم !! أما أنا ففوجئت بسيرة إمامنا المظفر وحكايته فكان تخرجه من أكاديمية ستار و تتلمذه على جماعة من الفسقة و الأراذل فأحدهم الموسيقار فلان و الآخر المغني علان و قامت بالإشراف المباشر على تدريبه الفنانة فلانة و أما عن صحبته في الطلب و الدرس فهم حثالة كل بلد عربي اجتمعوا في زريبة واحدة ليجسدوا بذلك تمثال البهيمية السافر ليصدق فيهم قول الحق ( إنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا) فقلت: آه يا زمن التوافه .. أما أشرف فأدرك أنه ثمة خطب ما يعتريني فأخذ نفساًً عميقاً أذهب عنه ما يرى ثم قال بعد أن أشار بأصبعه على الصور ( هذا نفر كويس كل نفرات حبي ) فصرخت به أن:
تبا للإعلام – يا أشرف - فقد جعل من التافهين قدوات و من المخنثين أأمة !! .. وهنا عدت إلى داري بعد أن اعتذرت لأشرف من هذه الصرخة الفظة وشكرته على سماحه لي بالقراءة – فإن أسأت الفعل فأحسن القول كما يقال- .. و إني بعد هذه الواقعة لأغبط كل سعودي لا يقرأ أمثال هاته الجرائد !! فكم من جريدة جعلت من التافه عظيم و من العظيم حقير.. فآه! يا زمن التوافه ما أبأسك !!!