المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (بين السطـــور)


الميال
07 / 02 / 2007, 23 : 01 PM
وبعد ... اضع بين ايديكم احبتي مجموعة من القصص القصيرة والمفيدة والتي تحمل بين طياتها الكثير من الحكم والدروس التي نحتاج أن نكون على إطلاع بها بين الفينة والاخرى لكي تكون لنا عونا بعد الله في تيسيرالعديد من امورنا الحياتية والعملية
وقد عَنونت هذه التشكيلة من القصَص بعنوان (بين السطـــور)
وذلك لسبب واحد
وهو
تلك الفوائد المستقاة منها والتي قد يلتبس على البعض منّا المغزى الحقيقي من وراءها ما لم يتم الاشارة الى ما تحتويه تلك القصص من دروس وحكم (وقد تم التطرق الى ذلك) والتي قد تبدو على انها قصص عابرة ومسلية فقط
V
V
V
V
((( 1 )))
قصــــــة الفيل الابيض
يتحدث واحد من أهم الكتب المترجمة عن البرمجة اللغوية العصبية، عن قصة الفيل الأبيض نيلسون، الذي تم اصطياده من إفريقيا وأرسل إلى حديقة حيوان يملكها أحد الاثرياء الذي قام بربط أرجل الفيل بسلسلة حديدية قوية، وفي نهاية السلسة وضعوا كرة كبيرة مصنوعة من الحديد الصلب، ووضعوا (الفيل) في مكان بعيداً في الحديقة ،،،
شعر الفيل بالغضب الشديد من جراء هذه المعاملة القاسية، وعزم على تحرير نفسه ولكنه كلما حاول أن يتحرك ويشد السلسة الحديدية كانت الاوجاع تزداد عليه، فما كان منه بعد عدة محاولات شاااقة إلا الجهد والتعب والالم فيخر نائماً إثر ذلك.
وفي اليوم التالي يستيقيظ ويفعل نفس الشيء لمحاولة تخليص نفسه، ولكن بلا جدوى حتى يتعب ويتألم وينام.. مع كثرة محاولاته وكثرة آلامه وفشله قرر ان يتقبل الوضع، ولم يعد يحاول تخليص نفسه مرة آخرى، وبذلك استطاع المالك الثري أن يبرمج الفيل نيلسون تماماً.
وفي إحدى الليالي وعندما كان (الفيل) نائماً ذهب المالك مع عماله وقاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة لكرة صغيرة مصنوعة من الخشب مما كان من الممكن أن تكون فرصة للفيل لتخليص نفسه، ولكن الذي حدث كان هو العكس تماماً.
فقد تبرمج الفيل على أن محاولاته ستبوء بالفشل وتسبب له آلاماً مبرحة، وكان مالك الفيل يعلم تماماً أن الفيل قوي للغاية، ولكنه قد تبرمج تماماً بعدم قدرته وعدم استخدام قوته الذاتية.
يقول الدكتور إبراهيم الفقي، وهو واحد من أشهر العاملين في هذا الحقل "في كتابه " قوة التحكم في الذات
إن معظم الناس تتبرمج منذ الصغر على ان يتصرفوا بطريقة معينة، ويتكلموا بطريقة معينة، ويعتقدوا باعتقادات معينة، ويشعروا بأحاسيس سلبية من أسباب معينة، ويشعروا بالتعاسة لأسباب معينة، وأستمروا في حياتهم بنفس التصرفات... وأصبحوا سجناء في برمجتهم السلبية وإ عتقاداتهم السلبية التي تحد من حصولهم على مايستحقون في الحياة. فنجد نسب الطلاق تزداد في الارتفاع، والشركات تغلق أبوابها، والأصدقاء يتخاصمون وترتفع نسبة الاشخاص الذين يعانون من الامراض النفسية والقرحة والصداع المزمن والازمات القلبية.
كل هذا سببه واحد وهو البرمجة السلبية. ولكن هذا الوضع من الممكن تغييره وتحويله إلى مصحلتنا.. فأنت وأنا وكل إنسان على هذه الارض نستطيع تغيير هذه البرمجة واستبدالها بأخرى تساعدنا على العيش بسعادة وتؤهلنا إلى تحقيق أهدفنا.
ولكن هذا التغيير يجب أن يبدأ بالخطوة الاولى وهو أن تقرر التغيير... فقرارك هذا الذي سيضئ لك الطريق إلى حياة أفضل، وكما قال الله سبحانه وتعالى (إن الله لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
ويجب عليك أن تعلم أن أي تغيير في حياتك يحدث أولاً في داخلك.. في الطريقة التي تفكر بها والتي ستسبب لك ثورة ذهنية كبيرة قد تجعل من حياتك سعادة أو تعاسة
مترجم من كتاب البرمجة اللغوية العصبية
((( 2 )))
ضع الكأس جانباً وارتح قليلاً
في يوم من الأيام كان محاضر يلقي محاضرة عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه فرفع كأسا من الماء وسأل المستمعين ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء ؟
الإجابات كانت تتراوح ما بين 50 جم إلى 500 جم
فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس !!!
فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكا فيها هذا الكأس فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء
ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون سيارة إسعاف
الكأس له نفس الوزن تماما، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه
فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة
فالأعباء سيتزايد ثقلها. وما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى
ويجب علينا أن نضع أعبائنا بين الحين والأخر لنتمكن من إعادة النشاط ومواصلة حملها مرة أخرى
فعندما تعود من العمل يجب أن تضع أعباء ومشاكل العمل ولا تأخذها معك إلى البيت
لأنها ستكون بانتظارك غدا وتستطيع حملها مجدداً وبحيوية ونشاط اكبر بإذن الله
((( 3 )))
ركّز على القهوة وليس الكوب
من التقاليد الجميلة في الجامعات والمدارس الثانوية الأمريكية أن خريجيها يعودون اليها بين الحين والآخر في لقاءات (( لم شمل )) منظمة ومبرمجة
فيقضون وقتا ممتعا في مباني الجامعات التي تقاسموا فيها القلق ,, والشقاوة والفرح
ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض ,, من نجح وظيفيا ومن تزوج ومن أنجب
وفي إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز، بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدارسة، وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي ,,,
لا أود الإطالة
فبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر
وغاب الأستاذ عنهم قليلا ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون
صيني فاخر .. ملامين .. زجاج عادي .. كريستال .. بلاستيك
وبذلك تجد أن بعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميما ولونا وبالتالي باهظة الثمن، بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت ،،،،
وقال لهم الأستاذ: تفضلوا، كل واحد منكم يصب لنفسه القهوة
وعندما صار كل واحد من المتواجدين ممسكا بكوبه ,,, تكلم الأستاذ مجددا
(( هل لاحظتم بأن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟ ))
ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر
ما كنتم بحاجة اليه فعلا هو القهوة وليس الكوب، ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة، وعين كل واحد منكم على الأكواب التي في أيدي الآخرين ,, فلو كانت "الحياة هي القهوة" فإن "الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب"
وهي بالتالي مجرد أدوات تحوي الحياة.. ونوعية الحياة (القهوة) هي، هي، لا تتغير، وبالتركيز فقط على الكوب نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة
وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين والاستمتاع بالقهوة
هذا الأستاذ الحكيم عالج آفة يعاني منها الكثيرون في وقتنا الحاضر، فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه مهما بلغ من نجاح، وذلك لأن عينه ونفسه دائما على ما عند الآخرين.. يتزوج بامرأة جميلة وذات خلق ودين ولكنه يظل معتقدا ان فلان وعلان تزوجا بنساء أفضل من زوجته ولا حول ولا قوة الا بالله .. يجلس مع مجموعة من اصحابه في المطعم ويطلب لنفسه نوعا معينا من الأكل، وبدلا من ان يستمتع بما طلبه يظل ينظر في أطباق الآخرين ويقول: ليتني طلبت ما طلبوه.. وهناك من يصيبه الكدر والهم والحَزن لو نال زميلٌ له ترقية أو مكافأة عن جدارة واستحقاق ......
هناك مثل انجليزي يقول ما معناه
((إن الحشيش دائما أكثر خضرة في الجانب الآخر من السور))
أي أن الإنسان يعتقد أن حديقة جاره أكثر جمالا من حديقته وذلك بسبب ما يراه من اخضرار وجمال أوراق العشب والشجر، وأمثال هؤلاء لا يعنيهم أو يسعدهم ما عندهم بل أنهم دائما يشغلون ويٌشقون أنفسهم بما عند الآخرين.
اتمنى ان ماطرح آنفاً قد نال رضاكم واستحسانكم ... كما ارجو من الله ان تعم الفائدة للجميع

أبو ياسر
26 / 02 / 2007, 47 : 07 PM
نعم أخي الغالي / الميال .. لقد تملكني الإعجاب و الإكبار لهذه القصص المعبرة ..
أرجوا أن نفيد منها جميعاً في حياتنا المقبلة ....
تحياااااتي

عابرة سبيل
26 / 02 / 2007, 09 : 08 PM
أشكرك أخي الميال على هذه القصص الرائعة المفيدة وأنا بالذات قد أستفدت

منها في حل مشكلة باتت تؤرقني ...وجزاك الله خيراً

الميال
27 / 02 / 2007, 06 : 09 PM
شرفنى مرورك عزيزى مجمع البحرين

الميال
27 / 02 / 2007, 07 : 09 PM
العفو عابره سبيل
واشكرك على المرور والتعليق