المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفقاً بالأطفـــــــــــال!!


أبو ياسر
03 / 02 / 2007, 51 : 10 PM
تجلس قبالتي الآن و أنا أحدثكم فتاة فاتنة يترقرق ماء الحسن في وجهها و لها من سني عمرها ثلاث حجج .. تنظر إلي بعينين ناعستين يهيم في وصفهما الخيال و يتقطع في إدراك سر جمالهما المقال.. و ثغر مليح كنقطة أرجوانية في بلورة بيضاء .. و جدايل كجنح الظلام تنساب على كتفيها الصغيرين .. وقد ارتدت قطيفة حمراء سادرة والتف حول معصمها سوار ذهبي ظريف حتى لكأني أنظر لولدان الجنة الحسان يحلقن في مقاصير الجنان .. أما عن قضيتها الشاغلة - التي دعتها أن تترك محلة لعبها و أنسها مع لداتها لتقف أمام كاتب بئيس تبكيه الدمعة و تأسره الضحكة و يحاول عابثاً أن يثبت دمعته في حرف و يرسم بسمته في رقم عله أن يجد من قرائه من يشاركه أتراحه وأفراحه - فهي أن تضرب على لوحة المفاتيح خاصتي!! فقد بدا منظر أناملي و هي ترقص على لوحة المفاتيح محل إثارة لها وبودها أن تشاركني هذا اللعب و السلوان .. و هاهي الساعة تقدم أصبعها الصغير محاولة الظفر بضربة خاطفة في غفلة مني!! ..
__________________________________________________ ______________
أتعلمون ياسادة!! سأبوح لكم بسرٍ قد يشاركني فيه بعضكم وهو أني عاشق متيم بالأطفال عشقاً لا أسطع تصويره .. ومنتهى طربي أن أتحدث إليهم و سكرة روحي أن أشكو لهم ما أجد!! و إن كنت على يقين بأنهم لن يفهموا شكايتي بيد أن مرادي هو أجوبتهم العفوية التي تصيب الحقيقة حيناُ و تخطئها أحياناُ كثر ولكنها بصورتيها محببة إلى قلبي!! و يكفي أنها صدرت من أنفس طاهرة..
و إن تسألوا عن أجمل مجلس أجلسه فلا أجد في الوجود أجمل من الجلوس إلى طفل ففي مجلسه لا يعرف الكذب و لا النفاق و لا تعرف الخديعة و لا المجاملة فإن هو ضحك من حديثك فاعلم بأنها ضحكة صادقة يكاد قلبه يطير لها فرحا.. و إن أسدل الدمع من البكاء من إساءتك فرفقاً به!! فدمعته حارة لا تعدلها في الحرارة أي دمعة ..
وإني أرى في أرواح الأطفال - ياسادة - ما لا أراه في الناس قاطبة و أجد فيهم من السجايا الجبلية ما تبدل و تغير عند غيرهم فحياتهم حياة ساكنة لا ضيق فيها و لا ضجر و لا حسد فيها و لا كبر.. فلم تعبث بإنسانيتهم وساوس الشياطين و لا تربية الآباء المجرمين ولم يعرفوا بعد الأخدان السيئين .. ولم تزل صفحات حياتهم صافية بيضاء لم تصطبغ بعد بالمساوئ و الهنات فهم كما هم بإنسانيتهم الزاكية و براءتهم الساحرة فهم صنع الله و من أحسن من الله صنعا.. فالأطفال ممالك بديعة بقصور المحبة و التحنان منيفة.. و هم بحق بسمة حياتنا العابسة و أزهار تزدان بها صحراء إنسانيتنا القاحلة..
فيعتصر فؤادي بالألم و يعصف بروحي الحزن عندما أستعرض أطفال العالم لأجد أن أطفال المسلمين هم من أبأسهم حالاً وأكثرهم بكاء وعناء .. فكلما يممت وجهي صوب قناة إعلامية أجد صور أطفالنا البؤساء تملأها..فأقرأ في أعين الأطفال المنكوبين من معان الألم و لوعة الحزن و شدة العناء و الكبد ما يتقطع له القلب ..فآه !! كم أتلم لأطفال العراق وهم يبكون ميتاً قتل أمام أنظارهم حتى لكأني أرى تلك القلوب الصغيرة وهي تخفق من شدة الوجد و الفراق .. أو أطالع بنية فلسطينية قد انزوت في ركن منزلها المهدم تندب حظها بعد أن فجعت في أبويها .. و لا أملك الدمعة عندما أرى طفلة أفغانية أو شيشانية تلحظني بنظراتها الملتهبة عبر شاشة الكاميرا و كأنها تقول: أيها العالم رفقاً بي!!.. وكم بكيت كثيراً – يا سادة - لقصة سارة تلك الطفلة الصغيرة ألتي رأيتها و جسدها الصغير ملطخاً بالدماء إثر رصاصات اخترقت رأسها !! ولم تجاوز من أيام عمرها إلا ثمانية أشهر .. ولعلكم رأيتم ما رأيت من أمر محمد الدرة و هو يحتمي خلف أبيه ويصرخ من شدة الألم .. آه لهذا الجسد الصغير كيف احتمل تلك الرصاصات المحرقة .. وآه أخرى!! لكل درة منسية ذبحت على أعتاب الأقصى أو في أزقة دير ياسين و رفح أو في مزارع بغداد و البصرة أو في ضياع الفلوجة و الأنبار أو على جبال كابل و قندهار أو في غابات القوقاز و كشمير.. ويصل بي الألم حداً هو إلى الموت أقرب عندما أرى طفلأ ممدداً على الأرض يعالج سكرات الموت إثر الجوع و الظمأ و العالم كله ينظر إليه !!!!
يا سادة أي عالم هذا الذي نحن فيه .. أحقاً نحن من البشر أم ماذا؟!! ليخبرني أحدكم مالذي يجري؟! أهذا فيروس انتشر فأصاب الرحمة في قلوب الناس فأخمدها فأضحوا وحوشاً في أخبية بشر!! ..
يا سادة عفواً لا أدري مالذي ينتاب قلمي بيد أني أرى أننا في عالم رعب و كفران لم يعهد له نظير من قبل و ما هذا الذي ترونه إلا نذير بؤس و أمارة لعنة عامة ستغمر الأرض عما قريب!! .. ولن يزول عن العالم هذا البلاء المرتقب إلا إذا نصر المظلوم من الظالم و لن يقوم بهذه المهمة السامية إلا عباد الله الصالحين الذين سيعودون بأذن الله عما قريب ليرثوا الأرض ويقودوا العالم كسابق عهدهم يوم أن أوقف قائدهم – صلى الله عليه و سلم - جيشه من أجل أن ينتصر لحمامة ..فوقف فيهم خطيباً مغاضباً يقول:( من فجع هذه في فرخيها )!!!!!!!!!!!!
فإلى أن تشرق شمس ذلك اليوم أقول اليوم لمن يملك في قلبه مثقال ذرة من بشرية:
رفقاً بالأطفـــــال!!

عابرة سبيل
04 / 02 / 2007, 36 : 01 AM
أشكرك أخي مجمع البحرين على هذا المقال الرائع وبارك الله لك في هذا القلم ونفع به الإسلام والمسلمين ..

أبو فـلاح
04 / 02 / 2007, 14 : 12 PM
مرحبا بعودة قلمك الرائع والفذ من جديد أخي مجمع البحرين ...
كلنا نحب الأطفال ونتمنى دوما أن نعود لعالمهم من جديد حيث لاكذب ولانفاق ولا حقد ولا قتل .تعتصرنا قلوبنا على أطفالنا في كل مكان وتنسكب الدموع على اشلاء طفل في العراق وآخر في فلسطين ثم مانلبث ان ندير أنظارنا لفلذات أكبادنا في بيوتنا ونقول الحمد لله على ما أنعم الله علينا وعليهم من أمن .ثم نعاهد أنفسنا بأن نرفق بهم وبقلوبهم البريئة ...

زائر الليل
05 / 02 / 2007, 57 : 08 PM
أجدت أخي مجمع البحرين ................ وأمتعتنا بهذا المقال الرائع
الأطفال ....... زينة الدنيا وبهجتها ............. من الذي لا يحبهم ؟؟!!
من المؤلم حقاً أن يكون أطفال المسلمين هم الأكثر بؤساً بين أطفال العالم .............. وهذا تقريباً هو الواقع ..... فبلدان المسلمين هي الأكثر تعرضاً للحروب والكوارث ..... وللأسف الشديد الأطفال هم أكثر من يدفع الثمن في الغالب .........
سُرق الفرح وبراءة الطفولة من حياتهم ......... وأجهدت قلوبهم الصغيرة بحمل هموم ومصائب لا ذنب لهم فيها .... ولسان حالهم اليوم يقول رفقاً بالأطفـــــــــــــــــــال ............
دمت مبدعاً أخي مجمع البحرين ..

أبو نوال
09 / 02 / 2007, 35 : 10 PM
>>>>>> ماشاء الله تبارك الله على المقال النابع من قلب هو في نظري اصفى وأنقى من قلوب الأطفال , اخي مجمع البحرين ان الأطفال اليوم في العالم وخصوصا عالمنا الأسلامي والعربي يعيشون تحت وطأة الذل والجهل والجوع والحرمان وكثرة الحروب هم اكثر أطفال العالم حزنا وأقلهم فرحا انظر اليهم في العراق وفلسطين والصومال وأفغانستان اسأل الله ان يرفع عنهم الذل والهوان وان يعيد اليهم الفرحة والسرور وان يحفظ لنا اولادنا وان يمتعنا بهم ودمت عزيزا>>>>>>>

أبو ياسر
10 / 02 / 2007, 04 : 03 AM
أشكرك أخي مجمع البحرين على هذا المقال الرائع وبارك الله لك في هذا القلم ونفع به الإسلام والمسلمين ..
اللهم آمين ..
أختي الغالية/ عابرة سبيل ..
أشكرك يا غالية على هذا المرور الكريم و التعليق الجميل..
تقبل من أخيك أعبق التحايا و أزكاها ..

أبو ياسر
11 / 02 / 2007, 28 : 11 AM
مرحبا بعودة قلمك الرائع والفذ من جديد أخي مجمع البحرين ...
كلنا نحب الأطفال ونتمنى دوما أن نعود لعالمهم من جديد حيث لاكذب ولانفاق ولا حقد ولا قتل .تعتصرنا قلوبنا على أطفالنا في كل مكان وتنسكب الدموع على اشلاء طفل في العراق وآخر في فلسطين ثم مانلبث ان ندير أنظارنا لفلذات أكبادنا في بيوتنا ونقول الحمد لله على ما أنعم الله علينا وعليهم من أمن .ثم نعاهد أنفسنا بأن نرفق بهم وبقلوبهم البريئة ...
أشكرك على الترحيب سيدي الغالي/ أبو فلاح
إضافة متينة و مرورك كريم احتفيت به كثيراً ..
و أسأل الله أن يبارك لك أبنائك و أن يلطف بأطفال العالم أجمعين..
تحاااااااتي

أبو ياسر
11 / 02 / 2007, 29 : 11 AM
أجدت أخي مجمع البحرين ................ وأمتعتنا بهذا المقال الرائع
الأطفال ....... زينة الدنيا وبهجتها ............. من الذي لا يحبهم ؟؟!!
من المؤلم حقاً أن يكون أطفال المسلمين هم الأكثر بؤساً بين أطفال العالم .............. وهذا تقريباً هو الواقع ..... فبلدان المسلمين هي الأكثر تعرضاً للحروب والكوارث ..... وللأسف الشديد الأطفال هم أكثر من يدفع الثمن في الغالب .........
سُرق الفرح وبراءة الطفولة من حياتهم ......... وأجهدت قلوبهم الصغيرة بحمل هموم ومصائب لا ذنب لهم فيها .... ولسان حالهم اليوم يقول رفقاً بالأطفـــــــــــــــــــال ............
دمت مبدعاً أخي مجمع البحرين ..
الممتع و الرائع حقاً هو مرورك أخي القدير/ زائر الليل
إضافة جميلة و ماتعة ازدان بها الموضوع .. لا عدمنا هذا الحظور ..
تحيااااااااتي

أبو ياسر
11 / 02 / 2007, 32 : 11 AM
>>>>>> ماشاء الله تبارك الله على المقال النابع من قلب هو في نظري اصفى وأنقى من قلوب الأطفال , اخي مجمع البحرين ان الأطفال اليوم في العالم وخصوصا عالمنا الأسلامي والعربي يعيشون تحت وطأة الذل والجهل والجوع والحرمان وكثرة الحروب هم اكثر أطفال العالم حزنا وأقلهم فرحا انظر اليهم في العراق وفلسطين والصومال وأفغانستان اسأل الله ان يرفع عنهم الذل والهوان وان يعيد اليهم الفرحة والسرور وان يحفظ لنا اولادنا وان يمتعنا بهم ودمت عزيزا>>>>>>>
إطراء لا أستحقه غير أن الأنفس الكريمة لا نقابلها إلا بالشكر فشكراً جزيلاً لك أخي العزيز/ أبو نوال ..
إضافة رائعة كعادتك و لا حرمنا هذا القلم القيم ...
تحيااااااتي

طالب الجنان
12 / 02 / 2007, 07 : 01 PM
الأطفال زينة الحياة الدنيا ...... أرجو من الله أن يحفظ أطفال المسلمين في كل مكان
أشكرك أخي مجمع البحرين وبارك الله فيك وفي قلمك ...... وننتظر إبداعك الجديد .

أبو ياسر
12 / 02 / 2007, 55 : 10 PM
الأطفال زينة الحياة الدنيا ...... أرجو من الله أن يحفظ أطفال المسلمين في كل مكان
أشكرك أخي مجمع البحرين وبارك الله فيك وفي قلمك ...... وننتظر إبداعك الجديد .
جميل ما أضفته أخي الغالي / طالب الجنان
أشكرك على المرور و التعليق ...
تحياااااتي