المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تعلم لم اعدم صدام؟؟هنا الاسباب ..من كاتب منصف..


ابوخالد
08 / 01 / 2007, 42 : 03 PM
عشرة أسباب لإعدام صدام وسبب واحد لإبقائه حيا



" مقال للأستاذ علي الصراف "



- - - - - - - - - - - -



{ لن نجادل ، فالرئيس العراقي صدام حسين كان " ديكتاتورا " . حسنا . ولكن ، ماذا بعد ؟ هو نفسه لم يكن يزعم أنه " أبو الديمقراطية " . والرجل لم يخدع أحدا على ألإطلاق في أنه صاحب قرار وكلمة . وكان واضحا بما فيه الكفاية ، خلال محاكمته عندما ألقى عبء جميع الإتهامات الموجهة الى رفاقه على نفسه . قال " أنا قررت ، وأنا أتحمل المسؤولية " . هذا ماكان . وكان من حقه بحكم منصبه أن يقرر .

لم يكن العراق ، قبل صدام ، جمهورية أفلاطونية ، لكي تتحول " ديكتاتوريته " الى قضية . ولا كانت توجد أسس لجعل الديمقراطية ، بالمقاييس الغربية معيارا لما يمكن أن يفعله رئيس في أي بلد عربي آخر . ومثل غيره من بلدان العالم النامية ، فإن الكثير من متطلبات الإدارة في العراق كانت ، وماتزال ، وستظل ، تتطلب سلطات صارمة فردية ، وأحيانا مطلقة .

الديمقراطية ليست على أي حال هبة ، إنها مشروع . ومثل كل مشروع ، فإنها تتطلب أسساً ومقدمات إجتماعية وإقتصادية وثقافية ، ومالم تتوفر هذه الأسس والمقدمات ، فإن الديمقراطية لن تكون سوى هراء ، لايختلف عن هراء الإنتخابات التي كان يجريها بلا مبرر نظام صدام نفسه . وهي هراء ، لايختلف عن هراء الإنتخابات التي يجريها ، بلا مبرر أيضا ، نظام الإحتلال .

الأسس لبناء ديمقراطية لم تتوفر في العراق بعد . نعم هناك أسس ،كما هو واضح الآن ، لكل بلية وكارثة طائفية ، ولكل أعمال السلب والنهب والقتل والتعذيب ، ولكن لاتوجد أسس لبناء ديمقراطية . لاالإقتصاد ولا الثقافة ولا طبيعة العلاقات الإجتماعية تسمح بقيام ديمقراطية . برلمان الترهات والإمّعات والتفاهات ، ليس هو الديمقراطية . ولا إنتخابات النصب والفتاوى وشراء الضمائر .

إذا كان الحال كذلك ، لاأحد يجب أن يلوم صدام على ديكتاتوريته .

في الواقع يجب أن يقال له شكراً حتى ولو مع مليون " ولكن " تالية ، ثم ماذا كان نوع تلك الديكتاتورية ؟

لقد كان الرجل صارما ، ولايريد لكلمته أو هيبته أن تنكسر . هذا كل مافي الأمر . وكسر الكلمة أو الهيبة قد يعني الموت ، ولكن أحدا لايستطيع أن يزعم أنه ، بعدهما ، لم يكن يصغي . كان يريد أن تحترم سلطته ، وأن توضع فوق الرف وخارج الجدل . هذا كل مافي الأمر . هل هذا كثير ..؟ أمن أجل هذا إنقلبت على رأسه ، ورأس العراق الدنيا ..؟

إذا كان العراقيون يرتكبون اليوم ، وفي ظل " الديمقراطية " ، بحق بعضهم البعض جرائم بشعة ، فلماذا يجب أن يلام نظام صدام على ماكان يرتكب في ظله من جرائم ..؟ . ماذا كان يمكن للمرء أن ينتظر في بلد تعوزه إمكانيات وآليات الحوار وقبول الإختلاف والتعددية ، غير القتل والإنتهاكات ..؟ وعندما تكون المرجعيات الثقافية للسلطة هي ذاتها المرجعيات الإسلامية ، فهل من الكثير على أي رئيس أن يتصرف كخليفة ..؟ . هل كان مطلوبا من صدام أن يستورد مرجعيات ثقافية وسياسية من الخارج ، هل يكون نظامه مقبولا ؟ ومن من العراقيين كان سيقبله أصلا ..؟ إيهما أقرب للثقافة العربية والإسلامية : أن يكون الرئيس العراقي تجسيدا لسلطة هارون الرشيد المطلقة ، أم تجسيدا لسلطة برلمان أثينا ..؟ هل يجب هكذا لأسباب عجيبة أن نحول النقاش بشأن الديمقراطية والديكتاتورية ، الى لغو فارغ ، لايأخذ في نظر الإعتبار المرجعيات الثقافية للمجتمع ، ولا يراعي متطلبات إرساء بنية تحتية للديمقراطية ؟ أهي كلمة يقال لها " كن فتكون " ؟ فإذا لم تكن .. فلماذا إذن نحاسب صدام على ديكتاتوريته وجرائم نظامه ؟ ثم بأي معنى ؟ ووفقا لأي نموذج ؟

ماهو الأساس المرجعي الذي يجيز لمحكمة ، جاءت من زمن مابعد العولمة ، أن تحاكم هارون الرشيد على ماكان يفعله في مجلسه ..؟ .

طبعا المحكمة التي تحاكم الرئيس صدام ، ليست بطبيعة الحال " عولمية " ولا بأي معنى ، وهي تفتقر للأسس القانونية إفتقارها للقيم ، ولكنها مع ذلك تجرؤ على أن تحاكم رئيسا بقانون تم سنه بعد وقوع الجريمة ، بل ومن دون أن تأخذ بعين الإعتبار أنه كان يمارس سلطته أو يدافع عنها .

وهكذا ، ففي حين يجوز لحكومة مابعد الإحتلال أن تسحق مدنا بكاملها لوقف أعمال المقاومة ضدها فإنه لايجوز لرئيس أن يقرر إعدام خونة ـ أو قل مقاومين ـ نصبوا كمينا لقتله بالتعاون مع دولة أجنبية كانت تخوض ضد بلدهم حربا . كيف يمكن لسخف كهذا ، ألا يكون سخفا ..؟

مع ذلك ، فإن صدام يستحق أن يعدم ، وإنما لأسباب لاعلاقة لها بدكتاتورية ولا بجرائم نظامه المماثلة لجرائم النظام الذي خلفه ..!

هناك على الأقل 10 أسباب أهم ، وهي مايجعل جرائمه ذات طبيعة مختلفة ولا يجوز التسامح معها....!

هنا قائمة الجرائم الحقيقية التي إرتكبها صدام ، ويجب الإعتراف بأنه فعلها كلها بمفرده وهو يتحمل عنها كامل المسؤولية لأنه كان عندما إرتكبها ، حاكما مطلقا وديكتاتورا ويقتل كل من يعارضه فيها :



أولا : صدام ، حتى عندما كان نائبا للرئيس ، أمم النفط العراقي ، بقرار فردي جائر .. أعاد للعراقيين ثروتهم المنهوبة ، مما تسبب بالكثير من الأذى والضرر للشركات النفطية الأجنبية .



ثانيا : شن حملة ظالمة لمحو الأمية . حتى أن نظامه المخابراتي ، كان يراقب ليس جميع الأطفال من أجل الذهاب الى المدرسة فحسب ، بل وحتى آباءهم وأمهاتهم أيضا ، وذلك حتى إنخفض معدل الأمية الى أقل من 10% في بلد كان ثلاثة أرباعه يعيشون سعداء من دون قراءة وكتابة . ومعظمهم من أبناء مايسمى اليوم ( بالأغلبية الشيعية ) ويبدو أن الوقت قد حان لهذه ( الأغلبية ) لكي تنتقم منه لقاء العذابات والمرارات التي تكبدتها خلال تلك المرحلة المظلمة من تاريخ الديكتاتورية ، خاصة وأن الكثير من أبنائهم صاروا ، بسبب تلك الجريمة البشعة ، دكاترة ومهندسين من دون أن يرتكبوا أي ذنب ..



ثالثا : أصدر قانونا يجعل التعليم إلزاميا حتى المرحلة الثانوية ، مما حرم مئات الألاف من العوائل العراقية من الإستفادة من تشغيل أبنائها في بيع السجائر في الشوارع ..



رابعا : منح الأكراد حكما ذاتيا ، يقال أنه كان " شكليا " منحهم من خلاله سلطات أكثر مما تمنح انجلترا لمقاطعة ويلز ، وذلك من دون وجه حق ، خاصة وأن الأكراد في الدول المجاورة يتمتعون بحقوق أكبر بكثير ولا يتعرضون للإضطهاد والتمييز .. وزاد على ذلك بأن حول اللغة الكردية الى لغة ثانية يتعلمها العراقيون إجباريا ، وأعاد بناء منطقة كردستان ، ولكنه شدد المراقبة على الحدود مما حرم ( قجقجية ) الأحزاب الكردية من العيش على أموال تهريب البضائع . وهو منحهم صحفا تصدر باللغتين العربية والكردية ، الأمر الذي كان يعد بمثابة إنتهاك صارخ لحقوق الأكراد في مواصلة الأمية . وعين نائبا كرديا له ، بينما كانت (الأغلبية) أيضا الكردية في العراق تريد أن يكون منصب الرئيس من حقها ، مع منصب وزير الخارجية وتشكيل وزارة خاصة ( للقجقجية ) لتهريب النفط اذا أمكن ..



خامسا : حول ثروات العراق لبناء منشآت صناعية ، بينما كان من اللازم التركيز على الإستيراد من الخارج ..



سادسا : منح الفلاحين ، وفقا لقانون ينتهك جميع الأعراف الدولية ، أراض زراعية أكثر مما يستطيعون فلاحتها . وعندما عجزوا ، زودهم بالقوة ، بمعدات ومكائن وآليات ، حتى أنه كان يوزع ثلاجات وتلفزيونات على الفلاحين مجانا لمتابعة برامج التلفزيون ، ولكي يجبرهم على شرب ماء بارد في الصيف ، الأمر الذي حرمهم النوم مبكرا . وكانت أجهزة مخابراته تنظم عمل الفلاحين في جمعيات وتراقب بعضا من الفلاحين الأبرياء الذين إعتادوا انتاج بعضها ، مما شكل ضغوطا غير إنسانية ، والإكتفاء فقط بزراعة مايحتاجونه ..



سابعا : جعل التعليم الجامعي مجانيا ، وحول الجامعات الى مؤسسات علمية تستقطب الخبراء وأسفرت عن ظهور علماء في مختلف مجالات الطب والهندسة والكيمياء والكهرباء والألكترونيات وغيرها من الحقول العلمية مما يعتبر النظر اليه بمثابة تشويه متعمد للأمكانيات الوطنية والذي يعد محاولة خبيثة لغسل الأدمغة .



ثامنا : أصدر قانونا يضمن الحقوق المدنية للمرأة ويكفل مساواتها بالرجل ، الأمر الذي لايمكن النظر اليه إلا على أنه إهانة للتقاليد والقيم العربية والإسلامية العريقة .



تاسعا : أراد للعراق أن يكون قوة إقليمية عظمى ، تملك أسلحة دمار شامل وتشكل عاملا للتوازن مع قوى دولية عظمى والقوة الإسرائيلية وتتحدى غطرستها مما كان يشكل جريمة ..



عاشرا : صحيح أنه كان ينفق على مشاريع البناء من دون حسيب ولا رقيب إلا أنه لم ينهب درهما واحدا ، ولم يسمح لأي من مسؤولي نظامه أن تكون لهم حسابات في بنوك أجنبية ، مما حرم الكثير من المناضلين والوطنيين والديمقراطيين من الإستفادة من أموال بلدهم وعائداته ..



ألا يجب بالنسبة لمحاكمة عادلة أن تأخذ هذه الجرائم في نظر الإعتبار ؟ ألا يستحق مجرم وديكتاتور وطاغية كهذا الإعدام عشرين مرة ..؟



مع ذلك ، فإن هناك سببا واحدا يجيز إبقاءه حيا : تعذيبه بأخذه في جولة تفقدية ليرى بأم عينيه الجثث التي يتم حرقها في وزارة الداخلية . وليرى بأم عينيه كم أستاذا جامعيا بقي حيا في العراق . وليرى بأم عينيه كيف تعمل المستشفيات . وليرى بأم عينيه الأطفال المشردين الذين عادوا ليبيعون السجائر في الشوارع . وليرى بأم عينيه كم ساعة كهرباء تحصل المنازل عليها يوميا بعد إنفاق 20 مليار دولار على مشاريع ( إعادة البناء ) البول بريميه . وليرى بأم عينيه كيف يتم تحويل المليارات الى حسابات خارجية لقاء صفقات خردة . وليرى بأم عينيه المذابح الطائفية التي يقع ضحيتها العشرات يوميا . وليرى بأم عينيه ماذا بقي من حقوق " الماجدات " . وليرى بأم عينيه ماذا يفعل " القجقجية " في كردستان وكيف يكون الحكم الذاتي مشروعا إنفصاليا . وليرى بأم عينيه احزابا تسمي نفسها "شيعية" و "سنية" وتقول أنها " غير طائفية " . وليرى بأم عينيه كيف يتم تقاسم العراق حصصا . وليرى بأم عينيه كيف يجري التمثيل حتى بجثث القتلى . وليرى بأم عينيه ماذا تعني الديمقراطية ...!



ساعتها ، سيموت والدمعة في عينيه قهرا . ساعتها ، سيموت وفي قلبه غصة . ولكنه سيعرف أنه لم يكن بعد ديكتاتورا بما فيه الكفاية . وأن العراقيين الذين يستحقون زبانية الإحتلال ماكانوا ليستحقون صدام أصلا. }

إنتهى مقال الأستاذ علي الصراف ..

ابوخالد
08 / 01 / 2007, 18 : 05 PM
تعليقي على الموضوع...

امريكا متمثله بقاداتها تعلم يقينا ان معضلة الشعوب وآفاتها الجهل...
ولذلك تسعى جاهدة الى قتل كل فكره تسعى لعكس لذلك...
فما بالك بمرحلة متقدمه من العمل الدؤوب على خلق نشأ قوامه التعليم ..والتعليم المتقدم وليس تعليمنا المستنسخ من التعليم في مصر ايام الملك فاروق..

هناك قسم في البنتاجون يسمى قسم صنع الاكاذيب والتضليل ..
ومهمته نجحت في اسقاط دوله كالعراق بذريعة اسلحة الدمار الشامل وايواء الارهابيين...
وبحجة نشر الديمقراطيه واسقاط نظام صدام الديكتاتوري...
وبعد ذوبان الثلج اتضح ان لا هناك سوى الدجل الواضح والمتمثل في نتيجه حتميه لخدعه مازال الجل من الشعوب يصدقها بذريعة اقصاء العاطفه والتفكر بحياديه..

واليوم لا ارى من وعود الامريكان الا الاستمرار في الكذب والتضليل ...واستمرارنا بالتصديق ..
فالعراق اليوم دوامه من الهرج والمرج..على حسب الهويه والضغائن..
حتى ان بعض الثارات القديمه ولدت من جديد لغياب القانون الرادع ..
واليوم تتجلى الامور خصوصا ان مسلسل الاغتيالات متواصل لكل طاقم العلماء اللذين يصل عددهم الى 30 الف عالم بعضهم في تخصصات نادره قلما توجد اليوم في دول العالم الثالث واللذين كان يعول عليهم صدام للنهوض بالعراق الى مصاف دول العالم المتقدمه..
انتهى..

تعليق بسيط..

كنت اتمنى من الدوله السعوديه ان توقف ضخ المليارات الى التغليم ..وآخرها 98 مليار دونما جعل خطه جذريه راديكاليه لتغيير بذرة التعليم خصوصا في الجامعات .. والمعاهد المهنيه التي تفي ورشه صغيره في اي صناعيه في اي مدينه بأعباء تدريب الشباب وبصوره اسرع وبكفاءه اعلى بمراحل..

ناصر بن هذال
08 / 01 / 2007, 59 : 05 PM
مقال اكثر من رائع الا انه أغفل جزئيه كبيره وهي السياسه الخارجيه للعراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين علما بان هذه السياسه هي التي اوصلته لما وصل اليه.
,,
شكرا على النقل ابو خالد.

مـحـايـد
08 / 01 / 2007, 07 : 06 PM
مقال مُعبّر ومُؤثّر جداً , , ,

يقبل المنطق ماجاء فيه إذا ما حُصر في الظرف العربي , ,

الآن وبعد أن سقط صدام وفي ظل الأحداث العراقية الراهنة , يحق لنا التساؤل . .

إذا ما قورن نظام حكم صدام بنظام الحكم الحالي أيهما يمثل خياراً أفضل للفرد العراقي؟

نقل متميز ابو خالد شكراً لك عليه , , ,

أبو فـلاح
09 / 01 / 2007, 15 : 12 PM
أبو خالد نقل مميز لهذا المقال الرائع ..كلنا نتفق على دكتاتورية صدام في حكمه لكن للرجل مآثر وإنجازات في العراق لاينكرها إلا جاهل .
حتى العراقيون أنفسهم يتمنون اليوم العودة لحكم صدام ويمقتون ديموقراطية الدم التي أحضرها المستعمر .....

زائر الليل
09 / 01 / 2007, 30 : 12 PM
مقال رائع ولا شك ............ وتطرق لكثير مما يجول في خواطرنا
في إعتقادي أن صدام حسين نال ميته بطولية مشرفة .... والأكثر من ذلك أنها أتت بنتائج عكسية على أعداءه من الرافضة .... وتسبب إعدام صدام بتلك الطريقة في تعاطف الملايين معه حتى ممن كانوا ضده ويتمنون موته وبأبشع الصور ....... ومن لم يحزن على موت صدام استهجن الطريقة الهمجية المستفزة التي أعدم بها ......
هناك نقطة في غاية الأهمية تطرق لها الأخ أبو خالد في تعليقه على الموضوع وهي وجود 30 ألف عالم في العراق يتم تصفيه الكثير منهم هناك .... كم أتمنى لو سعت حكومتنا لجلب من تستطيع جلبه من أولئك العلماء للإستفادة من علمهم وخبراتهم التي لا تقدر بثمن .........كما أتفق تماماً مع الأخ أبو خالد في مسألة عشرات المليارات التي خصصت لدعم التعليم المتخلف لدينا دون السعي لإصلاحه وتطويره !!
نقل مميز أخي أبو خالد