المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتصروا لزوجة العمياء!!


أبو ياسر
03 / 12 / 2006, 31 : 08 PM
السادة و السيدات الكرام هذه رسالة سطرتها يد الحقيقة على قرطاس الواقع تحكي حكاية إنسان تزوج من امرأة عاشت معه فترة من الزمن عيشة هنيئة ثم قدر الله أن تصاب برمد في عينيها فبدا لزوجها أن يطلقها غير أنه لازال متردد .. فهيا جميعاً لنقرأ رسالته :
تزوجت منذ سنة من زوج صالحة طيبة القلب و السريرة ، فاغتبطت بعشرتها برهة من الزمن، وقد عرض لها هذه الأيام رمد في عينيها، فذهب بصرها فأصبحت عمياء، و أصبحت أعمى بجانبها ، وقد بد لي أن أطلقها و أتزوج من غيرها .. فماذا ترى ؟
التوقيع : إنسان
فرد عليه المنفلوطي بجواب هذا نصه:
أيها الإنسان: لا تفعل ، فأنك إن فعلت كان عليك إثم الخائنين، وجرم الغادرين، وكن اليوم أحرص على بقائها بجانبك منك قبل اليوم، لتستطيع أن تدخر لنفسك عند الله من المثوبة و الأجر ما يدخر أمثالك من الصابرين المحسنين .
لا تقل : إنها عمياء فلا خير فيها، و لا غبطة لي بها ، فإنك ستجد بين جنبيك من لذة المروءة و الإحسان و الجود و الإيثار ما يحسدك عليه الناعمون بالحور الحسان، في مقاصير الجنان.
اجلس إليها صباحك و مساءك، و حادثها محادثة الصديق صديقه ، بل الزوج زوجه ، و تلطف بها جهدك، و روّح عن نفسها ما يساورها من الهموم و الكروب وقل لها: لا تجزعي و لا تحزني، فإنما أنا بصرك الذي تبصرين به ، ونورك الذي به تهتدين .
أعيذك أيها الإنسان بالله ألا تجعل لهذا الخاطر السيئ – خاطر الطلاق و الفراق – سبيلاً إلى نفسك ، فإنها لم تسئ إليك ، فتسيء إليها ، ولم تنقض عهدك فتنقض عهدها ، فإن كنت لابد ثائر لنفسك فاثأر من القدر إن استطعت إليه سبيلاً!
إن لم يكن احتفاظك بزوجك، وبقاؤك عليها عدلاً يسألك الله عنه فليكن إحساناً تحاسبك الإنسانية فيه .
إنك قد خسرت بصرها ، ولكنك ستربح قلبها ، وحسب الإنسان من لذة و هناءة في هذه الحياة قلب يخفق بحبه، ولسان يهتف بذكره.
إنها أسعدتك برهة من الزمان ، فليخفق قلبك رحمة بها، بقدر ما خفق سروراً بعشرتها. و لا أحسب أنها كانت تاركتك، أو غادرة بك لو أن هذا السهم الذي أصابها أصابك من دونها، فاحرص الحرص كله على ألا تكون امرأة ضعيفة أسبق منك إلى فضيلة الصدق و الوفاء..
إلى متى تعهد بها بعد فراقك إياها؟ و أي موطن من المواطن هيأته لمقامها؟ وما أعددت لها من الوسائل التي تستعين بها على عيشها؟ و تأنس بها في حشتها و وحدتها؟
كيف يهنأ لك عيش، أو يغمض لك جفن؟ إذا أظلك الليل فذكرتها، و ذكرت أنها تقاسي في وحدتها من الوحشة ما لا قبل لها باحتماله ، وأنها ربما طلبت جرعة ماء، فلا تجد من يقدمها إليها، أو كسرة خبز، فلا تجد من يدليها عليها ، أو ربما قامت من مضجعها في سكون الليل وهدوئه تتلمس الطريق إلى حاجة من حاجاتها، فأخطأ تقديرها ، فصدمها الجدار في جبينها صدمة أسالت دمها حتى امتزج بدمعها؟
أيها الإنسان: إن لم تكن عادلاً و لا وفياً و لا محسناً فارحم نفسك من هذا الخيال الذي لابد أن سيساورك ، يفت في عضدك و يزعجك من مرقدك، فإن لم تكن هذا و لا ذاك ، فغيرك أخاطب ، لأني لا أحسن إلا مخاطبة الإنسان ..
إني محدثك عن صديق لي من كرام الناس و أوفيائهم تزوج امرأة حسناء ، فاغتبط بها برهة من الزمان، ثم أصابها الدهر بمثل ما أصاب زوجك ، ولم يترك لها من ذلك النور الذاهب إلا كما تترك الشمس من الشفق الأحمر في حاشية الأفق، فلم يقنعه من الوفاء لها أن استبقاها و استمسك بها، بل كان يحرص جهده على ألا تعلم أنه ينكر من أمرها شيئاً، فكان يعتب عليها في بعض الأحايين في أشياء لا يؤاخذ بها عادة إلا الناظرون المبصرون، يريد أن يلقي في روعها أنه لا يزال يعدها ناظرة مبصرة، و أنه لا يرى شيئاً جديداً عليها ، رحمة بها ، و إبقاء على ما كانت تحب أن تحاوله من الاعتداد بنفسها، و الإدلال بمزاياها .
فإن كنت تريد أن يسجل من الوفاء في صفحات القلوب، فلا تطلق زوجتك، ولا تنقم منها أمراً قد خرج حكمه من يدها، و إن أبيت إلا أن تأخذ لنفسك حظها من لذائذ العيش فاعلم أنه ما من لذة يتمتع بها الإنسان في حياته إلا و يشوبها الكدر، أو يعقبها الألم ، إلا لذة البر و الإحسان.
المرجع: النظرات .. بتصرف شديد
انتهى كلام الأديب المنفلوطي - رحمه الله – فهل من منتصر آخر لهذه الزوجة العمياء !! ..

أبو ياسر
20 / 04 / 2007, 43 : 06 PM
يبدو أنه لم يتجاسر أحداً على التعقيب على المنفلوطي ..

محمد الحياني
20 / 04 / 2007, 04 : 08 PM
اخوي الغالي مجمع البحرين

انت دائماً مبدع

وليس بمستغرب عليك الابداع

وهذه الرسالة مؤلمة جداً

لكن الرد الذي على توقيع الانسان جميل للغاية

وفقت ولاهنت يالغالي

أبو ياسر
20 / 04 / 2007, 23 : 10 PM
اخوي الغالي مجمع البحرين
انت دائماً مبدع
وليس بمستغرب عليك الابداع
وهذه الرسالة مؤلمة جداً
لكن الرد الذي على توقيع الانسان جميل للغاية
وفقت ولاهنت يالغالي
الموج الهادئ / محمد الحياني
تواصلك لازلت أحتفي به و أكبره .. لا عدمناك
تحياااااااتي

عمر السلفي
17 / 05 / 2007, 27 : 09 AM
نظر الله وجهك مجمع البحرين

أبو ياسر
14 / 06 / 2007, 18 : 11 AM
نظر الله وجهك مجمع البحرين
مرحباً بك أخي الغالي/ عمر السلفي ...
مرور كريم و دعاء الله أسأل أن لا يحرمك أجره ..