طالب الجنان
25 / 09 / 2006, 51 : 11 PM
صور من حياة الصحابيات الموضوع الثالث :
فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
ولدت في أم القرى ، وقريش تجدد بناء الكعبة ، وذلك قبل النبوة بخمس سنين ، ولقبها ( الزهراء ) وكانت تكنى أم أبيها ، وهي شديدة الشبه برسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
ونشأت في بيت نبوي رحيم ، يكلؤها بالرعاية والسهر على تربيتها لتأخذ قسطاً وافراً من الأدب والحنان والتوجيه النبوي الرشيد ، ومما تتمتع به أمها خديجة – رضي الله عنها – من صفات زكية وسجايا حميدة .
وما كادت الزهراء تبلغ الخامسة من عمرها حتى بدأ التحول الكبير في حياة أبيها ، بنزول الوحي عليه ، وأحست من الوهلة الأولى بأعباء الدعوة ، وشاهدت والدتها تقف إلى جانب أبيها وتشاركه في كل ما يواجهه من أحداث عظام وخطوب جسام .
وشاهدت العديد من مكائد الكفار لأبيها – صلى الله عليه وسلم – فتمنت لو استطاعت أن تفديه بحياتها ، وتمنعه من أذى المشركين ، ولكن أنى لها ذلك وهي في عمرها الصغير .
كان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبي طالب ، حتى أثر الحصار والجوع على صحتها ، وما كادت تخرج من محنة الحصار المهلك حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة – رضي الله عنها – فامتلأت نفسها حزناً وألماً وأسىً .
وفي السنة الثانية من الهجرة تزوج علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فاطمة ، وبنى بها ، وذلك عقب غزوة بدر الكبرى ، وانتقلت الزهراء إلى بيت الزوجية الذي كان في غاية البساطة والتواضع .
ولم يمض عام على الزواج المبارك حتى أقر الله – تعالى – عين علي وفاطمة ، فوضعت الحفيد الأول لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – في السنة الثالثة من الهجرة ، ففرح به النبي – صلى الله عليه وسلم – فرحاً كبيراً ، وحنكه بنفسه وسماه الحسن ، وأماط الأذى عن رأسه ، وتصدق على الفقراء بزنة شعره فضة ، فلما بلغ الحسن من العمر عاماً ولد بعده الحسين في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة ، وتتابع الثمر المبارك فولدت الزهراء في العام الخامس للهجرة طفلة أسماها جدها – صلى الله عليه وسلم – زينب ، وبعد عامين وضعت طفلة أخرى هي أم كلثوم .
ومن منزلة فاطمة العالية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى ركعتين ، ثم يأتي فاطمة ، ثم يأتي أزواجه .
ولقد احتملت فاطمة – رضي الله عنها – حياة الفقر ، وكابدت من ذلك الشيء الكثير ، ولكنها كانت مثالاً للفتاة الصابرة المرابطة .
ولما حج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حجة الوداع ، وأرسى قواعد الإسلام ، وأكمل الله – تعالى – الدين ، مرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما إن سمعت فاطمة بذلك حتى هرعت لتوها لتطمئن إليه وهو عند أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - .
فلما رآها هش للقائها قائلاً : مرحباً يا بنيتي ، ثم قبلها وأجلسها ، ثم سارها فبكت بكاء شديداً ، فلما رأى جزعها سارها الثانية ، فضحكت .
فلما قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سألتها عائشة : ما قال لك رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟
قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سره .
واشتد الوجع على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأقامت إلى جانب أبيها تسهر عليه وتخدمه ، فلما رأته قد ثقل ، وجعل يتغشاه الكرب خنقتها العبرة وقالت بصوت يفيض حزناً ولوعة : واكرب أبتاه .
فقال لها – صلى الله عليه وسلم - : ( ليس على أبيك كرب بعد اليوم ) فلما مات – عليه الصلاة والسلام – جعلت تقول :
يا أبتاه ، أجاب رباً دعاه
يا أبتاه ، جنة الفردوس مثواه
يا أبتاه ، إلى جبريل ننعاه
فلما توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالت : عائشة ، عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
قالت : أما الآن فنعم ، أما حين سار في المرة الأولى ، فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة مرة ، وأنه عارضه الآن مرتين ، وأني لا أرى الأجل إلا قد أقترب ، فاتقي الله واصبري ، فإنه نعم السلف أنا لك .
قالت : فبكيت بكائي الذي رأيت ، فلما رأى جزعي ، سارني الثاني ، فقال : يا فاطمة ، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ، وأنك أول أهلي لحوقاً بي ، فضحكت . ( أخرجه البخاري ومسلم ) .
ولم تمض على وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ستة أشهر أو قريباً منها حتى مرضت فاطمة ، وانتقلت إلى جوار ربها ليلة الثلاثاء ، لثلاث خلون من شهر رمضان ، سنة أحدى عشرة ، وهي بنت أربع وعشرين سنة على الأصح .
رحم الله – تعالى – الزهراء ، ريحانة سيد ولد أدم ، وزوج سيد الفرسان ، ورضي الله عنها وأرضاها .
فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
ولدت في أم القرى ، وقريش تجدد بناء الكعبة ، وذلك قبل النبوة بخمس سنين ، ولقبها ( الزهراء ) وكانت تكنى أم أبيها ، وهي شديدة الشبه برسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
ونشأت في بيت نبوي رحيم ، يكلؤها بالرعاية والسهر على تربيتها لتأخذ قسطاً وافراً من الأدب والحنان والتوجيه النبوي الرشيد ، ومما تتمتع به أمها خديجة – رضي الله عنها – من صفات زكية وسجايا حميدة .
وما كادت الزهراء تبلغ الخامسة من عمرها حتى بدأ التحول الكبير في حياة أبيها ، بنزول الوحي عليه ، وأحست من الوهلة الأولى بأعباء الدعوة ، وشاهدت والدتها تقف إلى جانب أبيها وتشاركه في كل ما يواجهه من أحداث عظام وخطوب جسام .
وشاهدت العديد من مكائد الكفار لأبيها – صلى الله عليه وسلم – فتمنت لو استطاعت أن تفديه بحياتها ، وتمنعه من أذى المشركين ، ولكن أنى لها ذلك وهي في عمرها الصغير .
كان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبي طالب ، حتى أثر الحصار والجوع على صحتها ، وما كادت تخرج من محنة الحصار المهلك حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة – رضي الله عنها – فامتلأت نفسها حزناً وألماً وأسىً .
وفي السنة الثانية من الهجرة تزوج علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فاطمة ، وبنى بها ، وذلك عقب غزوة بدر الكبرى ، وانتقلت الزهراء إلى بيت الزوجية الذي كان في غاية البساطة والتواضع .
ولم يمض عام على الزواج المبارك حتى أقر الله – تعالى – عين علي وفاطمة ، فوضعت الحفيد الأول لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – في السنة الثالثة من الهجرة ، ففرح به النبي – صلى الله عليه وسلم – فرحاً كبيراً ، وحنكه بنفسه وسماه الحسن ، وأماط الأذى عن رأسه ، وتصدق على الفقراء بزنة شعره فضة ، فلما بلغ الحسن من العمر عاماً ولد بعده الحسين في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة ، وتتابع الثمر المبارك فولدت الزهراء في العام الخامس للهجرة طفلة أسماها جدها – صلى الله عليه وسلم – زينب ، وبعد عامين وضعت طفلة أخرى هي أم كلثوم .
ومن منزلة فاطمة العالية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى ركعتين ، ثم يأتي فاطمة ، ثم يأتي أزواجه .
ولقد احتملت فاطمة – رضي الله عنها – حياة الفقر ، وكابدت من ذلك الشيء الكثير ، ولكنها كانت مثالاً للفتاة الصابرة المرابطة .
ولما حج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حجة الوداع ، وأرسى قواعد الإسلام ، وأكمل الله – تعالى – الدين ، مرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما إن سمعت فاطمة بذلك حتى هرعت لتوها لتطمئن إليه وهو عند أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - .
فلما رآها هش للقائها قائلاً : مرحباً يا بنيتي ، ثم قبلها وأجلسها ، ثم سارها فبكت بكاء شديداً ، فلما رأى جزعها سارها الثانية ، فضحكت .
فلما قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سألتها عائشة : ما قال لك رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟
قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سره .
واشتد الوجع على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأقامت إلى جانب أبيها تسهر عليه وتخدمه ، فلما رأته قد ثقل ، وجعل يتغشاه الكرب خنقتها العبرة وقالت بصوت يفيض حزناً ولوعة : واكرب أبتاه .
فقال لها – صلى الله عليه وسلم - : ( ليس على أبيك كرب بعد اليوم ) فلما مات – عليه الصلاة والسلام – جعلت تقول :
يا أبتاه ، أجاب رباً دعاه
يا أبتاه ، جنة الفردوس مثواه
يا أبتاه ، إلى جبريل ننعاه
فلما توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالت : عائشة ، عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
قالت : أما الآن فنعم ، أما حين سار في المرة الأولى ، فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة مرة ، وأنه عارضه الآن مرتين ، وأني لا أرى الأجل إلا قد أقترب ، فاتقي الله واصبري ، فإنه نعم السلف أنا لك .
قالت : فبكيت بكائي الذي رأيت ، فلما رأى جزعي ، سارني الثاني ، فقال : يا فاطمة ، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ، وأنك أول أهلي لحوقاً بي ، فضحكت . ( أخرجه البخاري ومسلم ) .
ولم تمض على وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ستة أشهر أو قريباً منها حتى مرضت فاطمة ، وانتقلت إلى جوار ربها ليلة الثلاثاء ، لثلاث خلون من شهر رمضان ، سنة أحدى عشرة ، وهي بنت أربع وعشرين سنة على الأصح .
رحم الله – تعالى – الزهراء ، ريحانة سيد ولد أدم ، وزوج سيد الفرسان ، ورضي الله عنها وأرضاها .