المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيدة نساء العالمين في زمانها


طالب الجنان
08 / 09 / 2006, 19 : 03 AM
أنها سيدة نساء العالمين في زمانها ، ابنة خويلد بن أسد بن عبدا لعزى بن قصي بن كلاب القرشية الأسدية الملقبة بــ ( الطاهرة ) ، وسيدة قريش ، ولدت في بيت مجد وسؤدد قبل عام الفيل بخمسة عشر عاما تقريبا..
كانت غنية ذات مال ، وكانت تستأجر الرجال ليتاجروا لها ، وتدفع لهم المال مضاربة ، فلما بلغها عن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ قبل بعثته ما اتصف به من الصدق والأمانة والخلق ، أرسلت إليه ليخرج بمالها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسره على أن تعطيه أكثر مما تعطي غيره ووافق ــ صلى الله عليه وسلم ــ
وسافر مع غلامها ، ووفقه الله ــ تعالى ــ في هذه التجارة فكان الربح وفيرا ، فسرت خديجة بهذا الخير الكثير الذي أحرزته على يد محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ ولكن إعجابها بشخصه كان أعظم وأعمق .
ولما كلمت نفيسة بنت منبه رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن يتزوج .
فقال ــ عليه الصلاة والسلام ــ : (( ما بيدي ما أتزوج به ))
قالت : فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة فهل تجب؟
فرد متسائلا : ومن؟
قالت على الفور : خديجة بنت خويلد .
فقال : إن وافقت فقد قبلت.
وانطلقت نفيسة لتزف البشرى إلى خديجة ، وأخبرا ــ عليه الصلاة والسلام ــ أعمامه برغبته في الزواج من خديجة ، فذهب أبو طالب وحمزة وغيرهما إلى عم خديجة عمرو بن أسد ، وخطبوا أليه ابنة أخيه ، وساقوا أليه الصداق .
وهكذا أصبحت الطاهرة سيدة قريش زوجا لمحمد الأمين ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وضربت أروع الأمثال وأعظمها ، فعندما رأت أنه يحب مولاها زيد بن حارثه وهبته له . ولما آنسة منه الرغبة في ضم أحد أبناء عمه أبي طالب إليه رحبت بذلك ، وأفسحت لعلي ــ رضي الله عنه ــ المجال الأوفر ليكسب من أخلاق زوجها محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ ومن الله ــ تعالى ــ على ذلك البيت السعيد بالنعمة بعد النعمة، فرزقهما البنيين والبنات : القاسم ، وعبدا لله ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة..
وكان رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يتعبد في غار حراء شهرا كاملا من كل عام ، وقد حببت إليه الخلوة فلم يكن شئ أحب إليه من أن يخلو وحده ، ومكث رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ على ذلك الحال ما شاء الله له أن يمكث ، ثم جاءه جبريل ــ عليه السلام ــ بما جاءه من كرامة الله ــ تعالى ــ وهو بحراء في شهر رمضان ، وكان معه من أمر الوحي ما كان ، ثم انطلق يلتمس بيته في غبش الفجر خائفا وهو يقول : (( زملوني زملوني . دثروني دثروني ))
وبعد أن استوضحت منه الأمر قال لها : ياخديجة ، لقد خشيت على نفسي
قالت : (( والله لا يخزيك الله أبدا... إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق )).
واطمأن فؤاد الرسول – صلى الله عليه وسلم - أمام هذا التثبيت ، وعاودته سكينته أمام تصديق زوجه وإيمانها بما جاء به ، ولم تكتف بذلك ، بل ذهبت من فورها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ، وحدثته بما كان من أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – فما كان منه إلا أن قال : (( هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجوك قومك . فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً .... )) أخرجه البخاري ومسلم .
لقد كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله ، دخلت في الإسلام ووقفت مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – تنصره وتشد أزره ، وتعينه على احتمال أقسى ضروب الأذى والاضطهاد ، فخفف الله بذلك على نبيه – صلى الله عليه وسلم - ، فكان لا يسمع شيئاً مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته وتخففه عليه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس .
لقد أخذت خديجة – رضي الله عنها – تدعو إلى الإسلام بجانب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبدأت المحن القاسية على المسلمين ، ووقفت خديجة كالجبل الأشم ثباتاً وإصراراً ، واختار الله ابنيها القاسم وعبد الله وهما في سن الطفولة فصبرت واحتسبت ، وودعت ابنتها وفلذة كبدها ( رقية ) زوجة عثمان بن عفان – رضي الله عنهما – وهي تهاجر إلى الحبشة فراراً بدينها من أذى المشركين .
وبعد انهيار الحصار على المسلمين في الشعب بستة أشهر مات أبو طالب ، ثم توفيت خديجة – رضي الله عنها – قبل الهجرة بثلاث سنين .
وهكذا كانت – رضي الله عنها – بحق الزوجة الحكيمة التي تقدر الأمور حق قدرها ، وتبذل من العطاء ما فيه إرضاء الله – تعالى – ورسوله – صلى الله عليه وسلم - ، وبذلك استحقت أن تبشر ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ( أخرجه البخاري وسلم ) .
جزاها الله – تعالى – عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء .

الميال
08 / 09 / 2006, 55 : 04 AM
الله هم صلى وسلم على عبدك ورسولك واله عدد ماذكره الذاكرون
يكفينا شرف انها اول من امن بديننا الحنيف

زائر الليل
08 / 09 / 2006, 18 : 11 PM
رضي الله عنها وأرضاها ....
وجزاك الله خيراً أخي طالب الجنان على هذا المقال الطيب عن أمنا الطاهرة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ...

أبو ياسر
09 / 09 / 2006, 57 : 12 AM
رضي الله عنها ..
مسك المنتدى / طالب الجنان .. جميل جداً منك هذه المواضيع القيمة و الإبداعات الفذة ..
شكراً جزيلاً لك .. وإلى مزيد من الإبداع و التألق...
تحياااااااااااااااااااااااتي

طالب الجنان
11 / 09 / 2006, 53 : 01 AM
السادة الكرام:
الميـــــــــــــــــال
زائر الليــــــــــل
مجمع البحرين
أشكركم على المرور و التعليق ....
و تقبلوا تحيااااااااااتي ..

محمد بن عايض المسردي
22 / 09 / 2006, 36 : 07 AM
جـــــــــزاكـ الله خيـــــــــــــــــــر..

طالب الجنان
23 / 09 / 2006, 14 : 03 PM
أخي الليث 2006
جزاك الله خير على المرور

مناحي السادس عشر
23 / 09 / 2006, 12 : 05 PM
رضي الله عنها وعن الصحابة اجمعين

وجزاك الله خير اخوي على هذا الموضوع القيم عن ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

طالب الجنان
24 / 09 / 2006, 47 : 02 PM
رضي الله عنها وعن الصحابة اجمعين
وجزاك الله خير اخوي على هذا الموضوع القيم عن ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

أخي العزيز مناحي اشكرك على المرور والتعقيب ...