ابو الحارث الأثري
08 / 08 / 2006, 57 : 11 AM
القواعد الأساسية للحوار مع الآخرين
--------------------------------------------------------------------------------
احبتي في الله .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعلم جميعاً .. يارعاكم الله .. ما للحوار من أهمية كبيرة في ديننا الإسلامي الحنيف , وان الله سبحانه وتعالى قد جَبَل بني آدم جميعاً على حب الحوار والجدال ليس فقط في حياتهم بل حتى بعد مماتهم فقد قال عز من قائل {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }النحل111 , وبما ان إنسان هذه الأرض هو أكثر شيء جدلاً كما قال تعالى في كتابه الكريم {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }الكهف54[. فإنه من الواجب علينا معرفة ( آداب الحوار ) الذي أصبح من الأهمية بمكان , لتقوم كثير من دور العلم بتدريسه ضمن أساليب ( علم الإدارة ) , ولذلك فإن الراغب في التحاور والتخاطب مع الآخرين عليه أن يتعلم بدايةً بعض القواعد الأساسية والأمور التي تعينه في بلوغ هدفه من هذا الحوار, ولعل من الأمور التي يجب معرفتها مايلي :
1 / حسن الظن في الآخر , واجعل هدفك هو الوصول الى الحقيقة سواء منك أو من المتحاورين معك .
2 / المجادلة الحسنة عملاً بقوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .... الآية }النحل125
3 / قراءة الموضوع المطروح للتحاور أكثر من مرة وتسجيل النقاط التي تحتاج الى استيضاح أو استبيان أو مناقشة قبل الرد على الموضوع بمجلمه .
4 / عدم الاستعجال في الرد , والتفكير ملياً في نتائج ما ستقوله . ومحاولة تقدير ردود الأفعال قبل صدورها من الآخرين . لتتمكن من تحضير ما سيطلبونه من أدلة أو براهين , حيث ان تأخرك في إثبات الأدلة وغيرها ربما يضعف موقفك .
5 / فهم وجهة نظر الآخرفهماً صحيحاً وتحليهلها تحليلاً منطقياً , وعدم التسرع في الحكم من خلال مناقشات سابقة أو نوايا معينة .
6 / محاولة تفهّم نفسيات المتحاورين معك , ومعرفة مستوياتهم العلمية والفكرية من خلال ردودهم أو محادثاتهم , لتصل الى المستوى الذي يقربّك من قلوبهم .
7 / عدم تحميل ردود الآخرين أكثر مما تحتمل , أو إعطاءها تأويلات وتفسيرات تؤدي الى زيادة الفجوة بين المتحاورين . واجعل اعتقادك أن الآخرين يحاولون الوصول لفهم ما ترمي اليه , أو إثبات حقيقة رأوا انك أهملتها , أو نفي تهمة أو خطأ أرتكبته .
6 / ركّز تفكيرك في الموضوع المطروح أمامك للنقاش , ولا تخرج عن الموضوع , وتجنب الإطالة أواستعمال الكلمات الفلسفية التي تؤدي بالقاريء الى عدم فهم ماتقصده وما ترمي اليه .
7 / أختصر ردودك ومناقشاتك بقدر الإستطاعة ليتمكن المتابع لك من الرد عليك بما يقلل من نقاط الإختلاف بين المتحاورين . ولا تستخدم أكثر من مثال واحد للتدليل على قولك وذلك عند الضرورة فقط .
8 / الهدوء وضبط النفس في القول والرد , وعدم الانفعال أواستخدام الكلمات التي تدل على الانفعال , لكي لايفهمك القاريء بشكل خاطيء فيقوم بالرد على مافهمه , وبالتالي يتشعب الحوار وتكثر نقاط الاختلاف بين المتحاورين .
9 / عدم الحديث عن ذاتك الشخصية , أو إظهارالاعجاب بالنفس , أو محاولة لفت نظر الآخرين , حتى وإن كنت صاحب حجة قوية ورأيت ان الكثير من المتحاورين يؤيدون قولك .
10 / الرجوع عن الخطأ وعدم المبالغة فيه , والإعتراف بالحق حتى وإن كان من غيرك (فالإعتراف بالحق فضيلة ) .
وبهذا فان الحوار مع الآخرين هو ضرورة من ضرورات الحياة منذ القدم الى تاريخنا الحالي وسيستمر الى أن يشاء الله , وأصبح لزاماً علينا معرفة أساليبه وطرقه وقواعده لكي نصل الى مانريده من تفاهم , وما نرغبه من تواصل مع البيئة المحيطة بنا . هذا ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع . والله يحفظكم بحفظه .
منقول للفائدة العامة.
--------------------------------------------------------------------------------
احبتي في الله .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعلم جميعاً .. يارعاكم الله .. ما للحوار من أهمية كبيرة في ديننا الإسلامي الحنيف , وان الله سبحانه وتعالى قد جَبَل بني آدم جميعاً على حب الحوار والجدال ليس فقط في حياتهم بل حتى بعد مماتهم فقد قال عز من قائل {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }النحل111 , وبما ان إنسان هذه الأرض هو أكثر شيء جدلاً كما قال تعالى في كتابه الكريم {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }الكهف54[. فإنه من الواجب علينا معرفة ( آداب الحوار ) الذي أصبح من الأهمية بمكان , لتقوم كثير من دور العلم بتدريسه ضمن أساليب ( علم الإدارة ) , ولذلك فإن الراغب في التحاور والتخاطب مع الآخرين عليه أن يتعلم بدايةً بعض القواعد الأساسية والأمور التي تعينه في بلوغ هدفه من هذا الحوار, ولعل من الأمور التي يجب معرفتها مايلي :
1 / حسن الظن في الآخر , واجعل هدفك هو الوصول الى الحقيقة سواء منك أو من المتحاورين معك .
2 / المجادلة الحسنة عملاً بقوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .... الآية }النحل125
3 / قراءة الموضوع المطروح للتحاور أكثر من مرة وتسجيل النقاط التي تحتاج الى استيضاح أو استبيان أو مناقشة قبل الرد على الموضوع بمجلمه .
4 / عدم الاستعجال في الرد , والتفكير ملياً في نتائج ما ستقوله . ومحاولة تقدير ردود الأفعال قبل صدورها من الآخرين . لتتمكن من تحضير ما سيطلبونه من أدلة أو براهين , حيث ان تأخرك في إثبات الأدلة وغيرها ربما يضعف موقفك .
5 / فهم وجهة نظر الآخرفهماً صحيحاً وتحليهلها تحليلاً منطقياً , وعدم التسرع في الحكم من خلال مناقشات سابقة أو نوايا معينة .
6 / محاولة تفهّم نفسيات المتحاورين معك , ومعرفة مستوياتهم العلمية والفكرية من خلال ردودهم أو محادثاتهم , لتصل الى المستوى الذي يقربّك من قلوبهم .
7 / عدم تحميل ردود الآخرين أكثر مما تحتمل , أو إعطاءها تأويلات وتفسيرات تؤدي الى زيادة الفجوة بين المتحاورين . واجعل اعتقادك أن الآخرين يحاولون الوصول لفهم ما ترمي اليه , أو إثبات حقيقة رأوا انك أهملتها , أو نفي تهمة أو خطأ أرتكبته .
6 / ركّز تفكيرك في الموضوع المطروح أمامك للنقاش , ولا تخرج عن الموضوع , وتجنب الإطالة أواستعمال الكلمات الفلسفية التي تؤدي بالقاريء الى عدم فهم ماتقصده وما ترمي اليه .
7 / أختصر ردودك ومناقشاتك بقدر الإستطاعة ليتمكن المتابع لك من الرد عليك بما يقلل من نقاط الإختلاف بين المتحاورين . ولا تستخدم أكثر من مثال واحد للتدليل على قولك وذلك عند الضرورة فقط .
8 / الهدوء وضبط النفس في القول والرد , وعدم الانفعال أواستخدام الكلمات التي تدل على الانفعال , لكي لايفهمك القاريء بشكل خاطيء فيقوم بالرد على مافهمه , وبالتالي يتشعب الحوار وتكثر نقاط الاختلاف بين المتحاورين .
9 / عدم الحديث عن ذاتك الشخصية , أو إظهارالاعجاب بالنفس , أو محاولة لفت نظر الآخرين , حتى وإن كنت صاحب حجة قوية ورأيت ان الكثير من المتحاورين يؤيدون قولك .
10 / الرجوع عن الخطأ وعدم المبالغة فيه , والإعتراف بالحق حتى وإن كان من غيرك (فالإعتراف بالحق فضيلة ) .
وبهذا فان الحوار مع الآخرين هو ضرورة من ضرورات الحياة منذ القدم الى تاريخنا الحالي وسيستمر الى أن يشاء الله , وأصبح لزاماً علينا معرفة أساليبه وطرقه وقواعده لكي نصل الى مانريده من تفاهم , وما نرغبه من تواصل مع البيئة المحيطة بنا . هذا ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع . والله يحفظكم بحفظه .
منقول للفائدة العامة.