زائر الليل
01 / 08 / 2006, 33 : 05 PM
البصل ....
ذلك الكنز الغذائي الثمين ............
له في نفسي منزلة خاصة .............. وأرفض رفضاً قاطعاً التقليل من شأنه أو النظر إليه بنظرة دونية كما يفعل عامة الناس !!............. ولدي سبب وجيه يحملني على ذلك ...
فبالإضافة لما يحويه البصل من قيمة غذائية ومناعية كبرى .......... فهو أيضاً أحد أضلاع مثلث " الكشنة " الشهير المكون من البصل والملح والزيت ........... وهذا الثلاثي الجميل لاغني لأواني الطبخ المنزلية عن أي من أضلاعة عند إعداد أي من الأكلات الشعبية المختلفة ... بدءاً من "الشكشوكة " وانتهاءً " بالكبسة " .......
والذي زاد من درجة إعجابي بالبصل أنه متوفر بكثرة ويمكن زراعته في أي مكان ودورة حياته الإنتاجية قصيرة .... وكل هذه الأمور انعكست على سعره في السوق فأصبح مضرباً للأمثال في رخص قيمته !!
قبل حوالي أسبوعين من الآن ذهبت للسوبر ماركت القريبة من المنزل لجلب بعض حاجيات المطبخ وبالطبع كان البصل من ضمنها......
وعلى العكس من بقية أخوتي عندما أكون أنا من يتسوق للمنزل أكون حريصاً على شراء الحجم العائلي من أكياس البصل ............
ومنذ أن تعاملت مع سوبر ماركت الحي وأنا أشتري كيس البصل الكبير بـ 14 ريال رغم علمي بوجود محلات كثيرة تبيع البصل بسعر أقل ولكن البصل الموجود لديهم ليس بنفس جودة البصل الذي أشتريه من السوبر ماركت التي أتعامل معها أو هكذا يخيل إلي !!.
المهم وقفت أمام المحاسب وهو من دولة عربية شقيقة وأخذ يحسب بصوت مرتفع أسعار المواد الغذائية التي قمت بشرائها ......... كان يذكر سعر السلعة بصوت مرتفع ثم يكتب السعر في الآلة الحاسبة وأنا كنت أراقب الشاشة الصغيرة التي تظهر الأرقام التي يتم إدخالها ونتيجة جمعها في انتظار خروجها جميعاً في فاتورة نحيلة تكون عادة باهظة التكاليف !! ..........
أخذ أخونا في الله يحسب وأنا أتابع شاشة الحاسبة ...... زيت عافية 15 ريال ...... صندوق بيض 10 ريال ...... كيس بصل كبير 17 ريال !!!!!!!
ذكر المحاسب قيمة البصل ولم يدخلها في الحاسبة في انتظار ردة فعلي .... فالمحاسب يعرفني ويعرف أنني أعرف أن قيمة البصل المعتادة هي 14 ريال على مدى سنتين مضت !!........
هنا رفعت نظري في المحاسب ورمقته بنظرة استفهامية تعجبية حادة ....وقبل أن أنطق بكلمة واحدة بادرني بيمين مغلظة أن هذه الزيادة المفاجئة في سعر البصل ليست من عندهم بل من الوكيل الذي يزودهم بالبصل !!
ذلك الوكيل زاد من القيمة الشرائية للبصل وفي المقابل كان لا بد للسوبر ماركت أن ترفع السعر على الزبون لتعوض فارق السعر الذي أخذه عليهم وكيل البصل !!!..
لم أغضب كثيراً وأخذت حاجياتي وذهبت وقلت في نفسي زيادة 3 ريالات ليست مشكلة والبصل يستاهل ..... فكما أخبرتكم مسبقاً أن للبصل في نفسي منزلة خاصة !!
مساء البارحة كنت واقفاً أمام المحاسب إياه في انتظار خروج الفاتورة النحيلة وكان المحاسب يمارس طريقته المعتادة في الحساب بذكر سعر السلعة ثم إدخالها في الحاسبة إلى أن حان دور سيد المائدة " البصل " .... هنا قال المحاسب بصوت مرتفع كيس بصل كبير 22 ريال !!!!!!!!!!
وفي ردة فعل سريعة استجمعت في ذهني كل عبارات الشجب والاستنكار وعقدت العزم على طلب إيضاحات مقنعة من البائع عن سر هذه القفزات المهولة في سعر البصل في مدة قصيرة .......
وما أن رفعت نظري إلى البائع حتى فوجئت بابتسامة عريضة ترتسم على محياة !! ...........
هنا هدأ ما كان يختلج في نفسي وبادلته بابتسامة عريضة مماثلة !! ........ في انتظار توضيحات منه عن ما يحدث للبصل !! ......
فأقسم بأغلظ الأيمان أن وكيل البصل هو المتسبب في زيادة سعره !!..........
دفعت الحساب على مضض وذهبت من عند البائع ........ وفي السيارة تذكرت أن إسرائيل تشن حرب همجية إجرامية على لبنان منذ أكثير من أسبوعين ....... وقد استغل تجارنا تلك المناسبة التعيسة لزيادة أسعار البصل خصوصاً وأن لبنان إحدى الدول المصدرة له !!
هذا اليوم كنت أتجاذب أطراف الحديث مع أحد الأصدقاء وذكرت له حادثة البصل !! ....... فبادرني بسؤال فاجأني ....... من أين اشتريت البصل ؟؟ .......
قلت من السوبر ماركت القريب من منزلنا ......... فقال أنت أسعد حظ مني .. قبل يومين اشتريت كيس البصل الكبير بـ 25 ريال !!!
لا أدري لماذا يخالجني شعور غريب بأن تجارنا وحدهم يسعدون بالحروب والكوارث على عكس جميع الكائنات الحية التي تعيش على سطح البسيطة !!
وما أن تقع كارثة أو حرب في أي قطر من أقطار المعمورة حتى نفاجأ بزيادة فاحشة في سعر سلعة ما !!
كل هذا يحدث دون أدنى حماية للمستهلك .......... حتى بت أشك في وجود جهة حكومية تعنى بحماية المستهلك !!!!.........فنحن نسمع عنها ولا نرى لها أي مجهود على أرض الواقع ...........
وهؤلاء التجار الفجار لا زالوا يمارسون أسوأ أنواع الاستغلال .........
وكل يوم يتمادون في غيهم أكثر وأكثر ... ولا ألومهم في ذلك ... فمن أمن العقوبة أساء الأدب ...
بل أن من عجيب أمرهم أن كل تاجر منهم يزيد سعر السلعة التي يستوردها على هواه .... مما أكسب دولتنا ميزة لا توجد في أغلب دول العالم وهي عدم وجود سعر موحد لأي سلعة !!....... حتى الدواء!! .... تجد سعر قنينة دواء عند صيدلية ما بعشرة ريالات وتذهب لصيدلية أخرى قريبة وتجد سعر تلك القنينة 7 ريالات !!!!!!!!!
ولا أدري إلى متى سيستمر هذا الوضع ؟؟!!.........
قبل فترة أصدر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قراره بتخفيض سعر البنزين .... وكان من المفترض والبديهي والطبيعي أن يصاحب ذلك التخفيض تخفيض كبير في أسعار المواد الاستهلاكية ...... ولكننا وبخلاف كل دول العالم يخفض لدينا سعر البنزين فترتفع أسعار المواد الاستهلاكية .......
والآن وياللعجب نحن مقبلون على أزمة بصل !!......... إلا أن يتداركنا الله برحمته وينقذنا من قبضة هؤلاء الوحوش الذين أكلوا الأخضر واليابس ولا زالوا يطمعون في المزيد !!...... فقد قرر تجارنا عدم ترك أزمة لبنان تمر مرور الكرام دون أن يحققوا من ورائها ما يشبع جشعهم ... ولا عزاء لذوي الدخل المحدود!!
هذا على الرغم من توفر البصل في السوق ووجود الكثير من الدول المصدرة له إضافة إلى ما يتم زراعته في المملكة !!......
وكالعادة الضحية دائماً هو المواطن المغلوب على أمره ..........
ذلك الكنز الغذائي الثمين ............
له في نفسي منزلة خاصة .............. وأرفض رفضاً قاطعاً التقليل من شأنه أو النظر إليه بنظرة دونية كما يفعل عامة الناس !!............. ولدي سبب وجيه يحملني على ذلك ...
فبالإضافة لما يحويه البصل من قيمة غذائية ومناعية كبرى .......... فهو أيضاً أحد أضلاع مثلث " الكشنة " الشهير المكون من البصل والملح والزيت ........... وهذا الثلاثي الجميل لاغني لأواني الطبخ المنزلية عن أي من أضلاعة عند إعداد أي من الأكلات الشعبية المختلفة ... بدءاً من "الشكشوكة " وانتهاءً " بالكبسة " .......
والذي زاد من درجة إعجابي بالبصل أنه متوفر بكثرة ويمكن زراعته في أي مكان ودورة حياته الإنتاجية قصيرة .... وكل هذه الأمور انعكست على سعره في السوق فأصبح مضرباً للأمثال في رخص قيمته !!
قبل حوالي أسبوعين من الآن ذهبت للسوبر ماركت القريبة من المنزل لجلب بعض حاجيات المطبخ وبالطبع كان البصل من ضمنها......
وعلى العكس من بقية أخوتي عندما أكون أنا من يتسوق للمنزل أكون حريصاً على شراء الحجم العائلي من أكياس البصل ............
ومنذ أن تعاملت مع سوبر ماركت الحي وأنا أشتري كيس البصل الكبير بـ 14 ريال رغم علمي بوجود محلات كثيرة تبيع البصل بسعر أقل ولكن البصل الموجود لديهم ليس بنفس جودة البصل الذي أشتريه من السوبر ماركت التي أتعامل معها أو هكذا يخيل إلي !!.
المهم وقفت أمام المحاسب وهو من دولة عربية شقيقة وأخذ يحسب بصوت مرتفع أسعار المواد الغذائية التي قمت بشرائها ......... كان يذكر سعر السلعة بصوت مرتفع ثم يكتب السعر في الآلة الحاسبة وأنا كنت أراقب الشاشة الصغيرة التي تظهر الأرقام التي يتم إدخالها ونتيجة جمعها في انتظار خروجها جميعاً في فاتورة نحيلة تكون عادة باهظة التكاليف !! ..........
أخذ أخونا في الله يحسب وأنا أتابع شاشة الحاسبة ...... زيت عافية 15 ريال ...... صندوق بيض 10 ريال ...... كيس بصل كبير 17 ريال !!!!!!!
ذكر المحاسب قيمة البصل ولم يدخلها في الحاسبة في انتظار ردة فعلي .... فالمحاسب يعرفني ويعرف أنني أعرف أن قيمة البصل المعتادة هي 14 ريال على مدى سنتين مضت !!........
هنا رفعت نظري في المحاسب ورمقته بنظرة استفهامية تعجبية حادة ....وقبل أن أنطق بكلمة واحدة بادرني بيمين مغلظة أن هذه الزيادة المفاجئة في سعر البصل ليست من عندهم بل من الوكيل الذي يزودهم بالبصل !!
ذلك الوكيل زاد من القيمة الشرائية للبصل وفي المقابل كان لا بد للسوبر ماركت أن ترفع السعر على الزبون لتعوض فارق السعر الذي أخذه عليهم وكيل البصل !!!..
لم أغضب كثيراً وأخذت حاجياتي وذهبت وقلت في نفسي زيادة 3 ريالات ليست مشكلة والبصل يستاهل ..... فكما أخبرتكم مسبقاً أن للبصل في نفسي منزلة خاصة !!
مساء البارحة كنت واقفاً أمام المحاسب إياه في انتظار خروج الفاتورة النحيلة وكان المحاسب يمارس طريقته المعتادة في الحساب بذكر سعر السلعة ثم إدخالها في الحاسبة إلى أن حان دور سيد المائدة " البصل " .... هنا قال المحاسب بصوت مرتفع كيس بصل كبير 22 ريال !!!!!!!!!!
وفي ردة فعل سريعة استجمعت في ذهني كل عبارات الشجب والاستنكار وعقدت العزم على طلب إيضاحات مقنعة من البائع عن سر هذه القفزات المهولة في سعر البصل في مدة قصيرة .......
وما أن رفعت نظري إلى البائع حتى فوجئت بابتسامة عريضة ترتسم على محياة !! ...........
هنا هدأ ما كان يختلج في نفسي وبادلته بابتسامة عريضة مماثلة !! ........ في انتظار توضيحات منه عن ما يحدث للبصل !! ......
فأقسم بأغلظ الأيمان أن وكيل البصل هو المتسبب في زيادة سعره !!..........
دفعت الحساب على مضض وذهبت من عند البائع ........ وفي السيارة تذكرت أن إسرائيل تشن حرب همجية إجرامية على لبنان منذ أكثير من أسبوعين ....... وقد استغل تجارنا تلك المناسبة التعيسة لزيادة أسعار البصل خصوصاً وأن لبنان إحدى الدول المصدرة له !!
هذا اليوم كنت أتجاذب أطراف الحديث مع أحد الأصدقاء وذكرت له حادثة البصل !! ....... فبادرني بسؤال فاجأني ....... من أين اشتريت البصل ؟؟ .......
قلت من السوبر ماركت القريب من منزلنا ......... فقال أنت أسعد حظ مني .. قبل يومين اشتريت كيس البصل الكبير بـ 25 ريال !!!
لا أدري لماذا يخالجني شعور غريب بأن تجارنا وحدهم يسعدون بالحروب والكوارث على عكس جميع الكائنات الحية التي تعيش على سطح البسيطة !!
وما أن تقع كارثة أو حرب في أي قطر من أقطار المعمورة حتى نفاجأ بزيادة فاحشة في سعر سلعة ما !!
كل هذا يحدث دون أدنى حماية للمستهلك .......... حتى بت أشك في وجود جهة حكومية تعنى بحماية المستهلك !!!!.........فنحن نسمع عنها ولا نرى لها أي مجهود على أرض الواقع ...........
وهؤلاء التجار الفجار لا زالوا يمارسون أسوأ أنواع الاستغلال .........
وكل يوم يتمادون في غيهم أكثر وأكثر ... ولا ألومهم في ذلك ... فمن أمن العقوبة أساء الأدب ...
بل أن من عجيب أمرهم أن كل تاجر منهم يزيد سعر السلعة التي يستوردها على هواه .... مما أكسب دولتنا ميزة لا توجد في أغلب دول العالم وهي عدم وجود سعر موحد لأي سلعة !!....... حتى الدواء!! .... تجد سعر قنينة دواء عند صيدلية ما بعشرة ريالات وتذهب لصيدلية أخرى قريبة وتجد سعر تلك القنينة 7 ريالات !!!!!!!!!
ولا أدري إلى متى سيستمر هذا الوضع ؟؟!!.........
قبل فترة أصدر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قراره بتخفيض سعر البنزين .... وكان من المفترض والبديهي والطبيعي أن يصاحب ذلك التخفيض تخفيض كبير في أسعار المواد الاستهلاكية ...... ولكننا وبخلاف كل دول العالم يخفض لدينا سعر البنزين فترتفع أسعار المواد الاستهلاكية .......
والآن وياللعجب نحن مقبلون على أزمة بصل !!......... إلا أن يتداركنا الله برحمته وينقذنا من قبضة هؤلاء الوحوش الذين أكلوا الأخضر واليابس ولا زالوا يطمعون في المزيد !!...... فقد قرر تجارنا عدم ترك أزمة لبنان تمر مرور الكرام دون أن يحققوا من ورائها ما يشبع جشعهم ... ولا عزاء لذوي الدخل المحدود!!
هذا على الرغم من توفر البصل في السوق ووجود الكثير من الدول المصدرة له إضافة إلى ما يتم زراعته في المملكة !!......
وكالعادة الضحية دائماً هو المواطن المغلوب على أمره ..........