المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دارفور .. الحقيقة المغيبة


أبو ياسر
07 / 06 / 2006, 28 : 01 PM
دارفور... الحقيقة المغيبة*
- تفوق مساحة دارفور مساحة جمهورية مصر وتعادل مساحة دولة فرنسا.
- على مر التاريخ حدث اختلاط وانصهار بين المجموعات العرقية والإثنية، لذا لا يمكن الحديث عن صفاء عرقي في الإقليم.
ـ (17) مليون مادة إعلامية حول دارفور في عشرين شهراً. 5% فقط منها قريبة إلى الاعتدال.
- الدور اليهودي: إنشاء "صندوق التحالف اليهودي لإغاثة السودان"، ومتحف (الهولوكوست) يعلق أنشطته نصف ساعة.
__________________________________________________ ___
جاء إصدار هذا الكتاب التوثيقي الهام في ظروف شديدة الغليان حول قضية دارفور ووحدة السودان والأطماع الأمريكية والإسرائيلية في القارة الإفريقية، لذا لا غنى لمن أراد التعرف عن كثب على خلفيات القضية التي تعود بقوة إلى واجهة الأحداث العالمية اليوم عن هذا الكتاب.
والكتاب ينقسم إلى أربعة أبواب، يرصد الباب الأول المعطيات التاريخية لإقليم دارفور السوداني وممالكها وحضاراتها عبر التاريخ، ويرصد الباب الثاني المجال السياسي والحزبي في الإقليم وبروز الاحتجاجات السياسية لأبناء دارفور، أما الباب الثالث فهو يرصد تحوّل الوضع في الإقليم إلى الحرب المسلحة والتدخلات الدولية والموقف الدولي من الأزمة، فيما ضم الباب الرابع عدداً من الملاحق.
تاريخ دارفور وجغرافيتها
يقع إقليم دارفور بولاياته الثلاث في أقصى غرب السودان، حيث يجاوره من الشرق الولاية الشمالية وولاية شمال كردفان وولاية بحر الغزال، ومن جهة الجنوب ولايتا شمال بحر الغزال وغرب بحر الغزال، ومن الشمال الغربي الجماهيرية الليبية، ومن الغرب جمهورية التشاد، ومن الجنوب الغربي جمهورية إفريقية الوسطى. وتبلغ مساحة الإقليم حوالي (196.404) ميلاً مربعاً، وهو يحتل خمس مساحة السودان، ويفوق في المساحة جمهورية مصر، وتعادل مساحته مساحة دولة فرنسا. أما عدد سكان دارفور فيبلغ حوالي خمسة ملايين نسمة، ينتمون إلى عدة قبائل ذات أصول عربية وإفريقية، منها قبائل تتداخل مع قبائل من تشاد وإفريقية الوسطى وليبيا، وعلى مر التاريخ حدث اختلاط وانصهار بين المجموعات العرقية والإثنية، لذا لا يمكن الحديث عن صفاء عرقي في الإقليم.
أما من حيث الديانة فإن 100% من سكان إقليم دارفور يدينون بدين الإسلام، ويهتمون بالأنشطة الثقافية والروحية كحفظ القرآن الكريم وتعلّم اللغة العربية، كما يتحدث السكان في الإقليم اللغة العربية بالإضافة إلى العديد من اللهجات المحلية المتداولة.
دخل الإسلام إقليم دارفور حوالي العام 1600 ميلادية في عهد السلطان سليمان صولون حاكم الإقليم؛ إذ عمل على إبطال طقوس ملوك الفور الوثنيين الذين حكموا الإقليم قبل دخول الإسلام، وفي العام 1875 سقط في يد الحكم التركي كآخر إقليم سوداني.
الاحتجاجات السياسية في دارفور
غداة نيل السودان استقلاله عام 1956 بدأت في دارفور حركة مسلحة عُرفت باسم"الأنانيا الأولى" التي تعني"الثعبان السام"، وقد حملت الحركة على عاتقها الدعوة إلى إقرار النظام الفيدرالي وإشراك الجنوبيين في الوظائف الحكومية، ولم ترد في أدبيات الحركة مطالب بتقاسم السلطة أو الثروة. ولما كانت الأحزاب التي تسلمت قيادة الحكم بعد الاستقلال قد انكفأت حول الصراعات الحزبية بين الأمة والاتحادي الديمقراطي كأوعية سياسية، وبين طائفتي الختمية والأنصار كأوعية طائفية دينية، فإن أطرافاً أخرى من السودان شهدت هي الأخرى قيام حركات وتنظيمات الاحتجاج السياسي على واقع الحال، مثل"اتحاد جبال النوبة" في إقليم كردفان الذي رفع لواء التمثيل السياسي لأبناء المنطقة في البرلمان. أما في إقليم دارفور فقد قامت"جبهة نهضة دارفور" التي عارضت ترشيح حزب الأمة لقيادات حزبية في الإقليم دون أبناء هذا الأخير.
وخلال العقود الماضية كانت حدة الاحتقان السياسي بين الإقليم والحكومة المركزية في الخرطوم تتصاعد بين الحين والآخر، على خلفية المطالب السياسية والاجتماعية للإقليم والتمثيلية السياسية في البرلمان المركزي، كما كانت تنشب في بعض الأحيان بعض النزاعات ذات الطابع القبلي التي تتحول إلى نزاعات سياسية، مثلما حصل عام 1986 بين الرعاة من الإقليم الذين نزلوا جبل مرة في أيام الجفاف للبحث عن المراعي وبين رعاة منطقة "الفور" المزارعين، حيث نشبت بين الطرفين حرب أدوت بنحو مائة شخص من الجانبين. كما اتسم الإقليم بالنزاعات حول الموارد بسبب النهب الذي كان سائداً في الحكم خلال فترة الحكومات السابقة في السودان قبل مجيء حكومة الإنقاذ عام 1989.ويقول المؤلفون: إن مجلس قيادة ثورة الإنقاذ ضم لأول مرة اثنين من أبناء دارفور، وهو ما لم يكن يحصل على عهد الحكومات المتعاقبة على الحكم في الخرطوم.
وقد شجعت الظروف السياسية والقلاقل التي كان يشهدها الإقليم خلال الثمانينيات من القرن الماضي الحركة الشعبية لجون قرنق على استغلالها لضرب الحكم المركزي؛ إذ وضعت الحركة عام 1985 مخططاً يهدف إلى فتح عدة جبهات لتخفيف الضغط على الجبهة الرئيسة في الجنوب، وتطبيق نظرية "الاحتواء من الأطراف"، وفي عام 1991 نجحت الحركة في فتح جبهة جديدة بـ(جبل مرة) قادها أحد أبناء الإقليم، لكن حملتها العسكرية أخفقت مما أدّى إلى نهايتها. وفي عام 1993 عقد جون قرنق بترتيب ألماني لقاء مع اثنين من قيادات دارفور هما الدكتور أحمد إبراهيم دريج والدكتور شريف حرير، وتم الاتفاق على تكوين الجيش الثوري لغرب السودان، إلا أن هذين القياديين كانت تعوزهما القاعدة الشعبية لتكوين عمل عسكري منظم. لكن قرنق لم يتوقف على الرغم من الإخفاق المتكرر عن محاولات اللعب على جميع الحبال؛ إذ حاول استغلال أبناء الإقليم المتواجدين في ليبيا، كما حاول فتح جبهة جديدة عبر إفريقية الوسطى المحاذية له.
الدور الإقليمي والدولي في أزمة دارفور
طوال الفترة من مطلع التسعينيات من القرن الماضي وحتى نشوب الأزمة عام 2003 ظلت وتيرة العداء الإريتري لوحدة السودان مستمرة، ما أن يطوي السودان ملفاً حتى يبادر النظام الإريتري إلى فتح ملف جديد. وعلى الرغم من المحاولات التي قامت بها الخرطوم لإصلاح العلاقات مع نظام أسمرة إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، ويعود ذلك إلى التنسيق الإسرائيلي الإريتري الذي يسعى إلى جر السودان باستمرار إلى الأزمة.
إلى جانب الدور الإريتري هناك أيضاً الدور التشادي، بسبب التداخل القبلي لسكان دارفور مع قبائل توجد بالتشاد وكذا انتماء الرئيس التشادي ادريس ديبي لذات القبائل السودانية التشادية التي ينتمي إليها قطاع كبير من المتمردين، وعلى الرغم من أن تشاد كانت هي الوسيط بين المتمردين والحكومة السودانية إلا أنها لم تلتزم بالوساطة، وظلت تلعب أدواراً أخرى من خلف الستار.
وقد وضع نزاع دارفور الاتحاد الإفريقي في اختبار حقيقي لجهة قدرته على حل المشكلة، والتوسط بين مختلف الأطراف، وقطع الطريق أمام التدخل الغربي، لكي لا يتردّد يوماً "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"، خصوصاً وأن الاتحاد هو الأكثر فهماً لخلفيات المشكلة وتفاصيلها التي لا تنفصل عن عموم مشكلات القارة الإفريقية، لذا سجل الاتحاد حضوراً مؤثراً طيلة مراحل التفاوض الأولى حول وقف إطلاق النار وتعهده بمراقبته من خلال الوساطة التشادية.
ويسجل الكتاب أن أزمة دارفور لقيت صدى إعلامياً واسعاً بسبب الخلفيات الإستراتيجية والأطماع الغربية، وهكذا تم إحصاء (17) مليون مادة خبرية في عشرين شهراً خلال عام 2005 وبداية عام 2004 في أربع وكالات أنباء فقط، هي وكالة الأنباء الفرنسية ووكالة الأسوشيتدبرس ووكالة رويتر والـ(بي بي سي)، 5% فقط منها أقرب إلى الاعتدال في معالجتها للمشكلة. لكن لماذا كل هذا الاهتمام العالمي، ولماذا قفزت أزمة دارفور إلى واجهة الأحداث بتلك السرعة بينما كان يجري استتباب السلام؟
منذ بداية الأزمة تغيرت مواقف كل من بريطانيا والولايات المتحدة من الترحيب بالمحاولات السودانية لحل النزاع إلى الهجوم، مدفوعين بالأزمات التي نشبت إثر احتلال كل من أفغانستان والعراق، من أجل الضغط في منطقة أخرى، وهكذا بدأت بعض وكالات الأنباء تبث أخباراً عن دارفور فيها الكثير من المبالغات، وتنشر صوراً مؤثرة على الرأي العام العالمي، وأخد المسؤولون الأمريكيون والأمميون يدلون بتصريحات تهوّل من الأزمة، مثل التصريح الشهير لـ(موكيش كابيلا) المنسق الخاص للأمم المتحدة السابق في السودان الذي قال فيه: إن أزمة دارفور"أخطر مأساة إنسانية على الإطلاق"، ثم أردف ذلك بتصريح آخر لـ(بي بي سي) وصف فيه ما يحصل في دارفور بأنه"إبادة عرقية". أما أخطر تصريح فهو ما أدلى به الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عام 2003 قبيل زيارته للسودان، والذي قال فيه: إن ما يجري في دارفور أسوأ بكثير مما حصل في رواندا.
وهناك ملمح آخر، وهو أن حمى الانتخابات في أمريكا وبريطانيا قد ساعدت على التلويح بموضوع دارفور كورقة انتخابية لجذب أصوات السود، ويكفي مثلاً أن المرشح الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية الذي لم يعرف عنه حديث حول الشأن العالمي عدا موضوع العراق، قد جعل من قضية دارفور ومن مصطلح الجنجويد أحد أوراقه الانتخابية.
الدور اليهودي
في تقرير له بوكالة"جويش تلغراف" بتاريخ 8-7-2004 وتحت عنوان"السودان يصبح موضوعاً يهودياً"، كتب الكاتب اليهودي (بيتر أيغروس) ليقرر أن الجماعات اليهودية ضاعفت جهدها خلال الأسابيع الأخيرة لإيقاف قتل عشرات الآلاف من المسلمين السود في السودان، ويستطرد قائلاً: وعلى الرغم من أن معظم التمويل اليهودي يركز على المسائل اليهودية مثل: دعم إسرائيل ودعم ضحايا الإرهاب من الإسرائيليين وتوفير حاجات المجتمعات اليهودية، إلا أن (إيلي وايزل) الحائز على جائزة نوبل والذي ظل لسنوات يحاول وضع العنف في السودان في واجهة الأجندة الجماهيرية يقرر أنه لا مانع من التركيز على مشاكل الآخرين، ويوافقه الرأي ـ يستطرد الكاتب ـ (ريث ميسنجر) رئيس الخدمات العالمية لليهود. وقال الكاتب إن المجلس اليهودي بواشنطن استضاف حملة لرفض عمليات القتل في السودان، وفي الرابع والعشرين من يونيو 2004 جمّد متحف الهولوكوست الأمريكي كل أنشطته لمدة نصف ساعة للفت الانتباه لما يجري في السودان، وأن (45) جماعة يهودية تضم كل الطيف السياسي والديني وضعت صندوقاً بريدياً خاصاً لجمع التبرعات للمتضررين من هجمات العرب المدعومين من الحكومة أطلق عليه اسم"صندوق التحالف اليهودي لإغاثة السودان".
انعطافات في الموقف الدولي
غير أن هذه الاتهامات لم تصمد أمام الحقائق؛ لأنها كانت في معظمها اتهامات جزافية عارية عن الصحة من جانب خصوم الإنقاذ. وقد فتح السودان ذراعيه لاستقبال وفود إعلامية من كل أصقاع الدنيا واستقبال مسؤولين حكوميين من عدة دول زاروا دارفور وتجوّلوا فيها بحرية، وبعد الوقوف على المعطيات على الأرض حدث تحوّل في المواقف العدوانية السابقة؛ إذ صرح كوفي عنان أن ما يجري في الإقليم ليس إبادة جماعية، وقال (كولن باول): إن ما يحصل في دارفور لا يصل حد الإبادة الجماعية، وأكد وزراء أوروبيون زاروا المنطقة أنه لا يوجد تطهير عرقي في دارفور، وإنها القضية قضية تنمية وصراع على الموارد.وتشير التطورات المستجدة في الملف السوداني وملف دارفور في الوقت الحالي إلى تجدد الأطماع الغربية واليهودية في القارة السمراء. فالسودان ذو موقع إستراتيجي في القارة، وهو بلد واعد من الناحية البترولية، وليس من المؤكد أن تخمد تلك الأطماع لأنها جزء من إستراتيجية أكبر ترعاها الدوائر الغربية والصهيونية في إفريقية
*إصدار:المركز السوداني للخدمات الصحفية.[منقووول]

مناحي السادس عشر
07 / 06 / 2006, 36 : 01 PM
اشكرك اخي مجمع البحرين على النقل الموفق


تحياتي

أبو ياسر
07 / 06 / 2006, 40 : 01 PM
العفو أخي الغالي/ مناحي السادس عشر
شرفت بمرورك و تعليقك ...
تحياااااتي

أبو معاذ المهدي
07 / 06 / 2006, 29 : 02 PM
شكراً أخي مجمع البحرين على التوضيح
تحياتي العطرة

أبو ياسر
07 / 06 / 2006, 34 : 03 PM
العفو أخي الغالي/ خادم الكتاب و السنة
شرفت بمرورك و تعليقك..
تحيااااتي

طالب الجنان
08 / 06 / 2006, 49 : 06 AM
أخي / مجمع البحرين
اشكرك على هذا التوضيح لهذي القضية
تقبل تحياتي ....

أبو ياسر
08 / 06 / 2006, 11 : 01 PM
أخي العزيز/ طالب الجنان
أشكرك على المرور و التعليق ..
تحيااااتي